الاكتئاب والصحة النفسية.. من فقدان الشهية الى الأرق

مروة الاسدي

2015-09-17 06:15

يعد الاكتئاب واحداً من أكثر الأمراض النفسية شيوعاً، ويعاني منه 350 مليون شخص في العالم، وتقول منظمة الصحة العالمية إنه يتصدر أسباب الإعاقة عالمياً، ويرى خبراء في مجال الطب النفسي إن من أسبابه التوتر الانفعالي والظروف المحزنة, الحرمان, الصراعات اللاشعورية, الإحباط والفشل وخيبه الأمل والكبت والقلق، ضعف الأنا الأعلى واتهام الذات والشعور بالذنب الذي لا يغتفر بالنسبة لسلوك سابق, الوحدة والعنوسة وسن القعود (سن اليأس) وتدهور الكفاية ألجنسيه والشيخوخة والتقاعد, ألتربيه الخاطئة.

ويتضمن العلاج عادة إما العلاج الطبي بالعقاقير وإما من خلال الطب النفسي أو كليهما، لكن عددا كبيرا من المرضى لا يشعر بتحسن ويعاني من نوبات متكررة من الاكتئاب، بينما يمكن لوسائل علاج الاكتئاب القائمة على الانتباه العقلي أن تقدم "خيارا جديدا للملايين ممن يعانون من عودة الاكتئاب"، واختبر العلماء العلاج على أشخاص معرضين لخطر انتكاسة الاكتئاب، مع تقليل تناول الحبوب المضادة للاكتئاب وتوصلوا إلى أنه يقدم نتائج جيدة، ويدرب العلاج المصابين على تركيز انتباههم العقلي وإدراك تلك الأفكار السلبية التي قد تطرأ على أذهانهم.

وكذلك أوضحت دراسة إن تعاطي مجموعة من العقاقير يمكن أن يخفف من أعراض الاكتئاب والميول الانتحارية لدى المرضى المصابين بالاكتئاب "ثنائي القطب"، والاكتئاب ثنائي القطب مرض نفسي يتسم بنوبات متعاقبة من الكآبة والبهجة ما يدفع المريض إلى الإتيان بأفعال طائشة وغير مسؤولة في بعض الأحيان.

في حين أشار بحث حديث إلى أن تناول الكثير من الأسماك قد يساعد في الوقاية من الإصابة بالاكتئاب، وأظهر تحليل لـ26 دراسة أجريت على أكثر من 150 ألف شخص انخفاضا بواقع 17 في المئة في احتمال الإصابة بالاكتئاب لدى الأشخاص الذين يتناولون كميات كثيرة من السمك، وأحد الأسباب المحتملة التي أوضحها الباحثون هي أن الأحماض الدهنية الموجودة في الأسماك قد تلعب دورا مهما في نواحي عديدة متعلقة بأنشطة المخ.

ويوجد نوع آخر من الاكتئاب يعرف بـ "اضطراب العاطفة الموسمي" وهو يصيب بعض الأشخاص بسبب تغيير الفصول، ويتسم هذا المرض بحالة الإحباط القوية، ويشبه الكآبة التي يشعر بها البعض أثناء فصل الشتاء، لكن بعكس مرضى الاكتئاب الشتوي، الذين تجعلهم الكآبة عرضة للإفراط في الأكل والنوم بشكل غير طبيعي، فإن مرضى الاكتئاب الصيفي يشعرون بفقدان الشهية والأرق المرضي، ويعانون من قوة الشمس أو الحرارة المرتفعة أو الاثنين معاً.

وتتواصل الدراسات المتخصصة في القضايا النفسية للحد من الكثير من الأمراض بالإضافة إلى إنها تهدف للحصول على تفسيرات للأمراض فضلا عن أخبار أخرى تتعلق بكيفية الوقاية منها وبيان طرق علاجها، وقد رصدت (شبكة النبأ المعلوماتية) بعض الأخبار والدراسات نستعرض أبرزها في التقرير أدناه.

