صحة الأطفال: بيضة واحدة تغير الكثير!

مروة الاسدي

2018-06-26 04:09

تعددت الدراسات والأبحاث حول صحة الاطفال وكيفية العناية بهم، نظرا لتزايد الامراض في عصرنا الحالي وتغير نمط العيش في الحياة اليومية، مما قد يشغل الوالدان عن العناية بصحة اطفالهم وتقليل فرص أصابتهم بالأمراض، إذ يمثل الأطفال أمل كل أمة ومستقبلها، لذا فالاستثمار في صحة ونمو الأطفال يعني الاستثمار في مستقبل الأمة، إذا ًطفلك هو أغلى ما تملك، والعناية به مسؤولية الآباء، يحتاج الطفل دائماً للرعاية والانتباه ليغدو بصحةٍ جيدة خالية من الأمراض، وصحة الطفل منذ الصغر تنعكس على صحته عندما يكبر، صحة طفلك تحتاج للكثير من المتابعة، ولا يجب إهمالها فتدخل في مشاكل غير متوقعة، فمنذ الولادة والأطفال يتعرضون للمرض ولانتكاساتٍ، في صحتهم لعدم تكوّن المناعة لديهم بعد، ومن واجبك الانتباه، لهذا الأمر وأن تكون واعياً لما يحصل مع طفلك دائماً. يجب أن يكون الأهل على دراية وعلم بما يحصل مع الطفل، ولكن بعضهم يجهل هذه الأمور، خاصةً لو كان الطفل الأول لهم، يجب أن تكون حريصاً على معرفة كيفية الاهتمام بصحة الطفل.

ولعل من ابرز الدراسات في الاونة الأخيرة عندما نجح باحثون أمريكيون في تطوير تكنولوجيا يمكنها أن تساعد في إعطاء الأطفال جميع لقاحات التطعيم في حقنة واحدة، ويُخزن المحلول، الذي يُعطى للأطفال مرة واحدة، اللقاح في كبسولات مجهرية، تُطلق إلى الجسم الجرعة الأولية، ثم جرعات تعزيزية في أوقات مُحددة، وأظهرت دراسات أجريت على الفئران فاعلية هذا التوجه، حسبما جاء في دورية "ساينس" العلمية، ويقول الباحثون إن هذه التكنولوجيا قد تساعد المرضى في أنحاء العالم.

على صعيد ذي صلة، أكد تقرير للامم المتحدة نشر انه ورغم التراجع الكبير لنسبة الوفيات بين الاطفال إلا ان 15 الف طفل دون الخامسة يموتون يوميا في انحاء العالم من أمراض يمكن الوقاية منها، في حين وجد ان استخدام مضادات الاكتئاب أثناء الحمل مرتبط باضطرابات نفسية لدى الأطفال، من جانب مهم، أشارت دراسة إلى احتمال وجود تفسير بيولوجي للمشاكل الصحية التي كثيرا ما يواجهها الأطفال في حالة غياب الأب نتيجة الوفاة أو الطلاق أو السجن وقالت إن للأمر علاقة بقصر جزء يحمي نهاية الكروموسومات داخل الخلايا ويعرف باسم التيلوميرات، وتنكمش التيلوميرات بتقدم السن ويعتقد أيضا أنها تتقلص بسبب الضغط الشديد.

وفي ذات الصدد، أظهرت دراسة جديدة في استراليا أن التحديات الاقتصادية في مرحلة الطفولة ربما تكون مرتبطة بتزايد سمك جدران الشرايين وهي حالة تسبب العديد من أمراض القلب والأوعية الدموية، وبالمقارنة مع أطفال ينتمون لفئات أكثر ثراء فقد عاني الأطفال من الأسر والأحياء ذات الدخل المنخفض من زيادة سمك جدران الشرايين السباتية التي توصل الدم إلى المخ، من جهة أخرى، أشارت دراسة حديثة إلى أن الرضع السود أكثر عرضة بكثير للوفاة من أقرانهم البيض في بعض الولايات الأمريكية على الرغم من تراجع معدلات وفاة الرضع على مستوى البلاد، على صعيد آخر، تطور شركة ميرك الألمانية للأدوية تركيبة مناسبة للأطفال من عقارها لعلاج مرض البلهارسيا الذي يصيب ملايين الفقراء في أفريقيا وآسيا.

