السجائر الإلكترونية: المزايا والمخاطر
مروة الاسدي
2018-07-19 09:10
تعد السجائر الالكترونية أداة مبتكرة خالية من التبغ يستخدمها الناس لاستنشاق بخار بنكهة النيكوتين، وارتفعت شعبيتها في أوروبا والولايات المتحدة لكن منظمات الصحة ما زالت حذرة في تأييدها كبديل آمن للتبغ وحاولت حكومات من كاليفورنيا إلى الهند تقديم مشاريع قوانين لتنظيم استخدامها بصورة أكثر صرامة.
وصممت السجائر الالكترونية لتحاكي السجائر الحقيقة مع إضافة عنصر جذب هو دخان البخار الكثيف الذي يصدر عنها، وتعمل ببطارية لإنتاج كميات مقننة من بخار النيكوتين من خلال البطارية وطرحت في الأسواق منذ نحو عشر سنوات بتعهد بتقديم النيكوتين بطريقة آمنة، وهي تقوم بتسخين سائل مشبع بالنيكوتين وسوائل أخرى أو مكسبات للطعم لإنتاج بخار يستنشقه المدخن بدلا من حرق التبغ.
لان ما يجعل السجائر مضرة هو دخان التبغ ويمكن للسجائر الالكترونية أن تكون أكثر أمانا لأنها لا تحرق التبغ، وعلى الرغم من ذلك يسبب النيكوتين الموجود داخلها الإدمان، ويرى البعض أن السجائر الالكترونية هي بديل عن التدخين أكثر إرضاء لكن آخرين لا يتبنون وجهة النظر هذه بل يرونها خطرا على من يحاولون الإقلاع عن التدخين أو من أقلعوا بالفعل.
وفي السياق ذاته أظهرت دارسة إن السجائر الالكترونية بالفعل أداة المساعدة الأكثر شعبية للإقلاع عن التدخين في بريطانيا والولايات المتحدة وقد تكون وسيلة رخيصة لتقليل التدخين في المناطق الفقيرة حيث تبقى نسبة المدخنين مرتفعة، فيما أظهرت دراسة محدودة أن بعض المدخنين يرون أن السجائر الالكترونية تساعد على الاقلاع عن التدخين بينما يرى البعض الآخر أنها تمثل اغراء لمن أقلع بالفعل عن هذه العادة بشق الأنفس.
بينما يتساءل بعض المهتمين حول دور السجائر الالكترونية في الإقلاع عن التدخين، فأجابت دراستان جديدتان لتقييم دورها، وخلصت هاتان الدراستان حول ما إذا كانت السجائر الالكترونية تساعد المدخنين على الاقلاع عن هذه العادة المضرة بالصحة الى ان البعض ينجح في ذلك لكنه يعتمد أيضا على نوع السجائر ووتيرة التدخين.
ورحب الخبراء بالبحث الجديد في مجال يمتلئ بالأدلة العلمية القوية وأيضا الكثير من جماعات الضغط، ويعتقد كثير من الخبراء ان السجائر الالكترونية التي تحول سائلا ممزوجا بالنيكوتين الى بخار يستنشقه المدخن هي بديل أقل خطورة من السجائر التقليدية لكن ظلت هناك بعض التساؤلات العالقة حول استخدامها وسلامتها.
سعت دراسات عديدة لتقييم تأثير السجائر الإلكترونية على الصحة العامة لكن نتائجها جاءت متضاربة، ويجادل خبراء بشدة بشأن ما إذا كانت السجائر الالكترونية يمكن أن تساعد الناس على الإقلاع عن التدخين وما إذا كانت آمنة مع إثارة بعض الدراسات مخاوف من احتواء بعض مكوناتها على سموم، كما يعتقد كثير من الخبراء أن هناك منافع صحية للمدخنين الذين يتحولون لتدخين السجائر الإلكترونية، حيث يثار جدل بشأن سلامة استخدام السجائر الإلكترونية منذ ظهورها وحتى اللحظة الراهنة، والسجائر الالكترونية عبارة عن أجهزة الكترونية تبخر سائل يحتوي عادة على نيكوتين ونكهة.
