لماذا ملايين الأطفال حول العالم مهددين بالموت؟

مروة الاسدي

2020-05-13 04:08

تعددت الدراسات والأبحاث حول صحة الاطفال وكيفية العناية بهم، نظرا لتزايد الامراض في عصرنا الحالي وتغير نمط العيش في الحياة اليومية، مما قد يشغل الوالدان عن العناية بصحة اطفالهم وتقليل فرص أصابتهم بالأمراض، إذ يمثل الأطفال أمل كل أمة ومستقبلها، لذا فالاستثمار في صحة ونمو الأطفال يعني الاستثمار في مستقبل الأمة، إذا ًطفلك هو أغلى ما تملك، والعناية به مسؤولية الآباء، يحتاج الطفل دائماً للرعاية والانتباه ليغدو بصحةٍ جيدة خالية من الأمراض، وصحة الطفل منذ الصغر تنعكس على صحته عندما يكبر.

صحة طفلك تحتاج للكثير من المتابعة، ولا يجب إهمالها فتدخل في مشاكل غير متوقعة، فمنذ الولادة والأطفال يتعرضون للمرض ولانتكاساتٍ، في صحتهم لعدم تكوّن المناعة لديهم بعد، ومن واجبك الانتباه، لهذا الأمر وأن تكون واعياً لما يحصل مع طفلك دائماً. يجب أن يكون الأهل على دراية وعلم بما يحصل مع الطفل، ولكن بعضهم يجهل هذه الأمور، خاصةً لو كان الطفل الأول لهم، يجب أن تكون حريصاً على معرفة كيفية الاهتمام بصحة الطفل.

يرغم فيروس كورونا المستجد الذي أجبر أكثر من ثلاثة مليارات شخص في أنحاء العالم على البقاء في منازلهم، الأهالي على تفويت التلقيح الروتيني لأبنائهم، وفق ما ذكرت منظمة الأمم المتحدة للطفولة (يونيسف)، ويتفاقم هذا النمط مع تزايد العبء على الأجهزة الطبية التي أصبحت طواقمها تركز على الاستجابة ضد كوفيد-19 بدلا من تقديم اللقاحات، وقد تضطر بعض الحكومات لإرجاء حملات التلقيح الواسعة كمسعى لإبطاء انتشار الفيروس، وفق يونيسف.

فقد وجّه وباء كوفيد 19 ضربة غير مسبوقة لمعركة العالم ضد شلل الأطفال بعد تعليق حملات التلقيح للمرة الاولى منذ عقود، ومع اجتياح فيروس كورونا سريعا أنحاء العالم وفرض الدول قيودا مشددة على السفر لإبطاء انتشاره، أعلنت المبادرة العالمية للقضاء على شلل الأطفال أن العاملين في مجال الصحة لا يمكنهم مواصلة حملات التلقيح الجماعي وحذرت من هذا الأمر قد يتسبب في عودة شلل الأطفال.

على صعيد ذي صلة، الالتهاب الرئوي أحد أمراض الرئة الناجمة عن البكتيريا أو الفيروسات أو الفطريات، ويمكن الوقاية من هذا المرض باللقاحات وعلاجه بالمضادات الحيوية أو بالأكسجين في الحالات الأكثر حدة لكن الوصول إلى هذه الوسائل في البلدان الفقيرة يكون محدودا في الغالب، وكان أكثر من نصف وفيات الأطفال الناجمة عن الإصابة بالالتهاب الرئوي العام الماضي في نيجيريا والهند وباكستان وجمهورية الكونجو الديمقراطية وإثيوبيا ومعظمهم رضع لم يبلغوا عامهم الثاني.

في حين ما يقرب من نصف أطفال العالم الذين لم يحصلوا على اللقاحات يعيشون في 16 دولة فقط هي أفغانستان وجمهورية أفريقيا الوسطى وتشاد وجمهورية الكونجو الديمقراطية وإثيوبيا وهايتي والعراق ومالي والنيجر ونيجيريا وباكستان والصومال وجنوب السودان والسودان وسوريا واليمن.

15 مليون طفل معرضون للخطر بسبب كورونا

حذرت منظمة الأمم المتحدة للطفولة (يونيسف) في بيان الأحد من أن نحو عشرة ملايين طفل دون الخامسة وحوالى 4,5 ملايين طفل دون الخامسة عشرة في منطقة الشرق الأوسط وشمال افريقيا، باتوا معرضين لخطر عدم الحصول على لقاحات بسبب تكريس العاملين في مجال الصحة جهودهم لمواجهة أزمة فيروس كورونا المستجد.

