منظمة الصحة العالمية: أزمة تلو أزمة
دلال العكيلي
2020-06-15 07:14
مرة أخرى تثير منظمة الصحة العالمية الجدل بتصريحات يبدو أنها غير مستندة لأسس علمية رصينة بشأن طرق انتشار فيروس كورونا المستجد، لتضاف بذلك إلى سلسلة تصريحات أطلقتها المنظمة الدولية في أوقات سابقة وتسببت في اهتزاز مكانتها على الصعيد العالمي.
واعتبرت منظمة الصحة العالمية أن وضع فيروس كورونا المستجد يزداد سوءاً في انحاء العالم، محذرة من التراخي في الإجراءات. وكشفت المنظمة أن نحو 75% من الإصابات المسجّلة مؤخراً رصدت في عشر دول غالبيتها في الأميركيتين وجنوب آسيا، وأعلنت منظمة الصحة العالمية في (الثامن من حزيران/ يونيو 2020) تسجيل أعلى حصيلة يومية للإصابات الجديدة، مع تفشي وباء كوفيد-19 على نطاق واسع في الأميركيتين.
ومع انسحاب الولايات المتحدة منظمة الصحة العالمية في خضم المواجهة مع جائحة كورونا، يحرمها الرئيس الأمريكي دونالد ترامب جزءا أساسيا من ميزانيتها الضئيلة في الأساس ويهدد البرامج الصحية في أشد البلدان فقراً، وقال ترامب أمام الصحافيين "لأنهم فشلوا في القيام بالإصلاحات اللازمة والمطلوبة، نحن ننهي اليوم علاقتنا بمنظمة الصحة العالمية ونعيد توجيه هذه الأموال إلى احتياجات أخرى ملحة في مجال الصحة العامة في العالم".
وأضاف "العالم بحاجة إلى إجابات من الصين بشأن الفيروس. يجب أن تكون لدينا شفافية"، وفي وقت سابق، اتهم ترامب منظمة الصحة العالمية بأنها "دمية في يد الصين" التي انطلق منها الوباء في نهاية 2019، وردت بكين باتهام ترامب الذي تسجل بلاده أعلى حصيلة وفيات بكوفيد-19 في العالم، بالسعي الى "التنصل من التزاماته" حيال المنظمة.
ومنظمة الصحة العالمية التابعة للأمم المتحدة هي مؤسسة متعددة الأطراف أنشئت في عام 1948 وتعتمد المؤسسة على 7000 موظف في العالم بأسره، وتتوقف عملياتها ومهامها على الاعتمادات الممنوحة لها من قبل الدول الأعضاء وعلى تبرعات الجهات الخاصة، ومع ميزانية تبلغ 2,8 مليار دولار سنويًا (5,6 مليارات دولار بين سنتي 2018/2019)، تعمل منظمة الصحة العالمية "بميزانية مستشفى متوسط الحجم في بلد متقدم"، وفق ما صرح مؤخرا مديرها العام تيدروس أدهانوم غبريسوس.
ومع مساهمة تبلغ 893 مليون دولار خلال الفترة 2018/2019، أو حوالى 15% من ميزانية المنظمة، تعد الولايات المتحدة الممول الرئيسي لها، قبل مؤسسة بيل وميليندا غيتس، أول مساهم خاص، وتحالف لقاح غافي والمملكة المتحدة وألمانيا وكلها تتقدم كثيراً على الصين التي تساهم بمبلغ 86 مليون دولار، وتسهم الأموال الأمريكية بشكل رئيسي في تمويل برامج المنظمة في إفريقيا والشرق الأوسط، ويشارك نحو ثلث هذه المساهمات في تمويل عمليات الطوارئ الصحية، فيما يُخصص الجزء المتبقي في المقام الأول لبرامج التصدي لشلل الأطفال وتحسين الوصول إلى الخدمات الصحية والوقاية من الأوبئة ومكافحتها.
وباغت القرار الأمريكي المجتمع العلمي في حين خلفت جائحة كوفيد-19 أكثر من 360 ألف وفاة في جميع أنحاء العالم، ووصفه ريتشارد هورتون، رئيس تحرير مجلة "ذي لانسيت" الطبية البريطانية المرموقة بأنه "مجنون ومرعب"، وكتب على حسابه على تويتر "إن الحكومة الأمريكية تلعب دور الرعاع في خضم حالة طوارئ إنسانية"، ودعت منظمة الصحة العالمية شركاءها إلى تعويض الانسحاب الأمريكي، وأعلنت الصين التي تتهم واشنطن بأنها "تتنصل من التزاماتها" إنها ستتحمل المسؤولية، بشكل مباشر أو غير مباشر، لدعم منظمة الصحة العالمية.
