هل يتحقق حلم البقاء شاباً إلى الأبد؟

مروة الاسدي

2020-01-07 07:14

من أحلام البشرية التي يصعب تحقيقها، عدم الشيخوخة والبقاء في عمر الشباب، لكن الأمر قد يصير اليوم حقيقة، بعد تجربة حديثة تمكن فيها باحثون من إطالة عمر الفئران عن طريق إبطاء عملية الشيخوخة لخلاياها باستخدام دواء جديد.

كما لم تعد مسألة الشيخوخة تقتصر على العوامل الوراثية فحسب، فقد أكد العلماء أن هناك عدد من العوامل البيئية المحيطة بالانسان تساهم وبشدة في زيادة وتيرة حدوث الشيخوخة. فما هي هذه العوامل؟

وبحسب المتخصصين تشكل الشيخوخة مجموعة تغيرات جسدية ونفسية تطرأ على الإنسان في المرحلة الأخيرة من مراحل الحياة، وتتمثل هذه التغيرات بضعف عام في الصحة والقوة العضلية، وتغيرات في المظهر الخارجي تتمثل بالشيب والتجاعيد.

يخشى البعض من بلوغ سن الشيخوخة، فغالبا ما يرتبط التقدم بالعمر بكثرة الأمراض، فضلا عن حدوث تغير واضح في الشكل، كظهور الشيب والتجاعيد في الوجه. وأظهرت الكثير من الدراسات أن أعراض الشيخوخة تختلف من شخص لآخر، كما أن هناك أعراض غير مألوفة ترتبط بها منها تزايد حجم الأنف واصفرار الأسنان.

ويزداد متوسط الأعمار بشكل ملحوظ في مختلف أنحاء العالم. ولهذا يتساءل الكثيرون عن العمر الأقصى للإنسان. وفي إطار الجواب على هذا السؤال اكتشف باحثون في دراسة حديثة أننا لازلنا بعيدين عن الوصول إلى الحد الأقصى من الأعمار.

هذه العوامل تؤثر على تسارع وتيرة الشيخوخة.. فتجنبوها

تقل مرونة الجلد وتتطور التجاعيد، هناك تغيرات تحدث في لون صبغة الجلد حيث تصبح غير متجانسة لتبدأ بقع الشيخوخة في الظهور، التجاعيد والبقع العمرية والشعر الخفيف، كلها مظاهر وإشارات على التقدم في العمر يمكن رؤيتها على وجوهنا - سواء أحببنا ذلك أم لا. لكن ليس الجميع تظهر عليهم علامات التقدم في السن بالمعدل نفسه، كما أن اللوم لا يمكن إلقاؤه على الجينات فقط.

ومن غير الممكن محاربة كل مظاهر التقدم في العمر بالكريمات ومستحضرات التجميل فقط. فما لا يعرفه الكثيرون أن سرعة تقدمنا في العمر لا تعتمد على العوامل الوراثية والجينات وحسب، بل كيف نتصرف، وأين نعيش، وكيف نتعامل مع بيئتنا.

عوامل بيئية مسؤولة عن التغيرات الجلدية، فيما يتعلق بالتغيرات الحادثة للجلد فإن الأرقام واضحة. ويقول جان كروتمان، رئيس معهد لايبنيتس لأبحاث الطب البيئي إن "نحو 20 إلى 30 في المائة من التغيرات الجلدية تحدث بسبب عوامل وراثية. والباقي - 70 إلى 80 في المائة - تنتج عن تأثيرات بيئية، مثل الأشعة فوق البنفسجية وتلوث الهواء".

وعلى من يريد أن يفهم سبب ارتباط التغييرات في مظهرنا ارتباطًا وثيقًا بالبيئة والسلوك، فعليه أن يراقب عن كثب خلايا الجسم البشري، يقول مارتن دينتسل من معهد ماكس بلانك لبيولوجيا الشيخوخة: "لا تؤثر الشيخوخة أبداً على عضو واحد فقط، فهي دائماً ما تسبب هِرَم الكائن الحي بأكمله. لذلك فإن التغييرات الخارجية مرتبطة بعملية الشيخوخة بأكملها ويمكن أن تكون مؤشراً على حالة الجسم". بحسب ما نشره موقع تي-أونلاين الألماني.

