حتى لو بات متاحا: لماذا يرفض كثيرون أخذ لقاح كورونا؟
مروة الاسدي
2021-02-17 06:26
عدد الإصابات والوفيات بكوفيد 19 في ارتفاع، والعالم يترقب ظهور لقاح ضد الفيروس. خبراء يحذرون من التسرع فيما ينتقد آخرون اللقاحات المرشحة بسبب آثارها الجانبية المحتملة. فما حقيقة ذلك؟
اذ تسارع الجهود العالمية لإيجاد حل لأزمة تفشي فيروس كوفيد19 الذي أصاب أزيد من 36 مليون شخص عبر مختلف بلدان العالم، حيث لاحت في الأفق ما يناهز 200 لقاح مرت من مراحل اعتبرت ناجحة من أجل إنتاجها في غضون الأشهر القليلة المقبلة.
لكن بالرغم من التفاؤل الذي يطبع المرحلة الآن، إلا أن الأمر يستوجب التفكير في ما مدى نجاعة هذه اللقاحات، سيما أنه من المعروف أن أي لقاح كان لا يمكن اعتباره آمنا إلا بعد مرور على الأقل سنتين أو 3 سنوات بعد تجريبه على مختلف شرائح المجتمعات، بحسب دراسات متفرقة في الموضوع.
ان جائحة كورونا أبانت عن نسيان بعض الدول لمبادئ التضامن الدولي، سيما في بداية النتشارها، عندما كنا نقرأ هنا وهناك ما حدث عند وق تصدير الأجهزة الطبية في أوروبا وأمريكا، وكذا اعتراض حمولات من الأقنعة الواقية والاستيلاء عليها، ومناسبة الحديث تكمن في أن الأمر عندما يتعلق بالحياة والموت قد تسقط لدى البعض غطاء الإنسانية وقد يلبس ثوب التجارة في مآسي الناس بل البشرية بأكملها، وليس بعيد أن تكون بعض الشركات وليس جميعها تسارع الزمن فقط من أجل المال.
وقد اختلفت الأسباب حول الخوف الحالي من اللقاح، ولكن ربما أبرزها كانت سرعة التوصل للقاح الذي عادة يستغرق أعواما. ولكن منظمة الصحة العالمية تُرجع ذلك إلى التطور العلمي وضخ الاستثمارات من دول مختلفة على مدار العام الماضي من أجل التوصل إليه وهو ما أدى لتقليص المدة الزمنية.
أما بالنسبة للآثار الجانبية فيقول استشاري الأوبئة في منظمة الصحة العالمية، أمجد الخولي، إن هذا التخوف صحيح بدرجة ما ولكن يجب التفرقة بين الآثار الجانبية البسيطة والخطيرة وأضاف الخولي إنه حتى الان رُصدت "آثار جانبية كارتفاع في درجة الحرارة أو ألم في مكان الوخز، المرحلة الثالثة من التجارب الإكلينيكية والسريرية للقاحات تتم على عشرات الالاف من الأشخاص وتتم متابعتهم لعدة أشهر. بالطبع عدة أشهر غير كافية لرصد جميع الآثار الجانبية طويلة الأمد ولكن المؤشرات حتى الآن تؤكد عدم وجود آثار جانبية شديدة على المدى الطويل".
فيما ستكون ثقة السكان في اللقاحات عاملا جوهريا في خيارات الحكومات للحد من معدل الإصابة في الجائحة المستمرة منذ عام بعد أن أصاب فيروس كورونا أكثر من 92 مليون شخص في شتى أنحاء العالم وفتك بما لا يقل عن مليون و980 ألفا.
حيث توصلت دراسة نشرها باحثون في مجال الثقة باللقاحات في نوفمبر تشرين الثاني إلى أن نظريات المؤامرة والتضليل تغذي مشاعر الريبة ويمكن أن تؤدي إلى تدني معدلات التطعيم إلى ما هو أدنى من المستويات المطلوبة لحماية المجتمعات.