وحتى مع عدم احتواء السوائل الموجودة بالسجائر الإلكترونية على النيكوتين، تظل الرئتان معرضتان للنكهات الكيماوية عند استنشاق الأبخرة. ويعتبر تناول الكثير من النكهات مع الطعام آمنا لكن بعض الدراسات السابقة أظهرت أن استنشاق أبخرة من هذه الكيماويات قد يؤذي الرئتين.
وتقول منظمة الصحة العالمية إن التبغ أكبر سبب للوفاة في العالم يمكن منعه وتوقعت أن يصل العدد الإجمالي للوفيات الناجمة عنه إلى مليار حالة وفاة بنهاية هذا القرن إذا استمرت الاتجاهات الحالية. ويقتل التدخين في الوقت الحالي نحو ستة ملايين شخص كل عام.
تدمر خلايا بالأوعية الدموية والقلب
أظهرت تجربة أن السوائل الموجودة بالسجائر الإلكترونية المحلاة بنكهات مثل القرنفل والفانيلا قد تدمر خلايا في الأوعية الدموية والقلب حتى مع خلوها من النيكوتين، وفحص الباحثون ما يحدث عند تعريض الخلايا البطانية، التي تبطن الشرايين والأوردة والقلب، لأنواع رائجة من نكهات السجائر الإلكترونية خلال تجارب معملية. واختبروا تأثير جرعات وتركيزات مختلفة لتسع نكهات كيماوية رائجة هي: الموز والزبد والقرفة والقرنفل والكينا (الكافور) والنعناع والفراولة والفانيلا والطعم ”المحترق“ الذي يضفي نكهة تشبه الفشار أو التبغ للطعام، وكتب الباحثون في دورية (بيولوجيا تصلب الشرايين والتجلط والأوعية الدموية) أن التركيزات العالية من هذه النكهات دمرت الخلايا خلال الفحص المعملي.
ووجدوا أن خمس نكهات هي الفانيلا والنعناع والقرفة والقرنفل والنكهة المحروقة أضعفت إفراز أكسيد النيتريك الذي يحد من الالتهابات والتجلط ويساعد الأوعية الدموية على التوسع عند زيادة تدفق الدم، وقالت جيسيكا فيترمان من كلية الطب بجامعة بوسطن وكبيرة الباحثين في الدراسة ”فقدان أكسيد النيتريك أمر خطير لأنه يرتبط بأعراض تنتج عن أمراض القلب مثل الأزمات القلبية والسكتات“.
وأضافت فيترمان في رسالة بالبريد الإلكتروني ”هذا أحد التغييرات الأولى التي نلاحظها بالأوعية الدموية قبل أن يتطور الأمر إلى مرض بالقلب وتعد مؤشرا مبكرا على السمية“، وتابعت قائلة ”دراستنا تشير إلى أن النكهات المضافة تلحق ضررا بالقلب والأوعية الدموية حتى مع غياب المنتجات والعناصر الأخرى التي تحترق (في السجائر)“.
وتطور كل شركات التبغ الأمريكية الكبيرة سجائر إلكترونية وهي أجهزة تعمل بالبطاريات بها مصدر تسخين يحول النيكوتين السائل والنكهات إلى سحابة من البخار يتم استنشاقها، وفي الدراسة الحالية فحص الباحثون خلايا من تسعة أشخاص غير مدخنين و12 مدخنا للسجائر العادية كما فحصوا خلايا بطانية من قلب بشري.
وأظهرت الفحوص المعملية تراجع قدرة الخلايا المأخوذة من المدخنين على إفراز أكسيد النيتريك حتى قبل التعرض للنكهات الكيماوية، أما خلايا غير المدخنين فضعف إفرازها من أكسيد النيتريك بعد تعريضها للنكهات الكيماوية، ولم توضح الدراسة ما إذا كان التعرض للنكهات الكيماوية أفضل أم أسوأ لصحة الإنسان مقارنة بالنيكوتين الذي يؤثر بشدة أيضا على الأوعية الدموية والقلب.