وخلال حملة لجمع التبرعات نظمتها المفوضية الأوروبية في أوائل أيار/مايو لصالح البحث لعلمي وتطوير لقاح ضد فيروس كورونا المستجد، التزمت بكين المساهمة بمبلغ 1,1 مليار دولار، وفي 18 أيار/مايو، في رسالة إلى جمعية الصحة العالمية، وهو الاجتماع السنوي للدول الأعضاء في منظمة الصحة العالمية، تعهد الرئيس شي جينبينغ تقديم ملياري دولار، ومع ذلك قال تيدروس أدهانوم غيبريسوس إنه لا يرمي إلى أن تشكل المؤسسة بديلا من الولايات المتحدة، موضحا أن المنظمة تعمل على هذا المشروع منذ عام 2018، وقال إن المشروع "لا علاقة له بمشكلات التمويل الأخيرة".
إذ ستقبل المؤسسة الجديدة، المنفصلة قانوناً عن المنظمة الأممية، "مساهمات من عامة الناس وكبار المانحين من القطاع الخاص والشركات الشريكة والشركاء الموثوق بهم"، وفي تعقيبه على قرار ترامب الذي وصفه بأنه "انتكاسة خطيرة للصحة العالمية"، دعا وزير الصحة الألماني ينس شبان، الاتحاد الأوروبي إلى "زيادة التزامه" المالي لدعم منظمة الصحة العالمية، ويبقى السؤال المطروح في الوقت الراهن: متى وكيف ستقوم الولايات المتحدة بالفعل بقطع التمويل عن المنظمة؟
وفي تغريدة نُشرت، قال لورنس جوستن، الأستاذ في معهد أونيل لقانون الصحة الوطني والعالمي في جامعة جورج تاون والمتعاون مع منظمة الصحة العالمية، إن قرار الرئيس الأمريكي "غير قانوني" من ناحيتين، الأولى أن الولايات المتحدة وقعت وصادقت على معاهدة الانضمام لمنظمة الصحة العالمية، والثانية أن الاعتمادات المخصصة لها يصوت عليها الكونغرس الأمريكي بحسب فرانس24.
انتكاسة خطيرة للصحة العالمية
اعتبر وزير الصحة الألماني ينس سبان أن قطع الولايات المتحدة علاقتها مع منظمة الصحة العالمية يشكل "انتكاسة خطيرة للصحة العالمية"، وبعدما أشار إلى ضرورة إصلاح الهيئة الدولية، أكد الوزير الألماني في تغريدة على "تويتر"، أن على الاتحاد الأوروبي "الالتزام بشكل أكبر" ماليا بعد إعلان الرئيس دونالد ترامب قطع كل الجسور مع منظمة الصحة العالمية التي يتهمها بمحاباة بكين، واعتبر ينس أنه "حتى يكون لها مستقبل، تحتاج منظمة الصحة العالمية إلى إصلاحات".
وشدد على أن تعزيز دور الاتحاد الأوروبي في المنظمة هو أحد أولويات ألمانيا التي تتسلم الرئاسة الدورية للتكتّل في الأول من تموز/يوليو، وأعلن الرئيس الأميركي "وضع حدّ للعلاقة" بين بلده ومنظمة الصحة العالمية التي يتهمها منذ ظهور الوباء بالتساهل المفرط مع الصين، حيث ظهر الفيروس في كانون الأول/ديسمبر قبل أن ينتشر في العالم، وقال ترامب للصحافة إن الولايات المتحدة التي تمثل تقليديا أكبر ممول للمنظمة الأممية، ستقوم بـ"إعادة توجيه هذه الأموال الى احتياجات أخرى ملحة في مجال الصحة العامة في العالم".