الإجهاد البيولوجي يسبب الضرر، يذكر العلماء أنه إذا ما أكلنا الأطعمة الدسمة أو شربنا الكحول أو الدخان أو استلقينا وقتًا طويلاً في الشمس، فإننا نعرض أجسامنا لضغط بيولوجي. هذا الضغط يؤدي إلى تلف على المستوى الجزيئي، على سبيل المثال يتعرض الحمض النووي للتلف، سواء لدى الشباب أو كبار السن. يحدث هذا الضرر آلاف المرات في كل دقيقة. ولكن بينما تراقب أجهزة الأجسام الشابة تلك المؤثرات جيدًا وتقوم بعمليات الإصلاح بسرعة، تنخفض قدرة أجسام من هم أكبر سناً على القيام بذلك.

ويقول مارتن دينتسل "إن الشيخوخة تعني أن الجسم قد أصبح غير قادر بشكل متزايد على التغلب على هذا التوتر، لذلك تتراكم طفرات الحمض النووي في خلايا الجسم، ما يجعل فشل الأعضاء أو تطور الأورام أكثر سهولة".

الشيخوخة، لم تعد الجينات وحدها المتهمة بحدوث الشيخوخة، بل العوامل البيئية المحيطة بالإنسان أيضاً لها دور بارز، فيما يشير كروتمان من معهد لايبنيتس لأبحاث الطب البيئي إلى أن مثل هذه التغييرات في الخلايا لها تأثيران مرئيان على الجلد، "فمن ناحية، هناك تغيرات تحدث في لون صبغة الجلد حيث تصبح غير متجانسة لتبدأ بقع الشيخوخة في الظهور. ومن ناحية أخرى، تقل مرونة الجلد وتتطور التجاعيد"، نقلا عن موقع تي-أونلاين الألماني، ويمكن ملاحظة الفرق بين شيخوخة الجلد المحددة جينيًا وتلك المتأثرة بالعوامل الخارجية بالعين المجردة، "فكل واحد منا يحصل على تجاعيد دقيقة كلما تقدم في السن. ومع ذلك، إذا تمت إضافة التأثيرات البيئية، فإن التجاعيد تصبح أكثر عمقًا، ثم ينهار المزيد من الكولاجين، وهو البروتين الذي يكون النسيج الضام ما يزيد من عمق وأثر الشيخوخة".

مزيد من التأثيرات الخارجية على الجلد، يقوم كروتمان وزملاؤه بإجراء اختبارات في المعمل لاكتشاف أكثر ما تعانيه بشرة الإنسان وما الذي يغيرها ويسبب تقدمها في العمر. وعلى الرغم من أن الآثار الضارة وحتى المسرطنة للأشعة فوق البنفسجية أو دخان التبغ قد تمت دراستها وإثبات تأثيرها علمياً، إلا أن العلماء لا يزالون في بداية أبحاثهم فيما يتعلق بتأثيرات تلوث الهواء، حيث يختبر العلماء حالياً مدى تأثر الجلد البشري الموضوع في أطباق بتري عندما تلامسها المواد الضارة العالقة في الهواء.

يقول كروتمان: "إذا كان الجلد مغطى بالغبار المعلق في الهواء، فيمكن اكتشاف البقع على الجلد سريعًا"، مضيفاً: "تحول السخام ونواتج حرق الوقود - والقادمة من محركات الديزل على وجه الخصوص - إلى مواد ضارة. ولم يتم التحقق حتى الآن مما إذا كانت هذه التغيرات في صبغة الجلد مصحوبة بزيادة خطر الإصابة بسرطان الجلد أم لا.

