الجنس في حياة الرجل وعلاقته مع المشاكل الصحية

عبد الامير رويح

2017-03-04 04:30

ما تزال قضايا الصحة والمشكلات الجنسية للرجل محط اهتمام واسع لدى الكثير من الباحثين في مختلف دول العالم، حيث اكدت بعض الدراسات والبحوث العلمية ان السنوات الأخيرة شهدت حدوث مشكلات وأمراض متزايدة لدى الكثير من الرجال ولأسباب مختلفة، وهو ما يثر سلباً على نشاطهم الجنسي ورغبتهم في ممارسة الجنس بتقدم أعمارهم، وفي هذا الشأن فقد أظهرت دراسة بولندية سابقة، أن قلة قليلة من الرجال المصابين بأمراض القلب على دراية بأنها من الأسباب الرئيسية لضعف الانتصاب أو يدركون كل ما يمكنهم فعله لتقليل احتمالات تعرضهم لمشاكل جنسية. وركز الباحثون على الرجال المصابين بتصلب الشرايين الذي يحد من تدفق الدم إلى القلب ويرتبط بمعظم حالات ضعف الانتصاب فيمن تتجاوز أعمارهم الستين عاما.

وشملت الدراسة 500 رجل لم يستطع نحو 190 منهم -أي 38 في المئة- ذكر أي من الأفعال الستة التي يمكنهم أن يقوموا بها للحد من خطر ضعف الانتصاب وهي الإقلاع عن التدخين والتخلص من الوزن الزائد والسيطرة على مرض السكري وخفض الكوليسترول وضغط الدم وممارسة المزيد من التمارين الرياضية. وكتب الباحثون في الدورية العالمية للضعف الجنسي أنه لم يتمكن سوى 31 منهم -أي نحو ستة في المئة- من تحديد عوامل الخطر المسببة لضعف الانتصاب.

وقال زيجمونت دوماجالا من كلية طب فروتسواف في بولندا والذي شارك في إعداد الدراسة إن الكثير من الرجال يعتقدون أن الأسباب الأساسية لضعف الانتصاب هي انخفاض هرمون التستوستيرون أو ركوب الدراجات أو أورام البروستاتا الحميدة من دون أن يلتفتوا لهذه المخاطر. وأضاف: "لا يدرك المرضى أن اتباع نمط حياة صحي يشمل وقتا للراحة ونشاطا بدنيا وإدخال بعض التعديلات على الحمية الغذائية مثل تناول الأسماك يمكن أن يؤثر على وظائف القضيب". وبلغ متوسط عمر الرجال الذين تابعتهم الدراسة 62 عاما وجميعهم أصيبوا بأزمة قلبية سابقة لمرة واحدة على الأقل.

وكان معظمهم يعانون من الوزن الزائد أو أنهم من المدخنين أو المصابين بارتفاع ضغط الدم أو الكوليسترول أو السكري. ولم يمارس أحدهم الرياضة بالدرجة الكافية. وعانى نحو 80 في المئة من ضعف الانتصاب ووصف 23 في المئة من هؤلاء حالتهم بأنها شديدة أو معتدلة إلى شديدة.

وقال الدكتور فيتو أنجلو جياجولي الباحث في علم الغدد وأمراض الأيض بجامعة باري في إيطاليا والذي لم يشارك في الدراسة إن النتائج ليست مفاجئة خاصة في ظل عدم ارتياح المرضى والأطباء على حد سواء لخوض مناقشات صريحة عن الصحة الجنسية. وأضاف "للتغلب على هذا السلوك السلبي أقترح أن يتشجع من يعانون من ضعف الانتصاب ويسألوا أطباءهم عن هذه المشكلة لأنها مقياس للصحة".

