الكوارث الطبيعية: تفاقم الصراعات وتجذب السياح

مروة الاسدي

2016-09-15 11:59

حدثت على مر العصور كوارث طبيعية هائلة غيرت معالم سطح الأرض ومناخها، منها ما هو بفعل طبيعي للتغير البيئي ومنها من صنع الانسان بسبب الصناعات والتلوث الناتج عنها، الجديد على هذا الصعيد ما يراه الباحثون في ان الحذر من ربط التغير المناخي بالصراعات ويقولون إنه يصعب عزل ارتفاع درجات الحرارة عن عوامل مثل الفقر والانقسامات الطائفية أو الظلم الاجتماعي، إذ إن التغير المناخي قد يزيد بشكل غير مباشر مخاطر الصراعات المسلحة عن طريق تضخيم العوامل المحركة للصراعات ومنها الفقر والصدمات الاقتصادية، وقال علماء إن البلدان المتعددة الأعراق معرضة لخطر نشوب صراعات مسلحة بعد كوارث مناخية مثل موجات الحر والجفاف في اتجاه قد يزداد سوءا مع ارتفاع درجة حرارة الأرض.

على صعيد مماثل قد يزداد خطر وقوع زلازل قوية عندما يكون القمر بدرا أو جديدا (محاق)، بحسب دراسة نشرت في مجلة "نيتشر جيوساينس"، وكشف الباحثون اليابانيون الذي أشرفوا على هذه الدراسة أن مراقبة حركة المد والجزر في المناطق المعرضة للزلازل قد تساعد على تقييم المخاطر.

فالقمر والشمس يمارسان جاذبية على الأرض لا يستهان بمفعولها، وعندما يتواجد القمر والشمس على محور مستقيم مع الأرض، كما هي الحال عند يكون القمر بدرا او جديدا، تزداد قوى الجاذبية ويتضاعف مفعولها، وهذه الجاذبية مسؤولة عن حركة المد والجزر وكلما ازدادت آثارها، اشتدت هذه الظاهرة.

في حين من الامور الغريبة اصبحت بعض الكوارث مصدر جذاب للسياح كما هو الحال في إندونيسيا وذلك للتعريف بهول السيول البركانية، فيما تعد الهند من الدول التي تشهد كوراث طبيعية بشكل دوري كما حصل مؤخرا حيث قتل 93 شخصا على الاقل عندما ضربتهم صواعق البرق، اما الدولة الاكثر سكانا حول العالم فقد وقع أكثر من 800 شخص ضحية ونحو 200 فقدوا في سلسلة من الكوارث الطبيعية التي ضربت الصين منذ يونيو حزيران الماضي فيما يعد أسوأ بيانات منذ عام 2011، وتعرضت مساحات كبيرة في شرق وشمال الصين لفيضانات هذا الصيف في حين خلف إعصار دمارا هائلا هذا الشهر وقتل آخر 98 شخصا على الأقل في إقليم جيانغسو بشرق البلاد في يونيو حزيران.

الى اوروبا وتحديدا ايطاليا فقد ارتفعت حصيلة قتلى الزلزال القوي الذي ضرب وسط البلاد وبلغت قوته 6.2 درجة إلى 120 قتيلا على الأقل حسب حصيلة جديدة أعلن عنها رئيس الوزراء ماتيو رينزي. ودمر الزلزال جزئيا ثلاث قرى في منطقة جبلية شمال شرق روما، الى ذلك يواجه الساحل الشرقي للولايات المتحدة خطر التعرض لرياح عاتية وأمطار غزيرة بعد أن ضربت العاصفة الاستوائية "هرمين" ساحل المحيط الأطلسي السبت ملحقة أضرارا فادحة بولايات فلوريدا وجورجيا ونورث كارولاينا وساوث كارولاينا، فيما يلي ادناه اهم الدراسات واحدثها حول تطورات الكوارث الطبيعة التي ضربت الارض في الآونة الاخيرة.

الكوارث المناخية تزيد خطر نشوب صراع في البلدان

قال علماء إن البلدان المتعددة الأعراق معرضة لخطر نشوب صراعات مسلحة بعد كوارث مناخية مثل موجات الحر والجفاف في اتجاه قد يزداد سوءا مع ارتفاع درجة حرارة الأرض، وقالت الدراسة إن نشوب 23 في المئة من الصراعات المسلحة التي اندلعت في بلدان متعددة الأعراق منها أفغانستان والصومال منذ عام 1980 تزامن مع كوارث مناخية من هذا النوع في نفس الشهر، وعلى النقيض ذكرت الدراسة أن تسعة في المئة فقط من كل الصراعات في أنحاء العالم في نفس الفترة تزامنت مع مثل هذه الكوارث. ويعني ذلك أن البلدان التي بها خطوط صدع قديمة بين جماعات عرقية كثيرة معرضة بدرجة كبيرة لمخاطر الظروف المناخية القاسية التي قد تكون أشد قسوة مع ارتفاع درجة حرارة الأرض.