لماذا يتقدم الناس في العمر بشكل مختلف؟

من العوامل الأساسية لمظاهر الشيخوخة المرئية، المواد والظروف المسببة للتأثيرات الخارجية على الجلد، وكذلك المواد التي نتناولها عبر الفم. فقبل بضعة أسابيع فقط، توصلت دراسة نشرت في مجلة "علم الأوبئة وصحة المجتمع" أجراها فريق من جامعة جنوب الدنمارك إلى أن تناول الكحوليات بكثافة والتدخين يمكن أن يسببا ظهور علامات خارجية على الشيخوخة الجسدية، على سبيل المثال، فالتجاعيد على شحمة الأذن، وخطر ما يسمى أقواس الشيخوخة في حدقة العين لدى التلاميذ والصبغة البرتقالية المائلة للاصفرار على الجفون التي من الممكن أن تظهر بوتيرة متسارعة على الأشخاص محل الدراسة. ولعمل ذلك قام الباحثون بتقييم تقييم طويل المدى لبيانات 11،500 من البالغين من منطقة كوبنهاغن الكبرى.

ومجدداً، يتضح أن الأشخاص تبدو عليهم علامات الشيخوخة بوتيرة مختلفة رغم التأثيرات البيئية المماثلة التي تعرض لها الجميع. لذلك فإن التأثير الضار للعوامل الخارجية يعتمد أيضًا على الظروف المادية.

يقول دينتسل: "لدى الناس تركيبة وراثية مختلفة، فهناك أشخاص يعيشون في عمر يتجاوز مائة عام على الرغم من أنهم يدخنون أو يستهلكون الكحول"، مضيفاً أن هذه الاختلافات غالبا ما تكون واضحة للعيان، ويمكن فصل الساعات الزمنية عن الساعات البيولوجية للبشر ما يعني أن من تبدو عليهم علامات الشباب فإن هذا دليل على أنهم صغار في السن بيولوجيًا.

لذلك فحتى حلم الشباب الأبدي لا يمكن تحقيقه بالكامل، فهناك عوامل تؤثر على سرعة وضوح تعرضنا للشيخوخة. وبما أنه لا يمكننا تغيير الجينات، أو معدل استهلاك الكحول والتبغ، وعادات الأكل، فإن ما يبقى في إيادينا هو الحماية من أشعة الشمس وجودة الهواء الذي نتنفسه. وكما يقول الخبراء: "لا أحد يشيخ دون سبب".

لماذا نشعر بتسارع الوقت وهل للشيخوخة دور في ذلك؟

قيل قديما "الوقت كالسيف إن لم تقطعه قطعك". لماذا يتسارع الوقت للناس بشكل مختلف؟ وهل للتقدم في السن علاقة في الاحساس المختلف بالزمن؟ هل من الممكن إبطاء الزمن، أو تغيير الإحساس به؟ التفاصيل في الموضوع التالي.

"كيف مر الوقت سريعا"، عبارة مألوفة تتداولها الألسن، خاصة عندما نشعر بمرور الوقت دون أن تمكن من مجاراته، بيد أن آخرين يشعرون بالزمن بشكل مختلف، فيكون الملل أو تباطؤ الزمن لديهم هو الإحساس المسيطر على شعورهم بمرور الوقت وتسارعه. وبينما تمر ساعات الانتظار ببطء شديد، تمر أيام العطلات بسرعة، فما السبب لذلك

صحيفة فيلت الألمانية التي نشرت عن الموضوع، أشارت إلى كتاب "صنع الوقت" للمؤلف البريطاني ستيف تايلور، حيث حاول الكتاب الاجابة عن سر تسارع أو تباطؤ الزمن لدى الناس، ولماذا يملك الناس تصورات مختلفة عن الوقت، وكيف يؤثر ذلك على احساسهم المختلف بالوقت.

