عالم خال من التبغ: واقع قريب أم حلم بعيد؟
مروة الاسدي
2019-02-13 04:00
يعد التدخين من العادات السلبية والمضرة بالصحة، كونها انزلت بالإنسان العلل والامراض, واصبحت تجارة عالمية تفتك بالأرواح بلا هوادة، لذا سعت الكثير من دول العالم الى اتخذت العديد من اجراءات الفعالة لحظر ومكافحة وباء التبغ من خلال قوانين حظر التدخين داخل المقاهي والاماكن العامة، هذا القرار الذي لقي ترحيبا كبيرا من بعض السكان جوبه بحملة رفض كبيرة ايضا من المدخنين.
إذ ترى منظمة الصحة العالمية ان مكافحة التدخين يمكن ان يحقق العناصر الاتية، حماية الاطفال من ان يصبحوا مدمنين، وضع سياسة تشجع علي عدم استخدام التبغ مثل فرض ضرائب علي التبغ تزيد بمعدل يفوق زيادة الدخول والاسعار.
برامج لتعزيز الصحة والتثقيف الصحي والاقلاع عن التدخين. و في هذا يجب ان يعطي العاملون الصحيون والمؤسسات الصحية مثالا يحتذي به في الاقلاع عن التدخين، حماية المواطنين من التعرض بالاكراه لدخان التبغ البيئي، حظر كل الحوافز الاقتصادية والاجتماعية والسلوكية التي تشجع علي التدخين او تساعد على الاستمرار فيه، حظر كل اعلانات التبغ المباشرة و الغير مباشرة و كل الاساليب الترويجية مع حظر الدعاية التجارية من قبل شركات التبغ، تشجيع البدائل الاقتصادية لزراعة التبغ و صناعته، معالجة مغالة لقضايا التبغ مع رصدها وتقييمها بشكل جيد، فرض قيود علي منتجات التبغ بما في ذلك وضع اعلانات تحذيريه بارزة علي منتجات التبغ.
ففي الآونة الاخيرة قالت منظمة الصحة العالمية إنه يجب على الحكومات حول العالم ان تزيد الضرائب على السجائر وغيرها من منتجات التبغ لانقاذ الارواح وتوفير اموال لخدمات صحية أكثر فعالية، وحسب تقديرات المنظمة فان شخصا يموت بمرض مرتبط بالتبغ كل ست ثوان تقريبا أو ما يعادل حوالي 6 ملايين شخص سنويا. ومن المتوقع ان يرتفع العدد الي اكثر من 8 ملايين شخص سنويا بحلول عام 2030 ما لم تتخذ اجراءات قوية للسيطرة على ما بات يعرف بـ "وباء التبغ".
كما انه يوجد مليار مدخن حول العالم لكن دولا كثيرة لديها معدلات منخفضة جدا لضريبة التبغ والبعض ليس لديها ضرائب خاصة للتبغ على الاطلاق، يذكر ان التبغ هو احد عوامل الخطر الاربعة الرئيسية وراء الامراض التي لا تنتقل بالعدوى وِأغلبها السرطانات وامراض اوعية القلب والرئتين والسكري. وفي عام 2012 قتلت هذه الامراض 16 مليون شخص ممن تقل اعمارهم عن 70 عاما وحدثت اكثر من 80 بالمئة من تلك الوفيات في الدول الفقيرة أو المتوسطة الدخل.
ضمن اطار الموضوع ستكون بريطانيا من أول بلدان الاتحاد الاوروبي التي تدخل الاصلاح لمكافحة التدخين حيز التنفيذ، وذلك من خلال قرار صادر عن الحكومة البريطانية بإرغام الشركات المنتجة للتبغ على تسويق منتجاتها عبر اغلفة موحدة اعتبارا من العام المقبل، مما دفع بهذه شركات العملاقة الى رفع دعوى قضائية بخصوص هذا القرار، من جهتهم النواب الفرنسيون اقروا تدبيرا لتوحيد علب السجائر المباعة في فرنسا اعتبارا من 2016، وكانت استراليا اول بلد في العالم اعتمد هذا التدبير الساري منذ نهاية 2012. كما لجأت دول اوروبية اخرى الى اعتماد هذه السياسة خصوصا ايرلندا وبريطانيا، كذلك اقر النواب الفرنسيون تدبيرا يمنع التدخين داخل السيارات في حال وجود قاصرين داخلها.