البروستاتا ومرض اللثة

الى جانب ذلك أظهرت دراسة أمريكية أن القذف قد يحد من خطر إصابة الرجال بسرطان البروستاتا. وتتبع الباحثون نحو 32 ألف رجل بدءا من عام 1992 عندما كانوا في العشرينيات من أعمارهم وحتى عام 2010. وخلال هذه الفترة أصيب قرابة أربعة آلاف منهم بسرطان البروستاتا. وتوصلت الدراسة إلى أن الرجال الذين يقذفون 21 مرة على الأقل شهريا في العشرينيات يكونون أقل عرضة للإصابة بسرطان البروستاتا بنسبة 19 بالمئة مقارنة بمن يقذفون سبع مرات على الأكثر في الشهر.

وقالت جينيفر رايدر كبيرة الباحثين في الدراسة "معدل القذف يعتبر إلى حد ما مؤشرا على الحالة الصحية العامة حيث يكون من يقذفون في الحد الأدنى - من صفر إلى ثلاث مرات شهريا - أكثر عرضة للإصابة (بمشاكل طبية) ويتوفون مبكرا لأسباب بخلاف سرطان البروستاتا." وتعمل رايدر في كلية هافارد تي.اتش تشان للصحة العامة في ولاية بوسطن. بحسب رويترز.

وأضافت "يجب تأكيد نتائجنا في دراسات تقيم الآليات البيولوجية المحتملة التي تكمن وراء هذه الصلات الملحوظة لكن نتائج دراستنا تشير إلى أن القذف والنشاط الجنسي الآمن أثناء فترة البلوغ قد يمثلان استراتيجية مفيدة للحد من خطر الإصابة بسرطان البروستاتا." وقال الباحثون في الدورية الأوروبية لعلم أمراض المسالك البولية إن سرطان البروستاتا يمثل 15 بالمئة من إجمالي الإصابات الجديدة بالسرطان في العالم.

على صعيد متصل تقول مراجعة جديدة لدراسات قائمة إن ضعف الانتصاب يعد أكثر شيوعا في الرجال المصابين بأمراض في اللثة. ويقول معدو المراجعة إن العدوى البكتيرية المزمنة للثة أو التهاب دواعم السن تعد شائعة ومصدرا رئيسيا لسقوط الأسنان لدى البالغين. وتم الربط بين هذه الحالة وزيادة خطر الإصابة بأمراض شرايين القلب والالتهاب العام والمرتبطين بدورهما بالإصابة بالجلطة الدماغية وتصلب الشرايين.

كما أن الجلطة الدماغية وتصلب الشرايين مرتبطان أيضا بضعف الانتصاب. وقال الدكتور تشياغانغ تشاو من مستشفى فيرست ِأفيليتد في جامعة قوانغتشو الطبية في الصين "في رأينا أن الآلية البيولوجية الفعلية لضعف الانتصاب في مرضى التهاب دواعم السن مازالت لم تُفهم بشكل جيد. "ربما مازال من السابق لأوانه جدا القول إنه يتعين على الرجال المصابين بضعف الانتصاب فحص أسنانهم وإن الرجال المصابين بالتهاب مزمن في دواعم السن يجب أن يشعروا بقلق بشأن أدائهم الجنسي. "ولكن ربما يكون من المفيد إخطار المرضى المصابين بالتهاب مزمن في دواعم السن بارتباط هذا المرض بضعف الانتصاب."

التدخين وخصوبة الرجال

من جانب اخر أكدت دراسة جديدة أن للتدخين آثارا سيئة على الحيوانات المنوية للرجل. وباستخدام أحدث تعريف وضعته منظمة الصحة العالمية للحيوانات المنوية غير الطبيعية وجد الباحثون أنه تقل لدى المدخنين عدد النطاف وحركتها كما تزداد لديهم الحيوانات المنوية المشوهة مقارنة بغير المدخنين. وقام أشوك أجاروال من المركز الأمريكي للطب التناسلي في مستشفى كليفلاند وزملاؤه بمراجعة 20 دراسة تشمل ستة آلاف مشارك تقريبا. وقال الباحثون في الدورية الأوروبية لأمراض المسالك البولية إن الرجال الذين يتعرضون لدخان السجائر تقل لديهم بشكل كبير أعداد الحيوانات المنوية التي يقذفونها في المرة الواحدة كما تقل حركة الحيوانات المنوية ويزداد لديهم عدد النطاف المشوهة. بحسب رويترز.