ورغم ذلك، يظهر حالياً جزء لا يستهان به من الأشخاص حول العالم، شكوكاً وقلقاً تجاه التطعيمات التي يتم تطويرها ضد فيروس الكورونا، والتي قد يصبح واحد أو أكثر منها متوفراً للاستخدام في المستقبل القريب. وتتمركز مخاوف هؤلاء حول أربع نقاط أساسية؛ هي: أمن وسلامة التطعيم، وإذا ما كان هناك حاجة للتطعيم، وفقدان الثقة في بعض شركات الأدوية الكبرى، وأخيراً الاعتقاد السائد بين العامة بالشكوك التي تحيط بالعلم والعلماء، واحتمال أن يكونوا على خطأ، حتى ولو عن دون قصد.
ويمكن إدراك حجم القلق تجاه تطعيمات فيروس كورونا الجاري العمل عليها الآن، من نتائج الدراسات المسحية الاستطلاعية. ففي إحدى تلك الدراسات المسحية التي أجريت أونلاين، تبين أن نصف الأميركيين إما مترددون حول إمكانية تلقي التطعيم، أو أنهم قد يرفضونه تماماً.
وعليه مع إطلاق لقاحات كورونا في عدد من دول العالم، ما يزال هناك بعض الخوف من قبل المواطنين بشأن تأثيراتها على الصحة العامة، وبالنظر إلى التطوير السريع للقاحات "كوفيد-19" فإن هناك عدة جوانب ما تزال بحاجة إلى مزيد من البحث.
استطلاع رأي عالمي يكشف تدني الثقة في اللقاحات
كشف استطلاع عالمي للرأي أن الناس في أنحاء العالم يرغبون بشكل عام في الحصول على لقاح ضد مرض كوفيد-19، لكن مشاعر الريبة إزاء اللقاحات التي تنتجها الصين وروسيا تفوق مخاوفهم من اللقاحات المصنوعة في ألمانيا أو الولايات المتحدة.
خلُص الاستطلاع، الذي أجرته شركة يوجوف لاستطلاعات الرأي واطلعت عليه رويترز بشكل حصري، إلى أن البريطانيين والدنمركيين هم الأشد حرصا على تلقي اللقاح عندما يتسنى لهم ذلك، في حين أن الفرنسيين والبولنديين أكثر ترددا، استند الاستطلاع على أسئلة تم طرحها على حوالى 19 ألف شخص.
وتوصل أيضا إلى أن مستوى الرغبة في الحصول على اللقاح زاد في كثير من الدول في الأسابيع الأخيرة، بعد البدء في توزيع اللقاحات، التي طورتها شركات أمريكية وروسية وصينية وألمانية وبريطانية، وإعطائها للناس في أوروبا وأمريكا الشمالية وآسيا، وفي بريطانيا أعرب 73 في المئة عن رغبتهم في تلقي اللقاح، بينما وصلت النسبة في الدنمرك إلى 70 بالمئة، لكن أقل من نصف من شملهم الاستطلاع في الولايات المتحدة، قالوا إنهم مستعدون لتلقي لقاح مضاد لكوفيد-19، وهي نسبة ثابتة بشكل عام منذ يوليو تموز.
وقال 37 في المئة ممن شملهم الاستطلاع في بولندا و48 بالمئة في فرنسا إنهم سيرفضون لقاحات كوفيد-19 إذا عرضت عليهم.
وكشف استطلاع يوجوف يوم الجمعة أن الغالبية داخل الأقليات ذات الحجم الكبير في العديد من البلدان يقولون إنهم يفضلون الانتظار لحين التأكد من سلامة اللقاحات، وأن قلة فقط منهم هم الذين يرفضونه مدفوعين بآراء راسخة مناهضة للتطعيمات.
وفي فرنسا كانت نسبة من يرفضون اللقاح لأنهم "يعارضون اللقاحات بشكل عام" هي الأعلى حيث بلغت تسعة بالمئة من السكان، لكنها مع ذلك أقل بكثير من النسبة المئوية لرافضي لقاح كوفيد-19 بالتحديد. بسب رويترز.
ومع زيادة الإنتاج وعمليات التسليم، استكشف استطلاع يوجوف أيضا المواقف إزاء التطعيم الإلزامي وهي سياسة تناقشها بعض الحكومات في محاولة لتحصين أكبر عدد ممكن، ولاقت الفكرة أكبر قدر من الاستحسان في الهند وبلغت نسبة مؤيديها 77 في المئة، تليها إندونيسيا بنسبة 71 بالمئة، والمكسيك بنسبة 65 بالمئة، وانقسم البريطانيون إزاءها، إذ أيدها 40 في المئة وعارضها 42، وكان الأمريكيون أكثر ميلا إلى المعارضة بنسبة 46 في المئة مع تأييد 29 بالمئة فحسب لإلزامية التطعيم.