تحذيرات أمريكية جديدة لشركات السجائر الإلكترونية
أصدرت السلطات الأمريكية تحذيرات استهدفت 13 شركة تبيع سوائل للسجائر الإلكترونية لاستخدامها صورا محببة للأطفال في عبواتها في أحدث إجراءات تستهدف منع بيع التبغ للقصر، وقالت إدارة الأغذية والعقاقير الأمريكية ولجنة التجارة الاتحادية إن أغلفة العبوات تشبه أغلفة علب العصير أو الحلوى أو البسكويت مشيرة إلى زيادة في الآونة الأخيرة في البلاغات الواردة إلى مراكز علاج التسمم.
وقال سكوت جوتليب مفوض إدارة الأغذية والعقاقير في بيان ”لا يجب تسويق منتجات التبغ على نحو يعرض الأطفال للخطر لا سيما باستخدام صور تدفعهم خطأ للاعتقاد بأن المنتجات من الأشياء التي يمكن أكلها أو شربها“.
واتخذت الإدارة عدة خطوات شاملة في الأشهر القليلة الماضية، بما في ذلك وضع حد أقصى لكمية النيكوتين في منتجات التبغ فيما تسعى لمحاربة إدمان التبغ والنيكوتين، وجاءت التحذيرات الأحدث بعد أن أرسلت الإدارة 40 خطابا لتحذير الشركات بخصوص بيع التبغ للقصر، وتنتج جميع شركات السجائر الأمريكية الكبرى سجائر إلكترونية وهي عبارة عن جهاز يعمل بالبطارية يحول النيكوتين السائل والنكهات إلى سحابة من الدخان يستنشقها مستخدم الجهاز، وحتى لو لم يحتو الجهاز على نيكوتين سائل تتعرض الرئتان لمواد نكهات كيماوية عند تسخين السائل الموجود في الجهاز واستنشاق البخار.
وتقول منظمة الصحة العالمية إن التبغ أكبر سبب للوفاة في العالم يمكن منعه وتوقعت أن يصل العدد الإجمالي للوفيات الناجمة عنه إلى مليار حالة بنهاية هذا القرن إذا استمرت الاتجاهات الحالية. ويودي التدخين في الوقت الحالي بحياة نحو ستة ملايين شخص كل عام.
مخاطر الإصابة بالالتهاب الرئوي
أشارت دراسة صغيرة إلى أن من يدخنون السجائر الإلكترونية ربما تزداد مخاطر إصابتهم بالالتهاب الرئوي لأن البخار ربما يساعد البكتريا في الالتصاق بخلايا بطانة الشعب الهوائية، ولطالما جرى الربط بين السجائر العادية وزيادة مخاطر الإصابة بالالتهاب الرئوي لكن لم يكن من الواضح ما إذا كان للسجائر الإلكترونية نفس التأثير.
ولدراسة ذلك أجرى الباحثون سلسلة من التجارب المعملية لمعرفة ما إذا كان التعرض لبخار السجائر الإلكترونية قد يزيد مستويات جزيء تنتجه خلايا بطانة الشعب الهوائية ويسمى (بي.أيه.إف.آر)، وتستخدم بكتريا المكورات الرئوية هذا الجزيء لمساعدتها على الالتصاق بخلايا الشعب الهوائية.
وقال كبير الباحثين في الدراسة جوناثان جريج من جامعة كوين ماري في لندن”الخلاصة هي أن افتراض أن كل التأثيرات السلبية لتدخين السجائر تقل بالتحول إلى السجائر الإلكترونية هو إفراط في التفاؤل“، وتنتج جميع شركات السجائر الأمريكية الكبرى سجائر إلكترونية وهي عبارة عن جهاز يعمل بالبطارية يحول النيكوتين السائل والنكهات إلى سحابة من الدخان يستنشقها مستخدم الجهاز، وحتى لو لم يحتوى الجهاز على نيكوتين سائل تتعرض الرئتان لمواد نكهات كيماوية عند تسخين السائل الموجود في الجهاز واستنشاق البخار.
