المشروبات الغازية.. مذاق منعش وموت بطيء

مروة حسن الجبوري

2015-10-12 08:29

لونها أحمر، أسود، أخضر، برتقالي، ألوان تجذب النظر، موجودة في كل مكان، في البيت والمطعم والمدرسة وفي السوبر ماركت، ماهي ياترى!؟.

إنها المشروبات الغازية المنتشرة في البلدان العربية والاجنبية، بل حتى في البلدان الفقيرة، فقد أصبح منتجوها يتفننون في ألوانها وأشكال القناني التي يتم تعبئتها بها، مما يزيد من إقبال الناس على شرائها وزيادة استهلاكها بشكل كبير يوما بعد آخر، لا احد منا لا يشرب الكولا (الببسي)، والميرندا والسفن آب، فأصبحت هذه الاسماء تجلب الى البيوت بكميات كبيرة كبقية الأطعمة، وعادة يكون المستهلك الأكبر لها، هم الاطفال، فباتوا يتناولونها صباحا وبعد وجبة الطعام مباشرة، وصار أمرا عسيرا على الاباء منع اطفالهم او ابعادهم عنها قدر المستطاع، وقد نسمع كثيراً من الأقوال والنصائح الصحية، بأنّ المشروبات الغازيّة مضرة بالصحة فهل هذا صحيح؟ وما هي أضرار المشروبات الغازيّة؟

المشروبات الغازيّة هي مشروبات صناعيّة تتكوّن من الماء والسكر والحموض والمواد الإضافية الحافظة كمواد الطعم والرائحة، ومواد اللون، وثاني أكسيد الكربون، إضافة إلى مادّة الكافايين وإنزيم الببسين، وهذه الغازات والنكهات المضافة هي التي تعطي هذا المشروب الغازيّ طعمه المميّز والمختلف، ومن الأمثلة عليها الكولا، والمياه الفوّارة، والشاي المثّلج، إضافة إلى الليمونادة الغازيّة، وقد أصبح هذا المشروب أحد أهم المشروبات الغازيّة في العالم ودخلت عالم الضيافة والترحيب، وهي أيضاً أحدى المشروبات التي تقدّم في الأفراح والمناسبات خاصّة المشروبات الغازيّة الباردة في فصل الصيف.

وتكثر الإعلانات التلفازيّة والإذاعيّة التي تغري الناس لشراء هذه المشروبات الغازيّة، وبعد الكثير من الأبحاث والدراسات وجد العلماء أنّ هذه المشروبات لها أضرار جسيمة على جسم الإنسان وصحّته، فالمشروب الغازيّ يلعب دوراً أساسيّاً في زيادة السمنة والوزن، لاحتوائه على نسبة عالية من السكر، كما أنّ للمشروب الغازيّ تأثيره على صحّة الجسم، حيث أنّه يقلّل الشهيّة لتناول الأطعمة المغذيّة والمفيدة، فهي تزيد الشعور بالشبع سريعاً خاصّة عند تناولها مع الأطعمة المفيدة، كما أنّ المشروبات الغازيّة تعتبر سبباً في تآكل الأسنان وتلفها، حيث أنّها تعمل على تآكل طبقة المينا التي تحمي الأسنان، مما يزيد من نسبة تسوّسها وفقدانها.

إنّ المشروبات الغازيّة تضرّ أيضاً بالأعضاء الداخليّة لجسم الإنسان، فهي تؤذي الكبد وتدمره، حيث أنّها تعد سببا من اسباب إصابة الكبد بالتليّف الكبديّ، كما أنّها سبب في إصابة الكلى بالأمراض المزمنة، وتسبب المشروبات الغازيّة هشاشة العظام، حيث أنّها تقلّل من قدرة الجسم على امتصاص الكالسيوم في العظام والأسنان، كما أنّها تعتبر أحد أسباب عقم الرجال وتهدّد خصوبته، حيث أنّها تقلّل من نسبة الحيوان المنوي، وكثيرا ما نسمع بأن هذه المشروبات الغازية تساعد على عملية الهضم، خاصة عندما يشكو أحدنا من التخمة، فأكثرهم يصفون المشروبات الغازية مقتنعا بأنها تخفف وتزيل هذه التخمة وتعطيك راحة وانتعاش.

طرحنا هذا السؤال على أحد الاطباء المختصين في الأمراض الباطنية فأجاب: إن غاز ثاني اكسيد الكربون الموجود في هذه المواد الغازية والمسئول الاول عن أحداث الفقاعات التي تجتمع كلها داخل المعدة، فيعطي ذلك نوعا من الشعور بالانتفاخ، واذا اجرينا صورة أشعة للبطن نجد أن هذه الغازات متجمعة داخل المعدة واحيانا يتسبب ذلك بألم في أعلى البطن.

وقد أجريت دراسة علمية في احدى الجامعات الامريكية حول المشروبات الغازية على افراغ الطعام من المعدة على ثمانية متطوعين أصحاء عن طريق اعطائهم مشروبات غازية ووجبة طعام فيها مادة مشعة وذلك لمتابعة وجبة الطعام في المعدة وعلى حساب زمن افراغ المعدة، وكانت نتيجة الدراسة أن المشروبات الغازية لا تزيد من حركة المعدة ولا تزيد من افراغ الطعام من المعدة، وانما في الحقيقة تغير توزيع الطعام داخل المعدة حيث أن غاز ثاني اكسيد الكربون يرتفع الى أعلى المعدة، مما يدفع بالطعام والسوائل الى أسفل المعدة في وضعية الجلوس وبالتالي هذه العملية لا تريح المعدة.

ولعل أحدهم يسأل ماذا علينا ان نفعل اتجاه هذه الأضرار الجسدية من المشروبات الغازية؟.

الجواب بعد كل هذه الأدلة والدراسات عليك ان تفهم الى مدى ضرورة التوقف عن هذه السموم، حفاظا على صحتك وسلامة قلبك، وان كنت مدمنا على شرب المشروبات الغازية، حاول ان لا تسرف في الشرب فقط ذكر نفسك، ومن حولك بخطورة هذه المشروبات وما تتسبب لكل من يتناولها من أمراض. صحتكم أمانة.

...........................
* الآراء الواردة لا تعبر بالضرورة عن رأي شبكة النبأ المعلوماتية

ذات صلة

عالم الإسلام متماثلا اجتماعيا وثقافيا.. الطاقة الممكنةصناعة الاستبداد بطريقة صامتةوزارتا التربية والتعليم العالي في العراق مذاكرةٌ في تجاذبات الوصل والفصلالجنائية الدولية وأوامر الاعتقال.. هل هي خطوة على طريق العدالة؟التناص بوصفه جزءاً فاعلاً في حياتنا