كورونا ليس وحيداً: تعرف على أخطر الفيروسات المميتة في كوكب الأرض
مروة الاسدي
2020-02-19 04:20
لا بد أنك سمعت ببعض أنواع الفيروسات الخطيرة مثل كورونا وإيبولا، لكن هناك العديد من الفيروسات الأخرى في العالم التي تعتبر خطيرة أيضا وتشكل تهديدا على البشرية جمعاء، فقد تعددت الفيروسات في الوقت الراهن في مختلف البلدان، مما أدى إلى إصابة أعداد كبيرة من الأشخاص بهذه الفيروسات كــ فيروس الأنفلونزا، الكوليرا، الملاريا، الطاعون، حمى الأرانب، ومرض المحاربين القدماء، وغيرها الكثير، حيث باتت الأمراض الراهنة أبرز وأخطر تحديات القرن الحادي والعشرين.
إذ تمثل صحة سكان العالم أجمع من أبرز الاهتمامات لكل دولة أو قارة على حدة، وذلك لأن المشكلات الصحية لسكان المعمورة ذات تأثير سياسي واقتصادي عالمي، لذا أصبحت الصحة مطلبا عالميا فعندما يصحّ الجسم يصح العقل، ويتعافى، ويفكر بطريقة سليمة، وبالتالي تحسِّن حياة الإنسان.
حيث باتت الامراض في العصر الراهن تشكل أحد أعظم التحديات التي تواجه العالم حتى في المستقبل القريب، وقد توازي خطورتها الكوارث الطبيعية أو التغيير المناخي، كون الامراض قد تنتشر وتتسلل كوباء يفتك على ملايين البشر بضربة واحدة.
لذا لا يزال العلماء يجهلون بدرجة كبيرة كيفية وقف أو مجابهة الهجمات المرضية الشرسة التي لم يشهدها العالم من قبل في السنوات الأخيرة، من ظهور فيروس كورونا الجديد في الصين والسلالة الفيروسية الجديدة الفتاكة من انفلونزا الطيور في اسيا والتفشي الذي لم يسبقه مثيل لوباء الايبولا في غرب افريقيا.
ويقول خبراء الأمراض إن العلماء لم يفلحوا حتى في مجرد رصد منشأ تلك الأمراض ويرجع سبب ذلك ببساطة الى عدم اجراء الدراسات الأساسية وتحليل طرق انتقال الأمراض واختبار العقاقير واللقاحات التجريبية وذلك في أثناء استشراء تلك الأمراض، ويضيف هؤلاء الخبراء انها سقطة وقع فيها البحث العلمي يتعين ألا يُسمح له بتكرارها.
وبالخصوص يثير فيروس كورونا الجديد الذعر في العالم، حيث تتسارع حالات الوفاة بين المصابين به، كما تزداد أعداد المصابين به والدول التي تعلن عن تسجيل إصابات فيها، وفي العقد الأخير، أي في الفترة من 2010 ولغاية العام 2020، انتشرت العديد من الأوبئة، كان أبرزها أنواع جديدة من الإنفلونزا، مثل كورونا الشرق الأوسط وإنفلونزا الخنازير، وسبقهما في العقد السابق إنفلونزا الطيور.
وتفشت في العقد الأخير أيضا أوبئة أخرى، لعل أكثرها خطورة كان فيروس إيبولا، الذي انتشر في عدد من الدول الأفريقية، وفيروس زيكا الذي انتشر في أميركا الجنوبية، وقبل العام 2009، ظهر إنفلونزا الطيور (2003) وتسبب بوفاة حوالي 400 شخص، وسبقه فيروس سارس (2002) الذي أدى إلى وفاة 800 شخص في العالم، فيما يلي ادناه أخطر الفيروسات المميتة على كوكب الأرض.
كورونا الجديد
في الحادي والثلاثين من ديسمبر الماضي، تم الإبلاغ عن أول حالة مشتبه بها لمنظمة الصحة العالمية، بوصفها فيروس كورونا الجديد أو فيروس كورونا المستجد، الذي صار يعرف باسم (2019-nCoV).