مرضى الاكتئاب قد يرتكبون جرائم عنيفة

وفي السياق ذاته قال خبراء في مجال الطب النفسي إن الذين تشخص حالاتهم على انهم مصابون بالاكتئاب من المرجح ان يقدموا على ارتكاب الجرائم العنيفة كالسطو ومخالفات الاعتداء الجنسي والتعدي على الآخرين بواقع ثلاث مرات أكثر من غير المصابين به، إلا ان العلماء أكدوا في دراسة تستند إلى مناظرة حالات 47 ألف شخص انه في الاغلب الأعم من حالات الاكتئاب يتعين عدم وصم المرضى إما بانهم مجرمون وإما بانهم يجنحون للعنف. بحسب رويترز.

وقال سينا فاضل الذي أشرف على الدراسة بقسم الطب النفسي بجامعة اكسفورد "من أهم النتائج هي ان السواد الاعظم من مرضى الاكتئاب غير مدانين بجرائم عنيفة وان المعدلات دون تلك الخاصة بأمراض انفصام الشخصية وذهان الهوس الاكتئابي وهي ايضا أقل كثيرا من إدمان الكحوليات أو المخدرات"، والاكتئاب واحد من أشيع صور المرض العقلي ويعاني منه 350 مليون شخص في العالم، ويتضمن العلاج عادة إما العلاج بالعقاقير وإما من خلال الطب النفسي أو كليهما.

وقال اندريا شيبرياني وهو باحث اكلينيكي واستشاري في الطب النفسي في اكسفورد لم يشارك في هذه الدراسة بصورة مباشرة إن النتائج أوضحت مدى أهمية التحدث مباشرة الى مرضى الاكتئاب عن كيف يمكن ان تكون الافكار العنيفة والمسلك العنيف جزءا من مرضهم، وقال للصحفيين "مما يبعث الارتياح لدى المرضى التحدث عما يعانون منه، إنهم يرتاحون عندما يعرفون ان هناك مخرجا وان المرض قابل للعلاج".

وتابع فريق فاضل الذي نشرت نتائج دراسته في دورية (لانسيت‭Lancet‬‭ ‬) للطب النفسي، السجلات الطبية والسوابق الجنائية لعدد 47158 شخصا في السويد ممن شخصت حالاتهم بالاكتئاب وقورنت الحالات مع 898454 شخصا ممن لا يعانون منه مع الأخذ في الاعتبار عوامل السن والنوع، وفي فترة وصلت في المتوسط إلى ثلاث سنوات وجدوا ان مرضى الاكتئاب لديهم مخاطر أكبر تتعلق بإيذاء النفس والغير.

وعندما تركز البحث على عوامل اخرى مثل التاريخ السابق في مجال العنف أو ايذاء النفس او المرض الذهني او الضرر المادي، وهي أمور تزيد جميعها من العنف، وجدوا ان مخاطر اقل، لكنها كبيرة، تتعلق بالجريمة العنيفة بين مرضى الاكتئاب، وأشار فاضل إلى انه في اطار التوجيهات العامة لدى الاطباء المعالجين للاكتئاب يجري التركيز بصورة ملموسة على ما اذا كان الشخص قد يعمد إلى ايذاء نفسه أو ان يحاول الانتحار لكن لم ينصب الاهتمام بعد على العنف.

وقال إن الخطوة القادمة لهذا البحث تتضمن بحث العلاقة بين الاكتئاب والعنف، وقال "هل يتعلق الامر بالعجز عن إمعان التفكير في الامور وعدم القدرة على اصدار أحكام بشأن المخاطر؟ هل يتعلق الأمر بسرعة الانفعال؟ أو التهور ؟" وأضاف "اذا أمكننا تناول الأمر بصورة أعمق فقد يساعد ذلك فعلا في علاج هؤلاء الاشخاص".