من جهتها اعلنت النمسا انها قررت منع التدخين في المقاهي والمطاعم اعتبارا من العام 2018 بعد سنوات من النقاش في بلد معروف بثقافة المقاهي، ويمنع التدخين في الاماكن العامة في النمسا بموجب قانون صدر في العام 2009 الا ان المطاعم والمقاهي معفية منه فيما تقر الحكومة ان هذا القانون لا يطبق بصرامة، ويشمل منع التدخين المقبل السجائر الالكترونية ايضا الا انه يستثني الفنادق التي لا يزال بامكانها تخصيص قاعات للتدخين.
وتخصص فسحات للتدخين في اماكن عامة مثل المتاجر في النمسا. ويعارض الكثير من اصحاب المطاعم والمقاهي قانون حظر التدخين فيما تدرس غرفة التجارة النمسوية امكانية التقدم بشكوى امام المحكمة الدستورية.
بينما ضاعفت البرتغال التشريعات المعتمدة لمكافحة استهلاك التبغ، من خلال تشديد حظر التدخين في الأماكن العامة ليشمل سجائر النيكوتين الإلكترونية، إثر تصويت البرلمان على مشروع قانون في هذا الخصوص، على الصعيد نفسه تستعد الجمهورية التشيكية للانضمام إلى مجموعة الدول التي تحظر التدخين في المطاعم، بموجب مشروع قانون صوتت عليه حكومة يسار الوسط.
في حين يعد تدخين السجائر هو السبب الرئيسي للوفاة في الولايات المتحدة الذي يمكن الوقاية منه. وتقول المراكز الأمريكية لمكافحة الأمراض والوقاية منها إن أكثر من 480 ألفا يموتون كل عام لهذا السبب، لذا تحدد معظم الولايات الامريكية السن القانونية للتدخين عند 18 عاما في حين تحدده حفنة أخرى من الولايات عند سن 19. ورفعت بالفعل بعض المدن والمقاطعات مثل مدينة نيويورك ومقاطعة هاواي سن التدخين إلى 21 .وحث أيضا نواب في ولايتي واشنطن وكاليفورنيا على رفع السن القانونية للتدخين إلى 21 في الأشهر الأخيرة.
فيما تحظر العاصمة الصينية بكين التدخين في المطاعم والمكاتب ووسائل النقل العام في إطار قيود جديد غير مسبوقة رحبت بها الجماعات المناهضة للتدخين، في مبادرة ايجابية اطلق رجلا الاعمال الاميركيان مايكل بلومبرغ وبيل غيتس في ابوظبي صندوقا مشتركا لمساعدة الدول النامية على اقرار تشريعات لمكافحة التدخين على رغم المعارك القضائية التي تخوضها الشركات العملاقة في مجال صناعة التبغ، وعليه بات السؤال الابرز بشأن حظر التدخين هو مفترق طرق بين مؤيد ومعارض؟.
مليون فرنسي يقلعون عن التدخين في عام واحد
شهدت فرنسا تراجعا حادا في عدد الأشخاص الذين يدخنون يوميا، حيث أقلع مليون مدخن بين عامي 2016 و2017، بحسب دراسة مسحية حديثة، وقالت هيئة الصحة العامة الفرنسية، التي أعدت الدراسة، إن هذا التراجع لم تشهده البلاد منذ عشر سنوات، وقد تراجع التدخين في محيط المراهقين وأصحاب الدخول المنخفضة.
وأشارت الدراسة إلى أن اتخاذ مجموعة من الإجراءات لمكافحة التدخين في فرنسا ربما كانت السبب في هذا التراجع، وشهدت السنوات الأخيرة تحركات في هذا الشأن مثل توحيد لون علب السجائر، ودفع تعويضات للناس مقابل استخدام بدائل التبغ، وزيادة أسعار السجائر، وحملات مثل تخصيص شهر وطني بلا تبغ.
وقالت الدراسة إنه في عام 2017 بلغت نسبة المدخنين لمن تتراوح أعمارهم بين 18 و75 عاما 26.9 في المئة، وذلك تراجعا من النسبة المسجلة في عام 2016 وهي 29.4 في المئة. ويعادل هذا انخفاض العدد من 13.2 مليون مدخن إلى 12.2 مليون خلال هذه الفترة، ورحبت وزيرة الصحة الفرنسية، أنييس بوزين، على وجه خاص بتراجع عادة التدخين في محيط أصحاب الدخول المنخفضة.
