لماذا يموت طفل كل خمس ثوان حول العالم؟
مروة الاسدي
2019-02-21 04:00
يمثل الأطفال أمل كل أمة ومستقبلها، لذا فالاستثمار في صحة ونمو الأطفال يعني الاستثمار في مستقبل الأمة، إذا ًطفلك هو أغلى ما تملك، والعناية به مسؤولية الآباء، يحتاج الطفل دائماً للرعاية والانتباه ليغدو بصحةٍ جيدة خالية من الأمراض، وصحة الطفل منذ الصغر تنعكس على صحته عندما يكبر، صحة طفلك تحتاج للكثير من المتابعة، ولا يجب إهمالها فتدخل في مشاكل غير متوقعة، فمنذ الولادة والأطفال يتعرضون للمرض ولانتكاساتٍ، في صحتهم لعدم تكوّن المناعة لديهم بعد، ومن واجبك الانتباه، لهذا الأمر وأن تكون واعياً لما يحصل مع طفلك دائماً. يجب أن يكون الأهل على دراية وعلم بما يحصل مع الطفل، ولكن بعضهم يجهل هذه الأمور، خاصةً لو كان الطفل الأول لهم، يجب أن تكون حريصاً على معرفة كيفية الاهتمام بصحة الطفل.
احدث الدراسات قال فيها باحثون إن ثلث الأطفال الذين يعيشون في الدول النامية لا يلبون الحد الأدنى من معايير التطور العقلي الأمر الذي قد يؤثر سلبا على صحتهم وعلى نجاحهم خلال مرحلة البلوغ وعلى مستويات تعليمهم.
فيما تشير دراسة أخرى إلى أنه حين يقدم الأطفال دون 12 عاما على الانتحار فإن احتمال تشخيص إصابتهم باضطراب نقص الانتباه يكون أعلى من احتمال معاناتهم من الاكتئاب، في الوقت نفسه حذرت مجموعة بارزة من أطباء الأطفال بأن عقار كودين المسكن للألم ليس آمنا على الأطفال ولا ينبغي استخدامه معهم لتخفيف الألم أو السعال، وقال الأطباء في بيان من الأكاديمية الأمريكية لطب الأطفال إن كودين يوصف على مدى عقود لعلاج المشكلتين رغم تزايد الأدلة على أنه لا يجدي في كل وقت وأحيانا ما يسبب أعراضا جانبية خطيرة وربما تكون مميتة.
في حين أكدت مجموعة اميركية للخبراء في مجال الصحة ان الاطفال في الولايات المتحدة يتناولون كميات كبيرة من السكر تمثل ثلاثة اضعاف الحد الاقصى الموصى به، من جانب مختلف قالت دراسة أمريكية إن النساء اللاتي يكتسبن وزنا زائدا خلال شهور الحمل أو يصبن بالسكري خلال حملهن تزداد فرص إصابة أطفالهن بالسمنة حتى لو كان وزنهم طبيعيا عند الولادة، وربطت أبحاث سابقة زيادة الوزن وارتفاع مستوى سكر الدم خلال الحمل بزيادة احتمالات ولادة طفل زائد الوزن، لكن الدراسة الحالية تقدم أدلة جديدة على أن هذين العاملين قد يزيدان مخاطر السمنة حتى لدى الأطفال الذين يكون وزنهم طبيعي عند الولادة.
الى ذلك قالت دراسة جديدة إن النساء اللائي يتناولن مشروبات محلاة بمواد صناعية مثل المشروبات الغازية الدايت يوميا أثناء الحمل يزيد لديهن احتمال أن يصبح أطفالهن زائدي الوزن بعد سنة، ولم يجد الباحثون صلة بين تناول الحوامل المشروبات المحلاة بالسكر خلال الحمل وزيادة مؤشر كتلة الجسد لدى اطفالهن، فيما يلي ادناه تفاصيل احدث الدراسات حول صحة الطفل في العالم.
ملايين الأطفال مهددين بالموت
أفاد تقرير لوكالات تابعة للأمم المتحدة بأن ما يقدر بنحو 6.3 مليون طفل ماتوا قبل بلوغ سن الخامسة عشر العام الماضي أي بواقع طفل كل خمس ثوان وذلك بسبب عدم توفر المياه والصرف الصحي والتغذية والرعاية الصحية الأساسية.