وقالت المنظمة في بيانها إن "حملات التلقيح الخاصة في بعض بلدان الشرق الأوسط وشمال أفريقيا توقفت بسبب تحويل العاملين في مجال الصحة إلى الاستجابة لأزمة فيروس كورونا المستجد"، وأوضحت إنه "نتيجة لذلك فإن واحداً من بين كل خمسة أطفال أو ما يصل عدده إلى عشرة ملايين طفل دون سن الخمس سنوات باتوا معرضين لخطر عدم حصولهم على اللقاح ضد شلل الأطفال، وحوالى 4,5 ملايينطفل دون سن الخامسة عشر معرضون لخطر عدم حصولهم على اللقاح ضد الحصبة".

لكن المنظمة أكدت إنه "على الرغم من تفشي جائحة كوفيد-19، يستمر التلقيح الروتيني للأطفال في الشرق الأوسط وشمال أفريقيا، مع تطبيق التدابير الصحية والوقائية الصارمة"، ونقل البيان عن المدير الإقليمي لليونيسف في منطقة الشرق الأوسط وشمال أفريقيا تيد شيبان قوله إن "عملية تلقيح كل طفل ضد الأمراض الفتاكة، بما في ذلك شلل الأطفال والحصبة والدفتيريا (مرض الخناق) والتهاب الكبد، هو أمر في غاية الأهمية".

وأضاف إن "تلقيح الأطفال ممكن حتى أثناء كوفيد-19، وذلك باستخدام التدابير الوقائية التي تحمي الطفل والأم والشخص الذي يزوّد اللقاح (...) من خلال الالتزام بعملية التعقيم، واستخدام أدوات الحماية الشخصية، بما في ذلك القفازات وأغطية الوجه والألبسة الطبية، وتجنب الاكتظاظ والالتزام بالتباعد الاجتماعي في مراكز الرعاية الصحية".

وبحسب شيبان فإن "اليونيسف وشركاؤها تمكنت في العام الماضي من الوصول إلى حوالى من 34 مليون طفل ممن تلقوا لقاحات منقذة للحياة، بما في ذلك الحصبة وشلل الأطفال، وذلك في جميع أنحاء المنطقة"، واشار البيان إلى أن "اليونيسف تمكنت منذ بداية هذا العام بالرغم من التحديات والقيود المفروضة على الحركة وإغلاق الحدود والمجال الجوي في معظم بلدان المنطقة، من احضار 17,5 مليون جرعة من اللقاحات إلى الشرق الأوسط وشمال أفريقيا"، وأوضح إن "هناك المزيد من شحنات اللقاحات والإمدادات المنقذة للحياة هي الآن قيد الإعداد والتجهيز". بحسب فرانس برس.

أودى فيروس كورونا المستجدّ بحياة 241 ألفا و682 شخصا على الأقل منذ ظهور الوباء للمرة الأولى في الصين في كانون الأول/ديسمبر الماضي، وفق تعداد لوكالة فرانس برس استناداً إلى مصادر رسميّة.

الالتهاب الرئوي يقتل طفلا كل 39 ثانية

قالت وكالات صحية عالمية إن الالتهاب الرئوي قتل ما يربو على 800 ألف طفل العام الماضي أي طفلا كل 39 ثانية على الرغم من أن المرض قابل للعلاج ويمكن الوقاية منه في الغالب، وفي تقرير حول ما وصفوه ”بالوباء المنسي“، حثت منظمة الأمم المتحدة للطفولة (يونيسف) وهيئة إنقاذ الطفولة وأربع وكالات صحية أخرى الحكومات على زيادة الاستثمار في اللقاحات للوقاية من المرض وفي الخدمات الصحية والأدوية لعلاجه.

وقال سيث بيركلي، الرئيس التنفيذي لتحالف جافي للقاحات ”حقيقة أن هذا المرض الذي يمكن الوقاية منه وعلاجه وتشخيصه بسهولة لا يزال أكبر قاتل للأطفال الصغار في العالم تبعث على الصدمة“، وقال كيفن واتكينز الرئيس التنفيذي لهيئة إنقاذ الطفولة ”ملايين الأطفال يموتون بسبب الحاجة إلى اللقاحات والمضادات الحيوية المتاحة بأسعار معقولة والعلاج العادي بالأكسجين“. وأضاف ”هذا وباء عالمي منسي في حاجة إلى استجابة عالمية عاجلة“. بحسب رويترز.