وخلصت دراسة في العام الماضي إلى أنه على الرغم من تفعيل سياسات تهدف إلى الحد من التدخين على مدار عقود، إلا أن نمو عدد السكان كان يعني زيادة عدد المدخنين، ويعد التدخين سببا رئيسيا لوفاة شخص من كل عشرة أشخاص في شتى أرجاء العالم، نصفهم في أربع دول فقط هي الصين والهند والولايات المتحدة وروسيا، وحذرت تحليل على أساس الدول من أن "وباء التدخين ينتقل من الدول الغنية إلى الدول ذات الدخول المتوسطة أو المنخفضة"، وقالت منظمة الصحة العالمية إن التحذيرات المصورة على وجه الخصوص أثبتت فعالية في مساعدة الناس على الإقلاع عن التدخين، وأضافت أن 78 دولة تمثل نحو نصف تعداد السكان العالمي تتبع أفضل الممارسات في هذا الشأن.
انتقاد مالكي مارلبورو بسبب حملة لمكافحة التدخين
تواجه شركة فيليب موريس، إحدى أكبر شركات التبغ في العالم، اتهامات بـ"النفاق الصارخ"، وذلك بسبب حملة دعائية جديدة تحث فيها المدخنين على الإقلاع عن التدخين، وقالت الشركة، صاحبة علامة "مارلبورو" التجارية، إن الحملة بمثابة "خطوة تالية مهمة" من أجل تحقيق هدفها بـ"التوقف عن بيع السجائر في نهاية المطاف".
لكن هيئة أبحاث السرطان في بريطانيا اعتبرت أن الشركة تسعى فقط إلى ترويج بدائلها الجديدة للتدخين، مثل التبغ الإلكتروني، وقالت الهيئة "إنه نفاق صارخ"، في إشارة إلى أن الشركة لاتزال تروج للتدخين خارج بريطانيا.
وقال جورج باتروورث، مدير سياسة التبغ في الهيئة، إن "أفضل طريقة يمكن من خلالها أن تساعد فيليب موريس الناس في الإقلاع عن التدخين هو التوقف عن تصنيع السجائر"، كما أشارت الهيئة الخيرية إلى أن التدخين هو أبرز أسباب الإصابة بالسرطان الممكن منعها، وأنها تشجع الناس على الإقلاع تماما عن التدخين، بما في ذلك عبر استخدام السجائر الإلكترونية، بدورها انتقدت هيئة "التحرك بشأن التدخين والصحة" الخيرية الحملة الدعائية، وقالت إنها طريقة تتبعها فيليب موريس للالتفاف حول قواعد الإعلان بشأن مكافحة التبغ في المملكة المتحدة، ويظهر فيديو للحملة الدعائية شابة وهي تعطي قداحة لمجموعة من الأصدقاء الذين يدعمونها في مسعاها للإقلاع عن التدخين.
وتحظر معظم أشكال الدعاية والترويج للتبغ في بريطانيا، وتشير قواعد طُرحت في العام الماضي إلى ضرورة بيع السجائر والتبغ في علب خضراء مصمتة، وقالت ديبورا أرنوت، المدير التنفيذي لهيئة "التحرك بشأن التدخين والصحة"، إن فيليب موريس لاتزال تروج لعلامتها التجارية مارلبورو في كل مكان في العالم يسمح قانونا بذلك، وأضافت "حقيقة الأمر هو أنها لم تعد تستطيع عمل ذلك في بريطانيا، نحن سوق سوداء تُحظر فيه جميع الدعاية والترويج والرعاية، وتوضع السجائر في علب مصمتة"، ومضت قائلة "بدلا من ذلك تروج فيليب موريس لاسم الشركة المرتبط بشكل كبير باسم مارلبورو".
وفي وقت سابق، قالت فيليب موريس إنها ترغب في مستقبل "يخلو من التدخين"، ومثل الكثير من شركات التبغ، تتحرك فيليب موريس باتجاه التركيز على منتجات جديدة تحل محل السجائر في الوقت الذي يسجل عدد المدخنين في بريطانيا تراجعا، وفي بريطانيا تسوق عددا من بدائل السجائر، بينها منتج التبغ الإلكتروني "إيكوس"، كما تمتلك علامات تجارية للسجائر الإلكترونية، وهي "نيكوسيغ" و "فيفيد" و "ميش".
تخريب معاهدة دولية لمكافحة التدخين
كشف تحقيق لرويترز نشر أن شركة فيليب موريس انترناشونال تشن حملة سرية لإفساد معاهدة منظمة الصحة العالمية لمكافحة التدخين والتي تهدف لإنقاذ الأرواح من خلال كبح استخدام التبغ، وفي واحدة من أكبر التسريبات في صناعة التبغ على الإطلاق كشفت وثائق داخلية لدى فيليب موريس انترناشونال اطلعت عليها رويترز إلى جانب تقارير من 14 بلدا عن عملية ضغط سرية تمتد من الأمريكتين وحتى أفريقيا وآسيا.