وأضاف أن الغالبية العظمى من هذه الوفيات، 5.4 مليون حالة، حدثت في السنوات الخمس الأولى من العمر إذ يمثل حديثو الولادة نحو نصف الوفيات، وقال لورنس تشاندي وهو خبير لدى منظمة الأمم المتحدة للطفولة (يونيسف) ”بحلول بسيطة مثل الأدوية والمياه النظيفة والكهرباء والتطعيمات“ يمكن تقليص هذا العدد كثيرا. لكن 56 مليون طفل ممن تقل أعمارهم عن خمس سنوات، ونصفهم من حديثي الولادة، سيموتون في الفترة من الآن حتى عام 2030 إذا لم يكن هناك تحرك عاجل.
ووقعت نصف وفيات الأطفال ممن هم أقل من خمس سنوات في عام 2017 في دول أفريقيا جنوبي الصحراء حيث توفي طفل بين كل 13 طفلا قبل عيد ميلاده الخامس عشر. وجاء في تقرير يونيسف أن هذا المعدل في الدول ذات الدخل المرتفع بلغ واحدا بين كل 185 طفلا، واشتركت يونيسف مع منظمة الصحة العالمية والبنك الدولي في وضع التقرير، وجاء في التقرير أن معظم الأطفال الذين تقل أعمارهم عن خمس سنوات يموتون لأسباب يمكن الوقاية منها أو علاجها مثل مضاعفات الولادة والالتهاب الرئوي والإسهال وتسمم الدم لدى حديثي الولادة والملاريا. والإصابات هي السبب الأكثر شيوعا للوفاة بين الأطفال بين سن الخامسة والرابعة عشر خاصة الغرق وحوادث السير.
وذكر التقرير أن أخطر فترة بالنسبة للأطفال في كل مكان هي الشهر الأول. وفي 2017، توفي 2.5 مليون طفل حديث الولادة في شهرهم الأول. وكان المواليد في أفريقيا جنوبي الصحراء أو في جنوب آسيا أكثر عرضة تسع مرات للوفاة في الشهر الأول مقارنة بنظرائهم في الدول ذات الدخل المرتفع.
ورغم هذه المشكلات فإن تقرير الأمم المتحدة أشار إلى أن عددا أقل من الأطفال يموتون سنويا على مستوى العالم. وانخفض عدد الوفيات تحت سن الخامسة إلى 5.4 مليون طفل في 2017 بعدما كان 12.6 مليون عام 1990 كما تراجع عدد وفيات الأطفال بين سن 5 و14 عاما إلى أقل من مليون طفل بعدما بلغ 1.7 مليون خلال الفترة نفسها.
ازدياد الإصابات بالحصبة حول العالم
نبهت منظمة الصحة العالمية من مخاطر الازدياد الكبير في الإصابات بمرض الحصبة في مختلف أنحاء العالم. وسجلت الإصابات ارتفاعا بما يقارب 50 % العام 2018 مقارنة مع سنة 2017، وقالت مديرة قسم التلقيح والمنتجات الحيوية في المنظمة كاثرين أوبراين أثناء مؤتمر صحفي "عندما نرى ازديادا بنسبة 50 % في عدد الحالات المبلغ عنها، ندرك أننا نسير في الاتجاه الخطأ"، وتابعت "بياناتنا تظهر ازديادا كبيرا في حالات الحصبة. نلاحظ ذلك في المناطق كافة. نسجل أوبئة تتمدد وتأخذ حجما كبيرا".
ويشار إلى أن هذه الأرقام المتوفرة لدى منظمة الصحة العالمية مؤقتة نظرا إلى أن البلدان تمهل حتى شهر أبريل/نيسان للإعلان عن الحالات المسجلة في 2018، ووفق البيانات الصادرة عن المنظمة حتى منتصف كانون الثاني/يناير، سجلت حوالى 229 ألف حالة حصبة في العالم سنة 2018 في مقابل 170 ألفا في 2017، وأوضحت المسؤولة الطبية في برنامج التلقيح الموسع في منظمة الصحة العالمية كاترينا كريتسينغر إلى أن "كل المناطق شهدت ارتفاعا في عدد الحالات العام الماضي"، ذاكرة الأوبئة في أوكرانيا ومدغشقر وجمهورية الكونغو الديمقراطية وتشاد وسيراليون، وأضافت أن "منطقة أوروبا سجلت حوالى 83 ألف حالة في 2018 وحتى اليوم بينها 53 ألفا في أوكرانيا".
