مستشفى النسائية في كربلاء تعاني من زيادة استيعابية فوق طاقتها

علي خالد الخفاجي

2015-06-09 04:46

تعتبر مستشفى النسائية والتوليد في محافظة كربلاء المقدسة والتي أصبحت في السنوات الأخيرة بعد افتتاح كلية الطب في كربلاء مستشفى تعليمي، هي المستشفى النسائية المتخصصة الوحيدة والرائدة في المحافظة وتحملت منذ سنوات ثقل الأمراض النسائية والولادات لوحدها قبل أن يحصل بها أي تطور فني او طبي يذكر رغم زخم المراجعات والولادات وزيادة السكان التي لاتتناسب وطاقتها الاستيعابية من حيث حجم مساحتها وعدد ردهاتها وسعة خدماتها الفندقية لاستقبال المريضات والحوامل، وهذا يعد عمل إنساني جهادي فوق العادة يحسب لكافة أفراد كادرها الطبي والتمريضي والفني والإداري.

(شبكة النبأ المعلوماتية) زارت المستشفى وتجولت في أقسامها واطلعت عن كثب بما تقدمه من خدمات جليلة للمرضى بجهود استثنائية والتقت الدكتور حسين نعمة الربيعي مدير المستشفى الذي تحدث قائلا:

هذه المستشفى التعليمية والتخصصية هي الوحيدة والرئيسية في محافظة كربلاء المقدسة وهذا يعني إنها تتحمل عبء مضاف على طاقتها إذا أخذنا بنظر الاعتبار الزيادة السكانية في المحافظة إضافة إلى النازحين لأن حجم زوار المستشفى أكبر بكثير من طاقتها الاستيعابية حتى بعد التطور الذي شهدته المستشفى في السنوات الأخيرة.

وأضاف الربيعي أما بالنسبة للتطور الذي حصل في المستشفى جاء بعد جهود حثيثة حتى تمكنا فقط من تطوير الخدمات الطبية والتمريضية، وبشكل محدود تمت زيادة الخدمة الاستيعابية للمستشفى دون أن نتمكن من زيادة السعة السريرية أو زيادة حجم المستشفى من حيث المساحة لأننا ملزمين بهذه المساحة التي أنشأت عليها المستشفى لكن في نفس الوقت طورنا الخدمات الفندقية التي تقدم الى الراقدات في المستشفى. وأشار الدكتور حسين نعمة الربيعي مدير المستشفى الى اننا استلمنا مسؤولية المستشفى منذ عام 2011 وكان تركيزنا في الدرجة الأساسية على تطوير الأجهزة الطبية التي تتناسب مع تطور الطب حيث باشرنا بتجهيز المستشفى بأجهزة حديثة شملت صالة العمليات التي جهزت بعربات تخدير حديثة، إضافة الى وحدة الخدج التي حظيت بتطوير أكثر من الأقسام الأخرى في المستشفى من حيث السعة السريرية حيث كانت عبارة عن ردهة واحدة تضم تسع حاضنات الآن توسعت الى ثلاث ردهات بواقع اثنان وعشرون حاضنة وتم تجهيزها بأحدث الأجهزة بما يواكب التطور التكنولوجي، كذلك تم افتتاح وحدة عناية مركزة للخدج أيضا، بشكل عام الآن السعة السريرية للمستشفى هي 106 سرير وهذا لايتناسب مقارنة مع عدد المرضى.

وحول معالجة هذا النقص الحاصل قال الربيعي، المعالجة تتم من خلال اتخاذ التدابير اللازمة للإسراع في افتتاح المستشفى التركي الذي من المؤمل يكون افتتاحه خلال هذا العام كذلك افتتاح مستشفى الرسالة وهي أيضا مستشفى نسائية وتوليد تخصصي وهناك مستشفى للأطفال في الجانب الجنوبي من المحافظة أيضا مازال قيد الانجاز، إذا فعلا افتتحت هذه المستشفيات سوف يتوزع الثقل الواقع على هذه المستشفى بين تلك المستشفيات الجديدة. وخصوصا ردهة الطوارئ في مستشفانا يجب أن تعالج بشكل سريع جدا لأن الردهة مجهزة بتسعة أسرة وتستقبل يوميا 250 مريضة نعم ليس كل هذا العدد يرقد لكن أحيانا يصل الرقود بواقع كل ثلاث مريضات بسرير واحد وهذه مشكلة كبيرة لذلك نوصي بالتعجيل لافتتاح المستشفيات أنفة الذكر.

