لماذا نفرط في التفكير أثناء الليل؟: نظام حياتنا اليومي أساس المشكلة
مروة الاسدي
2023-02-15 05:56
يعاني العديد من الأشخاص كثرة التفكير قبل النوم، مما يسبب لهم الأرق والتعب النفسي طوال الليل، لذلك نرى كثيراً منا يأوي إلى سريره ويبدأ التقلب فيه من كثرة التفكير، ليصل إلى حالة عدم القدرة على النوم بسبب التفكير.
يبدأ الشخص بالتفكير في موضوع معين قد يكون مشكلة أو تخيل يريده أن يتحقق، وتبدأ حينها سلسلة لا متناهية ومتشعبة من التفكير مما يسبب الأرق لدى الشخص ولا يستطيع النوم بسببها؛ وهناك أسباب كثيرة تدعو الأشخاص لكثرة التفكير قبل النوم، ومنها أن الدماغ يحاول استرجاع ما حدث عندما يكون الشخص على سريره، حيث إنَّ كثيراً من الأشخاص يكون يومهم ممتلئ بالعديد من الأحداث وضغوطات الحياة، وخلال تلك الضغوطات لا يفكر الإنسان كثيراً كونه يكون منشغلاً كثيراً بما بين يديه، لذلك عندما يأوي الشخص إلى فراشه يكون الجو ملائماً للتفكير، ويبدأ عندها التفكير بما حدث معه خلال اليوم وبأسباب وطرائق حل المشاكل التي تعرض لها.
كما تعد التكنولوجيا سبباً رئيساً في التفكير الزائد، حيث إنَّ هنالك مؤثرات كثيرة تجعل الشخص لا يستطيع النوم، والذي بدوره يجعل الفرد أكثر قلقاً وإرهاقاً، ومن هذه المؤثرات الإضاءة التي تخرج من شاشة الجوال، إذ يقلُّ إفراز هرمون السيروتونين، والذي يساهم مساهمة كبيرة في عملية الاسترخاء، لذلك ينصح كثير من الأطباء إبعاد الجوال عن أماكن النوم من أجل عدم تأثيرها على النوم الصحي.
بالإضافة لما ذكر توجد أسباب مباشرة تجعل الأشخاص يفكرون تفكيراً زائداً والتي تسبب لهم بدورها الأرق والتعب والإرهاق، ومن هذه الأسباب، اولا، الضغوطات النفسية وكثرة الإجهاد: تعد الضغوطات النفسية وكثرة الإجهاد عند الأشخاص من الأسباب التي تجعلهم يفكرون بكثرة قبل النوم، ومِن الضغوطات النفسية التي يتعرض لها الأشخاص هي الخوف من عدم تأمين حياة كريمة ينعمون بها، وكذلك المخاوف المتعلقة بالعمل أو ما يخص الأسرة والصحة والعلاقات الاجتماعية؛ وكل هذه الأمور تعد من مسببات التفكير الزائد، والتي بدورها تسبب الأرق والإرهاق لدى الأشخاص.
ثانياً، كثرة التحليل ليلاً: يكثر في الليل تحليل ومعالجة المعلومات وذلك بسبب كثرة الانشغال في النهار، ولكون التحليل ومعالجة البيانات من وظائف الدماغ الأساسية، مما يؤدي إلى التفكير الزائد.
ثالثاً، كثرة ساعات العمل الطويلة: إنَّ كثرة الساعات الطويلة في العمل والانشغال تجعل الفرد لا يلتزم بساعة نوم معينة، لذلك يصيبه الأرق نتيجة عدم ثبات ساعات النوم لديه، بالإضافة إلى أنَّ بعض الأشخاص لديهم اضطرابات في النوم نتيجة جدول غير منتظم فيما يخص نومهم، وكذلك النوم في ساعات متفرقة في النهار، كما أنَّ تناول وجبات الطعام في آخر الليل وقبل النوم فوراً والإفراط في التدخين وشرب المنبهات التي تحتوي على الكافيين تجعل الفرد يزيد من تفكيره قبل النوم وتسبب له الأرق والتعب والقلق.