يوجد لدى كل إنسان شعور داخلي بمرور الوقت، ويختلف هذا الشعور من شخص إلى آخر، كما أنه يعتمد على الحالة النفسية للإنسان. فعلى سبيل المثال ينقضي الوقت بسرعة بالنسبة للإنسان إذا ما كان غارقا في العمل، بينما يمضى متثاقلا في حالة الملل أو الشعور بالألم، لذلك يلعب العامل النفسي المزعوم دورا مهما في الإحساس بالوقت وفي تعاملنا معه بشكل مختلف، بالنسبة للأطفال، يستغرق العام وقتا أبديا طويلا، في حين يشكل هذا العام لمحة سريعة في سن الشيخوخة، وبحسب الموقع الإلكتروني الألماني SWR-wissen والذي يعني بالمواضيع العلمية، فقد تم توثيق هذه الظاهرة، كما أنه يمكن تفسيرها بشكل علمي.

من الناحية النظرية الوقت حقيقة ثابتة، فالدقية هي نفسها للكبير أو الصغير، بيد أن الإحساس المختلف بها يرجع إلى العديد من العوامل. وأرجح بعض العلماء يرجعون هذا الأمر إلى عملية حسابية يبتكرها عقل الإنسان معتمداً على الفترة التي عاشها من حياته، فالعام الواحد يمثل ثلث الحياة بالنسبة لطفل في الثالثة من عمره، في حين تمثل هذه السنة جزءا بسيطا من حياة عجوز في التسعين من عمره، ما يعنى أن إدراك عقل الإنسان لمرور الزمن مسألة تتناسب بشكل طردي مع عمره.

لهذا السبب يزداد وزننا بسهولة في سن الشيخوخة!

توصلت دراسة سويدية جديدة إلى أن أسباب الإصابة بالسمنة في الشيخوخة لا تتعلق فقط بكمية الغذاء الذي نتناوله وطبيعته، ولا بقلة الحركة فقط، وإنما هناك عامل حاسم، ما يفتح الطريق لمعالجة سمنة الشيخوخة مستقبلاً.

في ألمانيا بدأ هناك اتجاه مثير للقلق فيما يتعلق بالصحة خلال السنوات الأخيرة، إذ تظهر الإحصائيات أن 56.3 بالمائة من النساء و74.2 من الرجال يعانون من زيادة الوزن في نهاية مشوارهم الوظيفي. وفي هذا السياق ينقل موقع "إن فرانكن" الألماني عن البروفيسور هيلموت هيسكر، الرئيس السابق لجمعية التغذية الألمانية، قوله إن أسباب زيادة الوزن معروفة منذ زمن طويل. ويضيف الخبير الألماني بالقول: "الكثير من الناس في ألمانيا يأكلون كميات تفوق حاجة الجسم من الأطعمة عالية الطاقة ولا يتحركون بشكل كاف"، مشدداً على أن هناك حاجة ماسة لاتخاذ إجراءات تحد من ذلك.

وأظهرت الأبحاث الحديثة التي أُجريت في معهد كارولينسكا في السويد أن هناك سبباً آخر لزيادة الوزن لدى كبار السن. وتكشف الدراسة أن السمنة تعود في مجمل الحالات إلى تناقص فقدان الدهون في النسيج الشحمي، مما يسهل زيادة وزن الجسم. وتوضح الدراسة أن من الصعب تجنب زيادة الوزن في الشيخوخة حتى لو لم يتغير أي شيء في الظروف الفعلية لحياتهم، أي عدم تناول كميات كبيرة من الطعام أو قاموا بممارسة التمارين الرياضية.

وراقب الباحثون في معهد كارولينسكا الخلايا الدهنية لدى 54 امرأة ورجلاً على مدار 13 عاماً، ليتوصلوا إلى انخفاض فقدان الدهون لدى جميع الأشخاص الخاضعين للدراسة دون استثناء. وهذا يعني أن الخلايا الدهنية تبدأ بفقدان قدرتها على التخلص من الدهنيات بمرور الزمن، وبالتالي تعمل على خزنها. ولم تركز الدراسة على أهمية زيادة وزن الأشخاص الخاضعين للتجارب أو قلته بمرور الوقت.