وقال أجاروال لخدمة أنه لم يعرف بعد إلى أي مدى يؤثر التدخين على خصوبة الرجال. وأضاف "مع ذلك تشير البيانات المتراكمة إلى أن قدرة الحيوانات المنوية على الإخصاب وبالتالي إنتاج جنين طبيعي تعتمد على عوامل مشتركة كثيرة غير المعايير الرئيسية للسائل المنوي" مثل تكسر الحمض النووي والتغيرات الوراثية في النطاف والتي لا يمكن تشخيصها من خلال فحص بسيط للسائل المنوي. وأردف أنه لا توجد دراسة واحدة من الدراسات العشرين التي شملتها المراجعة قيمت ماذا حدث لنوعية السائل المنوي عند إقلاع الرجل عن التدخين. وتابع "يمكننا بوضوح القول إن التدخين يؤثر في خصوبة الذكور... بالتالي يجب أن توجه نصيحة قوية بالإقلاع عن التدخين للأزواج الذين يسعون للإنجاب."

الفياغرا المزيفة

في السياق ذاته صادرت السلطات البريطانية كميات من المنشطات الجنسية للرجال خلال العام الماضي تفوق أية كمية مصادرة من قبل، بقيمة أكثر من 11 مليون جنيه استرليني. وتابع برنامج فيكتوريا ديربشاير الذي يُعرض على شاشة القناة الثانية لبي بي سي إحدى حملات المصادرة لمعرفة الضرر من هذه المنشطات. وسوق الفياغرا غير المرخصة كبير، ويجري التسويق له عن طريق الانترنت، إذ يُباع القرص الواحد بحوالي 2-3 جنيه استرليني.

وعادة ما تكون أقراص مقلدة أو نوع من الأدوية الهندية التي تحمل اسم "كاماغرا"، تُشحن بكميات إلى المملكة المتحدة، حيث تُعبأ وتطرح في الاسواق. لكن ما لا يعرفه المستهلكون أن هذه الأقراص تُصنع في بيئة غير صحية، وأماكن غير مراقبة، وقد تحتوي على مواد كيميائية مثل الرصاص والزرنيخ، بحسب الهيئة التي تراقب إنتاج الأدوية. ونفذت هيئة تنظيم الأدوية والرعاية الصحية أكبر عملياتها الأسبوع الماضي، في محاولة للعثور على الأقراص المزيفة، بتفتيش 24 منزلا على يد 50 ضابطا في أنحاء لندن.

وبحسب داني لي-فروست، من هيئة تنظيم الأدوية، صادرت الحملة "أدوية تُباع من نافذة في حديقة خلفية، وكانت أقراص متعفنة وتالفة، وكانت الفئران تتحرك فوق الأقراص". والفياغرا دواء لا يؤخذ إلا بإشراف الطبيب، لكن الكثيرين يشترونه عبر الإنترنت بطريقة غير منظمة. وبحسب الطبيب حامد خان، فإن العديد من المرضى "يصابون بأعراض جانبية خطيرة، مثل مشكلات في الإبصار، والإغماء، وانخفاض ضغط الدم، ومشكلات في القلب".

فكيف يمكن التمييز بين الفياجرا المزيفة والحقيقية؟ أجرت معامل كشف التزييف في شركة فايزر، المصنعة لأقراص الفياغرا، اختبارات للمنتج حول العالم، وكشفت عن أقراص مزيفة في 111 دولة. ومن أوجه الاختلاف بين المنتج الحقيقي والمزيف، اختلاف لون الكتابة على العلبة، وكذلك اختلاف درجة اللون الأزرق للحبوب نفسها. ثم يجرى اختبار التركيب الكيميائي للأقراص نفسها عن طريق أخذ عينة صغيرة منها.