الجدل مع أمريكا
أشاد المدير العام لمنظمة الصحة العالمية تيدروس أدهانوم جيبريسوس في إفادة صحفية بمساهمة الولايات المتحدة "الهائلة" و"السخية" في الصحة العالمية في مسعى لإنقاذ العلاقات معها بعد أن قال الرئيس الأمريكي دونالد ترامب إنه سيقطع العلاقات مع المنظمة التابعة للأمم المتحدة، وقال ترامب إنه سينهي العلاقات مع المنظمة، متهما إياها بالخضوع للصين وإخفاء تفشي فيروس كورونا في بدايته.
لكن جيبريسوس قال في مؤتمر صحفي عبر الإنترنت إنه يأمل أن تواصل منظمته تعاونها طويل الأمد مع الولايات المتحدة، وقال "مساهمة الولايات المتحدة، وسخائها، في الصحة العالمية على مدى عقود عديدة كانت هائلة، وقد أحدثت فرقا كبيرا في الصحة العامة في جميع أنحاء العالم"، وخلال الإفادة ذاتها، قالت ماريا فان كيرخوفي عالمة الوبائيات والمسؤولة في المنظمة إن الاتصال عن قرب يمكن أن يزيد من خطر انتشار مرض كوفيد-19، وذلك ردا على سؤال حول المخاطر الصحية المحتملة خلال الاحتجاجات الحالية بالولايات المتحدة، ومع تخفيف العديد من الدول لإجراءات العزل العام مع انخفاض وتيرة الإصابات بفيروس كورونا، قال خبير الطوارئ مايك ريان إنه "من الجدير بالثناء" أن يتم إعادة الاقتصادات إلى مسارها، ولكن لا تزال هناك حاجة إلى نهج "تدريجي" حذر، وحذر من أن أمريكا الوسطى والجنوبية بؤر ساخنة إذ لم يصل كوفيد-19 هناك إلى ذروته بعد.
مدمنة انسحاب
قالت الصين إن الولايات المتحدة أصبحت "مدمنة انسحاب" وذلك في أعقاب قرار الأخيرة الانسحاب من منظمة الصحة العالمية. وتابعت الصين أن الانسحاب يكشف عن السعي إلى ممارسة سياسة القوة والانفرادية، وقال المتحدث باسم وزارة الخارجية تشاو ليجيان للصحفيين في إفادة يومية إن المجتمع الدولي يرفض ما وصفه بالسلوك الأناني للولايات المتحدة، وأضاف تشاو "الولايات المتحدة أصبحت مدمنة انسحاب من التجمعات وإلغاء المعاهدات"، وانسحب ترامب من كل من مجلس حقوق الإنسان التابع للأمم المتحدة ومنظمة الأمم المتحدة للتربية والعلم والثقافة (يونسكو) واتفاقية دولية لمواجهة تغير المناخ والاتفاق النووي الإيراني كما عارض اتفاقية للأمم المتحدة بشأن الهجرة.
انحياز عقائدي
هدد الرئيس البرازيلي جاير بولسونارو بسحب بلاده من منظمة الصحة العالمية كما فعل نظيره الأميركي دونالد ترامب، للاحتجاج على "انحيازها العقائدي"، وقال بولسونارو للصحافيين في برازيليا "أقول لكم هنا أن الولايات المتحدة غادرت منظمة الصحة العالمية ونحن نفكر بذلك في المستقبل"، وأضاف "إما أن تعمل منظمة الصحة العالمية بدون انحياز عقائدي أو نغادرها نحن أيضا"، مؤكدا أنه "لسنا بحاجة إلى أشخاص من الخارج ليعبروا عن شعورهم بالوضع الصحي هنا".
وطوال أزمة وباء كوفيد-19، سار بولسونارو على خطى ترامب عبر التقليل من خطورة المرض والدعوة إلى الإبقاء على النشاط الاقتصادي بوضعه الطبيعي والإشادة بفاعلية علاج يثير انقساما بين العلماء هو الهيدروكسي كلوروكين، وفي حديثه عن هذا العلاج، قال بولسونارو إنه لا يستغرب التشكيك في دراسة نشرت في المجلة الطبية "ذي لانسيت" تشير إلى عدم جدوى العقار، ثم سحبها وهذا التراجع دفع منظمة الصحة العالمية إلى استئناف التجارب السريرية للجزيئة.