وفي رسائل بريد إلكتروني داخلية، ينسب مسؤولون في فيليب موريس الفضل لأنفسهم في تخفيف إجراءات لمكافحة التدخين في اجتماع يعقد كل عامين لاتفاقية مكافحة التبغ المعروفة باسم الاتفاقية الإطارية لمكافحة التبغ.
وتشمل آلاف الصفحات من الوثائق التي اطلعت عليها رويترز خططا لفيليب موريس تهدف إلى تشكيل "فريق مشروع عالمي" بهدف "الفحص الدقيق" للمدافعين عن مكافحة التبغ، وتقول فيليب موريس التي تبيع سجائر مارلبورو وأنواعا أخرى خارج الولايات المتحدة إنه لا يوجد خطأ في تحاور مسؤوليها مع مسؤولي الحكومات.
وقال توني سنايدر نائب رئيس الاتصالات في فيليب موريس انترناشونال "كشركة في صناعة تخضع لقواعد تنظيمية مشددة فإن التحدث مع الحكومات جزء من عملنا اليومي"، ومضى يقول "حقيقة أن رويترز اطلعت على رسائل داخلية تناقش تعاملاتنا مع الحكومات لا تجعل هذه المعاملات مخالفة".
وتدير فيليب موريس، التي لا تتم دعوتها لاجتماعات المعاهدة شأنها شأن شركات التبغ الأخرى، مراكز عمليات سرية في مدن تستضيف اجتماعات المعاهدة. وخلال تلك الاجتماعات يلتقي مسؤولو الشركة سرا مع مندوبين من دول أعضاء في المعاهدة.
وتضم الاتفاقية الإطارية لمكافحة التبغ نحو 90 في المئة من دول العالم. ومنذ دخولها حيز التنفيذ في العام 2005 أقنعت الاتفاقية عشرات الدول بزيادة الضرائب على منتجات التبغ وإقرار قوانين تحظر التدخين في الأماكن العامة وزيادة مساحة التحذيرات الصحية على علب السجائرن وذكرت دراسة أعدها باحثون في المركز الطبي بجامعة جورجتاون أن المعاهدة ستؤدي إلى تفادي ما يقدر بنحو 22 مليون حالة وفاة مرتبطة بالتدخين، وفي وثيقة داخلية تعود إلى العام 2014 تصف فيليب موريس المعاهدة بأنها "قطار تنظيمي جامح" يقوده "متطرفون مناهضون للتبغ"، وفي حين أن الشركة تستهدف مؤتمرات المعاهدة التي يتم فيها التفاوض على الإجراءات المناهضة للتبغ فهي تتدخل أيضا على مستوى كل دولة حيث يتم اختيار المندوبين إلى المعاهدة وسن القوانين المناهضة للتبغ.
وكان أحد أهداف الشركة تعزيز وجود المندوبين من خارج الوكالات الصحية في وفود الدول إلى المعاهدة. ويشير تحليل أجرته رويترز لقوائم الوفود إلى أن هذا حدث فعلا، وتضم الوفود حاليا مزيدا من ممثلي وزارات مرتبطة بالأمور الضريبية والمالية والزراعية وهم أعضاء ربما يجعلون الأولوية للإيرادات من التبغ على الاعتبارات الصحية.
بريطانيا تضع "أقبح لون في العالم" لعلب السجائر
بدأت السلطات البريطانية تطبيق إجراءات جديدة تخص منتجات التدخين، من بينها بيع السجائر في علب ذات لون بني مائل للأخضر تحمل صورا واضحة للتحذيرات الصحية بخط أكبر بحيث تغطي ثلثي واجهة علبة السجارة وخلفيتها، وإلغاء بيع العلب الصغيرة المكونة من عشر سجائر.
ورحّبت منظمات الدفاع عن الصحة بالتغييرات التي تهدف إلى ردع الشباب عن التدخين، وذلك وسط مواصلة انخفاض عدد المدخنين في بريطانيا.
ووصف بعض الخبراء لون علبة السجائر الجديد بأنه "أقبح لون في العالم"، وثمة إجراءات مشابهة ستُطبق على السجائر الإلكترونية وعلب لف التبغ أيضا، كما تشمل القواعد فرض حظر على السجائر وأنواع التبغ التي عُدلت نكهتها، وأقرت التغييرات في العام الماضي، غير أن السلطات أمهلت التجار والباعة مهلة للتخلص من العبوات القديمة.