وتشير منظمة الصحة العالمية إلى أن الحصبة مرض خطير وشديد العدوى يمكن تفاديه عن طريق جرعتين من لقاح "آمن وفعال"، منتقدة انتشار معلومات خاطئة عن اللقاح خصوصا في البلدان الغنية.
ويمكن للحصبة التسبب بمضاعفات خطيرة وحتى مميتة بما يشمل التهاب الدماغ والالتهاب الرئوي وفقدان البصر الدائم. كما أن خطر الوفاة والمضاعفات كبير خصوصا لدى الأطفال الرضع وأولئك الذين يعانون سوء تغذية أو ضعفا في جهاز المناعة، وأسفرت الحصبة عن وفاة حوالى 136 ألف شخص في العالم العام الفائت، وفق منظمة الصحة.
شلل الأطفال ما زال يمثل حالة طوارئ دولية
قالت منظمة الصحة العالمية يوم الجمعة إن انتشار شلل الأطفال ما زال يصنف كحالة طوارئ صحية عامة لأنه رغم حدوث تقدم باتجاه استئصال المرض يظل هذا التقدم ضعيفا، وقالت هيلين ريس رئيسة لجنة الطوارئ الدولية بمنظمة الصحة العالمية للصحفيين في إفادة هاتفية ”نحن قريبون جدا من استئصال شلل الأطفال، لكن علينا أن نستخدم كل أدواتنا الدولية لتحقيق هذه الغاية“، وتابعت ”الوضع الحالي ما زال يتطلب تطبيق حالة طوارئ صحية عامة تستدعي اهتماما دوليا“، وأظهرت أحدث أرقام من منظمة الصحة وجود 27 حالة إصابة بفيروس شلل الأطفال البري في عام 2018 جميعها في باكستان وأفغانستان.
وقالت ريس إن المنظمة تشعر ”بقلق شديد“ لأن هذا العدد أعلى قليلا منه في العام الماضي وطالبت الحكومات بعدم إبداء أي تراخ في المعركة الرامية لاستئصال هذا المرض المعدي.
الأطفال الذين يتناولون الطعام الجاف مبكراً "ينامون بشكل أفضل"
خلصت دراسة حديثة إلى أن الأطفال الذين يتناولون الأطعمة الجافة للأطفال بعد بلوغهم ثلاثة أشهر إلى جانب حليب الأم ينامون بشكل أفضل الأطفالا الذين يعتمدون على الرضاعة الطبيعية فقط، وينصح رسمياً بإرضاع الأطفال طبيعياً في الأشهر الستة الأولى من عمرهم، ويقول الخبراء إن "على النساء التنبه لهذه التوصيات بالرغم من أنها ما زالت تحت الدراسة"، وكشفت الدراسة التي نشرت في دورية "جاما " لطب الأطفال أن إعطاء الأطفال الطعام الجاف قبل بلوغهم 6 شهور كان مفيداً جداً للطفل والأم معاً، إذ خفت مشاكل نوم الرضع كما تحسنت نوعية حياة الأمهات.
وأحصت الدراسة التي أجرتها كلية كينغز كوليدج في لندن وجامعة سانت جورج في لندن نحو 1.303 طفلاً في الشهر الثالث وقسمتهم إلى مجموعتين، وتم إرضاع المجموعة الأولى طبيعياً لمدة 6 شهور، فيما أعطيت المجموعة الثانية أطعمة جافة بالإضافة إلى حليب الأم، ثم طلب من الوالدين تعبئة استمارة كل شهر حتى يبلغ عمر الطفل 12 شهراً ثم القيام بتعبئة استمارة كل 3 أشهر حتى يصل عمر الطفل 3 سنوات.
وأظهرت الدراسة أن الرضع في المجموعة الذين تناولوا الأطعمة الجافة إلى جانب حليب الأم كانوا ينامون لفترة أطول كما أنهم لم يستيقظوا بشكل متكرر ليلاً ، كما أن مشاكل النوم لديهم كانت أقل من أولئك الذين كانوا يرضعون طبيعياً فقط لمدة 6 شهور.