وربطت أبحاث سابقة معظمها اعتمدت على اختبارات معملية التعرض لهذه النكهات بزيادة في المؤشرات الحيوية الخاصة بالالتهابات وتلف الأنسجة. ويمكن أن يؤدي مثل هذا النوع من تلف الخلايا إلى مشاكل في الرئة من بينها التليف والانسداد الرئوي المزمن والربو، وكتب الباحثون في الدورية الأوروبية للجهاز التنفسي أنه رغم أن الدراسة صغيرة ويجب التحقق من النتائج من خلال تجارب بشرية أكبر لا تزال النتائج تشير إلى أن السجائر الإلكترونية ليست خالية من المخاطر ولا ينبغي بالضرورة اعتبارها وسيلة آمنة يمكن استخدامها للحد من التدخين.
السجائر الإلكترونية تضر الرئتين حتى دون نيكوتين
أفادت دراسة أمريكية أن السوائل المستخدمة في السجائر الإلكترونية والمحلاة بنكهات مثل الفانيلا أو القرفة قد تؤذي الرئتين حتى عندما لا تحتوي على النيكوتين، وفحص الباحثون ما يحدث للخلية وحيدة النواة، وهي نوع من كريات الدم البيضاء، عندما تتعرض للكيماويات المنكهة شائعة الاستخدام في سوائل السجائر الإلكترونية.
ولم تحتو أي من هذه السوائل على النيكوتين ولكن بدا أن الكيماويات المنكهة أدت لزيادة في المؤشرات الحيوية الدالة على حدوث التهاب وضرر في الأنسجة كما سبب الكثير منها أيضا موتا للخلايا، وقال إرفان رحمن كبير الباحثين في الدراسة والباحث في مجال الصحة البيئية بالمركز الطبي في جامعة روتشستر في نيويورك إن مع مرور الوقت فإن هذا الشكل من تضرر الخلايا قد يؤدي إلى الكثير من المشاكل بالرئتين بما في ذلك التليف وداء الانسداد الرئوي المزمن والربو، وأضاف رحمن في رسالة بالبريد الإلكتروني ”تعتبر السوائل الخالية من النيكوتين بشكل عام آمنة ولكن لم تجر أبحاث كافية عن تأثير الكيماويات المنكهة خاصة على الخلايا المناعية“، وتابع قائلا في رسالته ”تبين هذه الدراسة أنه رغم أن المركبات التي تضفي النكهة تعتبر آمنة عند ابتلاعها فإنها ليست آمنة عند الاستنشاق“.
وتطور كبرى شركات التبغ الأمريكية سجائر إلكترونية، وهي أداة تعمل بالبطارية فيها مصدر للتسخين يحول النيكوتين السائل والمواد المنكهة إلى سحابة من البخار يتم استنشاقها، ووجدت الدراسة أن تعريض الخلايا لمزيج من النكهات المختلفة يسبب على ما يبدو رد فعل أسوأ مقارنة باستخدام نكهة واحدة.
ومن بين النكهات المستخدمة بمفردها بدا أن تأثير نكهتي القرفة والفانيلا كان الأكثر سمية على خلايا الرئتين، وخلص الباحثون في تقرير بدورية (فرونتيرز إن فسيولوجي) إلى أن هناك حاجة لمزيد من الأبحاث من أجل فهم أفضل لما يحدث لخلايا الرئتين عند تدخين السجائر الإلكترونية، كما أنه يجب إخضاع السوائل المستخدمة في السجائر الإلكترونية لقواعد تنظيمية مع وضع ملصقات توضح بالتفصيل مزيج النكهات المستخدم.
التحول إلى السجائر الإلكترونية يحقق مكاسب صحية أكبر
قال خبراء بريطانيون في مجال الصحة العامة إن استخدام السجائر الإلكترونية لا يشكل سوى نذر يسير من المخاطر الصحية للتدخين ويجب تشجيع المدخنين على التحول إليه لجني فوائد صحية جمة، وفي مراجعة للأدلة المتعلقة بمخاطر السجائر الإلكترونية أوصت إدارة الصحة العامة في انجلترا بإجرائها، قال الخبراء إن هذا النوع من السجائر قد يساعد بالفعل نحو 20 ألف مدخن بريطاني وربما أكثر على الإقلاع عن التدخين سنويا.