وقال التقرير إن الالتهاب الرئوي هو السبب في 15 بالمئة من وفيات الأطفال دون الخامسة لكنه لا يحصل سوى على ثلاثة بالمئة من الإنفاق على أبحاث الأمراض المعدية وهي نسبة قليلة مقارنة بالأموال المخصصة لأمراض أخرى مثل الملاريا.

20 مليون طفل لم يحصلوا على تطعيمات منقذة للحياة

قالت منظمة الصحة العالمية ومنظمة الأمم المتحدة للطفولة (يونيسف) إن أكثر من طفل من بين كل عشرة أطفال، أو ما يعادل 20 مليون طفل على مستوى العالم، لم يحصلوا العام الماضي على لقاحات مضادة لأمراض تهدد الحياة مثل الحصبة والدفتريا والتيتانوس، وفي تقرير حول وضع التحصينات الطبية العالمية، قالت المنظمتان التابعتان للأم المتحدة إن مستويات التطعيم تتسم بالركود، لا سيما في البلدان الفقيرة أو مناطق الصراع.

وقال المدير العام لمنظمة الصحة العالمية تيدروس أدهانوم جيبريسوس في بيان ”اللقاحات هي إحدى أهم أدواتنا لمنع تفشي الأمراض والحفاظ على سلامة العالم“، وأضاف ”غالبا ما يسقط من الحسبان الأشخاص الأكثر عرضة للخطر، وهم الأشد فقرا والأكثر تهميشا والذين يمسهم الصراع أو يُجبرون على ترك منازلهم... كثيرون منسيون“، وقال التقرير إنه إذا مرض هؤلاء الأطفال، فإنهم معرضون لخطر الإصابة بأشد العواقب الصحية وسيكونون أقل قدرة على الحصول على العلاج والرعاية التي يحتاجونها.

وفيات الأطفال تتراجع عالميا لكن الإعاقة في ارتفاع

تشير دراسة جديدة إلى أن فرص الأطفال في العيش حتى مرحلة البلوغ المبكرة تزداد عن ذي قبل، لكن التقدم تركز في البلدان مرتفعة الدخل فيما يعاني عدد متزايد من الأطفال في جميع أنحاء العالم من مشاكل صحية تسبب الإعاقة.

وفحص الباحثون بيانات من 195 دولة ومنطقة بين 1990 و2017، تراجع خلالها العدد السنوي لوفيات الشباب دون سن العشرين بنسبة 52 في المئة من نحو 13.8 مليون إلى 6.6 مليون. ويعزى التراجع في الأساس إلى انخفاض الوفيات الناجمة عن الأمراض المعدية، وقال الدكتور روبرت راينر الذي قاد فريق الدراسة وهو من كلية الطب بجامعة واشنطن في سياتل ”بينما ينبغي لمجتمع الصحة العالمي أن يحتفل بهذه النجاحات، تعد المتابعة المستمرة أمرا حاسما للحفاظ على التقدم الذي أحرز خلال السنوات السبع والعشرين الماضية“.

وقال راينر عبر البريد الإلكتروني ”علاوة على ذلك هناك حاجة إلى بذل جهد كبير للحد من تفاوت العبء بين البلدان المرتفعة الدخل والبلدان المنخفضة الدخل“، وأضاف ”تحسنت الأوضاع في المناطق الأكثر عرضة للأمراض والوفيات بشكل أبطأ من المتوسط خلال هذه الفترة، ونظرا لمعدلات النمو السكاني في هذه الدول، ستحتاج النظم الصحية المثقلة بالأعباء بالفعل إلى دعم متزايد لتجنب الارتفاع في وفيات الأطفال والمراهقين التي يمكن تجنبها“، وبحلول نهاية الدراسة، كان 82 في المئة من وفيات الأطفال والمراهقين في جميع أنحاء العالم يتركز في البلدان ذات الدخل المنخفض والمتوسط وذلك ارتفاعا من 71 في المئة في عام 1990، وعلى الصعيد العالمي كان الانخفاض في معدل الوفيات أسرع في الأطفال الذين تتراوح أعمارهم بين عام واحد وأربعة أعوام، ويعزى ذلك إلى انخفاض معدل الوفيات الناجمة عن الإسهال وانخفاض عدوى الجهاز التنفسي والأمراض المعدية الشائعة الأخرى.