توجس من اللقاحات يهدد الحملة ضد كورونا المستجد
يحذر خبراء بأن حملة التلقيح ضد فيروس كورونا المستجد في اليابان التي لن تبدأ قبل عدة أسابيع يمكن أن تتباطأ أكثر نتيجة توجس اليابانيين من اللقاحات منذ زمن قديم، في حين لُقّح ملايين الناس في الولايات المتحدة والمملكة المتحدة، لم ترخص اليابان بعد استعمال أي من اللقاحات، ويأمل رئيس الوزراء يوشيهيدي سوغا أن تبدأ حملة التطعيم اعتبارا من نهاية شباط/فبراير ويرغب في تلقي اللقاح ليكون قدوة. بحسب فرانس برس.
عبّر 60 بالمئة فقط من اليابانيين عن استعدادهم للتطعيم، وفق دراسة أجرتها مؤسسة "إيبسوس" في كانون الأول/ديسمبر لصالح المنتدى الاقتصادي العالمي، مقابل 80 بالمئة في الصين و77 بالمئة في المملكة المتحدة و75 بالمئة في كوريا الجنوبية و69 بالمئة في الولايات المتحدة، وحدهم الفرنسيون (40 بالمئة) والروس والجنوب إفريقيون، من بين 15 دولة شملتها الدراسة، أظهروا ترددا أكبر من اليابانيين لتلقي اللقاح.
وفق استطلاع آخر أجراه تلفزيون "إن إتس كاي" العام، أظهر فقط نصف سكان اليابان استعدادا للتطعيم، لوحظ هذا التوجس من اللقاحات في الدول الصناعية خلال الأعوام الأخيرة، لكنه مرتفع بشكل استثنائي في الأرخبيل الياباني حيث يطلق خبراء تحذيرات حول آثارها الجانبية المفترضة ويروج الإعلام معطيات خاطئة فيما تلتزم الحكومة الحذر.
في تصريح لفرانس برس، تقول الخبيرة في الأمراض المعدية هارومي غومي إنّ "ثمة ضعف في الثقة بالمعلومات التي تقدمها الحكومة"، رفعت كثير من القضايا ضد الحكومة اليابانية منذ السبعينيات على خلفية الآثار الجانبية التي تُعزى لعدة لقاحات، ومن بينها اللقاح ضد الجدري، وأوقفت الحكومة موقتا استعمال لقاح مركب ضد الخناق والكزاز والسعال الديكي إثر وفاة شخصين تلقياه، وخلف ذلك شكوكا لدى الرأي العام رغم استئناف التطعيم به، في الثمانينيات والتسعينيات، اضطرت الحكومة إلى سحب لقاح مركب ضد الحصبة والنكاف والحصبة الألمانية عقب تسجيل حالات من التهاب السحايا العقيم لدى أطفال تلقوه.
وترسخت الريبة مع إصدار القضاء قرارا عام 1992 اعتبر فيه أن الحكومة مسؤولة عن الآثار غير المرغوبة المنسوبة إلى عدة لقاحات، حتى في غياب رابط مثبت علميا بينها، في أعقاب ذلك "صارت الحكومة تخشى الملاحقة في حال سببت اللقاحات التي توصي بها مشكلة"، وفق تيتسو ناكاياما الباحث المختص في الفيروسات بمعهد العلوم الحية في كيتاساتو.
عمل الأطباء بشكل يومي على إعادة الثقة في اللقاحات، وقد حققوا بعض النجاح خاصة في ما يخص لقاح المستدمية النزلية من النوع باء الذي يعطى للأطفال في سن مبكرة لتجنب التهاب السحايا.
لكن آثارا جانبية منسوبة إلى اللقاح ضد فيروس الورم الحليمي البشري غطتها وسائل الإعلام بكثافة دفعت الحكومة إلى سحبه من قائمة اللقاحات الموصى بها، رغم تشكيك العلماء في وجود علاقة سببية.