رابعاً، الأزمات النفسية: من الأمور المسببة لقلة النوم والتفكير الزائد قبل النوم هي الاضطرابات النفسية التي يعاني منها كثير من الأشخاص.
خامساً، الأمراض العضوية: إنَّ الحالة الصحية لها تأثير كبير في كثرة التفكير وقلة النوم، ومنها خدر الذراعين أو الساقين، بالإضافة إلى أمراض القلب والسكر والضغط وفرط في نشاط إحدى الغدد وأهمها الغدة الدرقية، كذلك الأزمات التي تحدث لبعض الأشخاص مثل أزمة التنفس والربو، بالإضافة إلى وجود بعض الأدوية التي تكون من أعراضها الجانبية القلق والأرق وقلة النوم.
كيف أطرد التفكير قبل النوم؟ تعد معرفة أسباب عدم النوم بشكل جيد والتفكير الزائد من الخطوات الأولى للعلاج، فعند معرفة السبب يمكن التوجه نحو علاج معين، كونها تعد مرحلة تشخيص للحالة التي يمر بها الشخص، ولكننا سنطرح لكم فيما يلي أهم طرائق التخلص وعلاج التفكير الزائد للحالات الشائعة لدى الأشخاص، وكذلك كيفية التخلص من التفكير الزائد قبل النوم، ومنها: أولاً: علينا أن نعلم فيما إذا كانت الحالة سببها عضوي أم لا، لذلك ينصح في الذهاب إلى طبيب مختص لاستشارته من أجل معرفة فيما إذا كان السبب عضوياً أم لا.
عند تكرار حالات التفكير الزائد قبل النوم، حاول الابتعاد عن السرير مع الأخذ بعين الاعتبار ألا تشغل نفسك في شيء يجعلك أكثر نشاطاً، مثل تصفح الإنترنت أو مشاهدة التلفاز؛ حيث ينصح الخبراء بتدوين ما يشغل الدماغ من أجل تخفيف عبء التفكير والرجوع إلى النوم.
ينصح الخبراء والأطباء بأن يكون هناك حالة استرخاء قبل الذهاب إلى السرير بساعة واحدة، مع عدم ممارسة أي عمل أو الانشغال بأي شيء، فهذا الأمر يعزز قدرةَ الفرد على النوم بسهولة دون تفكير زائد يسبب له القلق والتوتر.
ذهب بعض الأطباء في نصح الأشخاص بأن يفعلوا خلاف ما يريده الدماغ، فإن كان الشخص يريد أن ينام وبدأ بالتفكير، فعليه أن يقوم ويشغل نفسه بأي شيء.
الساعة البيولوجية، حيث تفعل الساعة البيولوجية ما تفعله ساعة المنبه، لذلك نجد كثيراً من الأشخاص وقد اعتادوا النهوضَ من النوم عند صلاة الفجر دون أي منبه خارجي، وكذلك الذي تعود أن ينهض إلى العمل في ساعة معينة تراه يستيقظ في تلك الساعة على الدوام، لذلك ينصح الأطباء الذين يعانون من التفكير الزائد قبل النوم أن يعيدوا ضبط ساعتهم البيولوجية.
هناك ارتباط وثيق بين تناول الطعام في ساعات متأخرة من الليل وبين الصعوبة في النوم، لذلك ينصح الأطباء بالامتناع عن تناول العشاء في وقت متأخر من الليل.
الابتعاد عن كل ما هو منبه من الكافيين والنيكوتين قبل الذهاب إلى السرير.