عادة ما يتضمن فصل الصيف الكثير من النشاطات والمغامرات وأوقات اللهو والتسلية، ويربط الكثيرون هذا الفصل بنهاية العام الدراسي وبداية الإجازات الصيفية، أو بالسفر والسباحة والاستلقاء تحت الشمس لساعات طويلة، ولا شك أنه فصل قد يعطي الكثيرين الشعور بالحيوية والنشاط، فيما قد يعيش بعض الأشخاص خلاله الشعور بالكآبة الحادة. بحسب السي ان ان.

فاكتئاب الصيف مرض مصنف بـ "اضطراب العاطفة الموسمي" الذي يصيب بعض الأشخاص بسبب تغيير الفصول، ويتسم هذا المرض بحالة الإحباط القوية، ويشبه الكآبة التي يشعر بها البعض أثناء فصل الشتاء، لكن بعكس مرضى الاكتئاب الشتوي، الذين تجعلهم الكآبة عرضة للإفراط في الأكل والنوم بشكل غير طبيعي، فإن مرضى الاكتئاب الصيفي يشعرون بفقدان الشهية والأرق المرضي، ويعانون من قوة الشمس أو الحرارة المرتفعة أو الاثنين معاً.

وبما أن عدد حالات اكتئاب الصيف يمثل فقط 10 في المائة من نسبة المرضى المصابين بـ "اضطراب العاطفة الموسمي" في الولايات المتحدة الأمريكية، فإن البحث العلمي لم يعط هذا المرض حقه، لهذا، لم يتوصل العلماء إلى علاج طويل الأمد لهذا المرض، أو المسبب الرئيسي له، وينصح العلماء الأشخاص الذين يعانون من هذا الاضطراب بالبقاء في الأماكن المغلقة في أجواء باردة ومعتمة.

ويعتبر الطبيب النفسي نورمان روزينثال، الذي أجرى بحوثا عديدة تناولت الاضطراب العاطفي الموسمي، أن تأثير هذا العلاج ينتهي، ما أن يخرج المريض من الأجواء الباردة والمعتمة، إذ يشعر المريض بحالة الاكتئاب مرة أخرى، عندما يرى النور أو يتعرض إلى الحرارة، بالإضافة إلى ذلك، يحالف الحظ مرضى الاكتئاب الشتوي مقارنة بمرضى الاكتئاب الصيفي لأن المنطقة العربية تشتهر بالحرارة العالية وأشعة الشمس التي تكون بارزة خلال غالبية أيام السنة.

بالإضافة إلى ذلك، يتمحور الصيف حول النشاطات الاجتماعية والخارجية، وخصوصاً أن مرضى الاكتئاب يشعرون بالعزلة والوحدة في الأماكن المغلقة بينما يستمتع الآخرون في المساحات الخارجية، ويوجد نسبة أصغر من الناس التي تعاني من حالتي الاكتئاب الصيفي والشتوي معاً، بينما يشعرون بالراحة في فصلي الربيع والخريف عندما تتساوى ساعات الليل والنهار.

علاج القائم على الإدراك الحسي

من جهتهم قال باحثون إن العلاج القائم على الادراك الحسي (إم.بي.سي.تي) قد يكون فعالا بنفس قدر العقاقير المضادة للاكتئاب في منع حدوث حالات انتكاسة مزمنة، والاكتئاب هو من أكثر أنواع الامراض النفسية شيوعا ويصيب أكثر من 350 مليون شخص على مستوى العالم، وتقول منظمة الصحة العالمية إنه يتصدر أسباب الاعاقة عالميا. بحسب رويترز.

ويشمل علاج المرض عادة اما العلاج الطبي أو العلاج النفسي أو الاثنين معا، لكن عددا كبيرا من المرضى لا يشعر بتحسن ويعاني من نوبات متكررة من الاكتئاب، وطور علاج الادراك الحسي (إم.بي.سي.تي) لمساعدة هذه النوعية من المرضى من خلال تعليمهم مهارات التعامل بشكل ايجابي مع الأفكار والمشاعر المرتبطة عادة بحالات الانتكاس بهدف مساعدتهم على عدم السقوط مرة أخرى في براثن الاكتئاب.