يمكن أن تتضمن الأطعمة الأولى للطفل الفواكه والخضروات المطبوخة أو المهروسة مثل: الجزر والبطاطس والبطاطا الحلوة والتفاح والإجاص.
تنصح هيئة الخدمات الصحية الوطنية في بريطانيا ومنظمة الصحة العالمية الأمهات حالياً بالانتظار حتى حوالي الستة أشهر قبل تقديم الأطعمة الجافة لأطفالهن، ولكن هذه المبادئ التوجيهية قيد المراجعة حالياً.
وعلى الرغم من النصيحة الرسمية، إلا أن 75 في المئة من الأمهات البريطانيات قدمن الأطعمة الجافة لأطفالهن قبل بلوغهم خمسة شهور، وأكد 25 في المئة من هؤلاء الأمهات أن سبب لإقدامهن على ذلك كان لمعالجة مشكلة استيقاظ أطفالهن ليلاً، وذلك وفقاً لاستطلاع الرضع لعام 2010.
وقال البروفيسور جدعون لاك من كلية كينغز كوليدج في لندن إن " نتائج هذا البحث تدعم وجهة نظر الوالدين على نطاق واسع بأن تناول الأطفال للأطعمة الجافة بشكل مبكر يحسن نوعية نوم الطفل"، وأردف لاك أن "في الوقت الذي ينُصح فيه رسمياً بعدم تقديم الطعام للأطفال قبل بلوغهم ستة شهور، إلا أن هذه الدراسة يجب أن تؤخذ بعين الاعتبار"، يمكن أن تتضمن الأطعمة الأولى للطفل الفواكه والخضروات المطبوخة أو المهروسة مثل: الجزر والبطاطس والبطاطا الحلوة والتفاح والكمثري.
الفواكه الطرية مثل الخوخ أو الشمام أو أرز الطفل أو حبوب الأطفال الممزوجة بحليب الطفل المعتاد، يحب بعض الأطفال البدء بالأطعمة المهروسة فيما يحتاج الأطفال الآخرون لفترة أطول ليعتادوا على المذاقات الجديدة لذا قد يفضلونها في البدء سائلة نوعاً ما.
يجب الاستمرار في تقديم أنواع مختلفة من الأطعمة، إذ يستغرق الأمر عدة محاولات قبل أن يبدأ الطفل بتقبل الأطعمة الجديدة.
السمنة والسكري وإصابة الأطفال باضطرابات نفسية
كشفت دراسة جديدة أن الحامل التي تعاني من السمنة والسكري معا قد تزيد احتمالات إصابة طفلها بالتوحد واضطراب نقص الانتباه مع فرط النشاط (إيه.دي.إتش.دي) وغيرها من الاضطرابات النفسية مقارنة مع الأمهات اللاتي لم يعانين من أي من العرضين أثناء الحمل، وحتى بدون الإصابة بالسكري تزيد فرص إنجاب الأمهات المصابات بسمنة مفرطة لأطفال يعانون من اضطرابات مزاجية بنسبة 67 بالمئة عن النساء المحافظات على وزن صحي خلال الحمل، أما الأمهات المصابات بالسكري والسمنة قبل الحمل تصل احتمالات إصابة أطفالهن بنقص الانتباه مع فرط النشاط أو مشكلات سلوكية أو توحد إلى ستة أمثال مقارنة بغيرهن من الأمهات، وتزيد احتمالات إصابة هؤلاء الأطفال باضطرابات عاطفية إلى أربعة أمثال بقية الأطفال، ولإعداد هذه الدراسة فحص الباحثون بيانات نحو 650 ألف مولود في فنلندا بين عامي 2004 و2014. وتابعوا حالة الأطفال منذ الميلاد حتى نهاية فترة البحث وفي بعض الأحيان حتى بلوغ هؤلاء الأطفال 11 عاما.
وبشكل إجمالي جرى تشخيص إصابة 35 ألف طفل تقريبا أو 5.4 بالمئة باضطراب نفسي خلال فترة الدراسة. ويشمل هذا تأخر الكلام ومهارات الحركة إضافة إلى حالات مثل التوحد والاضطرابات السلوكية ونقص الانتباه وفرط النشاط.