وحول التدابير التي اتخذت لتطوير الكادر الطبي قال الربيعي، كان من أهم فقرات عملنا هي تطوير كوادرنا الطبية والتمريضية وذلك انطلاقا من فهمنا حيث لافائدة من البناء والأجهزة الحديثة بكادر غير واعي ومتطور، لذلك ركزنا على تطوير الكوادر الطبية بشكل شخصي من خلال رفع كفاءاتهم العملية في الأداء ومستواهم العلمي من خلال إقامة الدورات التعليمية بشكل مستمر وبالتنسيق مع دائرة صحة كربلاء والمؤسسات العلمية مثل كلية الطب وكلية التمريض للتعاون مع وحدة التدريب والتطوير لدينا، كذلك نسقنا مع جامعة كربلاء لتنسيب أساتذة التعليم العالي من الأطباء لزيارة مستشفانا واعطاء محاضرات الى كوادرنا الطبية والتمريضية لرفع مستوى أدائهم وتطوير خبراتهم.

وعن أهم المشاكل التي تعاني منها المستشفى قال الربيعي، نحن مازلنا نواصل سعينا في تطوير كوادرنا الطبية والتمريضية وتطوير المستشفى بأفضل الأجهزة الحديثة حسب الإمكانيات المتاحة للقضاء على كافة المشاكل التي تواجهنا قدر الإمكان وذلك من خلال المتابعة المستمرة والدؤوبة ولكن هذا لايعني اننا لن نعاني من المشاكل لذلك في الوقت الحاضر أهم مشكلة هي الزخم الحاصل الذي يراجع المستشفى ولايتناسب وطاقتها الاستيعابية، نحن لانضع هذه المشكلة شماعة نعلق عليها ولكن هذا هو الواقع.

وعن الزخم الذي حصل بسبب عمليات النزوح قال الربيعي، ربما يكون النازحين تسببوا بشكل أو بآخر بزيادة هذا الزخم ولكن ليس هم وحدهم السبب الرئيسي لان الثقل الواقع على كاهل المستشفى كان قبل النازحين، لذلك لدينا تعليمات باستثناء النازحين من بعض الإجراءات الروتينية والتعليمات الخاصة بالمستشفى وتسهيل مراجعاتهم باعتبارهم ضيوفنا وعليه خصصت لجان خاصة بهم تتابع قدومهم الى المستشفى وانجاز معالجاتهم بالشكل المطلوب.

وحول شكاوى المواطنين وكيفية التعامل معها، أكيد تصلنا شكاوى من المواطنين هذه بديهية جدا لأن إرضاء الجميع غاية لاتدرك، لذلك أوجدنا وحدة متابعة في المستشفى خاصة للشكاوى وفيها موظف خاص يعمل على مدار الساعة لاستقبال شكاوى المواطنين إضافة الى صندوق الشكاوى الموجود في المستشفى، وهذا الموظف اتصاله بي شخصيا وبالمعاون الإداري في المستشفى لنعمل سوية على حل المشاكل التي تستوجب تدخلنا على وجه السرعة، إضافة إلى إن باب مكتبي مفتوح لاستقبال المواطنين يوميا ونتعامل معهم باهتمام ورضا وود لان خدمة المواطن مقدسة هكذا نفهم المسؤولية والأمانة.

 

ذات صلة

فن صناعة النسيج الاجتماعي الرصينالصراط المستقيم بين المنهج والنموذجالشرق الاوسط على موعد ساخن متجدد مع ترامبالتعداد السكاني: لبنة أساسية لبناء مستقبل العراق وتحقيق رفاهية المواطنالايدلوجيا اللّيبرالية الأمريكية والمسار الشعبوي