وكان أول تفش للمرض في سوق هوانان للمأكولات البحرية في ووهان بمقاطعة هوبي في الصين، قبل أن ينتقل إلى بانكوك في تايلاند وطوكيو في اليابان وسول في كوريا الجنوبية، ثم في مدن بكين وشنغهاي وغوانغدونغ في البر الصيني، وهونغ كونغ وماكاو، وإيفرت، وفيتنام، وسنغافورة.
وفي وقت لاحق أعلن عن إصابات بالفيروس في أستراليا وماليزيا وتايوان والولايات المتحدة وفرنسا، ومؤخرا أعلن عن حالة إصابة في كل من ألمانيا وسريلانكا وكمبوديا، وتضمنت الأعراض الموثقة حدوث حمى في 90 في المئة من الحالات، وضعف عام وسعال جاف في 80 في المئة، وضيق في النفس في 20 في المئة، مع ضائقة تنفسية في 15 في المئة من الحالات.
وحتى الآن، بلغ عدد المصابين بالفيروس أكثر من 4500 شخصا، منهم 52 حالة خارج الصين، بينما أودى الفيروس بحياة 106 أشخاص، كلهم في مدينة ووهان، باستثناء حالة وفاة واحدة في بكين.
بكتيريا خطرة تنتشر دون أن يتم رصدها
تنتشر بكتيريا تتسبب بأمراض يستعصى علاجها تقريبا، في مستشفيات العالم أجمع من دون أن يتسنى رصدها حسب ما حذر باحثون أستراليون، فقد اكتشف باحثون في جامعة ملبورن ثلاثة أنواع من هذه البكتيريا المقاومة جدا للأدوية في عينات متأتية من 10 بلدان، بما فيها أصناف من أوروبا يتعذر كبح انتشارها بالعقاقير المتوفرة حاليا في السوق.
وقال بن هودن مدير وحدة التشخيص الإحيائي المجهري في مختبر الصحة العامة في معهد دوهرتي في جامعة ملبورن "بدأنا بعنيات من أستراليا" ثم استعملنا عينات أخرى "ولاحظنا أن البكتيريا منتشرة في عدة بلدان وعدة مراكز في أنحاء العالم أجمع".
وهذه البكتيريا المعروفة علميا بستافيلوكوكوس إيبيدرمس تنتشر في الجلد بشكل طبيعي، لكن الصنف المقاوم للمضادات الحيوية يصيب في غالب الأحيان الكبار في السن الذين وهن جهازهم المناعي أو المرضى الذين زرعت أجهزة في أجسادهم، على غرار القساطر وصمامات القلب والأطراف الاصطناعية للربط بين المفاصل.
وأوضح هودن أن "هذه البكتيريا قد تكون فتاكة خصوصا... عند الأشخاص الشديدي المرض الذين قد يصعب معالجة المضاعفات الخطرة عندهم"، وقد درس الباحثون مئات العينات من هذه البكتيريا متأتية من 78 مستشفى من أنحاء العالم أجمع. وهم خلصوا إلى أن الحمض النووي تغير عند بعض الأصناف، ما يتيح للبكتيريا مقاومة صنفي المضادات الحيوية الأكثر شيوعا في المستشفيات، وأكد الباحثون أن هذه البكتيريا هي سريعة الانتشار من جراء الاستخدام المكثف للمضادات الحيوية في وحدات العناية الفائقة.
وشددت هذه الدراسة المنشورة في مجلة "نيتشر مايكروبايولودجي" على ضرورة التعمق في فهم سبل انتشار الأمراض. ولفت هودن إلى أنه "لا شك في أن مقاومة المضادات الحيوية هي من أكبر المخاطر المحدقة بالرعاية الصحية في العالم أجمع".
حمى الجرذ
تكافح ولاية كيرالا بجنوب الهند تفشيا لمرض بكتيري تشك السلطات في أنه أدى لمقتل عشرات الأشخاص منذ منتصف أغسطس آب بعد فيضانات تعد الأسوأ منذ 100 عام، وقال متحدث باسم وزارة الصحة إنه كان هناك نحو مئتي حالة إصابة مؤكدة بالمرض الذي يعرف محليا بحمى الجرذ. وتنقل المياه المرض الذي يعرف بداء البريميات والذي ينتقل عبر بول الحيوانات المصابة ويسبب أعراضا تشمل ألما في العضلات والحمى.