من بين علامات تمييز الفياغرا المزيفة والحقيقة اختلاف لون الكتابة على العبوة ويقول نائب رئيس شركة فايزر، تومي دولان، إن الناس قد لا يتعرفون على المنتج المزيف إذا لم يكن لديهم المنتج الأصلي للمقارنة بينهما. وتابع: "أحيانا يكون المنتج المزيف شديد الشبه بالأصلي، ويكون جيد إلى حد كبير، وفي أحيان أخرى يتعرض المريض لأذى شديد بسبب زيادة أو قلة المادة الفعالة في المنتج المزيف، بحيث يصبح ساما". وصادرت هيئة تنظيم الأدوية والرعاية الصحية في بريطانيا كمية من الفياغرا تقدر بحوالي 4 ملايين جنيه استرليني، وذلك في الفترة ما بين عامي 2014 و2015. وتضاعفت قيمة الفياغرا المصادرة ما بين 2015 و2016 ثلاث مرات، لتصل إلى ما يساوي 11مليون جنيه استرليني، وهو حوالي 90 في المئة من الفياغرا المُصادَرة هذا العام.

وصادرت هيئة تنظيم الأدوية والرعاية الصحية ما قيمته 25 مليون جنيه استرليني من الفياغرا المزيفة خلال السنوات القليلة الماضية ولم تعثر الهيئة على أقراص في المنزل الذي حضرنا مداهمته، لكن الهيئة جمعت ما قيمته 25 مليون جنيه استرليني من الأقراص المزيفة خلال السنوات القليلة الماضية. ويقول لي-فروست إن سوق هذه الأقراص منتشر بين الشباب "إذ يستخدمها الذكور البالغون في حين لا يعانون من الحالة الطبية التي تتطلب استخدامها، ويستخدمونها لدعم قدراتهم الجنسية".

وأضاف حامد خان أن المزيد من الشباب يحاولون الحصول على الفياغرا "إذ يعتبرونها نوعا من المخدرات التي تحسن حالتهم المزاجية، وهو أمر غير صحيح، وسوء الفهم هذا هو ما يدفع الشباب لشراء هذا العقار وهم في غير احتياج له". وبعد العشرات من عمليات التفتيش، وثلاث من عمليات القبض على المتورطين في هذه التجارة، عثرت الهيئة على حقيبة من الأقراص، لكنها ليست الكمية التي توقعت العثور عليها. وترى الهيئة أن الطريقة الوحيدة لإفشال هذه التجارة هو أن يتوقف الناس عن شراء المنتج.

الرجال ومنع الحمل

من جهة اخرى قالت دراسة جديدة إن حقن الرجال بهرمونين مختلفين كل ثمانية أسابيع أوقف انتاجهم للحيوانات المنوية بما يكفي للعمل كوسيلة لمنع الحمل. ولكن كان لا بد من وقف هذه الدراسة بسبب مخاوف على السلامة. ووجدت هيئة مستقلة للسلامة أن الآثار الجانبية التي تضمنت الاكتئاب واضطرابات مزاجية أخرى فاقت المزايا المحتملة للحقن. وقال الفريق الفني للدراسة إن "الباحثين يحاولون تحديد وسيلة لمنع الحمل عن طريق الهرمونات الذكورية تكون فعالة ومرنة وآمنة ومقبولة وبتكلفة معقولة ومتاحة."

وجند الباحثون برئاسة الدكتور هيرمان بيه من جامعة مارتن لوثر في هال-فيتنبرج بألمانيا 320 رجلا بصحة جيدة تراوحت أعمارهم بين 18 عاما و45 عاما من عدة دول. وكلهم لم تكن لهم علاقة سوى بامرأة واحدة لمدة عام على الأقل وقد تراوح عمر النساء بين 18 عاما و38 عاما. ولم يكن الأزواج يريدون حدوث حمل خلال العامين التاليين. وكل ثمانية أسابيع كان يتم حقن الرجال بهرموني التستوستيرون والبروجستين بحيث يعملان لفترة طويلة.