الى ذلك، أفادت دراسة أُجريت في الإكوادور بأن تناول الأطفال، الذين يعانون نقص التغذية، بيضة واحدة يوميا قد يساعدهم على النمو بقامة أطول، وقالت الدراسة، التي استغرقت ستة أشهر، إن البيضة أيا كانت مسلوقة أو مقلية أو مخفوقة على شكل عجة قد تعطي الأطفال دفعة في النمو، وقد تعد هذه وسيلة رخيصة التكلفة لتجنب التقزم، حسبما أفادت الدراسة التي نُشرت في دورية طب الأطفال "بيدياتريكس".

فيما يحذر الأطباء: إحراج الأطفال البدناء لن يشجعهم على محاولة التخلص من بعض الكيلوجرامات الزائدة.. بل العكس، بينما يشير بحث إلى أن النساء اللواتي يتناولن المكملات الغذائية التي تحتوي على فيتامين (د) خلال الحمل قد يكن أقل عرضة لإنجاب أطفال يعانون من نقص في الوزن كما يشير إلى أن هذه المكملات ربما تكون مرتبطة بتقليص خطر وفيات الأجنة أو الأطفال. واخيراً، خلصت دراسة حديثة إلى أن إفراط الأطفال في تناول الطعام أو تراجع شهيتهم بسبب ضغوط عصبية أو حالات ضيق هو مجرد سلوك يتعلمونه وليس وراثياً، فيما يلي ادناه احدث الدراسات والتقارير رصدتها شبكة النبأ المعلوماتية حول صحة الطفل.

15 الف طفل دون الخامسة يموتون يوميا

حذر تقرير الأمم المتحدة على أنه نظرا لان بعض دول افريقيا وجنوب آسيا متأخرة عن سواها في تقديم علاجات افضل، فإن أكثر من 60 مليون طفل سيموتون بين العام الحالي و2030 من أمراض يمكن علاجها، في 2016 توفي نحو 5,6 مليون طفل قبل بلوغهم سن الخامسة، بحسب ما ذكرته منظمة الامم المتحدة للطفولة (يونيسف) والبنك الدولي ومنظمة الصحة العالمية في التقرير، وهذا الرقم أدنى بكثير عن 12,6 مليون وفاة سجلت في 1990. لكن الوكالات قالت ان 15 الف وفاة يوميا لاطفال دون الخامسة لا تزال "رقما مرتفعا لا يمكن التغاضي عنه".

وفي مقدمة الامراض التي تفتك بحياة الاطفال ويمكن الوقاية منها، الالتهاب الرئوي والاسهال والملاريا. لكن التقرير ذكر ان سوء التغذية الذي يمكن ان يجعل الاطفال اكثر عرضة للاصابة بامراض حادة، له دور في نصف حالات الوفيات.

وتسجل مناطق افريقيا جنوب الصحراء اكبر نسبة وفيات بين الاطفال، إذ بلغ معدلها 79 وفاة بين كل الف مولود عام 2016. لكن الهند سجلت اعلى الارقام مع وفاة 850 الف طفل، تليها نيجيريا وأكثر من 450 الف وفاة للاطفال.

ونصف عدد الوفيات بين الاطفال سجل في الهند ونيجيريا وباكستان وجمهورية الكونغو الديموقراطية واثيوبيا والصين والنيجر، في 2015 حددت قمة عالمية هدفا بخفض عدد وفيات الاطفال دون الخامسة الى أقل من 25 لكل ألف ولادة بحلول 2030. وتبلغ هذه النسبة حاليا 41 لكل الف، بعد ان كانت 93 في 1990.