وتزيد نسبة احتمالات إنجاب الأمهات المصابات بالسمنة لأطفال يعانون من تأخر النمو العصبي 69 بالمئة عن الأمهات صاحبات الوزن الطبيعي بينما تزيد فرص إنجاب أطفال يعانون من اضطراب نقص الانتباه وفرط النشاط أو مشكلات سلوكية بنسبة 88 في المئة.
اكتئاب الأم يؤثر على صحة الأطفال الجسمانية والنفسية
تشير دراسة جديدة إلى أن الأطفال الذين لديهم أمهات مكتئبات قد ينتهي بهم المطاف بالإصابة بخلل في رد الفعل المناعي في أجسامهم وبزيادة احتمالات الإصابة باضطرابات نفسية، +وكتب الباحثون في دورية (الاكتئاب والقلق) أن اكتئاب الأم قد يكون له تأثير ملحوظ على طريقة عمل أدمغة الأطفال.
وقالت روث فيلدمان كبيرة الباحثين في الدراسة، وهي أستاذ العلوم العصبية التطورية في معهد سيمز/مان البحثي في مركز هرتزليا في إسرائيل وأستاذ مساعد في مركز ييل لأبحاث الطفل في نيو هيفن بولاية كونيتيكت الأمريكية، ”إذا نشأت مع أم مكتئبة إكلينيكيا تتأثر سلبا قدرات جسدك على التعامل مع التوتر وكذلك نظام المناعة“.
وأضافت ”يحدث ذلك حتى إذا كانت أسرتك في وضع اجتماعي اقتصادي منخفض المخاطر وبوجود الوالدين وعدم وجود مشكلات مثل الفقر أو الأمراض العضوية“، وقالت فيلدمان لرويترز هيلث عبر البريد الإلكتروني إن هذا التأثير الجسماني قد يؤدي بدوره إلى مشكلات نفسية. وأوضحت ”برمجة نفسية الطفل على التفاعل مع مستوى عال من الضغوط يمهد الطريق لحالة نفسية هشة“.
وتابعت فيلدمان وفريقها 125 رضيعا حديثي الولادة حتى صاروا في العاشرة من عمرهم. وعندما بلغ الرضع ستة أشهر من العمر طلب الباحثون من الأمهات ملء استمارة استبيان تسأل عن معدلات الاكتئاب والقلق. ثم عاد الباحثون للتواصل مع تلك الأسر عندما بلغ الأطفال السادسة من العمر.
وعندما بلغ الأطفال الذين شملتهم الدراسة سن العاشرة قاس الباحثون معدلات هرمون كورتيزول الذي يشير إلى معدلات التوتر ومؤشرات على عمل الجهاز المناعي ومن بينها معدل الجلوبولين المناعي الإفرازي في الأمهات والأطفال. كما رصد الباحثون الطريقة التي يتفاعل بها الأطفال مع أمهاتهم لمعرفة إذا ما كانوا يعانون من أي أعراض تنم عن اضطرابات سلوكية. كما أجريت مقابلات مع الأمهات وأطفالهن لتشخيص الإصابة بالاضطرابات النفسية.
وخلص الباحثون إلى أن الأمهات المكتئبات لديهن معدلات أعلى من الكورتيزول والجلوبولين المناعي الإفرازي كما كانت تصرفاتهن مع أطفالهن سلبية. وظهرت لدى أطفالهن ذات النتيجة، وقالت الطبيبة بريا جوبالان رئيسة قسم الطب النفسي في مستشفى تابع لمركز بيتسبرج الطبي التي لم تشارك في الدراسة إن ذلك يوضح تأثير اكتئاب الأم على الطفل وهو يكبر وبالتالي يوضح لنا أهمية تلقي الأمهات للعلاج، وأضافت ”مثل تلك الدراسات تمنحني مزيدا من المعلومات لتساعدني في شرح أهمية علاج الأمهات المكتئبات“.