قام بعض الأشخاص الذين تم اختبارهم، بمواجهة هذا التغيير الجسدي وعدّلوا من عاداتهم الغذائية بتناول أطعمة تحوي على سعرات حرارية أقل، فيما لم يقم البعض الآخر بذلك فازداد وزنهم بمعدل 20 بالمائة في المتوسط عن المجموعة الأولى.

كما تمت دراسة عملية التمثيل الغذائي للدهون لـ 41 امرأة من اللواتي خضعن جراحياً لعملية تصغير المعدة قبل المشاركة في الدراسة، لمعرفة ما إن كانت النساء سيحافظن على وزنهن الأقل خلال أربعة إلى سبعة أعوام بعد العملية الجراحية. وتوصل الباحثون إلى أن بعضهنّ فقط تمكن من المحافظة على وزنهن.

ووفقاً لبيتر آرنيس، الأستاذ في قسم الطب في معهد كارولينسكا والمؤلف الرئيسي للدراسة، فقد تمكنت هؤلاء السيدات من الحفاظ على وزنهن لأن معدل فقدان الدهون لديهن يتمتع بإمكانية أكبر للزيادة وبالتالي يمكنه مواصلة التطور بمرور الزمن. أما السيدات اللواتي تعانين منذ البداية من فقدان أكبر للدهون، وبالتالي لا يمكنهن زيادته، ما ينعكس على زيادة في وزنهن في نهاية المطاف.

وبحسب الدراسة التي نُشرت نتائجها في مجلة "نيتشر" العلمية، تمكن الباحثون من إظهار أن زيادة الوزن في الشيخوخة لا تتوقف على العوامل المعروفة كالعادات الغذائية السيئة أو قلة الحركة وعدم ممارسة التمارين الرياضية. عن ذلك يوضح البروفيسور آرنيس بالقول: "تظهر النتائج أن العمليات في أنسجتنا الشحمية تنظم التغيرات في وزن أجسامنا أثناء الشيخوخة بمعزل عن العوامل الأخرى"، مضيفاً أن هذه النتائج قد تفتح الباب لطرق جديدة تماماً في معالجة السمنة.

لكن بغض النظر عن نتائج هذه الدراسة فإن النشاط البدني والتمارين الرياضية تبقى ذات أهمية كبرى في ديمومة صحة الجسم، فقد ثبت أن التمارين تساعد على زيادة وتيرة عملية التمثيل الغذائي للدهون المخزنّة في الأنسجة الشحمية.

تناول هذا المزيج يحمي من أثار الشيخوخة!

دراسة حديثة توصلت إلى مزيج غذائي يُساعد في الحماية من "الإجهاد التأكسدي" المسؤول جزئياً عن الإصابة بالشيخوخة وانخفاض متوسط العمر، فيما يُتوقع خبراء أن يتم استعمال هذا المزيج مستقبلاً في عدة مواد غذائية.

كثيراً ما شغل العثور على دواء أو سر يُساعد على تأخير الشيخوخة أو يقلل من علاماتها بال العديد من الخبراء في المجال الطبي، إذ أن مرحلة الشيخوخة لاتؤثر على وظائف الجسم المختلفة فقط، بل تؤدي إلى تتراجع قدرات الجسم العقلية أيضا. ويبدو أن العلماء توصلوا إلى "خلطة سحرية" يُمكنها الحماية من الشيخوخة.

وفي هذا الشأن، توصلت دراسة حديثة إلى أن تناول عنصر الزنك مع بعض الأطعمة: مثل القهوة والشوكولاتة والشاي يحمي من الإصابة بـ"الإجهاد التأكسدي"، المسؤول جزئياً عن الإصابة بالشيخوخة وانخفاض متوسط العمر، وفق ما أشار إليه موقع "هايل براكسيس" الألماني، نقلاً عن دراسة صادرة في المجلة العلمية "نايتشر كيميستري".