ووسط الشكوك إزاء امكانية بلوغ ذلك الهدف، قال التقرير ان اكثر من 50 دولة، خصوصا في افريقيا، متأخرة في تحسين الوصول الى العلاج والمنشآت الطبية، وقال التقرير "اذا تواصل النمط الحالي فإن اكثر من 60 مليون طفل دون الخامسة سيموتون بين 2017 و2030، نصفهم من حديثي الولادة". بحسب فرانس برس.

والقى التقرير الضوء على الفوارق بين نسبة وفيات الصبيان والبنات في بعض الدول الاسيوية. وتم خفض عدد الدول حيث تسجل تلك الفوارق من 19 الى 11 بين 1990 و2016، وقال التقرير "في بعض الدول، إن مخاطر الوفاة قبل الخامسة للبنات اكبر بكثير مما يمكنه توقعه بناء على انماط عالمية" دون شرح الأسباب، واضاف التقرير "تلك الدول تقع خصوصا في جنوب آسيا وغرب آسيا"، وهناك مفاضلة تقليدية للصبيان في بعض الدول الاسيوية حيث حالات الاجهاض الاختياري منتشرة، وغالبا ما يتم تفضيل الذكور في تقديم العلاج الطبي والطعام.

جميع تطعيمات الأطفال "في حقنة واحدة"

تسبب تطعيمات الأطفال ألما شديدا لهم، وهناك تطعيمات ضد الكثير من الأمراض تشمل ما يلي: الدفتيري، والتيتانوس، والسعال الديكي، وشلل الأطفال، والتهاب الكبد الوبائي ب في الأسبوع الثامن و12 و 16، المكورات الرئوية في الأسبوع الثامن، والأسبوع 16، وعند بلوغ العام الأول، التطعيم ضد التهاب السحايا من النوع ب في الأسبوع الثامن، والأسبوع 16، وعند بلوغ العام الأول، الكبد الوبائي، والتهاب السحايا ج عند بلوغ العام الأول، الحصبة، والنكاف، والحصبة الألمانية عند بلوغ العام الأول، وثلاث سنوات وأربعة أشهر، وطور فريق من معهد ماساتشوستس للتكنولوجيا نوعا جديدا من الجزئيات الصغيرة، يمكن أن يجمع كل الجرعات في حقنة واحدة.

وتشبه هذه الجزيئات أكواب القهوة الصغيرة التي تملئ باللقاح، ثم تُغلق بغطاء، وهناك عنصر مهم، هو أنه من الممكن تغيير تصميم هذه الأكواب بحيث يمكن تجزئة محتوياتها وتفريغها إلى الجسم في الوقت المناسب فقط.

وأظهرت مجموعة من الاختبارات على الفئران أنه يمكن تفريغ المحتويات إلى الجسم بالضبط بعد تسعة و20 و21 يوما من حقنها، وأوضح الباحثون أنهم استطاعوا أيضا تطوير جزيئات أخرى يمكن أن تستمر لمئات الأيام، ولم تجر اختبارات حتى الآن على المرضى.

استخدام مضادات الاكتئاب أثناء الحمل

أفادت دراسة جديدة أن استخدام مضادات الاكتئاب أثناء الحمل مرتبط بزيادة مخاطر إصابة الأطفال بأمراض نفسية لا سيما التقلبات المزاجية، لكن نسبة الخطر بشكل عام ضئيلة إذ لم يثبت سوى إصابة ثلاثة في المئة من قرابة 905383 أطفال شملتهم الدراسة بأمراض نفسية بحلول سن السادسة عشرة.