وجاء في التقرير أنه كان هناك ”قدر كبير من سوء الفهم العام“ بشأن النيكوتين، إذ يدرك أقل من عشرة في المئة من الراشدين أن الغالبية العظمى من المخاطر لا يسببها ذلك المركب العضوي، وذكر أن الأدلة لا تدعم المخاوف من أن السجائر الإلكترونية مدخل إلى تدخين التبغ بين الشبان، وقال جون نيوتون أستاذ ومدير قسم تحسين الصحة بإدارة الصحة العامة في انجلترا ”مراجعتنا الجديدة تعزز نتيجة مفادها أن السجائر الإلكترونية لا تشكل سوى قدر بسيط من مخاطر التدخين، إذ تقل أضرارها عنه بنسبة 95 في المئة ولها مخاطر ضئيلة على المارة“.
وجاء تقرير إدارة الصحة العامة في انجلترا بعد بحث للأكاديميات الأمريكية للعلوم والهندسة والطب بشأن السجائر الإلكترونية. وبعد تلخيص بيانات من مئات الدراسات العلمية، قال ذلك البحث أيضا إن السجائر الإلكترونية أقل ضررا على الأرجح من السجائر التقليدية، وطالبت إدارة الصحة العامة في انجلترا المدخنين والسلطات الصحية بالتصرف وفقا للأدلة الواردة في هذه التقارير الحديثة.
الأطفال الذين يعيشون مع مدخني السجائر الإلكترونية قد يعتقدون أن التدخين جيد
قالت دراسة حديثة إن الأطفال الذين لا يدخنون لكن يعيشون وسط بالغين يدخنون السجائر الإلكترونية ربما يبدأون في الاعتقاد بأن التدخين شيء جيد، وقال الفريق واضع الدراسة التي نشرت في دورية صحة البالغين إن تدخين التبغ وسط الشباب الأمريكي تراجع منذ عام 1998 لكن بعض الخبراء أعربوا عن قلقهم من أن قبول السجائر الإلكترونية قد يروج لقبول السجائر التقليدية ويغير الاتجاه.
وقال كلفين تشوي قائد فريق الدراسة لرويترز هيلث إن "مجتمع الصحة العامة عمل بجد لتعليم الشعب عن أضرار التدخين وقد لاحظنا تحولا في قبول تدخين السجائر والذي أدى في جزء منه إلى انخفاض انتشار التدخين"، وقال تشوي الباحث في المعهد الوطني لصحة الأقلية والفوارق الصحية في بيثيسدا بماريلاند "قد تغير السجائر الإلكترونية ما تم إنجازه لكن هناك نقصا في البيانات التي تدعم أو تدحض هذه الأزمة. وهذا هو السبب وراء إجراء الدراسة للحصول على إجابة يمكن أن تزود النقاش بمعلومات"، وتابع تشوي "توضح النتائج التي توصلنا إليها أن استخدام الشباب للسجائر الإلكترونية والذين لم يدخنوا سجائر قط مرتبط بنظرة البالغين إلى أن التدخين مقبول والذي بدوره مرتبط بالانفتاح على تجربه تدخين السجائر"، وقال إن نتائج الدراسة تساعد في شرح كيف يؤدي استخدام السجائر الإلكترونية إلى تدخين السجائر فيما بعد"، وحلل تشوي وزملاؤه بيانات من مسح فلوريدا للتبغ بين الشباب في 2014 والذي شارك فيه 70 ألف شخص من طلاب المدارس المتوسطة والعليا في 765 مدرسة بفلوريدا، وقال تشوي إن الدراسة محدودة لأنها شملت ولاية واحدة فقط ونقطة زمنية واحدة.
نصف مستخدمي السجائر الإلكترونية ببريطانيا "أقلعوا عن التدخين"
قالت دراسة طبية إن أكثر من نصف مستخدمي السجائر الإلكترونية في بريطانيا أقلعوا عن التدخين، وأظهرت الدراسة، التي تشمل 12 ألف شخص، أن نحو 1.5 مليون من مستخدمي السجائر الإلكترونية أقلعوا عن التدخلين فيما لا يزال 1.3 مليون من مستخدميها يدخنون التبغ.