ولم تثبت تحقيقات أجريت لاحقا مخاطر صحية للقاح المستعمل في كثير من الدول الأخرى، لكن الضرر تحقق في اليابان مع تراجع استعماله من 70 بالمئة إلى أقل من واحد بالمئة وفق مقال في مجلة "لانست" الطبيّة.
ولا يزال اليابان بمنأى نسبيا عن الجائحة (أقل من 3900 وفاة) لكن عدد الإصابات تزايد بشكل حاد في الأيام الأخيرة، ما أجبر الحكومة على إعلان حال الطوارئ في طوكيو ومحيطها.
حملة تلقيح ضخمة ضد فيروس كورونا المستجد
باشرت الهند حملة تلقيح ضد فيروس كورونا المستجد لسكانها البالغ عددهم 1,3 مليار نسمة، تشكل تحديا هائلا تزيد من تعقيداته قيود السلامة ونوعية البنى التحتية المتردية وتشكيك المواطنين، وينوي ثاني أكثر بلدان العالم تعدادا للسكان تلقيح 300 مليون شخص أي ما يوازي عدد سكان الولايات المتحدة بحلول تموز/يوليو المقبل في إطار إحدى أكبر حملات التلقيح في العالم. بحسب فرانس برس.
والهند متضررة بشدة جراء تفشي فيروس كورونا المستجد، وهي تسجّل ثاني أعلى حصيلة إصابات خلف الولايات المتحدة في العالم، زادت عن 10 ملايين إصابة مع أن مستوى الوفيات فيها هو من الأدنى في العالم.
وسيكون 30 مليونا من أفراد الطواقم الطبية والأكثر عرضة للوباء أول من سيتلقى اللقاح يليهم نحو 270 مليونا فوق سن الخمسين أو ممن يعانون من ضعف شديد حيال المرض، في اليوم الأول من الحملة التي دشنها رئيس الوزراء الهندي نارندرا مودي افتراضيا من نيودلهي، سيتلقى نحو 300 ألف شخص الجرعة الأولى من اللقاح.
ويستخدم في الحملة لقاحان هما كوفاكسين من انتاج بارات بايوتيك والمجلس الهندي للبحث الطبي وكوفيشيلد وهي نسخة طورتها استرازينيكا وجامعة أكسفورد. وينتج اللقاحان معهد "سيروم إنستيتوت أوف إنديا" وتمت الموافقة عليهما "بشكل عاجل" مطلع كانون الثاني/يناير، وأكد المدقق العام بالأدوية في الهند ف.ج. سوماني يومها أنها "آمنة 100 %" مضيفا أن الهيئة الناظمة "ما كانت لتعطي موافقتها في حال وجود أي مخاوف على صعيد السلامة".
قلقون من تلقي لقاح لفيروس كورونا
في الوقت الذي تتصدر فيه إسرائيل مناطق العالم في معدل التطعيم ضد فيروس كورونا، فإن بعض مواطنيها العرب والفلسطينيين في القدس الشرقية تساورهم الشكوك إزاء العملية، وفي تحرك يرى المسؤولون أنه نتيجة لمعلومات مضللة عن الآثار الجانبية المحتملة أو الخصائص الخبيثة المتصورة، جاء الإقبال على تلقي اللقاحات منخفضا بين العرب، الذين يشكلون 21 في المئة من سكان إسرائيل، وبين فلسطينيي القدس.
وقال ساكن بالقدس الشرقية يدعى معروف "ما راح اتطعم لأني لا عارف شو في ها الطعوم ولا شو آثاره الإيجابية ولا شو آثاره السلبية ولا حد حكا لي عنه. كله قاعد الناس تقرأ عنه على الفيسبوك والتواصل الاجتماعي، اللي يقولك هذا توفي واللي يقولك هذا حساسية واللي يقولك هذا بعد التطعيم صار عنده الفيروس نفسه.. وضلنا إحنا كمقدسيين وكشف عربي بعاد عن التطعيم"، وأطلقت إسرائيل حملة التطعيم في 19 ديسمبر كانون الأول. وقالت وزارة الصحة يوم الخميس إن 17.5 في المئة من السكان و70 من المواطنين الذين تبلغ أعمارهم 60 عاما أو أكثر تلقوا الجرعات الأولى.