وهو ما أكده أيضا موقع صحيفة " ميتل دويتشه" الذي أشار إلى أن الدراسة صادرة بتعاون بين جامعة إرلنغن نورنبيورغ الألمانية وعلماء من أمريكا، موضحة أن الزنك من العناصر التي يحتاجها الجسم من أجل الحفاظ على صحته.

وأفادت الدراسة أن الزنك ينشط ويقوم بدوره الوقائي عندما يُؤخذ مع مكونات طبيعة تُوجد في القهوة والشاي والشوكولاتة على غرار مجموعة الهيدروكينون، التي تُوجد في المادة النباتية المسؤولة عن المذاق والرائحة "البوليفينول".

وقالت المشرفة على الدراسة إيفانا إيفانوفيتش بورماسوفيتش إنه "من المحتمل جداً أن يتم إضافة عنصر الزنك مستقبلا في صنع النبيذ والقهوة والشاي والشوكولاتة " وأضافت :"على الرغم من أن النبيذ يحتوي على الهيدروكينون وبالتالي له تأثير مضاد للأكسدة مع الزنك، إلا أن النبيذ لا يُمكن اعتباره مفيداً للصحة"، وأردفت :"كل نسبة من النبيذ الزائدة من شأنها تدمير الآثار الإيجابية لهذا المزيج".

الشيخوخة تتوقف عند بلوغ سن معين

اكتشف باحثون من جامعتي سابينزا الإيطالية وكاليفورنيا الأمريكية في بيركلي، في دراسة حديثة أن البشر لم يصلوا إلى عمرهم النهائي بعد. وأشارت الدراسة إلى أنه في المستقبل سوف يتقدم الإنسان في السن بشكل أكبر. هذا ما أفصحت عنه الدراسة التي نشرت نتائجها في مجلة " ساينس Science" العلمية.

وقد اعتمدت الدراسة في نتائجها على أبحاث في أسباب الموت المباشر. ووجد الخبراء أنه بعد سن الـ 80، يبدأ خطر الموت المباشر في الانخفاض. وذلك في دراسة أجريت على 4000 شخص من الولايات المتحدة الأمريكية وإيطاليا. وعندما يصل الشخص إلى سن 105، يبقى خطر الموت عند مستوى يزيد من احتمال استمراريته على الأقل حتى بلوغ 110 سنوات، كما يشرح الخبراء.

ويقول الخبراء إن إمكانية بلوغ الأشخاص الذين ولدوا سنة 1910، سن الـ 96 كانت ضئيلة. ولكن في الوقت الحاضر، ازدادت فرص بلوغ سن أكثر من 96 سنة بشكل كبير. وهو ما يرجع بشكل أساسي إلى تقدم الطب، حسب العديد من الدراسات. وهذا التقدم من شأنه أن يزيد في فرص التقدم في السن أكثر فأكثر.

كما تشير الأبحاث الحديثة إلى أن العمر المتوقع للإنسان قد يطول أكثر وأن الأشخاص الذين يبلغون 105 أعوام لديهم فرصة جيدة للبقاء على قيد الحياة لمدة خمس سنوات أخرى على الأقل. حسب الباحث في الدراسة البروفيسور كينيث واشتر من جامعة كاليفورنيا، الذي يقول: "تُظهر لنا البيانات المأخوذة من الدراسة أنه لا يوجد حتى الآن حد ثابت لعمر الإنسان في الأفق". كما جاء في الدراسة التي أشار إليها موقع "هايل براكسيس" الألماني أيضا.