تحفز عملية التنظيم ووضع خطة عمل لليوم التالي الدماغ على عدم التفكير بأي شيء سوى النوم من أجل تنفيذ ما خطط له، حيث تساعد عملية التخطيط - من خلال تفريغ ما تفكر أن تنجزه على ورقة أو دفتر ملاحظات - على الاسترخاء أكثر من أجل الاستعداد لليوم التالي.
يقرأ الدماغ ما تقوم به ويجعله عادة لك، لذلك عند التفكير وأنت مستلق على السرير، سيجعل من ذلك عادةً لك، فتتطور هذه العادة وتتفاقم مع الوقت مما يسبب قلقاً وتوتراً يلازمك.
التأمل قبل النوم، حيث تساعد جلسات التأمل قبل النوم على إخراج كافة الأفكار السلبية من الدماغ والاسترخاء والذي يساعد على النوم بطريقة صحية، بحيث لا تتجاوز عملية التأمل الـ15 دقيقة.
إنَّ الحصول على تدليك يساعد على الاسترخاء ويساعد أيضاً على عدم التفكير بالأشياء السلبية التي تسبب القلق والأرق والتوتر.
إنَّ البرنامج الغذائي الصحي يساعد في علاج الكثير من المشاكل منها الأرق والقلق والتوتر والشعور بالإرهاق، ويساعد أيضا على النوم بشكل جيد، لذلك ينصح الأطباء بشرب أنواع معينة من المشروبات التي تساعد على ما ذكرناه قبل قليل، مثل البابونج واليانسون، وذلك على عكس الأغذية التي تسبب الأرق والتفكير الزائد وعدم القدرة على النوم، مثل الأطعمة التي تحتوي على الدسم، والمشروبات الغازية التي تحتوي على السكريات والكافيين، يساعد التعرض لأشعة الشمس في النهار على الاسترخاء وعدم التفكير الزائد قبل النوم لأنَّ الجسم يكون مشبعاً بالفوائد التي يتلقاها من أشعة الشمس.
هل تعاني من كثرة التفكير وقت النوم؟
أحياناً، تشعر بأن دماغك يصبح في قمة نشاطه ما أن يحلّ وقت النوم، فتجده يمر على كل ذكرى كبيرة أو صغيرة، ويتركك منهكاً بالتفكير بما حصل خلال يومك، وقلقاً من ما سيحدث في يوم الغد.
ولسوء الحظ، لا يوجد حل واحد ومثالي يداوي مشكلة نشاط الدماغ المفرط وقت النوم. لكن، جمعنا لكم نصائح من أخصائيي النومٍ المحترفين للتخلص من مشكلة الأرق، تعرفوا إليها فيما يلي: اشغل ذهنك بالتفكير في أمر ليس له معنى، هل تحلم بشراء منزل، أم تطمح إلى العمل لدى شركة معينة، أم تتخيل الفوز بجائزة؟ اقضِ وقتك ما قبل النوم في تخيّل أثاث المنزل، أو التفكير في المهام التي ستتولاها في منصب يحقق أحلامك، أو تخيّل الكلمة التي ستلقيها لدى استلام جائزة أحلامك. هذا النوع من التفكير سيخفف من شعورك بالقلق من جهة، ويجعل دماغك أكثر هدوءاً واستعداداً للاستغراق في النوم.
استيقظ وأكمل يومك، يقول بروفيسور النوم في جامعة أكسفورد مولين إسبي، إن محاولة النوم والتفكير فيه هي من مسببات الأرق، ما يعني أن إعطاء الدماغ أوامر الاستيقاظ قد تأتي بمفعول عكسي وتتسبب بالشعور بالنعاس. ويشير إسبي إلى أن الإيحاء للدماغ بأنه ما من داعٍ للتوتر بسبب البقاء مستيقظاً سيقلل من الشعور بالقلق، ويساعد في النوم.