وكتب الباحثون في دورية جاما لطب الأطفال أن أكبر انخفاض من حيث الأعداد المطلقة لوفيات الأطفال حدث في أفريقيا الغربية والشرقية وجنوب الصحراء الكبرى، أما أسرع معدل لتراجع الوفيات فتركز في شرق آسيا وأمريكا اللاتينية وجنوب آسيا، وارتبط هذا التقدم إلى حد كبير بزيادة المساعدات الإنمائية في مجال الرعاية الصحية والتي تؤدي إلى تحسين فرص الحصول على اللقاحات، وتحسن التغذية في مرحلة الطفولة المبكرة والصرف الصحي والمياه النظيفة، وجهود مكافحة الأيدز والملاريا.

لكن في حين أصبحت الوفيات أقل شيوعا خلال فترة الدراسة زاد عبء الإعاقة بين الأطفال، وحلل الباحثون تأثير الصحة على حياة الأطفال باستخدام مقياس يُعرف باسم (سنوات العمر المعدلة حسب الإعاقة) والذي يعكس الفجوة بين الحالة الصحية الحالية للأطفال وحالة مثالية يكون فيها جميع الأطفال أصحاء. وخلال الدراسة ارتفع إجمالي العجز في مرحلة الطفولة 4.7 في المئة ليصبح المجموع 145 مليون سنة يعيشها الأطفال وهم يعانون من الإعاقة، وذكر الباحثون أن من أوجه القصور في الدراسة الفجوة الزمنية في نقل المعلومات الصحية في العديد من الدول. ومن أوجه القصور أيضا عدم كفاية البيانات من مناطق الصراعات مثل سوريا والعراق واليمن وجنوب السودان وأفغانستان ومن مجموعات سكانية مثل المهاجرين واللاجئين مما يحد من دقة بعض تقديرات حالات الوفيات والإعاقة.

تلقيح اكثر من 34 مليون طفلا في مناطق النزاعات

أعلنت منظمة الأمم المتحدة للطفولة (يونيسف) في بيان الخميس إنها تمكنت بالتعاون مع الحكومات وشركائها من المنظمات غير الحكومية من تلقيح أكثر من 34 مليون طفل في مناطق نزاعات خاصة في العراق وسوريا واليمن وليبيا.

وقالت "منذ بداية العام تمكنت اليونيسف ومعها الحكومات والأمم المتحدة والشركاء من المنظمات غير الحكومية، من الوصول بحملات التلقيح إلى أكثر من 34 مليون طفل في المناطق المتأثرة بالنزاعات أو المناطق التي تستضيف اللاجئين في الشرق الأوسط وشمال إفريقيا، وتشمل العراق والأردن وليبيا وسوريا والسودان واليمن".

واوضح البيان أنه "من بين كل خمسة أطفال في جميع أرجاء المنطقة، يعيش طفل واحد إما في منطقة نزاع أو في بلد متأثر بالنزاع"، مشيرا إلى أن "الأطفال الذين يحتاجون للقاحات خاصة في مناطق النزاع، هم الأقل حظّا من حيث الحصول عليها".

وحذرت المنظمة من أن "الأطفال الذين لا يحصلون على التلقيح أو يحصلون على القليل منه، هم عُرضة للإصابة بأمراض خطيرة، وهم عُرضة حتى للموت".

وأضافت "حين يخسر بعض الأطفال فرصة الحصول على اللقاحات، يزداد خطر انتشار الأمراض بالنسبة للجميع"، موضحة أن "المنطقة تشهد التهديد بعودة الأمراض الخطيرة التي اختفت منذ فترة طويلة مثل شلل الأطفال، كنتيجة مباشرة للصراع".

ونقل البيان عن المدير الإقليمي لليونيسف لمنطقة الشرق الأوسط وشمال إفريقيا خيرت كابالاري قوله إن "اليونيسف تدعو لاتخاذ عدد من الإجراءات الفورية لإيصال اللقاحات المنقذة للحياة إلى كل طفل في المنطقة".

وأضاف "على كافة أطراف النزاع في جميع أرجاء المنطقة والدول التي لها تأثير عليها أن تواصل بذل كل ما في وسعها لتسهيل وصول اللقاحات، وضمان اعتبار التلقيح من خلال الأنظمة والحملات الروتينية، أولوية وطنية في جميع البلدان".

واوضح انه "في حالات الحرب، على أطراف النزاع توفير وصول المساعدات الإنسانية بشكل مستدام وغير مشروط لكي يحصل كل الأطفال أينما وُجدوا على التلقيح، بغض النظر عمّن يسيطر على المنطقة التي يعيشون فيها"، وتابع "كما ينبغي السماح لإيصال اللقاحات مباشرة من منزل إلى منزل كالوسيلة الأكثر نجاعة حيثما أمكن ذلك".