أقراص ضد الشيخوخة

قام فريق بحث من معهد "وايزمان" للعلوم مؤخرا بفك شيفرة تكشف عن كيفية تأثير الجهاز المناعي في عملية الشيخوخة. ووفقا لهذه الدراسة التي نشرها موقع "heilpraxis" الألماني، فإن تزايد العمر يؤدي إلى زيادة عدد الخلايا القديمة في الجسم التي تشكل بدورها خطرا على جهاز المناعة. هذه الخلايا محدودة في وظيفتها، وأحيانا يمكن أن يكون لها ضرر لا يمكن إصلاحه، حسب الموقع.

ولكن مع دواء تم تطويره حديثا، تمكن الباحثون من إبطاء عملية الشيخوخة لدى الفئران، مما زاد من عمرها. وهو ما يعني إمكانية تطبيق الأمر على الإنسان كذلك، حسب الباحثين. وقد نشرت نتائج هذه الدراسة مؤخرا في مجلة "nature communication" الشهيرة.

الفريق الذي أشرف عليه البروفيسور فاليري كريزانوفسكي والدكتور يوسي أوفاديا، يصف كيفية تسبب خلايا الشيخوخة في مشاكل لجهازنا المناعي مع تقدم العمر. وقد توصل الفريق إلى أنه كلما تقدمنا في السن، كانت الخلايا القديمة أكثر تداولا في أجسامنا.

خلال دراستهم، وجد الباحثون أن تحول الخلايا يمكن إبطاءه عن طريق تثبيط عمل بعض البروتينات. كما رأوا أنه في الواقع هناك طريقة قادرة على تطوير العلاج لمكافحة الشيخوخة للبشر. وفي هذا الإطار، يسعى فريق البحث للعمل على كيفية تحريك نظام المناعة البشري للتخلص من الخلايا القديمة بشكل أسرع. وسيتم ذلك من خلال صنع أقراص ضد الشيخوخة، إذا ثَبُتت صحة نظريتهم طبعا.

وفي انتظار الأقراص الجديدة، ربما يلجأ البعض إلى طرق أخرى غير علمية أو بحثية تقيهم الشيخوخة. وقد تكون نصائح الصحفي الكندي كارل هونور الذي ينشر كتباً حول الاستمتاع في الحياة والتغلب على مشاكلها، مفيدة لمن يهتم بهذه الجوانب. مثلما نشر في كتابه الأخير "B(OLDER) Bolder" الذي يعالج مسألة الاستمتاع بالحياة لفترة أطول.

ونقلت صحيفة "الغارديان" البريطانية، نصائح لكارل هونور من ضمنها عدم التفكير في كونك مُسن، لأنك لو فكرت بتلك الطريقة فستصير حتما كذلك. ثم يقول : "قاوم الأفكار النمطية التي تواجهك حيثما رحلت وارتحلت، وتحدى نفسك من خلال تجربة أشياء جديدة. وأشار الكتاب إلى أن الرياضة والأكل الصحي مهمان للجسم والعقل وبالتالي فالمحافظة عليهما يعني الاستمتاع بحياة الشباب رغم كبر السن.

زيادة عن ذلك، ينصح الصحفي الكندي بالبحث عن قدوة ملهمة مثل الرسام والنحات الإيطالي مايكل أنغلو، الذي عاش حتى سن 88 عاماً وقضى العشرين سنة الأخيرة من حياته في هندسة وبناء كاتدرائية القديس بطرس في روما.

الكتاب الذي حقق مبيعات مهمة، يوصي المتقدمين في العمر بالسعي الدائم وراء تحقيق أحلامهم، بالإضافة إلى الاختلاط بأجيال من أعمار مختلفة. ويبدو أن الصدق وخاصة الإجابات الصريحة قد تمدك بطاقة وراحة مهمة، هذا إلى جانب العيش بطريقة طبيعية، لأن الجنس والحب والرومانسية ليست أمورا شبابية فقط، وإنما هي دليل لزراعة الفرح في قلب كل شخص.

هكذا تتحدى الشيخوخة

الحلوى مضرة للبشرة!