وتأتي زيادة عدد حالات الإصابة بالمرض بعد أن أدت مياه الأمطار الموسمية، التي بدأت في الثامن من أغسطس آب، لسيول أغرقت الولاية بأكملها تقريبا وتسببت في مقتل مئات الأشخاص وتدمير آلاف المنازل وخسائر بقيمة 200 مليار روبية (2.81 مليار دولار) على الأقل، وقالت وزيرة الصحة كيه.كيه شايلاجا للصحفيين إن الوزارة بدأت الشهر الماضي توزيع دواء وقائي وحذرت من تفشي داء البريميات وأمراض أخرى تنقلها المياه مثل التيفود والكوليرا، وأفادت وسائل إعلام محلية بوقوع ثلاث حالات وفاة بداء البريميات، وقالت الوزيرة ”لم يحصل الضحايا على الدواء الوقائي للأسف“، وقال المتحدث باسم الوزارة إنه تم التحقق في المجمل من تسع حالات وفاة بسبب المرض، لكن العدد قد يرتفع إلى أكثر من 40 حالة بعد اكتمال التقارير الطبية، ويندر انتقال داء البريميات من شخص لآخر ويمكن علاجه بمضادات حيوية شائعة، وقال محمد جافيد وهو أخصائي في الطب الباطني بمستشفى خاص في كيرالا ”شهدنا الأسبوع الماضي نحو 30 حالة وفاة في كوزيكود وواياناد“ في إشارة إلى منطقتين من أكثر المقاطعات تضررا بالسيول على الساحل الجنوبي الغربي للولاية.
وأضاف أن الولاية تشهد حالات إصابة بداء البريميات في كل موسم أمطار مع امتلاء حقول الأرز بالماء مما يزيد من احتمالات إصابة المزارعين بالعدوى خاصة من خلال الجروح، لكنه قال لرويترز ”هذه المرة العدوى سريعة ومتفاقمة... حالات الوفاة الأخيرة تشير بوضوح لخطر حدوث وباء“.
فيروس غرب النيل
قالت السلطات اليونانية إن 11 شخصا توفوا وأصيب 107 آخرون بفيروس غرب النيل الذي ينقله البعوض في البلاد حتى الآن خلال هذا الصيف وهو أعلى عدد من الحالات المبلغ عنها منذ عام 2012، ووفقا للمركز اليوناني لمكافحة الأمراض والوقاية منها، تسجل اليونان تفشي فيروس غرب النيل منذ عام 2010 عندما بلغ عدد حالات الإصابة 262 بينها 35 حالة وفاة، وفي 2012 أصيب 161 شخصا بالفيروس وتوفي منهم 18. وفي العام الماضي أصاب الفيروس 48 توفي منهم ستة. ولم يتم الإبلاغ عن حالات خلال عامي 2015 و 2016، وأصدرت السفارة الأمريكية في أثينا تحذيرا صحيا تدعو فيه مواطنيها لاتخاذ إجراءات وقائية مثل تنظيف الأماكن التي يمكن أن يتكاثر فيها البعوض مع تشذيب الحشائش والأشجار.
فيروس نيباه
قالت مسؤولة في قطاع الصحة بالهند يوم الخميس إن حالتي إصابة بفيروس نيباه المميت الذي يسبب تلفا في الدماغ تم التأكد منهما في ولاية كيرالا بجنوب البلاد، حيث أدى الفيروس أيضا لوفاة شخصين.
وأوضحت في. جايشري مسؤولة الصحة في منطقة كوريكود لرويترز أن حالتي الإصابة الجديدتين بفيروس نيباه في كيرالا ترفع إجمالي عدد الحالات المؤكدة إلى 17. وأضافت أن 15 منهم لقوا حتفهم.
وقالت جايشري إن المصابين بالفيروس هما مادوسودانان (55 عاما) وأكيل (28 عاما) ويعتقد أن العدوى انتقلت إليهما من زميل يعمل في المجال الطبي، ولم تُكتشف إصابات مؤكدة بالفيروس خارج كيرالا حتى الآن، رغم مخاوف من انتشار المرض. وأرسلت ولايات أخرى عينات للفحص من أشخاص أبلغوا عن إصابتهم بأعراض تشبه أعراض الإصابة بالفيروس خلال الأيام القليلة الماضية.