وفي أول دراسة كبيرة من نوعها لمقارنة هذا العلاج والعلاج التقليدي بالعقاقير المضادة للاكتئاب لم يجد الباحثون فرقا يذكر بين نتائج الأسلوبين، كما خلصت الدراسة الى ان تكلفة علاج (إم.بي.سي.تي) لا تزيد كثيرا خاصة اذا نفذ في مجموعات، والاعتقاد الشائع انه أكثر تكلفة لانه يحتاج الى مزيد من الوقت والى معالجين مدربين.

نتائج "مبشرة" لعلاج للاكتئاب

بينما يمكن لوسائل علاج الاكتئاب القائمة على الانتباه العقلي أن تقدم "خيارا جديدا للملايين ممن يعانون من عودة الاكتئاب"، حسبما ذكر تقرير لمجلة "لانست" الطبية، واختبر العلماء العلاج على أشخاص معرضين لخطر انتكاسة الاكتئاب، مع تقليل تناول الحبوب المضادة للاكتئاب وتوصلوا إلى أنه يقدم نتائج جيدة، ويدرب العلاج المصابين على تركيز انتباههم العقلي وإدراك تلك الأفكار السلبية التي قد تطرأ على أذهانهم. بحسب البي بي سي.

وشجع أطباء في إنجلترا وويلز بالفعل على توفير العلاج للمرضى، وغالبا ما توصف العقاقير الطويلة المدى المضادة للاكتئاب للمرضى للمساعدة في الحد من تكرار النوبات بعد التعافي، وفي الدراسة، سجل الأطباء في المملكة المتحدة 212 شخصا معرضا لخطر الإصابة بمزيد من نوبات الاكتئاب في دورة تدريبية للعلاج القائم على الانتباه مع التقليل بحذر من تناول العقاقير التقليدية.

وشارك المرضى في جلسات جماعية حيث تعلموا مهارات التأمل والانتباه العقلي الموجه، وهدف العلاج إلى مساعدة المرضى في التركيز على الحاضر، واكتشاف أي علامات تحذير مبكرة للاكتئاب والاستجابة لها بطريقة لا تسبب المزيد من حالات الانتكاسة، وقارن الباحثون تلك النتائج بـ212 مصابا ممن استمروا في تناول الدواء في دورة علاج كاملة استمرت عامين.

وبنهاية الدراسة، تعرضت نسبة مشابهة من المرضى في المجموعتين لانتكاسة الاكتئاب، وقلل العديد في مجموعة العلاج القائم على الانتباه العقلي من تناول الأدوية، ويقول العلماء إن تلك النتائج تشير إلى أن العلاج القائم على الانتباه العقلي قد يقدم بديلا تشتد الحاجة إليه لدى المرضى الذين لا يتمكنون أو لا يرغبون في تناول أدوية لفترة طويلة، وخلص العلماء في تقريرهم إلى أن هذا العلاج "قد يكون خيارا جديدا لملايين المرضى الذين يعانون من انتكاس الاكتئاب بوصفات طبية متكررة".

ويضيف نيجل ريد، الذي شارك في الدراسة: "الانتباه العقلي قدم لي مجموعة من المهارات التي أستخدمها لأبقى في حالة جيدة على المدى الطويل"، وقال: "فبدلا من الاعتماد على مضادات الاكتئاب، جعلني الانتباه العقلي مسؤولا، بالسماح لي التحكم في مستقبلي، واكشتاف المخاطر التي قد أتعرض لها، والقيام بالتغييرات اللازمة لإبقائي في حالة جيدة".

"نتائج مهمة"، وقال غوين أدشيد من الكلية الملكية للأطباء النفسيين، معبرا عن وجهة نظر محايدة في الدراسة: "تلك النتائج مهمة من وجهة نظر أولئك الأشخاص الذين يعيشون وهم يعانون من الاكتئاب ويحاولون المشاركة في شفائهم"، وأضاف: "وتقدم أدلة على أن العلاج القائم على الانتباه يعد تدخلا يجب على أطباء الرعاية الصحية الأولية أن يأخذوه على محمل الجد كخيار".