وقال رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو إن الاتفاق مع شركة فايزر يعني أن كل الإسرائيليين الذين تفوق أعمارهم 16 عاما سيحصلون على اللقاح بحلول نهاية مارس آذار أو حتى قبل ذلك، وقال مسؤولون إنهم يأملون في تعافى إسرائيل من الجائحة في وقت قريب قد يكون الشهر المقبل إذا حافظ برنامج التحصين على سرعته.
ودفع التقاعس عن تلقي التطعيم في بعض المجتمعات العربية المواطنين من الأغلبية اليهودية للذهاب إلى العيادات هناك بحثا عن طوابير أقصر. وفي بعض الأحيان، تم إعطاء لقاحات متبقية لمن ليسوا ضمن المجموعة الأكثر عرضة للإصابة والتي لها الأولوية في التطعيم، وأفاد مركز تطعيم في بلدة أم الفحم الشمالية بارتفاع نسبة حضور المستفيدين العرب مع انتشار حملة التطعيم وعدم ورود أنباء تذكر عن حدوث مشاكل.
وقالت فريدة محاجنة مديرة المركز إن الإقبال كان "ضعيفا" عندما بدأ العمل في أواخر ديسمبر كانون الأول، وأضافت "إحنا اليوم شايفين إنه فيه إقبال زايد من يوم ليوم بين المواطنين العرب... لازم يعرفوا الناس إن الكل لازم يتطعم وإن التطعيم آمن"، وقال أحمد سيف منسق شؤون فيروس كورونا للجالية العربية بوزارة الصحة إن التجمعات العربية كان لديها أربعة مراكز تطعيم فقط في الأسبوع الأول من الحملة.
أئمة في بريطانيا يشجّعون المسلمين على تلقي لقاح كوفيد-19
يساهم الأئمة في أنحاء بريطانيا في حملة هدفها تبديد المعلومات المضللة المرتبطة بفيروس كورونا المستجد، عبر خطب الجمعة واستغلال تأثيرهم في أوساط المسلمين للتأكيد على أن اللقاحات ضد كوفيد-19 آمنة. بحسب فران برس.
ويُعتبر قاري عاصم من بين أولئك الذين يدافعون علنا عن كون التطعيمات متوافقة مع المبادئ الإسلامية، وقال رئيس المجلس الاستشاري الوطني للمساجد والأئمة (ميناب) الذي يقود حملة لطمأنة المسلمين لفرانس برس "نحن واثقون من أن اللقاحين اللذين استُخدما في المملكة المتحدة وهما أكسفورد أسترازينيكا وفايزر مسموح بهما من منظور إسلامي".
وأضاف "التردد والتوتر والقلق منبعها المعلومات المضللة ونظريات المؤامرة والأخبار الكاذبة والشائعات"، وتعتمد بريطانيا، الدولة الأشد تضررا بالفيروس في أوروبا بعد تسجيل ما يقرب من 95 ألف حالة وفاة، على أكبر جهد تطعيم لها على الإطلاق لإنهاء الجولات المتكررة من الإغلاق والقيود.
ومع ذلك، أظهر تقرير للجنة العلمية التي تقدم المشورة للحكومة انخفاض نسبة الثقة في اللقاحات في صفوف الأقليات العرقية مقارنة ببقية سكان المملكة المتحدة، وسلّط الضوء على أن 72 في المئة من السود المشاركين في الاستطلاع قالوا إنه من غير المرجح أو من غير المرجح بشكل كبير أن يتلقوا اللقاح.
وبلغت النسبة 42 في المئة بين أولئك الذين يتحدرون من أصول باكستانية أو بنغلادشية، ويسعى الأئمة خصوصا لدحض المخاوف بين مسلمي بريطانيا الذين يقدر عددهم بنحو 2,8 مليون من أن اللقاحات تحتوي على جيلاتين لحم الخنزير أو كحول، المحرّمة في الإسلام، وقال عاصم إنه من "المشروع" التساؤل عما إذا كانت الأمور جائزة في الإسلام ولكن دون الالتفات إلى الادعاءات التي لا أساس لها، ومن بين الأنباء المضللة المنتشرة عن اللقاح أنه يعدّل الحمض النووي أو يجعل المتلقين عقيمين، أو حتى يزرع رقاقة الكترونية دقيقة في الجسم.