اكتب عن الأفكار التي تسبب لك القلق، بحسب استشارية النوم جيني جون، إذا مضت 20 دقيقة على محاولتك الخلود إلى النوم بدون جدوى، غادر سريرك واذهب إلى غرفة أخرى خافتة الإضاءة، واكتب عن كل ما يسبب لك الأرق، وبعد الانتهاء من كتابتها، أخبر نفسك بأن تلك الأفكار كلها تحتمل الانتظار إلى يوم الغد. كتابة الأفكار قد تساعدك أيضاً في رؤية أن الكثير من الأمور التي تسبب لك القلق، هي مجرد تخوّفات افتراضية ليست موجودة في الواقع.
مارس التنفّس العميق، بحسب معالجة النوم كريستابيل ماجندي، يعتّبر التنفّس العميق طريقة جيدة لإلهاء الدماغ عن التفكير.
لا تبالغ في تجنّب الأرق، الإفراط في القلق والخوف من الأرق، والمحاولة في تجنبه، كلها أمور تزيد من صعوبة عيش الدوامة التي يدخل فيها الأشخاص الذين يعانون من الأرق. أما تقبّل فكرة الأرق ومراقبة نفسك، خلال عيش هذه الحالة، بشكل لا يشوبه استخدام الهاتف أو مشاهدة التلفاز، فهي إحدى الطرق لتهدئة النفس، والاستغراق تدريجياً في النوم.
تعرّض لمزيد من الشمس، عدم تعرّض الجسم لضوء الشمس خلال اليوم، يؤثر سلباً على الساعة البيولوجية للجسم. لذا، ينصح الكاتب ديفيد راندال بالتعرض لأشعة الشمس خلال اليوم كأحد طرق تحضير الجسم للنوم ليلاً.
كيف توقف دماغك عن التفكير ليلا؟
يواجه كثيرون مشكلة النوم المريح والعميق، ما أن تستلقي على السرير حتى تبدأ الأفكار تأتيك تباعا، والتي عادة ما تكون مصحوبة بالقلق بشأن الحياة المهنية أو المستقبل، الأمر الذي يجعل إراحة عقلك أمرا مستحيلا.
ولتتخلص من حالة القلق الليلية، ربما عليك إعادة ضبط علاقتك بالنوم، ليصبح الاستغراق بالنوم أمرا عاديا بدلا من أن يكون أشبه بمعركة.
الطبيبة، جايد وو، متخصصة بطب النوم، وضعت جملة من النصائح في كتابها الجديد بعنوان "مرحبا بالنوم: علم وفن التغلب على الأرق من دون أدوية" لتساعدك على الوصول لروتين نوم صحي.
وتاليا بعض النصائح التي تحدثت عنها الطبيبة وو في مقابلة مع مجلة فوربس: اتباع العلاجات السلوكية للأرق أكثر فعالية من الاستخدامات الدوائية ومخاطره وآثارها الجانبية أقل، إحدى الأساطير الشائعة عن النوم أن كل شخص يحتاج إلى 8 ساعات في الليل، ولكن حقيقة الأمر أن مقدار النوم يختلف بين الناس بحسب جيناتهم وأنماط حياتهم وبيئاتهم، محاولة الوصول إلى نوم مثالي "قد يزيد من القلق" ويجعل الأرق أسوأ، لا تعتمد فكرة أنه يجب علينا "النوم طوال الليل" من دون استيقاظ أبدا.
درب جسمك على أن يخبرك بمقدار النوم الذي يحتاجه عن طريق شعورك بالنعاس في الوقت المناسب في الليل، ولا تقاوم هذه إشارات الشعور بحاجتك للنوم، النوم والاستيقاظ "في الأوقات التي يفضلها جسدك"، إذ أن كل شخص لديه نمط زمني للشعور بالنعاس واليقظة في أوقات معينة خلال اليوم.