انتشار شلل الأطفال في أفريقيا الوسطى

ذكرت منظمة الصحة العالمية في تقرير أنه تم اكتشاف حالتي إصابة بمرض شلل الأطفال في جمهورية أفريقيا الوسطى في أحدث ضربة للجهود العالمية الرامية للقضاء على المرض، وقالت المنظمة إنه تم إبلاغها بالحالتين يوم 24 مايو أيار، وقال التقرير ”هناك خطورة كبيرة من احتمال انتقال الفيروس نظرا لأن الحالتين كانتا بين نازحين داخليا (في منطقة) وسط سكان يقدر عددهم بثمانية آلاف نسمة“.

وتابع ”الحالتان ليس لديهما تاريخ سابق من التطعيم ضد شلل الأطفال. تغطية اللقاح في المنطقة المتأثرة تمثل 50 بالمئة، وانعدام الأمن أحد العراقيل الأساسية“، وكشفت أحدث بيانات المبادرة العالمية للقضاء على شلل الأطفال عن رصد عشر حالات إصابة بشلل الأطفال في العام الحالي منها ثمانية في نيجيريا وواحدة في الصومال وواحدة في جمهورية الكونجو الديمقراطية. وأعلنت باكستان وأفغانستان عن 24 حالة إصابة.

وينتشر شلل الأطفال في المناطق التي تعاني من سوء الرعاية الصحية. ويهاجم الفيروس الجهاز العصبي وقد يسبب شللا دائما خلال ساعات. والأطفال دون الخامسة هم الأكثر عرضة للإصابة بالمرض لكن من الممكن الوقاية منه عن طريق تلقي جرعات من اللقاح.

النوم في وقت متأخر يرتبط بالسمنة لدى الأطفال دون 6 سنوات

ربطت دراسة جديدة النوم في وقت متأخر بزيادة خطر الإصابة بالسمنة لدى الأطفال، على الرغم من أن الباحثين يقولون بأنه لا ينبغي على الآباء أن يندفعوا إلى وضع أطفالهم الذين في مرحلة ما قبل المدرسة بالسرير، في وقت مبكر نتيجة لذلك.

وقال الدكتور كلود ماركوس، أستاذ طب الأطفال في معهد كارولنسكا في السويد ومؤلف الدراسة التي نُشرت في مجلة طب الأطفال، إنه بدلاً من ذلك، يجب على الأمهات والآباء المعنيين التركيز على الحفاظ على روتين منتظم حين يتعلق الأمر بجدولة الوجبات وأوقات النوم، وركّز البحث، الذي كان جزءاً من دراسة واسعة النطاق حول السمنة، على 107 أطفال في السويد، من ضمنهم 64 طفلاً لديهم والد مصنَّف على أنه يعاني من زيادة الوزن أو السمنة، وراقب الباحثون وزن كل طفل وطوله ومحيط الخصر من عمر 1 إلى 6 سنوات. وكانت قياسات جميع الأطفال مماثلة عند بدء الدراسة، وقد تم قياس النوم لسبعة أيام متتالية مرة واحدة في السنة طيلة مدة الدراسة، باستخدام وحدة قياس توضع على معصم الطفل.

ووجدوا أن الأطفال الذين ذهبوا عادة للنوم بوقت متأخر، حدده الباحثون بالساعة التاسعة مساءً، كان لديهم خصراً أوسع ومؤشر كتلة الجسم أعلى في نهاية الدراسة، وقال ماركوس: "كان وقت النوم المتأخر أحد العوامل البارزة والمرتبطة بزيادة الوزن. ولكن ما يمكننا رؤيته هو ارتباط فقط. فهل سيتغيّر ذلك إذا وضعت أطفالك في الفراش في وقت مبكر؟ هذا شيء لا نعرفه"، واقترح ماركوس أن بقاء الطفل مستيقظاً بعد الساعة 9 مساءً، يمكن أن يكون علامة على نمط الحياة الكلي الذي يعرض الأطفال لخطر زيادة الوزن، أكثر من زيادة الوزن المرتبطة مباشرة بنومهم، وأشار إلى اختلاف أوقات نوم الأطفال في جميع أنحاء العالم بشكل كبير. وقال: "فرضيتي الشخصية هي أن هذه علامة على حياة غير منتظمة".