وقال إيه. موهانداس، وهو مسؤول يعمل في مجال تربية الحيوانات، إن عينات مأخوذة من خفافيش في منطقة كوريكود، التي يعتقد أنها بؤرة العدوى، أُرسلت إلى المعهد الوطني لأمراض الحيوانات في بوبال بولاية ماديا براديش، في وقت يواصل فيه المسؤولون محاولات تتبع مصدر تفشي الفيروس، وتقول منظمة الصحة العالمية إن الفيروس لا لقاح له. وينتشر الفيروس عن طريق سوائل الجسم ويمكن أن يسبب التهابا في المخ. والعلاج المعتاد للمصابين هو تقديم الرعاية الداعمة.
قال مسؤول في قطاع الصحة إن الهند بدأت جولة جديدة من الفحوص التي تهدف إلى تتبع منشأ فيروس نادر يسبب تلفا في الدماغ أدى لمقتل 13 شخصا، وذلك بعد فحوص أولية لحيوانات يشتبه في حملها فيروس نيباه لم تكشف أي مؤشر على المرض.
حمى لاسا
قال مركز مكافحة الأمراض في نيجيريا إن حمى لاسا أودت بحياة 110 هذا العام في تفش ”غير مسبوق“ أصاب نصف ولايات البلاد، وحمى لاسا مرض فيروسي يسبب النزيف وينتقل عن طريق أطعمة أو أدوات منزلية ملوثة ببول القوارض أو برازها، كما يمكن أن ينتقل من خلال سوائل أجساد المصابين، وتشمل أعراض الفيروس ارتفاع درجة الحرارة والصداع ويؤدي في معظم الحالات الشديدة إلى الوفاة.
وذكر المركز في تقرير بتاريخ الرابع من مارس آذار أن هناك 1121 حالة مشتبها بها أكدت الفحوص إصابة 353 منها. وتنتظر 37 حالة أخرى الفحوص المعملية، وقالت منظمة الصحة العالمية إنه جرى الإبلاغ عن 1081 حالة مشتبها بها و90 وفاة بسبب المرض في 18 ولاية من ولايات نيجيريا البالغ عددها 36 ولاية. وأضافت أن مراكز أقيمت في أربع ولايات لمواجهة الأمر، وقالت المنظمة إن المرض منتشر أيضا في غانا وغينيا ومالي وبنين وليبيريا وسيراليون وتوجو.
حمى الدنج
قالت منظمة الصحة العالمية إن جزيرة لا ريونيون الفرنسية تشهد تفشيا غير مسبوق لحمى الدنج والتي يمكن أن ينقلها السياح إلى دول أخرى، وقالت المنظمة إن الحمى، وهي فيروس ينقله البعوض، ربما تنشط بسبب الافتقار للتطعيم بين سكان الجزيرة المطلة على المحيط الهندي أو لأن الفيروس ربما أصبح يسبب أعراضا أكثر مما كان يفعل في الأعوام السابقة، وخلال هذا العام تأكدت إصابة 1816 بحمى الدنج حتى 23 أبريل نيسان. وكانت كل حالات الإصابة محلية ولم تنتقل عبر السياح والمسافرين. وفي الأسبوع الذي انتهى في الثالث والعشرين من أبريل نيسان وردت تقارير عن 428 حالة إصابة محتملة ومؤكدة مقارنة بأقل من مئة خلال عام 2017 بأكمله.
وقالت المنظمة ”رغم ورود تقارير عن حالات إصابات محلية بحمى الدنج على فترات متقطعة في ريونيون من قبل فإن زيادة الحالات منذ بداية 2018 غير مسبوقة“، وأضافت ”ريونيون هي مقصد سياحي شهير واحتمالية انتقال فيروس الدنج لدول أخرى زاد بسبب التفشي الحالي“، وذكرت المنظمة أن 50 حالة نقلت للمستشفى هذا العام مقارنة مع 12 خلال عام 2017 بأكمله، ولم يتسن الحصول على تعليق من مسؤولين من وزارة الصحة الفرنسية.