التركيز على الخيارات الصحية كأسلوب حياة من شأنه تعزيز الصحة البدنية والعقلية بل وطول العمر. ينصح الخبراء في موقع aurorahealth، باتباع عدة خطوات بسيطة لتفادى أمراض الشيخوخة والتمتع بصحة جيدة. إذ أنهم يحذرون من الإكثار من تناول الحلوى، مشيرين إلى أن السكر يزيد أيضا من عمر البشرة ويؤدي لفقدان مرونتها وحيويتها، بحسب الموقع الأمريكي المهتم بالأخبار الطبية.

الذكريات الجميلة والنجاح

أكد البروفيسور كلاوس روترمند، في حواره مع Dw، أن المرء في سن الشيخوخة يحتاج إلى قدر كبير من الثقة بالنفس. وينصح البروفيسور بالتركيز دائما على الأمور الإيجابية، أما السلبية فيجب أن يتعلم الشخص كيفية تقبلها. ويضيف أن الذكريات الجميلة والنجاح الذي يحققه المرء في شبابه، كلها أشياء تجعل من مرحلة الشيخوخة فترة ممتعة.

الرياضة تحارب الشيخوخة

"الاستمتاع بالحياة مهم للتقدم بالعمر، ولا يتعارض مع تناول الأطعمة المحببة وممارسة الرياضة"، هذا ما أكده البروفيسور برند كلاينه غونك. وأوضح رئيس الجمعية الألمانية لطب الشيخوخة، لـ Dw، أن الرياضة تٌبطئ التقدم بالعمر. وفسر ذلك بأن "الرياضة في الأساس تُجهد الجسم وتُتلف بعض ألياف العضلات ما يسبب الألم.. وهنا يقوم الجسم بترميم تلك الألياف التالفة لنحصل على كتلة عضلية جديدة أكبر من السابقة."

مضادات الأكسدة

مع مرور الزمن يفقد الجسم قدرته على محاربة آثار الجذور الحرة التي تتكون نتيجة التعرض للمواد الكيماوية والملوثات، مما يؤدي للشيخوخة المبكرة. وينصح خبراء الصحة بتناول مضادات الأكسدة مثل الفيتامينات A و C و E وبيتا كاروتين الموجودة في الخضروات الطازجة والفاكهة. والتي تحارب الحرة وتصلح الخلايا وتوقف من تأثيرها عليها والحد من أضرارها.

التأمل ضد الشيخوخة

أكدت سارة لازار، عالمة الأعصاب بجامعة هارفارد، أن التأمل يلعب دورا كبيرا في تأخير الشيخوخة. وأظهرت دراستها في 2005 أن التأمل بانتظام قد يبطئ ضمور الدماغ الطبيعي المرتبط بالتقدم في السن. فالتأمل يحافظ على المادة الرمادية في الدماغ، وهى الأنسجة التي تحتوي على الخلايا العصبية المسؤولة عن معالجة المعلومات، وتتآكل تلك المادة مع التقدم في العمر، حسب المختصين بالأعصاب.

علاقات جيدة لعمر أطول

تابعت دراسة هارفارد لتنمية البالغين أكثر من 700 رجل منذ عام 1938. أظهرت النتائج أن العلاقات الاجتماعية الجيدة تعزز الصحة البدنية والعقلية وتقي من الشعور بالوحدة وتطيل العمر وتمنح الشعور بالسعادة. وفسر الخبراء ذلك بأن العلاقات الاجتماعية الآمنة تساعد على تقليل هرمونات الإجهاد مثل الكورتيزول، ما يعنى تأخير شيخوخة الدماغ والجسم.

ذات صلة

فن صناعة النسيج الاجتماعي الرصينالصراط المستقيم بين المنهج والنموذجالشرق الاوسط على موعد ساخن متجدد مع ترامبالتعداد السكاني: لبنة أساسية لبناء مستقبل العراق وتحقيق رفاهية المواطنالايدلوجيا اللّيبرالية الأمريكية والمسار الشعبوي