وقال الباحثون إن "إعطاءالتستوستيرون بجرعات عالية يكبح إنتاج الحيوانات المنوية في الجهاز التناسلي للذكور أو الخصيتين لعدة أسابيع." وأضافوا أن إضافة هرمون آخر وهو "عادة البروجستين" يساعد على زيادة كبح انتاج الحيوانات المنوية إلى مستويات أقل في أعداد أكبر من الرجال. وقالوا إنه "يساعد أيضا في إطالة أمده ومن ثم ربما يتم إعطاء الحقن بشكل أقل كثيرا."

وتراجع عدد الحيوانات المنوية في 274 رجلا أو 86 في المئة إلى المستهدف وهو أقل من مليون في كل مليمتر من السائل المنوي بعد 24 أسبوعا. ووفقا للجمعية الوطنية للعقم يتراوح العدد الطبيعي للحيوانات المنوية من 40 إلى 300 مليون في كل مليمتر. وقال الباحثون في دورية علوم الغدد الصماء والأيض إنه حدثت أربع حالات حمل بين 266 من الأزواج خلال فترة المتابعة التي استمرت 56 أسبوعا.

ووجد الباحثون أن نسبة الفشل في هذا النوع من منع الحمل كانت 7.5 في المئة. وقالت المراكز الأمريكية لمكافحة الأمراض والوقاية منها إن نسبة الفشل بالنسبة لاستخدام الواقي الذكري كوسيلة لمنع الحمل تبلغ 12 في المئة. وفي النساء تبلغ نسبة فشل استخدام حبوب منع الحمل واللصقات والحلقات المهبلية نحو تسعة في المئة. وتم الإبلاغ عن نحو 1500 أثر عكسي خلال الدراسة. ولكن نحو 39 في المئة منها لم يكن له صلة بعملية الحقن.

وبالنسبة للآثار الجانبية التي يُعتقد أن لها صلة بعملية الحقن أفاد نحو 46 في المئة من الرجال بإصابتهم بحب الشباب ونحو 23 في المئة أفادوا بشعورهم بألم في مكان الحقن ونحو 38 في المئة أفادوا بزيادة في الرغبة الجنسية وتحدث عدة رجال عن اضطرابات مزاجية من بينها اضطرابات عاطفية وعداء واكتئاب وعدوانية. وقال الدكتور لاندن تروست رئيس قسم الذكورة وعقم الرجال في مايو كلينيك في روشستر بولاية مينيسوتا إنه بالإضافة إلى المخاوف المتعلقة بالسلامة فهناك أشياء أخرى مجهولة بشأن هذا الأسلوب لمنع الحمل. فعلي سبيل المثال تضاعف إنتاج الحيوانات المنوية لدى معظم المشاركين بعد توقف الحقن ولكن الدراسة لم تضم سوى الرجال الذين كان عدد حيواناتهم المنوية سليمة. بحسب رويترز.

وقال تروست الذي لم يشارك في الدراسة الجديدة "ما الذي لا نعرفه هو كيفية تأثيره على الرجال الذين ليست عدد حيواناتهم المنوية سليمة." وأضاف أن من المهم معرفة أن هذا الشكل من منع الحمل على عكس الواقي الذكري لن يحمي من الأمراض التي تُنقل عن طريق الاتصال الجنسي. والوسيلتان الوحيدتان اللتان توصي بهما حاليا منظمة الصحة العالمية للرجال لمنع الحمل هما الواقي الذكري والتعقيم.

علاج للعقم

في السياق ذاته توصل باحثون اسبان الى انتاج سائل منوي من خلايا جلدية، وهو وان كان لا يؤدي الى تخصيب البويضات الانثوية الا انه يشكل قفزة كبيرة في مجال البحث عن علاجات للعقم. ومع ان كثيرين يلجأون الى استخدام سائل منوي او بويضات من متبرعين للانجاب، الا ان "الكل يفضلون ان يكون اولادهم حاملين لجيناتهم"، بحسب ما قال كارلوس سيمون المدير العلمي لمعهد العقم في فالنسيا.