وفي تعليق مرتبط بالبحث، قالت الدكتورة نيكول جلاسر والدكتور دينيس شتاين، وهما أخصائيا الغدد الصماء عند الأطفال في جامعة كاليفورنيا (دافيس)، إنه من المحتمل أن تكون السمنة وعدم النوم الكافي بسبب تأثيرات أخرى، مثل "الاستخدام المفرط للشاشات، أو عدم ممارسة التمارين بشكل كاف، أو غيرها".

ومع ذلك، أضافا أنه من الممكن وجود رابط جسدي، وذلك لأن بعض مناطق الدماغ المشاركة في تنظيم دورات النوم والاستيقاظ تتحكم أيضاً بسلوكيات تناول الطعام والصيام، وكتب جلاسر وشتاين، الذين لم يشاركا في البحث: "لذلك يتشابك تنظيم النوم ووزن الجسم بشكل معقد على عدة مستويات"، وكان أحد القيود الرئيسية لهذه الدراسة هو قلة عدد الأطفال المشاركين. ولكن، كان الباحثون لديهم القدرة على قياس خصائص النوم بشكل موضوعي من خلال متتبع المعصم، بدلاً من الاعتماد على المعلومات التي ينقلها الوالدان والأطفال، وهو أمر قال ماركوس إنه غالباً ما لا يعول عليه.

ووجدت الأبحاث السابقة أن مدة النوم القصيرة ترتبط بزيادة خطر الإصابة بالسمنة في مرحلة الطفولة. ومع ذلك، وجدت الدراسة التي أجراها فريق ماركوس أنه بغض النظر عن المدة التي ينام فيها الطفل، فالذهاب للنوم بعد التاسعة مساءً يرتبط بزيادة السمنة وارتفاع مؤشر كتلة الجسم.

وبالنسبة للبالغين، قال ماركوس إن النوم غير المنتظم والنوم بشكل أقل يرتبطان بزيادة خطر الإصابة بالسمنة، مع بعض التلميحات إلى أن الأشخاص الذين ينامون أقل، يتناولون الطعام بشكل أكبر، وقال ماركوس: "من الصعب إثبات العلاقة السببية. قد يكون ذلك أيضاً نتيجة للتوتر وليس النوم".

وأضاف أن الأمر ذاته ينطبق على الأطفال من ذوي الدرجات الاجتماعية والاقتصادية المختلفة، فنحن نعلم أن الأمر مرتبط بالسمنة، ولكن من الصعب للغاية تحديد الاختلافات في طريقة معيشتهم، وقالت الدراسة إن الجهود المبذولة للوقاية من السمنة يجب أن تولي مزيداً من الاهتمام للنوم، والذي يبدو أنه متورط في تعرض الأسرة لزيادة السمنة.

الرضاعة الطبيعية مرتبطة بانخفاض معدلات الكوليسترول

تشير دراسة جديدة إلى أن الرضع الذين لا يتغذون إلا من خلال الرضاعة الطبيعية في أول ثلاثة أشهر من عمرهم قد تكون معدلات الكوليسترول لديهم أكثر صحية عند بلوغهم مقارنة بأقرانهم الذين اعتمدوا في صغرهم على التغذية الصناعية.

ويوصي أطباء الأطفال بأن تقتصر تغذية المواليد على الرضاعة الطبيعية فقط لمدة ستة أشهر على الأقل من الولادة، وأشار الباحثون في دورية (طب الأطفال) إلى أن حليب الأم يحتوي على نسبة أكبر من الكوليسترول مقارنة بالحليب الصناعي البديل ولكن لا يُعرف الكثير عن تأثير ذلك على معدلات الكوليسترول في مراحل تالية من العمر.

ولإجراء الدراسة تتبع الباحثون 3261 رضيعا وُلدوا في هونج كونج في عام 1997 لحين بلوغهم أعمار متوسطها 17 عاما ونصف العام. وبشكل عام كان 7.5 بالمئة ممن شملتهم الدراسة يعتمدون على الرضاعة الطبيعية فحسب في الأشهر الثلاثة الأولى من العمر فيما تغذى 40 بالمئة منهم على مزيج من حليب الأم والحليب الصناعي البديل واعتمد 52 بالمئة على التغذية بالحليب الصناعي فقط.