فيروس الإنفلونزا
يلف عالم الصناعات الدوائية في العالم أسرارا وخفايا تعجز العامة ووسائل الإعلام عن اكتشافها، لكن مختبرات "سانوفي باستور" الفرنسية الناشطة في الولايات المتحدة من خلال مصنع في ولاية بنسيلفانيا، أماطت اللثام عن بعض خفايا صناعة لقاح فيروس الإنفلونزا، الذي يتفشى سنويا بسرعة ويبقى علاجه بشكل نهائي أمرا بعيد المنال.
ينتظر العالم تطوير لقاح فعال لعلاج فيروس الإنفلونزا الذي يتفشى كل عام بسرعة كبيرة وبشكل يوفر مناعة لفترة طويلة بمواجهة أكبر عدد من السلالات الفيروسية. ورغم الجهود الكبيرة المبذولة من قطاع الصناعات الدوائية، يبدو الطريق لبلوغ الهدف طويلا.
وفي مدينة سويفتواتر الريفية الصغيرة في ولاية بنسيلفانيا الأمريكية، يقع أحد أكبر المصانع في العالم والتابع لمختبرات "سانوفي باستور"، وهي وحدة اللقاحات في مجموعة "سانوفي" الفرنسية العملاقة للصناعات الدوائية.
وهذا الموقع الذي يعمل فيه2500 موظف، ينتج بشكل أساسي لقاحات موسمية ضد الإنفلونزا، وفق آلية معتمدة على نطاق واسع في القطاع لكنها مجهولة على نحو كبير من العامة، وهي تقوم على زراعة سلالات فيروسية في بيض دجاج.
ويستلم هذا المصنع يوميا مئات آلاف البيوض من مزارع متخصصة في المنطقة. وبالاستعانة بإبرة، تعمد ذراع آلية إلى إدخال سلالة فيروسية مخففة في كل منها، ويوضح مدير المصنع فرانك تشاسانت أن "البيضة هي المفاعل الحيوي الصغير الذي يمكننا فيه تطوير فيروس الإنفلونزا". وعقب بضعة أيام من الحضانة والتجميد، تتم مراقبة البيوض ثم فتحها ويتم سحب البياض فقط والذي يكون الفيروس قد نما فيه.
بعد ذلك، تمر تلك العينات بعدة مراحل من التطهير وتعطيل عمل الفيروس والتنقية ثم جمع سلالات فيروسية عدة في جرعة لقاح وحيدة. ومع التعبئة والتغليف والتحليل، يمكن للمسار الكامل أن يستمر حتى ستة أشهر.
حمى الوادي المتصدع
قال مسؤول في قطاع الصحة في كينيا إن خمسة أشخاص لقوا حتفهم بسبب إصابتهم بحمى الوادي المتصدع خلال الأسبوع المنصرم في أول تقارير عن عودة المرض منذ أن تسبب في وفاة أكثر من 200 شخص قبل عقد.
وتقول منظمة الصحة العالمية إن المرض شديد العدوى ينتقل للإنسان عبر البعوض أو التعرض لدم أو أعضاء حيوانات مصابة، وقال عبد الحكيم بيلو عضو اللجنة التنفيذية الصحية لمقاطعة واجير في شمال شرق كينيا التي وردت منها أنباء الوفيات إن شخصين توفيا في المستشفى فيما توفي الثلاثة الآخرون في منازلهم. وحدثت الوفاة الأولى الماضي، وأضاف أن شخصين يعتقد أنهما مصابان بالمرض دخلا إلى المستشفى.
وقال إن المقاطعة منعت بيع اللحوم لمدة عشرة أيام كإجراء احترازي وبعد مرورها سيتم اتخاذ قرار بشأن تجديد الحظر أو رفعه، ويقدر مسؤولون إن نحو 50 رأسا من الماشية نفقت، أغلبها من الجمال والغنم، منذ بداية الشهر.
وكان الانتشار السابق لحمى الوادي المتصدع في كينيا قد حدث في الفترة من نوفمبر تشرين الثاني 2006 وحتى مارس آذار 2007 وتسبب في 234 وفاة وفقا لمنظمة الصحة العالمية، وفي غيات علاج محدد أو لقاح فعال يمكن للحمى أن تتسبب في العمى والنزيف الحاد حتى الموت، والشهر الماضي أصدرت الحكومة تحذيرا من انتشار محتمل للمرض في مناطق مختلفة من البلاد بسبب هطول الأمطار الغزيرة لعدة شهور، وتقول منظمة الصحة العالمية إن تفشي المرض في أفريقيا مرتبط بفترات هطول الأمطار بمعدل فوق المتوسط.