ويحذر خبراء المرض من أنه لا ينبغي التقليل من الأدوية المضادة للاكتئاب إلا تحت إشراف طبي، وقال إدوارد فيتا، أستاذ الطب النفسي في جامعة برشلونة، في أسبانيا، إن هناك حاجة إلى المزيد من الدراسات لتحديد مدى فعالية العلاج المعرفي المحتملة، ويقول الباحثون إن خطوتهم القادمة هي اكتشاف المكون النشط في هذا العلاج، وإن كان يمكن مقارنته بصورة إيجابية بالطرق الأخرى الجماعية.

ومن جانب اخر قالت شركة نيوروركس للمستحضرات الدوائية إن النتائج الاولية لدراسة محدودة أوضحت ان تعاطي مجموعة من العقاقير يمكن ان يخفف من أعراض الاكتئاب والميول الانتحارية لدى المرضى المصابين بالاكتئاب ثنائي القطب، والاكتئاب ثنائي القطب مرض نفسي يتسم بنوبات متعاقبة من الكآبة والبهجة ما يدفع المريض إلى الاتيان بافعال طائشة وغير مسؤولة في بعض الاحيان. بحسب رويترز.

وأوضحت هذه الدراسة التي شملت ثمانية مرضى، ونشرت نتائجها بدورية الطب النفسي الاكلينيكي، تراجعا بنسبة 50 في المئة لأعراض الاكتئاب وتراجعا بنسبة 75 في المئة في الميول الانتحارية لدى مرضى الاكتئاب ثنائي القطب ممن لم يستجيبوا للعلاجات العادية، وعولج المرضى بالحقن في الوريد بعقار كيتامين ثم بتركيبة من عقار دي، سيكلوسيرين، وهو عقار مخصص لعلاج السل- وعقار لوراسيدون للحفاظ على أثر عقار كيتامين، والاسم التجاري لهذه التركيبة من العقاقير هو سيكلوراد.

وقالت شركة نيوروركس إنه في حين ان كيتامين، الذي يستخدم اساسا كمخدر كلي، معروف أثره في العلاج السريع للاكتئاب إلا ان ادارة الغذاء والدواء الامريكية لم توافق عليه بعد وهو المعروف بان أثره قصير الأمد، وقالت الشركة إن هذا هو أول تقرير اكلينيكي يوضح ان بالامكان الابقاء على أثر عقار كيتامين لشهرين اذا اضيفت له عقاقير اخرى، ويعاني أكثر من ثلاثة ملايين أمريكي من مرض الاكتئاب ثنائي القطب الذي يعرف ايضا باسم الاضطراب الوجداني او الهوس الاكتئابي.

وقال جوناثان جافيت المدير التنفيذي لشركة نيوروركس "على الرغم من الادلة العديدة التي تقول إن نسبة تراوحت بين 25 الى 50 في المئة من مرضى الاكتئاب ثنائي القطب حاولوا الانتحار ونجح منهم الكثيرون فلا يوجد حاليا علاج مصدق عليه من قبل ادارة الغذاء والدواء الامريكية لمسألة الانتحار المتعلقة بمرض الاكتئاب ثنائي القطب"، وأضاف ان المرحلة التالية تتضمن اجراء تجارب اكلينيكية واسعة النطاق على العلاج مشيرا الى ان مجرد ان العلاج يتضمن عدة عقاقير كانت ادارة الغذاء والدواء الامريكية قد وافقت عليها بالفعل فان موافقتها متوقعة على المدى القصير لانه ليس عقارا جديدا.

تناول الأسماك قد يقي من الإصابة بالاكتئاب

في حين أشار بحث حديث إلى أن تناول الكثير من الأسماك قد يساعد في الوقاية من الإصابة بالاكتئاب، أظهر تحليل لـ26 دراسة أجريت على أكثر من 150 ألف شخص انخفاضا بواقع 17 في المئة في احتمال الإصابة بالاكتئاب لدى الأشخاص الذين يتناولون كميات كثيرة من السمك، وأحد الأسباب المحتملة التي أوضحها الباحثون هي أن الأحماض الدهنية الموجودة في الأسماك قد تلعب دورا مهما في نواحي عديدة متعلقة بأنشطة المخ.