لكن مقارنة بالأطفال الذين كانت أمهاتهم يستخدمن مضادات الاكتئاب قبل الحمل لكن أقلعن عنها خلال شهور الحمل فإن الأطفال الذين استمرت أمهاتهم في استخدام مضادات الاكتئاب أثناء الحمل كانوا أكثر عرضة بنسبة 27 في المئة للإصابة باضطرابات مزاجية وسلوكية أو القلق أو التوحد، وقال كبير الباحثين شياوتشن ليو وهو عالم في مجال الأوبئة بالمركز الوطني للأبحاث في جامعة أرهوس في الدنمرك إن الدراسة هي نظرة أولى على ظهور مجموعة واسعة من الاضطرابات النفسية، وليس مرضا نفسيا واحدا، بين الأطفال الذين تعرضوا لمضادات الاكتئاب وهم في الرحم. بحسب رويترز.

وأشار ليو إلى أن النتائج تتسق مع أبحاث سابقة لكنها تتعارض مع دراسات أخرى. وقال إن هذا قد يكون بسبب الاختلافات في طبيعة المشاركين في الدراسة وعددهم أو ربما لأن نسبة الارتباط ضئيلة، وقال لرويترز هيلث في رسالة عبر البريد الإلكتروني ”نود أن نشدد على أن دراستنا لا تقترح أو تؤيد فكرة أن تمتنع النساء اللواتي يعانين من الاكتئاب عن تناول الأدوية أثناء الحمل“.

غياب الأب قد يصيب الأبناء بمشاكل صحية

وكتب الباحثون في دورية (بيدياتريكس) أن التيلروميرات لدى الأطفال ممن هم في التاسعة من العمر وفقدوا آباءهم تكون أقصر بنسبة 14 في المئة من الأطفال الذين لا يزال الأب موجودا في حياتهم. وكان للوفاة التأثير الأكبر وكانت النتيجة التي توصلت إليها الدراسة أوضح بين الصبية مقارنة بالفتيات.

وقال دانيال نوترمان أحد كبار واضعي الدراسة وهو باحث في البيولوجية الجزيئية في جامعة برنستون بولاية نيوجرزي الأمريكية "رغم معرفتنا بأن عوامل ضغط مختلفة مثل التدخين وسوء المعاملة والرعاية المكثفة وما إلى ذلك مرتبطة بوجود تيلوميرات أقصر فإن الصلة البيولوجية لم تتأكد بشكل واضح ولا تزال مادة للبحث في عدد من المختبرات".

وأضاف في رسالة بالبريد الإلكتروني "من الممكن اعتبار أن الأطفال الذين يعانون من انكماش التيلوميرات نتيجة الضغط ربما يكونون عرضة لمشاكل صحية في المستقبل لكن هناك العديد من العوامل الأخرى التي تلعب دورا في العمر والصحة بعد البلوغ".

ويقول الباحثون إن من المعروف على نطاق واسع أن فقدان الأب يضر بوظائف الطفل الجسدية والنفسية كما أن هناك توثيقا قويا للصلة بين غياب الآباء والمشاكل الصحية لدى الأطفال. لكن لا يُعرف الكثير عن الأسباب البيولوجية المحددة للمشاكل الصحية التي قد يتعرض لها هؤلاء الأطفال، وتنكمش التيلوميرات في كل مرة تنقسم فيها الخلية. لكن عندما تصبح التيلوميرات أقصر مما ينبغي يتوقف نمو الخلية ولذلك يعتبر طولها مؤشرا محتملا على نمو الخلايا والحالة الصحية للإنسان بشكل عام.

الحالة الاقتصادية مرتبطة بصحة الأوعية الدموية لدى الأطفال

قال الدكتور ديفيد برجنر من جامعة ملبورن إن تراكم الصفائح والخلايا على البطانة الداخلية للشرايين يحد من مرور الدم وتسمى هذه الحالة تصلب الشرايين.

وقال برجنر لرويترز هيلث في رسالة بالبريد الإلكتروني ”سمك البطانة الداخلية للشريان السباتي هو مقياس جيد لمدى تصلب الشرايين، ويمكن قياسه بسهولة عن طريق فحص الرقبة بالموجات فوق الصوتية حتى في الأطفال الصغار“، وأضاف ”في البالغين، يستخدم سمك البطانة الداخلية للشريان السباتي سريريا لتقييم خطر الإصابة بأمراض القلب والأوعية الدموية في المستقبل“.