وقال بولسونارو أن "ترامب سحب منهم المال فتراجعوا عن كل شيء"، مؤكدا أن "الكلوروكين عائد"، وفي آخر حصيلة نشرتها مساء الجمعة، توقفت وزارة الصحة البرازيلية عن ذكر العدد الإجمالي للوفيات الذي بلغ 35 ألفا و26، واكتفت بذكر عدد الذين أودى المرض بحياتهم في الساعات ال24 الأخيرة فقط وبلغ 1005 أشخاص، وكانت هذه الحصيلة تحتل المرتبة الثالثة عالميا في حجمها بعد الولايات المتحدة وبريطانيا، وأحصت البرازيل أكثر من 645 ألف إصابة وهو عدد يرى الكثير من الخبراء أنه اقل من الواقع نظرا لعدم إجراء فحوص لعدد كاف من الأشخاص.
أكثر من 100 دولة تطالب بـ تحقيق مستقل
دعت أكثر من 100 دولة، إلى إلى إجراء "تحقيق مستقل" حول وباء فيروس كورونا المستجد (كوفيد 19)، وأسباب انتشاره، وذلك خلال اجتماعات الجمعية العامة لمنظمة الصحة العالمية التي ستعقد بشكل افتراضي في 18 و19 مايو أيار الجاري، يأتي الاقتراح بدعم دولي من أستراليا والهند ونيوزيلندا وروسيا والاتحاد الأوروبي والدول الأعضاء فيه، وكذلك المملكة المتحدة وأيرلندا الشمالية، فيما لم توقع الولايات المتحدة على الاقتراح.
ولا تشير مسودة مشروع القرار على وجه التحديد إلى حكومة الصين، على الرغم من أن بكين تواجه تدقيقًا دوليًا متزايدًا في معالجتها الأولية لتفشي فيروس كورونا والذي بدا انتشاره، بحسب السلطات الصينية في ديسمبر كانون الأول الماضي 2019، كانت وزيرة الخارجية الأسترالية ماريز باين، دعت في أبريل نيسان الماضي، إلى إجراء تحقيق مستقل في انتشار فيروس كورونا المستجد، ومعالجة "شفافية الصين بالتأكيد" في التعامل مع أزمة انتشار الفيروس، في الوقت الذي وصف فيه المسؤولون الصينيون، دعوات إجراء تحقيق مستقل بأن "الدوافع السياسية" هي التي تحرك تلك الدعوات.
وفي الأسبوع الماضي، ردت الصين على ما سمته "أكاذيب" من السياسيين الأمريكيين، وقالت إنهم يلفقون الاتهامات لإلقاء اللوم على الصين في انتشار فيروس كورونا، فيما كررت السلطات الصينية، نفيها إخفاء معلومات أو التأخر في نشر معلومات حول انتشار فيروس (كوفيد 19)، وقالت الدول الموقعة على مسودة مشروع القرار، إنه "إدراكًا لحاجة جميع البلدان إلى الوصول في الوقت المناسب دون عوائق إلى التشخيصات عالية الجودة والآمنة والفعالة والميسورة التكلفة، والعلاجات والأدوية واللقاحات والتقنيات الصحية الأساسية ومكوناتها بالإضافة إلى المعدات اللازمة للاستجابة لفيروس كورونا"، فإن الدول الأعضاء في منظمة الصحة العالمية تدعو إلى الشروع في "عملية متدرجة للتقييم النزيه والمستقل والشامل، بما في ذلك استخدام الآليات القائمة، حسب الاقتضاء، لمراجعة الخبرة المكتسبة والدروس المستفادة من الاستجابة الصحية الدولية المنسقة من منظمة الصحة العالمية لفيروس كورونا المستجد".
دعم من الصين
في حين هدد ترامب بالانسحاب تلقت المنظمة الدعم وتعهد مالي يقدر بملياري دولار من الرئيس الصيني شي جين بينغ، وانتقد ترامب، منذ توليه السلطة قبل ثلاثة أعوام، العديد من المنظمات الدولية وانسحب من بعضها ورغم ذلك، قال دبلوماسيون أوروبيون إنهم صدموا من قرار ترامب التخلي عن المنظمة في حين تعزز الصين دورها فيها، وقال دبلوماسي أوروبي "كان صادما أن ترى شي جين بينغ ينتهز الفرصة وينفتح بتعاون أوسع نطاقا ويتعهد بملياري دولار ويقول إنه إذا ظهر مصل فإنهم سيتيحونه للجميع"، وأضاف "هذا تحديدا ما كنا نخشاه: الفراغ الذي تخلفه واشنطن تملأه الصين".