واجرى هذه الابحاث معهد فالنسيا بالتعاون مع جامعة ستانفورد الاميركية في كاليفورنيا، ونشرت في موقع "ساينتيفيك ريبورتس" الالكتروني التابع لمجلة "نيتشر". واستوحى الباحثون في عملهم من تقنية اعادة برمجة الخلايا التي توصل اليها العالمان البريطاني شينيا ياماناكا والبريطاني جون غوردون الحائزان جائزة نوبل للطب عام 2012، والتي تقوم على تحويل خلايا بالغة الى خلايا جذعية. وتمكن الباحثون من اعادة برمجة خلايا جلدية عن طريق حقنها بمجموعة من الجينات الضرورية لتكوين الامشاج. بحسب فرانس برس.

وخلال شهر واحد، تحولت الخلية الجلدية الى خلية منتجة للسائل المنوي او البويضات، لكنها عقيمة. وبحسب الباحثين، يحتاج السائل المنوي المنتج الى مرحلة انضاج ليصبح خصبا. وقال الباحث كارلوس سيمون "ما زال المسار طويلا جدا" وخصوصا بسبب وجود عقبات قانونية امام هذا انتاج اجنة بشرية بواسطة تقنية مماثلة، وهو ما تحظره مثلا بريطانيا حيث يأمل الفريق بمواصلة الابحاث.

زرع عضو ذكري

الى جانب ذلك خضع رجل في الرابعة والستين فقد الجزء الاكبر من عضوه التناسلي جراء السرطان، لاول عملية زرع لعضو ذكري في الولايات المتحدة وهو يتعافى بشكل جيد، على ما قال الاطباء. واستغرقت العملية 15 ساعة واجريت في مستشفى ماساتشوستس الحكومي في بوسطن وهي ثالث عملية كهذه في العالم.

واوضح المستشفى في بيان ان "المريض توماس مانينغ (64 عاما) يتعافى بشكل جيد مع تدفق الدم الى العضو المزروع و غياب اي مؤشرات الى نزيف او نبذ او التهاب". واضاف البيان "مع ان المريض لا يزال في المراحل الاولى للشفاء. واتى العضو المزروع من واهب توفي يتمتع بفئة دم ولون بشرة يتماشيان مع مانينغ.

واعرب مانينغ عن امتنانه للواهب ولعائلته وقال انه يريد ان يفصح عن قصته لتبديد الافكار المسبقة المرتبطة بفقدان العضو الذكري. وكان الاطباء في هذا المستشفى يعملون على هذه الجراحة منذ اكثر من ثلاث سنوات وقد اجروا تجارب على جثث بهدف تحسين الطريقة قبل ان يجروا العملية على مجموعة اوسع من المرضى ولا سيما جنود تعرضوا لاصابات في العضو الذكري في مناطق النزاع. بحسب فرانس برس.

وقال مانينغ في مقابلة مع صحيفة "نيويورك تايمز" ان الاطباء اكتشفوا اصابته بنوع نادر من سرطان العضو الذكري. وبعد ازالة الورم لم يبق من عضوه الذكري الا 2,5 سنتمتر. وكان الهدف من العملية الجراحية ترميم العضو لكي يصبح شكله طبيعيا والسماح للمريض بالتبول بشكل طبيعي واعادة الوظيفة الجنسية الى العضو. واجريت اول عملية زرع عضو ذكري في العالم العام 2006 في الصين الا ان العضو ازيل مجددا بعد ذلك "بسبب مشكلة نفسية حادة المت بالمتلقي وزوجته" على ما قال الاطباء. اما اول عملية زرع عضو ذكري ناجحة فكشف عنها العام الماضي في جنوب افريقيا. وقد اجريت لرجل في الحادية والعشرين فقد عضوه الذكري خلال عملية ختان فاشلة.

ذات صلة

فن صناعة النسيج الاجتماعي الرصينالصراط المستقيم بين المنهج والنموذجالشرق الاوسط على موعد ساخن متجدد مع ترامبالتعداد السكاني: لبنة أساسية لبناء مستقبل العراق وتحقيق رفاهية المواطنالايدلوجيا اللّيبرالية الأمريكية والمسار الشعبوي