ويمكن أن يؤثر تصلب الشرايين على أي شريان. ففي الشرايين التاجية، يمكن أن يؤدي تصلب الشرايين المتقدم إلى نوبات قلبية. وفي الشرايين السباتية، يمكن أن يؤدي إلى الإصابة بجلطة، وشملت الدراسة الجديدة في البداية أطفالا لم يبلغوا عامهم الأول من 1477 أسرة. وبعد ذلك خضعوا للفحص كل سنتين ابتداء من عام 2004. وجرى قياس سمك البطانة الداخلية للشرايين السباتية للأطفال عام 2015، وعندما قسم الباحثون الأطفال إلى أربع مجموعات حسب الخلفية الاقتصادية لأسرهم، قد وجدوا أن الأطفال الأكثر حرمانا من الناحية الاقتصادية كانوا أكثر عرضة للإصابة بزيادة في سمك الشرايين بنسبة 46 في المئة مقارنة بأطفال الأسر الأكثر ثراء، وكتب فريق البحث في دورية (جمعية القلب الأمريكية) أن السمك المتزايد يعني أن أوردة الأطفال تعمل كما لو كان عمرهم أكثر بثماني سنوات على الأقل من عمرهم الحقيقي.

الرضع السود في أمريكا أكثر عرضة للوفاة مقارنة بالبيض

اشارت دراسة حديثة الى أن معدلات وفيات الرضع انخفضت بشكل عام 13 بالمئة في الولايات المتحدة من 2000 إلى 2013. لكن معدل وفاة الرضع السود بحلول نهاية هذه الفترة كان 11.1 وفاة بين كل ألف ولادة مقارنة بمعدل 5.1 وفاة بين كل ألف ولادة لرضيع أبيض. ويتم حساب المعدل وفقا لعدد الرضع الذين يتوفون قبل أن يتموا عامهم الأول.

وقدر الباحثون في دراستهم التي نشرت في الدورية الأمريكية للصحة العامة أن سد هذه الفجوة كان سينقذ حياة قرابة 65 ألف رضيع أسود خلال فترة الدراسة، وقالت كبيرة الباحثين في الدراسة جويدريكا براون سبيتس من كلية الطب بجامعة ولاية فلوريدا عبر البريد الإلكتروني "أود أن أشهد مساواة عرقية في بقاء الرضع على قيد الحياة خلال حياتي وبعض الولايات تسير في الطريق الصحيح"، ولإجراء الدراسة استخدم الباحثون السجلات الحكومية لحساب معدلات وفاة الرضع في 35 ولاية أمريكية.

وتراوحت معدلات وفاة الرضع السود بحلول نهاية الدراسة بين 6.65 إلى 13.77 وفاة في كل ألف ولادة، وتحسنت معدلات وفاة الرضع السود في كل الولايات خلال فترة إجراء الدراسة لكن لم تحقق أي منها المساواة. وكانت الولايات الثلاث التي شهدت أكبر تحسن في هذا الصدد هي أريزونا وأيوا وماساتشوستس حيث انحسرت معدلات وفيات الرضع 30 بالمئة على الأقل خلال فترة الدراسة، واستنادا إلى معدل التحسن في كل ولاية خلصت الدراسة إلى أن 18 ولاية أمريكية ستحقق المساواة في معدلات وفيات الرضع السود والبيض بحلول عام 2050.

عقار متطور لعلاج البلهارسيا

وذكرت شركة ميرك أن المرض الطفيلي يتسبب في قتل 280 ألف شخص سنويا في أفريقيا وحدها. ويمكن أن تسبب البلهارسيا فقر الدم (الأنيميا) والإسهال وسرطان المثانة وبطء النمو الإدراكي إلى جانب مشاكل عقم للنساء، وقالت ميرك إنها تبرعت بخمسمائة مليون قرص من عقار برازيكوانتيل لمنظمة الصحة العالمية خلال الأعوام العشرة الأخيرة لاستخدامها بالأساس في علاج الأطفال الذين يصابون بالبلهارسيا بسبب الأنهار والبحيرات الملوثة في 39 دولة أفريقية.