الرضاعة الطبيعية قد تفيد المواليد عن طريق خفض التوتر
تسمع الأمهات منذ زمن بعيد أن الرضاعة الطبيعية هي الأفضل لكن تجربة صغيرة أشارت إلى أن بعض المزايا ربما لا تكون لها أي صلة بحليب الأم ذاته، ويوصي أطباء الأطفال الأمهات بالاعتماد فقط على الرضاعة الطبيعية على الأقل حتى يبلغ الطفل ستة أشهر لأنها تعزز جهازه المناعي وتخفض مخاطر الإصابة بعدوى الأذن والجهاز التنفسي وتحد من حالات وفاة الأطفال المفاجئة والحساسية والسمنة والسكري.
وأفاد باحثون في طب الأطفال بأن العديد من الدراسات وثقت بالفعل هذه المزايا لكن لا يعرف الكثير عن كيف تحسن الرضاعة الطبيعية الحالة الصحية للأطفال بهذا الشكل، وفي هذه التجربة درس الباحثون مستويات هرمون كورتيزول المسؤول عن التوتر عند 21 طفلا اعتمدوا على الرضاعة الطبيعة فقط في الأشهر الخمسة الأولى من حياتهم ومستواه لدى 21 طفلا لم يرضعوا طبيعيا. وعندما تعرض المواليد لضغط -مثل تجاهل الأم لهم- رصد الباحثون أدلة أقل على وضع الجسم في حالة ”القتال أو الهرب“ الدفاعية لدى من اعتمدوا على الرضاعة الطبيعية، وقال الطبيب باري ليستر مدير مركز دراسات الأطفال بكلية طب وارن ألبرت بجامعة براون في رود أيلاند ”سلوك التغذية يتحكم في جين وراثي بعينه ينظم الاستجابة النفسية للطفل تجاه التوتر“، وقال ليستر إن التجربة استلهمت من تجارب سابقة على الفئران ربطت بين رعاية الأم أو سلوكيات التغذية وبين التغيرات في الاستجابة النفسية للفئران في مواجهة التوتر.
وأضاف ”سلوك التغذية يسهل على الفأر الاسترخاء بعد التوتر... ليس هذا فقط بل إن التأثير دائم - يستمر في مرحلة البلوغ وهناك أدلة على أنه ينقل للأجيال التالية“، والتجربة الراهنة على البشر صغيرة ولا تمتد لأجيال لكن نتائجها تشير بالفعل إلى أن سلوك التغذية للأمهات قد يجعل الأطفال أقل انفعالا في مواجهة التوتر.
ولتقييم ذلك فحص الباحثون التغيرات في لعاب الأطفال لرصد التغيرات في الشفرة الوراثية التي قد ترتبط باستجابتهم للتوتر وتتبع الأدلة على إنتاج هرمون الكورتيزول في مواجهة التوتر، وقال ليستر ”الكورتيزول جزء من استجابة وضع الجسم في حالة القتال أو الهرب الدفاعية وزيادته أو نقصانه قد يكون مضرا وهو مرتبط بنطاق واسع من الاضطرابات العقلية والبدنية لدى الأطفال والكبار“، وقال الطبيب روبرت رايت الذي كتب افتتاحية الدراسة وهو أستاذ طب الأطفال والطب البيئي بكلية طب إيكهان في نيويورك إن الدراسة ليست مصممة لتثبت أن سلوك الأم المتمثل في حمل رضيعها واحتضانه قد يفيده حتى لو كان يرضع صناعيا.
وأضاف في رسالة بالبريد الإلكتروني ”أغلب العمل الذي تركز على الرضاعة ينصب على أبعاد التغذية. ما يعني أن لبن الأم له خواص مختلفة عن اللبن الصناعي- فيما يتعلق بالأحماض الدهنية الأساسية والفيتامينات والأملاح المعدنية... هذا قد يكون له دور في النتائج لكن هذه الدراسة أعتقد تعالج شيئا آخر فيما يتعلق بالرضاعة الطبيعية“، وقال رايت ”الصلة بين الرضيع وأمه التي توجدها الرضاعة الطبيعية قد تكون تجربة مختلفة عما يحصل عليه الأطفال من الرضاعة عن طريق زجاجة“، وتابع أن من المحتمل أن تكون تقوية هذه الرابطة عن طريق الرضاعة الطبيعية تغير استجابة الأطفال للتوتر وتجعلهم أكثر قدرة على التحمل عندما يواجهون الضغوط.