وقد رحّبت منظمات مكافحة التدخين بهذه التغييرات، وقالت هازل تشيزمن، من جماعة "التحرك ضد التدخين وحماية الصحة"، إن شكل علبة السجائر في حد ذاته يبين أنه "شكل من أشكال الإعلانات"، كما أن شركات التبغ ترى في علبة السجائر "مندوب مبيعات صامت".
وقالت إن: "وضع العلامات والأشكال الجذابة والإعلانات واحدة من الوسائل التي تسهم في جذب شباب جدد إلى عالم التدخين."
وأضافت: "لذلك، فإن إزالة أشكال الجذب ووضع التحذيرات الصحية بخط كبير وبارز إجراءات ستحمي الشباب من التدخين في المستقبل"، ويبدأ ثلثا المدخنين ممارسة هذه العادة قبل بلوغ سن الثامنة عشرة، كما يقول مركز أبحاث السرطان في بريطانيا إن أدلته أظهرت أن إزالة أشكال الجذب من علب السجائر تقلل من جاذبيتها لدى الأطفال.
في المقابل، قال جماعة "فورست"، المعنية بحماية حقوق المدخنين، إن القواعد الجديدة "لن تحدث أي فارق في مستوى الصحة العامة ما دامت تعامل البالغين وكأنهم أطفال مشاغبون" و"تتعامل مع المستهلكين وكأنهم قاصرون"، وقال سيمون كلارك، مدير المنظمة، إن "البالغين وحتى المراهقين لا يساورهم شك في مخاطر التدخين الصحية".
وأضاف أن المستهلكين لا يحتاجون إلى تحذيرات صحية أكبر لتخبرهم ما هم بالفعل على علم به، وكانت أسكتلندا أول مكان في بريطانيا يؤيد إدخال تغييرات جديدة على تعبئة منتجات التبغ.
ويؤكد تقرير صادر عن مؤسسة كوكرين المتخصصة في الأبحاث الطبية أنه من المتوقع أن تؤدي الخطوة إلى إقلاع 300 ألف شخص عن التدخين في جل أنحاء البلاد خلال العام المقبل،
وقدّر باحثون من لندن وأكسفورد، أشرفوا على إصدار التقرير، انخفاض عدد المدخنين في المملكة المتحدة بسبب هذه الحملة بنحو 0.5 في المئة بحلول مايو/ آيار عام 2018، على الرغم من تأكيدهم أن الأدلة الحالية على ذلك لا تزال محدودة.
نصف مليون يوقعون على التماس لحظر التدخين في النمسا
وقع نصف مليون نمساوي التماسا يدعو الحكومة إلى فرض حظر على التدخين في الحانات والمطاعم في خطوة سببت حرجا للائتلاف الحاكم الذي يضم المحافظين واليمين المتطرف والذي يدافع عن الحق في التدخين.
وضمن اتفاقية تشكيل الائتلاف وافق حزب الحرية، الذي يمثل اليمين المتطرف، والمحافظون بزعامة المستشار زيباستيان كورتس على رفع حظر على التدخين. كما اتفق الجانبان على إمكانية الدعوة لاستفتاء بهذا الشأن في 2022 بشرط جمع 900 ألف توقيع على الأقل، لكن رابطة أطباء فيينا وجماعة معنية بمكافحة السرطان بدأت في جمع التوقيعات مستغلة قاعدة حالية تلزم البرلمان بمراجعة مسألة الحظر إذا ما تم جمع 100 ألف توقيع.
ووصل عدد الموقعين إلى مئة ألف خلال ثلاثة أيام فقط من إطلاق الالتماس يوم 15 فبراير شباط لكن المنظمين واصلوا المبادرة في استعراض للقوة في مواجهة الحكومة. وسيستمر جمع التوقيعات حتى الرابع من أبريل نيسان، ومن المقرر أن يناقش البرلمان مشروع قانون رفع الحظر عن التدخين ومن المتوقع أن يقره مجلس النواب هذا الشهر، وقال المنظمون في رسالة إلى كورتس وهانز كريستيان شتراخ زعيم حزب الحرية ”500 ألف شخص يبعثون لكما برسالة واضحة... اتركوا النواب يصوتون وفقا ما يمليه عليهم ضميرهم“، ورفض متحدث باسم الحكومة التعقيب، وعلى الرغم من الاتجاه نحو حظر التدخين في الغرب، يرى حزب الحرية أن الحظر تقييد للحريات الفردية.