وقالت مؤسسة "مايند" الخيرية التي تعنى بالصحة النفسية إن هذه الدراسة دعمت أبحاثا أخرى تظهر العلاقة بين النظام الغذائي والحالة المزاجية للأشخاص، وقال الباحثون الصينيون الذين نشروا الدراسة في دورية علم الأوبئة وصحة المجتمع إن العديد من الدراسات السابقة بحثت في تناول الأسماك والاكتئاب، لكن النتائج كانت متباينة، وحينما فحص الباحثون أنواعا مختلفة من الدراسات، توصلوا إلى أن التأثير المناعي لتناول كميات كبيرة من الأسماك كان مرتبطا بدراسات أجريت في أوروبا وليس دراسات من مناطق أخرى من العالم.

وفي محاولة منهم للوصول إلى النتيجة التي قالوا إنها كانت قضية مثيرة للجدل، جمع الباحثون البيانات من جميع الدراسات ذات الصلة التي تمكنوا من إيجادها وأجريت منذ عام 2001، وأوضحت نتائج التحليل وجود علاقة قوية بين الاثنين، تنطبق على الذكور والإناث، ولم تتطرق نتائج الدراسة إلى العلاقة السببية بين تناول الأسماك والوقاية من الاكتئاب، لكن ثمة نظريات مثيرة للاهتمام بشأن السبب في أن الأسماك قد تكون مفيدة للصحة العقلية، حسبما أفاد الباحثون.

نظام غذائي أفضل للصحة، ويشير أحد التفسيرات المحتملة إلى أن الأحماض الدهنية (أوميغا-3) الموجودة في الأسماك قد تكون عاملا مهما في نشاط مادتي الدوبامين والسيروتونين الكيميائيتين اللتين يعتقد أن لهما دورا في الاكتئاب، ويشير تفسير آخر إلى أن الأشخاص الذين يتناولون الأسماك بكثرة ربما يتبعون نظاما غذائيا صحيا بشكل عام، وهو ما ينعكس بدوره في تحسن صحتهم العقلية.

وقال دونغفينغ تشاننغ الأستاذ بكلية الطب بجامعة تشينغداو "زيادة استهلاك الأسماك قد تكون مفيدة في الوقاية الأولية من الاكتئاب، هناك حاجة لدراسات مستقبلية للبحث بصورة أكبر فيما إذا كانت هذه العلاقة تتنوع وفقا لنوع الأسماك"، وقالت راتشيل بويد مديرة المعلومات في مؤسسة "مايند" إن المؤسسة نشرت مؤخرا دليلا بعنوان "الطعام والمزاج العام" تضمن نصائح بشأن تناول "الدهون المفيدة" مثل تلك الموجودة في الأسماك.

وأضافت "من المهم عدم التقليل من أهمية النتائج لأن هناك الكثير من العوامل المختلفة وراء الإصابة بالاكتئاب"، وتابعت "لكننا نتفق بالفعل على أن وجود هذه الأحماض الدهنية في النظام الغذائي قد يكون، مفيدا، وأن الناس في هذا الصدد بمقدورهم إدخال تغييرات بسيطة يكون لها تأثير كبير جدا"، وأشارت إلى أنه بالنسبة للأشخاص النباتيين وأولئك الذين لا يريدون تناول الأسماك، فهناك مصادر أخرى للأحماض الدهنية مثل البذور والمكسرات، وكذلك المكملات الغذائية.

ذات صلة

فن صناعة النسيج الاجتماعي الرصينالصراط المستقيم بين المنهج والنموذجالشرق الاوسط على موعد ساخن متجدد مع ترامبالتعداد السكاني: لبنة أساسية لبناء مستقبل العراق وتحقيق رفاهية المواطنالايدلوجيا اللّيبرالية الأمريكية والمسار الشعبوي