نمو مخ الرضع ربما لا يعتمد على النوم طوال الليل
تشير دراسة كندية إلى أنه لا يبدو أن الرضع الذين لا يحصلون على قسط واف من النوم خلال الليل معرضون لخطر الإصابة بمشاكل في النمو الإدراكي أو الحركي، وتحديد متى يمكن تدريب الأطفال على النوم معظم ساعات الليل هي واحدة من المشاكل التي يواجهها الآباء الجدد فيما تشير أبحاث سابقة إلى أن عدم نيل قسط واف من النوم ربما يؤدي لعدد من مشاكل النمو لدى الأطفال، لكن لا يعرف الكثير عما إذا كان نمو الأطفال يتأثر بعدد ساعات نومهم بدون انقطاع خلال الليل، وفي هذه الدراسة، فحص الباحثون بيانات 388 زوجا من الأمهات والرضع وسألوا النساء عن حالتهن المزاجية وساعات نوم أطفالهن وقيموا نمو القدرات الإدراكية والحركية لدى الرضع عندما كانوا يبلغون ستة أشهر و12 شهرا و36 شهرا.
وقالت ماري هيلين بنيستري كبيرة الباحثين من جامعة ماكجيل في مونتريال ”وجدنا أن نسبة مرتفعة بين الأطفال الذين تتراوح أعمارهم بين ستة و13 شهرا لا تنام خلال الليل وأن هذا ليس مرتبطا بنمو الأطفال أو الحالة المزاجية للأم“، وأضافت في رسالة بالبريد الإلكتروني ”ومن ثم ينبغي للآباء ألا يشعروا بالقلق إذا لم ينم طفلهم خلال الليل بحلول شهره السادس“.
الأطفال الذين يعانون البدانة أكثر عرضة للإصابة بالربو
أظهرت دراسة أمريكية أن الأطفال والمراهقين الذين يعانون الوزن الزائد أو البدانة ربما أكثر عرضة للإصابة بالربو، وأشار الباحثون في دورية بيدياتريكس، أو طب الأطفال، إلى أن الأبحاث تربط منذ وقت طويل بين البدانة والربو عند البالغين، لكنها تقدم أدلة متضاربة على ذلك بالنسبة للصغار، وتتبعت الدراسة الحالية أكثر من 500 ألف طفل تتراوح أعمارهم بين عامين و17 عاما لأربع سنوات في المتوسط. وكانت النتيجة هي إصابة نحو ثمانية في المئة من هؤلاء الأطفال بالربو، ووجدت الدراسة أن الأطفال أصحاب الوزن الزائد كانوا أكثر عرضة للإصابة بالربو بنسبة 17 في المئة مقارنة بالأطفال الذين يتمتعون بوزن صحي. أما الشبان الذين يعانون البدانة فكانوا أكثر عرضة للإصابة بالربو بنسبة 26 في المئة.
وعندما نظر الباحثون في مدى الارتباط بين الربو والبدانة اعتمادا على اختبارات تعرف باختبارات التنفس، والتي تبين مدى سهولة إخراج الهواء من الرئتين، وجدوا أن الارتباط أقوى. وخلصت الدراسة إلى أن البدانة ترتبط بزيادة خطر الإصابة بالربو بنسبة 29 في المئة بناء على هذا المعيار التشخيصي الأدق.
وقال جيسون لانج من كلية الطب بجامعة ديوك في دورام بشمال كاليفورنيا وكبير الباحثين في الدراسة ”يعتقد الخبراء أن نمو الرئة غير الطبيعي المرتبط بالبدانة يتسبب في عرقلة تدفق الهواء“، وأضاف أن البدانة قد تتسبب أيضا في ظهور عوامل خطر الإصابة بما يعرف بأمراض القلب الأيضية مثل ارتفاع نسبة الكوليسترول وعدم القدرة على استخدام هرمون الإنسولين للمساعدة في الحصول على الطاقة من سكر الدم، وهو ما قد يؤدي لإعاقة في مجرى الهواء، وأضاف لانج ”أظهرت عدة دراسات أن أعراض الربو تتحسن كثيرا بانخفاض الوزن لكن الكيفية التي يحدث بها هذا غير معروفة“، وقال الباحثون أنه بافتراض عدم وجود وزن زائد أو بدانة بين الأطفال فسيتم تجنب عشرة في المئة من حالات الإصابة بالربو.