لكن بيلين جاريجو الرئيسة التنفيذية للرعاية الصحية في ميرك قالت للصحفيين في جنيف إن القرص كبير في الحجم وطعمه مر ومن الصعب على الأطفال بلعه وإن التركيبة الجديدة ستكون أكثر حلاوة، وأضافت "تعلمنا أننا بحاجة لجعل تركيبة برازيكوانتيل ملائمة للمرضى الذين نود علاجهم. ولهذا نطور تركيبة صديقة للأطفال نتوقع أن تنزل السوق خلال العامين المقبلين"، وكان التزام قطعته ميرك قبل عشرة أعوام بالتبرع بعدد 25 مليون قرص سنويا من مصنعها في المكسيك قد تضاعف إلى عشرة أمثاله. وقالت جاريجو إن التبرع السنوي للشركة قيمته نحو 30 مليون دولار، وتابعت "رفعنا العدد الآن إلى 250 مليون قرص سنويا... نعتقد أن الأقراص التي نتبرع لها يمكن أن تعالج مئة مليون مريض تقريبا في السنة. سيستمر هذا إلى أن يتم القضاء على المرض"، وتلتقي جاريجو ومسؤولون آخرون في مجال صناعة الدواء بالملياردير بيل جيتس في جنيف يوم الثلاثاء لمناقشة تعزيز مساهمة صناع الأدوية في محاربة 18 من الأمراض المدارية المهملة. وسوف تستضيف منظمة الصحة العالمية ومؤسسة بيل ومليندا جيتس اجتماعا بهذا الشأن.

بيضة يوميا "تساعد على طول قامة الأطفال"

أفادت دراسة أُجريت في الإكوادور بأن تناول الأطفال، الذين يعانون نقص التغذية، بيضة واحدة يوميا قد يساعدهم على النمو بقامة أطول، وقالت الدراسة، التي استغرقت ستة أشهر، إن البيضة أيا كانت مسلوقة أو مقلية أو مخفوقة على شكل عجة قد تعطي الأطفال دفعة في النمو، وقد تعد هذه وسيلة رخيصة التكلفة لتجنب التقزم، حسبما أفادت الدراسة التي نُشرت في دورية طب الأطفال "بيدياتريكس".

ويعد العامان الأولان في حياة الطفل مهمين للغاية بالنسبة لنموه وتطوره، وأي تقزم قد يحدث خلال تلك الفترة يكون من الصعب علاجه إلى حد بعيد، ويعد نقص التغذية سببا رئيسيا للتقزم، إلى جانب العدوى والأمراض خلال مرحلة الطفولة.

ووفقا لمنظمة الصحة العالمية، فإن 155 مليون طفل تحت عمر الخمس سنوات متقزمون، أي أن طول قاماتهم أقل بكثير مما يناسب أعمارهم، ويعيش أغلب هؤلاء الأطفال في الدول ذات الدخول المنخفضة والمتوسطة، ويبحث خبراء صحيون في سبل علاج تلك المشكلة.

وأجرت لانوتي وزملاؤها التجربة الميدانية في المرتفعات الريفية في دولة الإكوادور، وزودا الأطفال الذين تترواح أعمارهم بين ستة إلى تسعة أشهر ببيض مجاني لتناوله، لكي يبحثوا بعد ذلك في أثره على نموهم.

الأطباء ينصحون: لا تعيبوا على الأطفال البدانة

وفي بيان مشترك قالت الأكاديمية الأمريكية لطب الأطفال وجمعية السمنة إن ذلك يؤدي لأثر معاكس ويسهم في أنماط سلوكية مثل الإفراط في الأكل والخمول والعزلة وتجنب الفحوص الطبية الدورية.