مشروع لرفع السن القانونية للمدخن إلى 100 عام
أعلنت ولاية هاواي الأمريكية أنها قد ترفع سن القانوني لمن يحق لهم التدخين إلى 100 عام بحلول عام 2024، في خطوة تهدف إلى حظر فعّال لتدخين السجائر في الولاية، وسوف يؤدي مشروع القانون الجديد، الذي اقترحه النائب الديمقراطي ريتشارد كريغان، إلى رفع سن التدخين على نحو تدريجي سريع بموجب خطة تمتد لأعوام تبدأ في 2020 وتنتهي في عام 2024، ويلزم إحالة مشروع القانون إلى المجلس التشريعي للولاية، وصموده أمام ردة فعل قوية محتملة من جانب شركات صناعة التبغ قبل التصديق عليه كقانون.
ولا يدرج مشروع القانون السجائر الإلكترونية أو علكات التبغ على قائمته، ويصف كريغان، الذي كان يعمل طبيب طوارئ قبل انتخابه نائبا للولاية في عام 2014، في مشروع القانون السجائر بأنها "أخطر منتج في تاريخ البشرية".
وفي يناير/كانون الثاني 2017 أصبحت هاواي أول ولاية أمريكية ترفع سن القانوني للتدخين إلى 21 عاما، على الرغم من تحديد السن في ولايات أمريكية أخرى بـ 18 أو 19 عاما في الغالب، ويقترح مشروع القانون الجديد رفع سن التدخين إلى 30 عاما في عام 2020 و 40 عاما في عام 2021 و 50 عاما في 2022 و 60 عاما في 2023، إلى أن يصل السن القانوني لشراء السجائر إلى 100 عام في عام 2024.
وقال لصحيفة "هاواي تريبيون-هيرالد" إن "شركات صناعة خبيثة" صممت السجائر لتصيب المدخنين" بالإدمان، مع العلم بأنها مهلكة إلى أبعد حد"، وأضاف :"لا نسمح للناس بحرية شراء الأفيون، على سبيل المثال، أو أي عقاقير طبية".
وجرى استبعاد السجائر الإلكترونية والسيجار من مشروع القانون لأن كريغان يعتقد أنها أكثر أمنا إلى حد كبير مقارنة بالسجائر العادية، على الرغم من أن المعهد الوطني لمكافحة السرطان يحذر من أن "جميع منتجات التبغ ضارة وتسبب مرض السرطان".
وأضاف المعهد على موقعه الإلكتروني :"يتعرض مدخنو السيجار ومدخنو السجائر إلى مستويات مشابهة من حيث خطر الإصابة بسرطان تجويف الفم و المريء"، وتقول مراكز مكافحة الأمراض والوقاية منها في الولايات المتحدة إن تدخين السجائر يعد أبرز سبب للإصابة بالمرض يمكن الوقاية منه أو يتسبب في الوفاة، وتشير إحصاءات إلى وفاة نحو نصف مليون شخص في الولايات المتحدة سنويا في ظروف تتعلق بالتدخين.
إندونيسيون يقومون بخطوات بسيطة ضد شركات التبغ العملاقة
أعلن حي في العاصمة الإندونيسية جاكرتا نفسه منطقة خالية من التدخين مع اعتزام طلاب تنظيم مزيد من الاحتجاجات ضد ما يعتبرونه محاولة متزايدة من جانب شركات السجائر لاستهداف الشبان، وإندونيسيا بها أحد أعلى معدلات التدخين كما أنها رابع أكبر منتج للسجائر في العالم ولكن البرلمان اقترح قانونا لزيادة إنتاج التبغ بشكل أكبر.
وتتصدي بضع جماعات الآن لكبريات شركات إنتاج السجائر في العالم في إندونيسيا التي يبلغ عدد سكانها 250 مليون نسمة وحيث يدخن نحو ثلثي الرجال ويمكن أن يبلغ ثمن علبة السجائر أقل من دولارين.
وفي شرق جاكرتا تم طلاء صف لا يقل عن 12 منزلا في حي بيناس تانجول بألوان ساطعة في مارس آذار مع لافتة زرقاء معلقة قرب المدخل يعلن الحي منطقة خالية من التدخين، وقال نوبي سيل أندي سوبو وهو طالب عمره 22 عاما نسق البرنامج مع جماعة مدنية إنه تم تشجيع سكان الحي على الإقلاع عن التدخين أو تجنبه" حتى لا يكون هذا الحي جميلا فقط وإنما صحي أيضا"، ونظم أكثر من 200 شخص معظمهم طلاب احتجاجا الشهر الماضي للاعتراض على معرض صناعي مقبل لمعدات صنع السجائر في جاكرتا ويعتزمون تنظيم حشد آخر هذا الأسبوع حسبما قال أحد منظمي الاحتجاج ويدعى مانك مارجاناماهيندرا.وقال مارجاناماهيندرا البالغ من العمر 20 عاما إن شركات السجائر تستهدف الشبان الإندونيسيين بمنتجات جديدة مثل السجائر بطعم الفواكه بالإضافة إلى التغليف والإعلانات الجذابة.