الاتحاد الأوروبي يدعو منظمة الصحة لمراجعة الدروس
تشير مسودة قرار لوزراء الصحة سيطرح للنقاش في منظمة الصحة العالمية إلى أن الاتحاد الأوروبي يدعم دعاوى إجراء مراجعة للجهود الدولية المبذولة لمواجهة جائحة فيروس كورونا بما في ذلك أداء المنظمة، وقال دبلوماسيون أوروبيون إن الولايات المتحدة والصين شاركتا في المفاوضات الخاصة بمسودة الاتحاد الأوروبي لكنهم لم يكشفوا عما قدمه البلدان من مقترحات وأكد متحدث صيني أن بكين أسهمت في الأمر فيما رفض مسؤولون أمريكيون التعليق.
ودافع المدير العام لمنظمة الصحة العالمية تيدروس أدهانوم جيبريسوس عن منظمته التابعة للأمم المتحدة في مواجهة انتقاد حاد من الرئيس الأمريكي دونالد ترامب لكنه وعد بإجراء مراجعة لأدائها بعد انحسار الوباء تشمل أيضا هيئتها الرقابية المستقلة، وشملت مسودة أولية لمشروع قرار الاتحاد الأوروبي الذي سيناقشه وزراء الصحة بمنظمة الصحة العالمية خلال اجتماع افتراضي عبر الإنترنت في 18 و19 مايو أيار للجمعية العامة للمنظمة عبارة ”الثناء على قيادة منظمة الصحة العالمية“ لكن شملت أيضا "تقييم ... في أقرب فرصة ممكنة للدروس المستفادة من الاستجابة الصحية العالمية لكوفيد-19".
وقال دبلوماسي أوروبي "بدأت المفاوضات. الأمريكيون والصينيون والأوروبيون يشاركون، الجميع تقريبا يشارك. هذه بادرة طيبة على أن الجميع مهتم"، وإذا تأكد الأمر فإن مشاركة الولايات المتحدة في النقاش بشأن مشروع القرار يشير إلى أن واشنطن تتواصل دبلوماسيا مع منظمة الصحة العالمية رغم تعليق تمويلها للمنظمة الشهر الماضي واتهامها "بمحاباة الصين".
ذكرت شبكة فوكس نيوز الأمريكية الجمعة، نقلاً عن مسوَّدة رسالة، أن إدارة الرئيس الأمريكي دونالد ترمب تعتزم استئناف تمويل منظمة الصحة العالمية جزئيّاً، وجاء في الرسالة، حسب فوكس نيوز، أن إدارة ترمب "ستوافق على دفع ما يصل إلى ما تدفعه الصين من الإسهامات المقررة" لمنظمة الصحة العالمية، وكان ترمب علّق مساهمات الولايات المتحدة لمنظمة الصحة العالمية في 14 أبريل/نيسان، متهماً إياها بتشجيع "التضليل" الصيني بشأن تفشي فيروس كورونا، وقال إن إدارته ستبدأ مراجعة للمنظمة، فيما نفى مسؤولو المنظمة هذه المزاعم.
من جهة أخرى توقع مركز السيطرة على الأمراض والوقاية منها في الولايات المتحدة، أن يتجاوز عدد الوفيات في البلاد جراء الإصابة بفيروس كورونا حاجز 100 ألف حالة مع نهاية مايو/أيار الجاري، جاء ذلك على لسان روبرت روبرتفيلد مدير المركز، في تغريدة أوضح فيها أن التوقعات تأتي بعد تتبُّع 12 نموذجاً مختلفاً، على الجانب الآخر يرى الرئيس ترمب أن عدد الضحايا جراء الفيروس ببلاده سيكون أقل من ذلك، إذ قال، إن الحكومة الأمريكية تعمل بوتيرة متسارعة مع دول أخرى لتطوير لقاح مضاد للفيروس، معرباً عن أمله في أن يكون اللقاح متاحاً قبل نهاية العام الجاريظت، ولكن الحقيقه ان الولايات المتحدة تتصدر بلدان العالم من حيث الإصابات بأكثر من مليون و484 ألف إصابة، ومن حيث الوفيات بـ88 ألفاً و500 حالة، وفق المصدر نفسه.