وقالت منظمة مناهضة للتدخين "آكشن أون سموكينيغ أند هيلث" إن "الفكرة المنتشرة بأن تدخين السجائر الإلكترونية أقل خطراً على الصحة لم تصل لجميع مدخني السجائر".
ولا يزال نحو 9 مليون مدخن في بريطانيا رغم انتشار استخدام السجائر الإلكترونية، وفي عام 2012، كان هناك 700 ألف مدخن للسجائر الإلكترونية في بريطانيا، ويقبل المدخنين على الإقبال على السجائر الإلكترونية على أمل أن تساعدهم في الإقلاع عن عن تدخين التبغ.
وأشار العلماء إلى أن أكثر من ثلث المدخنين لم يجربوا السجائر الإلكترونية بسبب تخوفهم من مضارها الصحية والإدمان عليها.
وكشفت الدراسة أن 26 في المئة من الأشخاص يعتقدون أن السجائر الإلكترونية تشكل اكثر ضررا على الصحة - أو لها ضرر مشابه كتدخين التبغ، فيما يعتقد 31 في المئة فقط عكس ذلك.
وأضافت أنه "من الضروري أن يفهم المدخنون أن السجائر الإلكترونية أقل ضرراً من تدخين التبغ"، ونصحت آن ماكنيل، البروفسورة المهتمة بعلاج إدمان التبغ في جامعة كينغ كوليدج بلندن، "جميع مستخدمي السجائر الإلكترونية البالغ عددهم 1.3 مليون شخص، بضرورة العمل على التوقف كليا عن التدخين".
وأضافت أن "الأشخاص الذين يمزجون بين السجائر الإلكترونية والعادية، ما زالوا عرضة للإصابة بالسرطان جراء وجود مادة التبغ التي تزيد من نسبة الإصابة بسرطان الرئة والتهاب الشعبيات الرئوية وغيرها من الأمراض"، ويرى البعض أنه لا وجود لأي دليل مقنع بأن السجائر الإلكترونية تساعد الناس على الإقلاع عن التدخين، كما أنهم يرون بأنها تشجع غير المدخنين على التدخين.
السجائر الإلكترونية أقل ضررا بكثير من التدخين
أفادت نتائج دراسة تحلل مستويات المواد الخطرة والمسببة للسرطان في الجسم أن استخدام السجائر الإلكترونية أكثر أمانا وأقل سمية بكثير من تدخين سجائر التبغ العادية، ووجد الباحثون أن مستويات السموم في لعاب أو بول الذين تحولوا عن تدخين السجائر العادية إلى السجائر الإلكترونية أو العلاج ببدائل النيكوتين مثل العلكة أو ملصقات النيكوتين لستة أشهر على الأقل كانت أقل بكثير من مستوياتها لدى من واصلوا التدخين.
وقال ليون شهاب المتخصص في علم الأوبئة والصحة العامة في جامعة لندن كوليدج وقائد فريق الباحثين الذين أعدوا الدراسة "دراستنا تضيف إلى الأدلة القائمة التي تبين أن السجائر الإلكترونية وبدائل النيكوتين أكثر أمانا بكثير من التدخين وتشير إلى أن الخطر المصاحب لاستخدامها على المدى الطويل متدنية بشدة."
ويرى كثير من خبراء الصحة أن السجائر الإلكترونية التي لا تحتوي على التبغ بديلا أقل خطورة بكثير من التدخين ومن المحتمل أن تكون أداة رئيسية تساعد الصحة العامة، لكن البعض يشكك في أن تكون آمنة على المدى البعيد ويشعرون بالقلق من أن تكون "مدخلا للتدخين".
وحللت الدراسة التي نشرت يوم الاثنين في دورية (أنالز اوف إنترنال مديسين) المعنية بالطب الباطني عينات من لعاب وبول مستخدمي السجائر الإلكترونية وبدائل النيكوتين منذ فترة طوبلة ولمدخني التبغ وقارنت مستويات المواد الكيماوية في أجسامهم.