وقال لرويترز "نريد بالفعل اختفاء صناعة السجائر تماما. ولكن هذا لا يمكن أن يحدث بين عشية وضحاها، "نود إنهاء اعتماد الشعب الإندونيسي على السجائر"، وعلى الرغم من المخاوف الصحية كثيرا ما يدافع ساسة وآخرون في إندونيسيا عن صناعة التبغ بوصفها مصدرا مهما للدخل للمزارعين ولعائدات الحكومة.
روسيا تدرس حظر التدخين في المستقبل على من ولدوا في العقد الحالي
روسيا تسجل واحدة من أعلى معدلات التدخين في العالم، إذ يمثل المدخنون نحو 40 في المئة من السكان، تدرس وزارة الصحة الروسية فرض حظر دائم على بيع السجائر في المستقبل لكل من وُلد في عام 2014 وما بعده.
وتأتي هذه الخطوة في إطار استراتيجية صارمة لمكافحة التدخين يسعى السياسيون الروس إلى تطبيقها على أرض الواقع، وسيستمر الحظر على بيع التبغ لأبناء هذا الجيل والأجيال الأصغر سنا حتى بعد أن يصلوا لسن البلوغ.
ويجري حاليا دراسة هذه الخطوة، لكنها قد تعني أنه في نهاية المطاف سيصبح التدخين محظورا قانونا على جميع المواطنين الروس، وقال موقع صحيفة "ايزفستيا" الروسية القريبة من الكرملين إنه اطلع على وثيقة سياسية بعنوان "مفهوم سياسة الدولة لمواجهة استهلاك التبغ في الأعوام بين 2017 و2022 وما بعدها".
وأوضح الموقع أن وزارة الصحة في روسيا الاتحادية أكدت أنه سيجري توزيع هذه الوثيقة على نطاق واسع على جميع الدوائر الحكومية، الرئيس الروسي فلاديمير بوتن، الذي يُعرف أنه حريص على ممارسة الرياضة، لا يدخن وكان قد وبخ في الماضي وزراء في الحكومة بسبب التدخين، وقال نيكولاي غيراسيمنكو، عضو لجنة الصحة في البرلمان الروسي إن "هذا الهدف صحيح تماما من الناحية الأيديولوجية"، حسبما نقلت عنه صحيفة "التايمز" البريطانية، وكانت الجماعات المناهضة للتدخين دعت سابقا إلى اتخاذ إجراءات مشابهة في أجزاء أخرى من العالم، لكنها لم تتلق أي دعم حكومي على الإطلاق.
ويحظر القانون الروسي بالفعل التدخين في أماكن العمل وفي طرقات المباني السكنية وفي الحافلات والقطارات، وعلى مسافة 15 مترا أو أقل من محطات القطارات والمطارات، وتسجل روسيا واحدة من أعلى معدلات التدخين في العالم، إذ يمثل المدخنون نحو 40 في المئة من السكان، وبعض المحال التجارية تبيع علب السجائر بأقل من دولار واحد، وتٌقدر سوق السجائر في روسيا بأكثر من 22 مليار دولار.
كيبيك تشدد تشريعاتها لمكافحة التدخين
بات ممنوعا على سكان مقاطعة كيبيك الكندية التدخين على مقربة من الابواب والنوافذ في المباني، بموجب تعديلات قانونية جديدة دخلت السبت حيز التنفيذ ترمي الى تشديد التشريعات المتعلقة بمكافحة التدخين.
ويتعين تاليا على المدخنين اشعال سجائرهم "على مسافة لا تقل عن تسعة امتار من كل باب او منفذ للهواء او نافذة" متصلة بمكان مغلق يمنع فيه التدخين، كذلك تنص التشريعات الجديدة على منع بيع او توزيع اي من منتجات التبغ التي لها طعم او رائحة غير التبغ خصوصا تلك المنكهة بالنعناع والفواكه والشوكولا والفانيليا والعسل والسكاكر والكاكاو، او اي منتج يمكن تصنيفه في هذه الخانة بالنظر الى غلافه.