وخلصت الدراسة إلى أن من تغذوا بالرضاعة الطبيعية انخفضت لديهم المعدلات الإجمالية للكوليسترول ومعدلات البروتين الدهني منخفض الكثافة (إل.دي.إل) ببلوغهم سن المراهقة مقارنة بأقرانهم، ولم تكن الدراسة مصممة لإثبات ما إذا كانت الرضاعة الطبيعية تؤثر بشكل مباشر في معدلات الكوليسترول لدى المراهقين وسبب وكيفية تأثير حليب الأم فقط على ذلك، لكن كريستوفر اوين من معهد أبحاث الصحة السكانية في جامعة سانت جورج في لندن، الذي لم يكن مشاركا في الدراسة، قال إن النتائج تضيف على الرغم من ذلك للأدلة التي تثبت أن التغذية في الأسابيع والأشهر الأولى من العمر قد تؤثر في عوامل مسببة لمشكلات القلب والأوعية، وأضاف في رسالة بالبريد الإلكتروني لرويترز هيلث ”التعرض المبكر لمستويات مرتفعة من الكوليسترول من خلال الرضاعة الطبيعية قد يبرمج الطريقة التي يتم بها أيض الدهون في الجسم مما يحسن قدرة الجسم على التمثيل الغذائي للدهون في مرحلة لاحقة من العمر“.

تخصيص حصص لتوعية الأطفال بالتعامل مع أزمات الربو

تشير دراسة حديثة إلى أن الأطفال في سن المدرسة المصابين بالربو الذين يتلقون حصصا للتوعية عن كيفية التعامل مع حالتهم يصابون بعدد أقل من الأزمات الربوية وتقل عدد زياراتهم للطوارئ وحجزهم في المستشفيات.

وحلل الباحثون بيانات من 33 دراسة سابقة عن فاعلية البرامج المدرسية للتعامل مع الربو في مساعدة الأطفال على تجنب الإصابة بالأعراض الحادة التي يمكن أن تؤثر على صحتهم وتحصيلهم الدراسي.

وشملت كل تلك الدراسات أطفالا تتراوح أعمارهم بين الخامسة والثامنة عشرة وقسمتهم لمجموعتين إحداهما تلقت حصصا بتعليمات للتوعية بشأن المرض فيما لم تتلق الأخرى أي توجيهات، وقال الباحثون في دورية (ثوراكس) إن زيارة الطلبة والتلاميذ الذين تلقوا حصص التوعية لقسم الطوارئ قلت 30 بالمئة عن أقرانهم مما يشير إلى أنهم أصيبوا بعدد أقل من الأزمات الحادة، وقال ديلان نيل كبير الباحثين في الدراسة في جامعة كوليدج في لندن ”بالنسبة للأطفال الذين لا يمكنهم الوصول بسهولة للرعاية الصحية يمكن للمدرسة أن تكون فعالة بشكل خاص في تقديم توعية عن كيفية التعامل مع المرض بأنفسهم“.

وقلت أيضا عدد مرات دخول المستشفى وعدد الأيام التي يضطر فيها الأطفال لوقف كل أنشطتهم بسبب حدة الأعراض عند من تلقوا حصص التوعية مقارنة بمن لم يحصلوا على أي تدريب، لكن الباحثين لم يجدوا صلة بين تطبيق تلك البرامج ونسبة غياب التلاميذ والطلبة عن المدرسة، وفيما لم توفر الدراسة إرشادات عن نوعية البرامج الفعالة لتقديمها في المدرسة فإن الدراسات التي راجعتها تشاركت في بعض العناصر الأساسية التي يتم التوعية بها والتي تشمل التأكيد على الانتظام في مراقبة قيام الرئة بوظائفها وتعليمات بشأن أساليب استخدام جهاز الاستنشاق ووضع خطة تعامل مع المرض لكل طفل وكيفية استخدام الأدوية للتحكم في الأعراض.

وتقول طبيبة الأطفال أفني جوشي المتخصصة في أمراض الحساسية والمناعة في مركز الأطفال في مايو كلينيك في مينيسوتا، والتي لم تشارك في الدراسة، إن برامج التوعية بالتعامل مع الأزمات الربوية في المدارس سيساعد على تقليل شعور الأطفال المصابين بالإحراج من حالتهم ومن استخدام جهاز الاستنشاق.

الأطفال الذين يتعرضون للتنمر أكثر استخداما للمسكنات

أفادت دراسة في أيسلندا عن أطفال المدارس بأن الأطفال والمراهقين الذين يتعرضون للتنمر يزداد احتمال تناولهم للمسكنات بمقدار المثلين مقارنة بأقرانهم الذين لا يقعون ضحية للتنمر، وقالت بيرنيلا جارمي من جامعة كريفانسته في السويد وكبيرة الباحثين في الدراسة ”وجدنا استخداما متكررا للمسكنات بين التلاميذ الذين يتعرضون للتنمر والذين لا يتعرضون له... لكن تناول المسكنات أكبر بكثير بين التلاميذ الذين يعانون التنمر“.