لا تذهب للسرير إلا إذا كنت تشعر بالنعاس، لأنه في حال عدم حاجتك بالنوم، سيقوم عقلك باجترار الأفكار ما يبقيه مشغولا، في الوقت الذي لا نملك فيه "مفتاح تشغيل وإيقاف للدماغ"، إذا حاولت النوم، وكان هناك مشكلة مرهقة عليك التفكير بها، حاول توجيه أفكارك وقلقك باتجاه آخر، في بعض الآحيان قد يفيدك محاولة القراءة أو الاستماع إلى "بودكاست" يبعد عقلك عن الأفكار المزعجة.
لماذا نميل إلى التفكير الزائد قبل النوم؟ وكيف نحصل على ليلة هادئة؟
تحب أدمغتنا دفع نفسها إلى السرعة القصوى من العمل، خاصة في أكثر اللحظات غير المناسبة خلال اليوم. مثال واضح على ذلك النمط المرهق أن تبدأ فور أن تقرر الحصول على قسط من الراحة والنوم، في التفكير المحموم بكل ما يخطر على بالك من شؤون.
لتجد نفسك فجأة غير قادر على إطفاء هذا الدوران السريع للأفكار داخل عقلك، وتكون النتيجة النهائية لذلك هي النوم بعد فترة طويلة من الوقت الذي كنت ترغب فيه؛ وهذا يعني أنك ستستيقظ في اليوم التالي وأنت تشعر بالتعب والإجهاد وعدم الكفاية من النوم.
لحسن الحظ، يمكنك دوماً أن تتعلم كيفية التوقف عن التفكير الزائد في الليل، فقط ما إن تحدد أسباب هذه العادة المُرهقة، وإيجاد الطرق البديلة لتعزيز الشعور بالهدوء والتناغم مع رغبات الجسم في الحصول على هدنة بنهاية اليوم الشاق.
قبل أن نتحدث عن كيفية معالجة الإفراط في التفكير، من الضروري معرفة سبب حدوثه في المقام الأول. لأن هذا سيساعدك على إدراك أن الإفراط في التفكير أمر طبيعي إلى حد ما. إنه شيء يتعامل معه الجميع ويتعرضون له من وقت لآخر.
أولاً، يوضح موقع Declutter The Mind أن الدماغ هو آلة معالجة المعلومات. وكل يوم بدون وعي دقيق منا، يتم إلقاء حمولة من المعلومات على الدماغ.
هذه الكمية اللامحدودة من المعلومات يحتاج العقل لمعالجتها في مرحلة ما. لكن المشكلة هي أن أنماط حياتنا اليوم أصبحت أكثر انشغالاً وسرعة عن أي وقتٍ مضى.
هناك القليل جداً من لحظات الهدوء والتأمُّل، مما يعني أن عقلك لا يستريح أبداً من هذا الوابل المستمر من المعلومات على مدار الساعة.
وبالتالي تكون المرة الوحيدة التي يمكن أن "تأخذ فيها استراحة" حقيقية هي عندما تستلقي على السرير في المساء بنهاية اليوم. لذلك، عندما تفرط في التفكير ليلاً، ستجد أن عقلك (في الغالب) يعالج المعلومات التي تزاحمت عليك خلال اليوم وقمت بتجاهلها وتخزينها لا واعياً.
لذلك فإن قضاء بعض الوقت الهادئ مع نفسك كل يوم قد يحقق لك المعجزات فيما يتعلق بالإفراط في التفكير وعدم القدرة على النوم بسهولة.
فقط امنح نفسك قسطاً من الراحة كل بضع ساعات، وبذلك سوف تقل الكمية التي تفكر فيها كثيراً في المساء. وهو ما يقودنا بدقة إلى طريقتنا الأولى لكيفية التوقف عن التفكير الزائد في الليل.