وبات شراء التبغ من جانب شخص بالغ لحساب قاصر ممنوعا أيضا، وترمي هذه التدابير الى تقليص عدد المدخنين في كيبيك بنسبة 11 % بحلول سنة 2025، بحسب وزيرة الصحة العامة في المقاطعة لوسي شارلبوا، وتشير ارقام وزارة الصحة الكندية لسنة 2015 الى ان 3,8 ملايين شخص هم من المدخنين في كندا.
منع تدخين النارجيلة في مدينة قم الايرانية المقدسة
أفادت تقارير اعلامية الخميس ان محاكم ايرانية منعت تدخين النارجيلة في الأماكن العامة في مدينة قم المقدسة ومحافظة ألبرز الشمالية، في حملة جديدة ضد المدخنين، ونقلت وكالة أنباء ايسنا شبه الحكومية عن المدعي العام مهدي كاهه ان "استهلاك التبغ او تدخين النارجيلة ممنوع في المقاهي والمطاعم التقليدية والمطاعم والفنادق والنُزل والحدائق وكل الأماكن العامة الأخرى"، وقال كاهه ان المنع الذي سيتم تعميمه في الأيام القليلة المقبلة اتخذ لدواع صحية، وحذّر من ان اي مؤسسة تخالف هذا القرار سيتم اغلاقها.
وفي محافظة ألبرز الشمالية التي تحاذي طهران قال المدعي العام ان "الشرطة ستغلق كل المؤسسات التي تقدم النارجيلة"، وقال حاجي رضا شاكارمي ان التدخين بكافة أشكاله قد تم منعه في الأماكن العامة في المحافظة، وأضاف حسب ما نقلت عنه وكالتا مهر وتسنيم "القانون ساري المفعول وكل المؤسسات يجب ان تمتثل".
وتمنع ايران التدخين بشكل رسمي في الأماكن العامة ما عدا في الشارع منذ عام 2006، لكن غالبا ما يتم خرق هذا الحظر، وتراجعت الحكومة عام 2008 عن خطة لمنع النارجيلة المنتشرة شعبيا في المقاهي التقليدية، وذلك بعد احتجاجات اصحاب هذه المقاهي الذين اشتكوا من ان هذا الاجراء سيحرمهم من جزء كبير من دخلهم.
وتقع مدينة قم على بعد 120 كيلومترا جنوب طهران، وهي احدى أكثر المدن الايرانية محافظةً وفيها مركز الحوزة الدينية الشيعية التي تخرج علماء الدين، وبحسب ارقام منظمة الصحة العالمية الأخيرة فإن 20% من الرجال و0,6 من النساء من بين سكان ايران البالغ عددهم 80 مليون نسمة يدخنون يوميا.
الفاتيكان يقرر حظر بيع السجائر لضررها على الصحة
قال متحدث إن البابا فرنسيس أمر بحظر بيع السجائر داخل الفاتيكان بدءا من العام المقبل لاعتبارات تتعلق بالصحة، وقال المتحدث جريج بيرك في بيان ”الدافع بسيط جدا: الفاتيكان لا يمكنه أن يتعاون مع عادة من الواضح أنها تضر بصحة الناس“.
واستشهد المتحدث بإحصاءات منظمة الصحة العالمية عن تسبب التدخين في وفاة أكثر من سبعة ملايين شخص سنويا على مستوى العالم، وتباع السجائر بأسعار مخفضة للموظفين والمتقاعدين في الفاتيكان.
ويُسمح للموظفين في الفاتيكان بشراء خمسة عبوات تحوي كل منها عشر علب من السجائر كل شهر. ويطلب إيطاليون كثيرون من أصدقاءهم غير المدخنين الذين يعملون في الفاتيكان شراء السجائر لهم لأن سعرها أقل بكثير مقارنة بإيطاليا حيث تفرض على السجائر ضرائب كبيرة، وأقر بيرك بأن بيع السجائر يعد مصدر إيراد للفاتيكان، مضيفا أنه ”لا يمكن لربح أن يكون مشروعا إذا كان يكلف الناس حياتهم“.
وقال المتحدث أن بيع السيجار الكبير سيستمر في الوقت الحالي على الأقل لأن دخانه لا يُستنشق، وبذلك ستصبح الفاتيكان، وهي دولة محاطة بأسوار وتحيط بها روما، واحدة من دول قليلة تحظر التدخين. وحظرت بوتان بيع التبغ في 2005 لأسباب ترجع لمعتقدات دينية.