وتابعت قائلة ”التلاميذ الذين يعانون من التنمر يميلون للشعور بالمزيد من الألم مقارنة بالآخرين كما أن استخدامهم للمسكنات يزيد بمقدار المثلين حتى عند التعرض لألم معتاد لديهم“، وقال فريق جارمي في دورية (أكتا بيدياتريكا) إنهم فحصوا بيانات 10626 من الصغار الذين تتراوح أعمارهم بين 11 و15 عاما، بينهم 585 طفلا ومراهقا قالوا إنهم يتعرضون للتنمر مرتين أو ثلاث مرات في الشهر.

وتوصل الباحثون إلى أن التلاميذ الذين تعرضوا للتنمر بشكل متكرر كانوا أكثر استخداما للمسكنات لعلاج الصداع أو آلام المعدة أو الظهر أو العنق أو الكتفين، ووجدت الدراسة أن هؤلاء غالبا ما يتناولون الباراسيتامول أو الإيبوبروفين لتخفيف آلامهم.

وقالت جارمي ”تقديري للصلة بين التنمر واستخدام المسكنات هو أنك لو كنت تشعر بالرضا والأمان ثم أصبت بصداع فقد تحاول تحمل الألم دون تناول دواء“، وأضافت ”لكن إذا كنت تشعر بالحزن وعدم الأمان، وهو شعور شائع عند الأطفال والمراهقين الذين يتعرضون للتنمر، فقد يكون الألم شديدا ويحتاجون لتناول المسكنات“.

وقالت فاليري إيرنشو الباحثة في التنمية البشرية وعلوم الأسرة في جامعة نيو آرك في ديلاوير ”يستحيل أن نعرف بناء على هذه الدراسة وحدها ما إذا كان التنمر يؤدي للمزيد من المشاكل الصحية وبالتالي تناول المسكنات، أو ما إذا كان الذين يعانون مشاكل صحية أكبر قد تعرضوا لتنمر أكثر“، لكنها أضافت أن نتائج الدراسة يجب أن تذكر الآباء بأهمية سؤال الأطفال عما يمرون به في المدرسة بما في ذلك التنمر.

التهاب الدماغ يودي بحياة 97 طفلا في شرق الهند

قال مسؤول بقطاع الصحة إن 97 طفلا لقوا حتفهم الشهر الجاري إثر إصابتهم بالتهاب في الدماغ في ولاية بيهار بشرق الهند، وقال شاليش براساد سينغ المسؤول بالقطاع الطبي في منطقة مظفر أباد في الولاية لرويترز إن 97 طفلا لقوا حتفهم ويتلقى 146 آخرون العلاج بعد إصابتهم بالمرض الذي يظهر كل صيف.

وقال سونيل رام والد طفلة توفيت لوكالة (إيه.إن.آي) الشريكة لرويترز ”لا توجد منشآت جيدة هنا... لو كانت هناك منشآت جيدة، لم تكن لتموت“، وقالت سلطات الحكومة المركزية إنها ستبذل قصارى جهدها لعلاج الأطفال المرضى.

والتهاب الدماغ ناجم عن الإصابة بفيروس من بين عدد من الفيروسات. والأعراض تتضمن ارتفاع درجة الحرارة والقيء وفي الحالات الحادة تشنجات وشلل والدخول في غيبوبة. والأطفال والكبار عرضة للإصابة.

وقبل خمسة أعوام أودى تفش مشابه بحياة 380 شخصا في بيهار ثالث أكبر ولاية في الهند من حيث عدد السكان، وتجمع محتجون في نيودلهي للمطالبة بتدخل فوري من الحكومة المركزية في بيهار. وزار وزير الصحة هارش فاردهان الولاية يوم الأحد لتقييم الوضع.

ذات صلة

عالم الإسلام متماثلا اجتماعيا وثقافيا.. الطاقة الممكنةصناعة الاستبداد بطريقة صامتةوزارتا التربية والتعليم العالي في العراق مذاكرةٌ في تجاذبات الوصل والفصلالجنائية الدولية وأوامر الاعتقال.. هل هي خطوة على طريق العدالة؟التناص بوصفه جزءاً فاعلاً في حياتنا