ووجدت الدراسة أن الذين تحولوا بشكل كامل إلى السجائر الإلكترونية أو بدائل النيكوتين كانت لديهم مستويات أقل بكثير من المواد الكيماوية السامة أو المواد المسرطنة مقارنة بالذين استمروا في تدخين التبغ.
وقال الباحثون إن أولئك الذين استخدموا السجائر الإلكترونية أو بدائل النيكوتين لكنهم لم يقلعوا تماما عن التدخين لم يظهروا التراجع نفسه في مستويات السموم. وهذا يؤكد أن التحول الكامل ضروري للحصول على المزايا طويلة الأجل للإقلاع عن التدخين.
ما هي احتمالات انفجار سيجارتك الإلكترونية؟
توفي شخص في الولايات المتحدة بسبب انفجار سيجارته الإلكترونية، وهو ما يدعونا إلى التفكير في مدى خطورة هذه الأداة، تصدرت هذه القصة اهتمام وسائل الإعلام في أنحاء العالم، ويسود اعتقاد بأن الوفاة هي الأولى التي تحدث بسبب سيجارة إلكترونية في الولايات المتحدة، وتوفي تولمادج ديليا في منزله بولاية فلوريدا الأمريكية عندما انفجرت سيجارته الإلكترونية واخترقت شظاياها جمجمته. وتشير تقارير إلى أنه تعرض لحروق غطت 80 في المئة من جسمه، يقول خبراء إن ديليا كان يستخدم نوعا معينا من السجائر الإلكترونية لا يحتوي على شرائح، ويعتمد في عمله على بطارية بصورة مباشرة.
ولا يستخدم هذا النوع دوائر داخلية لتنظيم الجهد الكهربائي، بينما تحتوي غالبية الأنواع الأخرى من السجائر الإلكترونية على خصائص أمان مدمجة. وبالرغم من هذا، فإن هذه المنتجات الأكثر أمنا يمكن أن تتسبب في حروق أو حرائق إذا أسيء استخدامها.
ويوضح مارك غاردينر، المسؤول بقسم سلامة المنتجات في معهد المعايير التجارية القياسية، أن "المتحمسين قد يجربون أنواعا مختلفة من البطاريات وسوائل التدخين للحصول على أكبر قدر ممكن من البخار. وقد يؤدي هذا إلى أن يبني هؤلاء أسلوبهم الخاص (في الاستخدام) الذي ينتج عنه ارتفاع كبير في درجة الحرارة، ومن ثم تنفجر السيجارة".
وأضاف "حتى المنتجات غير المعدّلة يمكن أن يصيبها الخلل، مثل أي منتج يحتوي على بطارية الليثيوم أيون. وإذا أصيبت البطارية بخلل وانفجرت فمن الواضح أنها تشكل خطرا أكبر حين تكون في فمك".
وتتلقى خدمات مكافحة الحريق في بريطانيا بلاغات عن عدد محدود من الحرائق التي اندلعت بسبب انفجار سجائر إلكترونية، غالبا نتيجة استخدام شاحن غير مخصص لها أو الشحن الزائد للبطارية أو التخزين بطريقة غير صحيحة.
وقال غاري أسكويث، قائد وحدة مكافحة الحريق والإنقاذ في غرب يوركشير، إن "السجائر الإلكترونية ليست غير آمنة في حد ذاتها، وإنما سوء استخدام بطاريات الليثيوم المشغلة لها "، وروى قصة رجل انفجرت بطارية احتياطية لسيجارته الإلكترونية في جيبه، قائلا إن البطارية "لامست عملة معدنية ومفتاحا، وهو ما أدى حدوث تماس وانفجارها"، وفي فبراير/ شباط، أشار تقرير لهيئة الصحة العامة في إنجلترا إلى أن أسباب انفجار السجائر الإلكترونية "غير مؤكدة، لكن يبدو أنها مرتبطة بحالات خلل في بطاريات الليثيوم"، رغم ذلك، قال الخبراء القائمون على إعداد التقرير إن السجائر الإلكترونية أكثر أمنا من السجائر التقليدية التي تتسبب في عدد أكبر من الحرائق والإصابات كل عام.