وينصح ستيفن بونت كبير الباحثين الذين أعدوا البيان والرئيس المؤسس للجنة التنفيذية لقسم السمنة بالأكاديمية الأمريكية لطب الأطفال ”واصلوا النهج الإيجابي. نعلم أن إحداث تغيير أمر صعب وأن المرضى يعانون على الأرجح في البداية مشاكل في تحقيق بعض أهدافهم، لكن بوسعنا أن نتعلم من هذه التحديات وننطلق منها“.

وأضاف بونت، وهو من كلية ديل للطب بجامعة تكساس في أوستن، في رسالة بالبريد الإلكتروني ”نعلم كذلك أن الأطفال الذين يعانون السمنة أكثر عرضة للشعور بالنقص والاكتئاب والقلق، لذا نريد أن نكون أكثر حرصا على التركيز على التشجيع الإيجابي وليس السلبي عندما نحفزهم على تغيير سلوكياتهم“.

وأفادت دراسة أخرى في نفس المسألة أن من بين أشكال عدم امتهان الأطفال الذين يعانون السمنة التحدث معهم عما يشاهدونه من أفلام وعلى شاشات التلفزيون. وحلل الباحثون في هذه الدراسة أفلام الأطفال ووجدوا أن كثيرا منها يتهكم من أصحاب الوزن الزائد.

وأشار الأطباء في البيان إلى أن السمنة هي أكثر المشكلات الصحية المزمنة شيوعا بين أطفال الولايات المتحدة إذ يعاني طفل من كل ثلاثة تتراوح أعمارهم بين عامين و19 عاما من زيادة الوزن أو البدانة.

وقد يزيد التهكم منهم أو التحامل عليهم من مشاكلهم الصحية وربما يتسبب في شعورهم بالعزلة والحرج والحزن. وزيادة الوزن في حد ذاتها قد تجعلهم عرضة للإيذاء والتنمر، وجاء في البيان أن على الأطباء أن يضطلعوا بدور قيادي في تعليم الأطفال وأسرهم كيفية مساعدة ذوي الأوزان الزائدة على بلوغ الحجم الذي يبقيهم أصحاء دون إحراجهم.

فيتامين (د) قبل الولادة

وبوجه عام خلصت الدراسة إلى أن الأمهات اللواتي يتناولن مكملات فيتامين (د) خلال الحمل أقل عرضة بنسبة 28 في المئة لإنجاب أطفال يعانون من نقص الوزن أو لوفاة الأجنة أو حديثي الولادة.

ولكن يبدو أن مكملات فيتامين (د) توفر هذه المنافع فقط عندما تتناول النساء 2000 وحدة دولية أو أقل في اليوم. وارتبطت هذه الكمية من الفيتامين بتراجع احتمالات إنجاب أطفال يعانون من نقص في الوزن بنسبة 55 في المئة ووفيات الأجنة أو حديثي الولادة بنسبة 65 في المئة، وقال كبير الباحثين شو تشين وي من جامعة مونتريال بكندا إن تناول فيتامين (د) أثناء الحمل آمن ولا يسبب وفيات للأجنة أو حديثي الولادة كما لا يسبب عيوبا خلقية أو أمراض خطيرة عند الولادة. كما قللت المكملات من خطر نقص وزن الأطفال وحسنت مستويات الكالسيوم لديهم ونموها في الشهر الاثني عشر الأولى من أعمارهم.

وأضاف وي في رسالة لرويترز هيلث عبر البريد الإلكتروني ”فضلا عن ذلك وجدنا أن الجرعة الأقل من مكملات فيتامين (د) (حتى 2000 وحدة دولية في اليوم) تقلص خطر وفاة الأجنة أو حديثي الولادة وخطر صغر حجم الرضع خلال فترة الحمل لكن الجرعات الأكبر (أكثر من 2000 وحدة دولية في اليوم) لم تقلص خطر وفاة الأجنة أو نقص أوزانهم خلال فترة الحمل“.