السلوك المعتاد اليومي
هل وجدت نفسك يوماً لا تتذكر ما أكلته في الليلة الماضية؟ أو أي قميص ارتديته البارحة؟ ولكن كيف ننسى شيئاً فعلناه قبل يوم واحد فقط؟
السبب هو أن الأنشطة مثل الأكل وتغيير الملابس هي جزء من سلوكنا اليومي الآلي، وبالتالي فهي جزء من سلوكنا المعتاد الذي قد نقوم به بدون وعي كافٍ.
أثناء أداء العادة الآلية تلك، لا نفكر في ذلك. بل يقضي معظمنا حياته اليومية في القيام بنفس الأشياء كل يوم، لذا فإن الوقت الذي نستخدم فيه الجزء النشط من دماغنا أثناء تلك الأنشطة عادة ما يكون أقل بكثير.
لذلك في الليل، حيث نحصل على قدر كبير من الوقت لنقضيه مع أنفسنا في راحة وهدوء، حينها فقط يمكننا بالفعل التفكير والتوصل إلى استنتاجات فعالة لأنشطتنا اليومية، وبالتالي نميل إلى الإفراط في التفكير.
الوحدة والهدوء الضروري لليوم
الوقت الوحيد الذي تحصل فيه على لحظة لنفسك بعد يوم طويل، عادة ما يكون في الليل، حيث يمكنك التفكير في كيف كان اليوم بأكمله، وما الذي يحتاج إلى مراجعة وتدقيق في التفكير.
ولأننا نادراً ما نكون بمفردنا خلال اليوم، وعادة ما نكون في معظم الأوقات محاطين بالناس، والعاملون في مكاتبهم يحضرون الاجتماعات، والمدرسون محاطون بالطلاب وما إلى ذلك.
بعد يوم طويل ممل، الوقت الوحيد المتاح لك، المعروف باسم "وقتك الخاص" أو "Me Time" هو الليل، عندما يكون هناك عدد أقل من عوامل التشتيت الجسدي والبصري أيضاً من حولك.
لذلك يُعد هذا عاملاً مهماً في زيادة التفكير قبل النوم بشكل خاص، بحسب مجلة Medium للثقافة العامة.
التعب والإجهاد
يلعب التعب أيضًا دورًا رئيسيًا في كيفية قضاء ليلتك وقدرتك على الاستغراق في النوم بسلاسة.
في بعض الأيام التي قد تكون فيها متعباً بشكل استثنائي، وبالتالي في اللحظة التي تقفز فيها إلى السرير، ستنام على الفور بعمق كبير.
بينما إذا لم تكن متعباً في أحد الأيام، فمن الواضح أنك ستميل إلى الإفراط في التفكير، والتململ في الفراش. بعد ذلك تميل إلى النوم متأخرًا في الأيام التي لم تعمل فيها.
قد تنطبق نفس القواعد (باستثناء بعضها) على سبب ميلنا إلى اتخاذ القرارات المتعلقة بحياتنا الشخصية وكذلك الإفراط في التفكير في الحمام أو أثناء الاستحمام.
لأننا في تلك اللحظة نكون وحدنا مع عدد قليل من مصادر التشتيت، وبالتالي يمكننا التفكير في الطريقة التي نرغب في قضاء يومنا فيها، وإعادة تناول كل ما هو عالق في أفكارنا ومشاعرنا خلال اليوم.
فيما يلي نستعرض عدداً من الخطوات العملية التي من شأنها تخفيف وتيرة التفكير الزائد في الليل، ومساعدتك على الخلود بسهولة أكبر.
1- خصص وقتًا للاسترخاء
سواء كان ذلك من خلال القراءة، أو ممارسة اليوغاً، أو الصلاة والقيام بجلسات التأمل وتمارين التنفس المعززة للاسترخاء، من المهم حقًا الحصول على طقوس هادئة ولطيفة لمدة ساعة على الأقل للاسترخاء قبل أن تخطط للذهاب إلى الفراش.