تفشي مرض الشيكونجونيا
قال مسؤول سوداني إن أكثر من 11 ألف شخص أصيبوا بمرض الشيكونجونيا الفيروسي الذي ينقله البعوض بولاية كسلا في شرق السودان خلال الشهر الماضي ولكن لم ترد أنباء عن وفاة أحد.
وينقل الشيكونجونيا نوعان من البعوض ويمكن أن يسبب هذا المرض أعراضا حادة، تتطور خلال ما بين ثلاثة وسبعة أيام بعد تعرض الشخص للسعة بعوضة مصابة، تشمل ارتفاعا شديدا في درجة الحرارة وصداعا وألما في العضلات وفي الظهر بالإضافة إلى طفح جلدي. ولا يوجد علاج ولا أمصال معروفة ضد الشيكونجونيا.
ولا يعد هذا المرض مميتا إلا في حالات نادرة، وقال مجذوب أبو موسى وهو متحدث باسم إدارة ولاية كسلا إن الإحصاءات الرسمية تقول حتى الآن إن حوالي 11 ألف شخص أصيبوا ولا توجد أي حالات وفاة موثقة بسبب حمى الشيكونجونيا.
وبدأ تفشي المرض في الأسابيع الأخيرة بعد هطول أمطار غزيرة على المنطقة مما أدى إلى فيضان نهر رئيسي في كسلا، وقال أبو موسى إن ولايته تلقت مساعدات صحية وفنية من وزارة الصحة السودانية ولكنه أبدى قلقه من انتشار الفيروس ودعا إلى مزيد من المساعدات.وقال شهود إنها رأوا يوم الاثنين طائرات ترش الولاية بمبيدات ضد البعوض، واتهمت أحزاب المعارضة السودانية الحكومة بالتقاعس عن معالجة الموقف في كسلا ودعت المنظمات الدولية إلى تقديم المساعدة، وقال بيان من حزب الأمة القومي وهو أكبر الأحزاب المعارضة في السودان إنه يحمل الحكومة المسؤولية كاملة عن انتشار الوباء، ودعا البيان منظمات المجتمع المدني ومنظمة الصحة العالمية إلى مساعدة شعب كسلا.
الحمى الصفراء
قالت منظمة الصحة العالمية إنها ستسحب أكثر من مليون جرعة لقاح من الحمى الصفراء من مخزوناتها الطارئة بعد أن أودى المرض بحياة عشرة أشخاص في جنوب غرب إثيوبيا، وتأكد ظهور المرض الفتاك الذي ينقله البعوض في وولاييتا بمنطقة الأمم الجنوبية وتبين أن العدوى بدأت من مريض أصابته الحمى في 21 أغسطس آب. وتسبب هذا في ظهور 35 حالة مشتبها بها، وجاء في تقرير أصدرته منظمة الصحة ”هذا التفشي يبعث على القلق لأن سكان إثيوبيا عرضة بشدة للإصابة بالحمى الصفراء نظرا لعدم تعرضهم للمرض في الآونة الأخيرة وغياب التطعيم على نطاق واسع“.
ومن بين أعراض الحمى الصفراء ارتفاع درجات الحرارة والصداع واصفرار اللون وآلام المفاصل والعضلات والغثيان والقيء والإعياء. ورغم أن نسبة ضئيلة من المرضى هي التي تتطور لديها الأعراض بشكل خطير، فإن نصف هؤلاء يتوفون في غضون سبعة إلى عشرة أيام، وظهرت كل الحالات المؤكدة في منطقة أوفا ووريدا، ولم تحدث أي حالات مؤكدة أخرى منذ حملة التطعيم هناك في منتصف أكتوبر تشرين الأول والتي شملت حوالي 31 ألف شخص، لكن منظمة الصحة قالت إن هناك خطرا يتمثل في احتمال انتشار أوسع للمرض لأسباب منها وجود صراع في المنطقة، وإنها ستسحب 1.45 مليون جرعة من مخزوناتها من اللقاح لحملة واسعة ينبغي أن تبدأ ”دون أي تأخير آخر“.