الأكل بدافع انفعالي "سلوك يتعلمه الأطفال"

وتوصلت دراسة حدديثة أجرتها جامعة كوليدج لندن إلى أن "البيئة المنزلية تعد سببا رئيسيا لتناول الطعام بدافع انفعالي"، مضيفة أن ذلك يرجع إلى سلوك الآباء وإعطاء الأطفال الذي يعانون من حالات ضيق طعاما مفضلا للتخفيف عنهم.

وقالت جميعة "بيت" الخيرية المعنية باضطرابات الطعام إنه لا يجب إلقاء اللوم على الآباء فيما يتعلق باضطرابات الطعام لدى أطفالهم، وقالت كبيرة الباحثين المشرفين على الدراسة، كلير ليولين، إن تناول الطعام بدافع انفعالي "يشير إلى علاقة غير صحية بالطعام".

وأضافت : "إنهم يستخدمون الطعام كبديل عن التوصل إلى استراتيجيات أكثر إيجابية لتنظيم انفعالاهم"، وقالت : إن "الميل لتناول المزيد من الطعام استجابة لانفعالات سلبية قد يكون عاملا يسبب السمنة، قد يكون الإفراط في تناول الطعام أو العزوف عنه بدافع انفعالي سبباً للإصابة باضطرابات الأكل مثل فقدان الشهية العصبي أو الإفراط في تناول الطعام".

وأضافت : "إن فهم كيفية عمل هذه النزعات السلوكية أمر بالغ الأهمية، لأنه يساعد الباحثين في إسداء نصائح تتعلق بالحماية أو تغيير السلوك وتحديد نقاط تركز البحوث عليها في المستقبل"، حللت الدراسة، التي نشرتها دورية السمنة عند الأطفال، نتائج دراسة أخرى تتعلق بالنمو المبكر للتوأم وشملت 398 توأما في بريطانيا يبلغون من العمر أربع سنوات.

وخلصت الدراسة إلى أن نصف التوائم هم أبناء أسر يعاني فيها الآباء من السمنة، وهو ما يعزز مخاطر إصابتهم أنفسهم بالسمنة، كما أن النصف الآخر هم أبناء لآباء يتمتعون بوزن صحي، وكتب الآباء تقارير عن سلوك وميل أطفالهم لتناول الطعام بدافع انفعالي، وكذا الإجابة عن أسئلة مثل هل يرغب الطفل في تناول المزيد من الطعام عندما يكون عصبيا أم يقلل الطعام عندما يكون حزينا؟

وقارن الباحثون بيانات الاستبيان بين التوائم المتماثلة وغير المتماثلة ومعدلات تناول الطعام بدافع انفعالي، وتوصلوا إلى وجود اختلافات طفيفة بين التوائم سواء كانوا متماثلين أو غير متماثلين، الأمر الذي يعزز فرضية لعب البيئة دوراً أكبر من دور الجينات الوراثية، وأشارت دراسات سابقة إلى أن سلوكيات تناول الطعام الأخرى في مرحلة الطفولة المبكرة تخضع لتأثير كبير من الجينات الوراثية.

وقال الباحثون إن دراستهم الجديدة "مهمة" لأنها تضيف ثقلا لنتائج دراسة أكبر أجريت العام الماضي وشملت عينة مختلفة تماما من التوائم، وقال الباحثون إن تناول الطعام بدافع انفعالي هو "سلوك دائم" يمكن أن يستمر طوال حياة الشخص، وقالت ليولين : "ننصح الآباء بعدم محاولة استخدام الطعام للتخفيف عن أطفالهم وعندما يشعرون بالضيق، يمكن محاولة استخدام استراتيجيات أخرى فعالة".

ذات صلة

في ذكرى مولد عالم آل محمد: ثمرة من أرقى المواصفاتالكتل السياسية وبورصة انتخاب الرئيس الجديد لمجلس النوابحديث النفس والخاطر المحمودالاغفال التشريعي يخرق ضمانات الموظّفالسوسيولوجيا العربية وأزمة التنظير