وبحسب موقع Net Doctor للصحة النفسية، فإن الإنسان بحاجة إلى وقت هادئ للتعامل مع يومه. لذلك تكون تلك الأنشطة طريقة لتنشيط حالة الموجات الدماغية ألفا، التي تتحكم في سريان الأفكار والمشاعر بالعقل.
أما إذا لم يكن لديك متسع من الوقت لقضاء ساعة كاملة، فما عليك سوى اختيار اثنين من الأشياء المفضلة لديك للقيام بها للاسترخاء والراحة.
مثلاً اصنع بعض شاي الأعشاب وقم بإضاءة شمعة والجلوس والتأمل.
2- تحدث عن أفكارك مع الآخرين
من الطرق الجيدة حقًا للتوقف عن التفكير الزائد ليلاً أن تتحدث مع شريك أو أحد أفراد الأسرة أو الأصدقاء.
تمتع بالتواصل الواعي – من القلب الصادق إلى القلب، والمحادثة المتصلة والهادفة لكي تشعر بالتحسن والهدوء والقدرة على فهم الأفكار التي تراودك. حينها لا يتعلق الأمر بمحاولة إصلاح المشكلات التي تتحدث عنها، ولكن مجرد التحدث والاستماع.
3- استحضار الأفكار الإيجابية
من الأشياء الجيدة الأخرى التي يجب مراعاتها للمساعدة في تهدئة العقل المفرط في التفكير في الليل هو نقل نفسك إلى أفكار أكثر إيجابية.
مقترح لذلك هو إعداد قائمة الامتنان. وفي هذه قائمة تسرد الأشياء التي تشعر بالامتنان لها والتي تمر بها وتراجعها قبل النوم لبدء التفكير الأكثر إيجابية والتركيز على الأشياء الأكثر راحة في الحياة بدلاً من الأفكار غير المرغوب فيها. وبذلك تشعر بالاسترخاء والهدوء للخلود إلى النوم، واستقبال يوم جديد مليء بالطاقة والنساء في النهار التالي.
9 نصائح لتوقيف دماغك عن التفكير ليلاً والحصول على نوم صحي
إليك بعض النصائح التي تحدثت عنها الطبيبة وفي مقابلة مع مجلة فوربس:
1- اتباع العلاجات السلوكية للأرق أكثر فعالية من الاستخدامات الدوائية ومخاطره وآثارها الجانبية أقل.
2- إحدى الأساطير الشائعة عن النوم أن كل شخص يحتاج إلى 8 ساعات في الليل، غير أن حقيقة الأمر أن مقدار النوم يختلف بين الناس بحسب جيناتهم وأنماط حياتهم وبيئاتهم.
3- محاولة الوصول إلى نوم مثالي "قد يزيد من القلق" ويجعل الأرق أسوأ.
4- لا تعتمد فكرة أنه يجب علينا "النوم طوال الليل" من دون استيقاظ أبدا.
5- درب جسمك على أن يخبرك بمقدار النوم الذي يحتاجه عن طريق شعورك بالنعاس في الوقت المناسب في الليل، ولا تقاوم هذه إشارات الشعور بحاجتك للنوم.
6- النوم والاستيقاظ "في الأوقات التي يفضلها جسدك"، إذ أن كل شخص لديه نمط زمني للشعور بالنعاس واليقظة في أوقات معينة خلال اليوم.
7- لا تذهب للسرير إلا إذا كنت تشعر بالنعاس، لأنه في حال عدم حاجتك بالنوم، سيقوم عقلك باجترار الأفكار ما يبقيه مشغولا، في الوقت الذي لا نملك فيه "مفتاح تشغيل وإيقاف للدماغ".
8- إذا حاولت النوم، وكان هناك مشكلة مرهقة عليك التفكير بها، حاول توجيه أفكارك وقلقك باتجاه آخر.
9- في بعض الأحيان قد يفيدك محاولة القراءة أو الاستماع إلى "بودكاست" يبعد عقلك عن الأفكار المزعجة.