وكتب الباحثون في دورية بروسيدنجز أوف ذا ناشونال أكاديمي أوف ساينس (بي.إن.إيه.إس) "نتائجنا تدل على أن الكوارث (البيئية) قد تفاقم الخطر في العديد من المناطق الأكثر عرضة لاندلاع الصراعات في العالم"، وقالت الدراسة إنه على العكس من ذلك فإن خفض انبعاثات الغازات المسببة للاحتباس الحراري للحد من ارتفاع درجة حرارة الأرض أو اتخاذ إجراءات للتكيف مثل انتاج محاصيل مقاومة للجفاف قد يقلل المخاطر في البلدان التي بها الكثير من الانقسامات العرقية مثل شمال ووسط أفريقيا ووسط آسيا.

وقال هانز يواخيم شيلنهوبر أحد المشاركين في الدراسة ورئيس معهد بوتسدام لأبحاث آثار المناخ "تضيف دراستنا دليلا على فائدة مشتركة خاصة جدا لاستقرار المناخ: ألا وهي السلام"، ورحب يورجن شيفران الباحث بجامعة هامبورج وأحد مراجعي الدراسة بنتائج البحث قائلا إنه "خطوة واحدة في فهم العلاقات المركبة" بين التغير المناخي والصراع.

القمر قد يؤثر على الزلازل

قال ساتوشي إيدي الباحث في جامعة طوكيو الذي ساهم في إعداد هذه الدراسة "أظهرت أبحاثنا علاقة بين قوة حركة المد والجزر ودرجة الهزات الأرضية ووتيرتها"، وللوصول إلى هذه الخلاصة، قام إيدي وزملاؤه بدمج البيانات المتعلقة بالهزات الأرضية في العالم وتلك الخاصة بقوة حركة المد والجزر على شكل إحصاءات، وأظهرت تحاليلهم أن بعض الزلازل التي تعد من الأقوى خلال السنوات العشرين الماضية حدثت في فترة المد، أي عندما كان القمر بدرا أو جديدا، كذلك، يرتفع عدد الزلازل القوية مع اشتداد قوة حركة المد والجزر.

وقدمت الدراسة بعض الأمثلة عن الزلازل التي تقع عندما يكون القمر مكتملا أو جديدا، مستعرضة ذاك الذي وقع في 26 كانون الأول/ديسمبر 2004 في سومطرة (إندونيسيا) والذي تلاه تسونامي هائل أودى بحياة أكثر من 220 ألف شخص، فضلا عن الهزة التي ضربت وسط تشيلي في 27 شباط/فبراير 2010 وراح ضحيتها 523 شخصا.

وذكرت الدراسة أيضا الزلزال الذي هز الساحل الشرقي لليابان في 11 آذار/مارس 2011 وأودى بحياة 19 ألف شخص، وقد تكون بالتالي خطوط الصدع الخاضعة أصلا لضغوطات أكثر عرضة لقوى الجاذبية الصادرة عن الشمس والقمر، لكن الباحثين أكدوا أن وحدها الزلازل القوية تتأثر بالنجوم وهذه المعادلة لا تنطبق على ما يبدو على الهزات الخفيفة.

فيما يلي ابرز الدول التي شهدت كوراث طبيعة هائلة خلال العام الحالي:

إندونيسيا

تبتسم هارواتي خلال ارشادها سياحا يلتقطون الصور امام بركان من الطين اتى على قريتها في جزيرة جاوة الاندونيسية... فبعد عشر سنوات، نجح سكان محليون في جعل هذه الكارثة مورد رزق لهم وتحويل منطقتهم الى موقع جذب سياحي.

ويمثل الزوار الذين يتوافدون بالالاف الى منطقة سيدوارجو خشبة خلاص لهارواتي وهي ام عزباء. فقد تبدلت حياتها بسبب سيول الطمي التي انبعثت من احد البراكين في 29 ايار/مايو 2006 وطمرت الكثير من القرى والمصانع والحقول.

وباتت هارواتي تعيش حاليا بفضل اموال السياح الذين يتوافدون لمعاينة الطين المنتشر على امتداد النظر والمنحوتات لاشخاص مدفونين جزئيا تحت التراب احياء لذكرى احدى اكبر الكوارث الاقتصادية والبيئية في هذا البلد الواقع في جنوب شرق آسيا.

وتقول هارواتي "هذه الطريقة الوحيدة لكسب قوت العيش وتمويل دراسة اطفالي"، مضيفة "بعدما طمرت قريتي لم يعد هناك من عمل"، وأحيت القرية الذكرى السنوية العاشرة لهذه الكارثة الفريدة من نوعها في العالم والتي غطى فيها سائل سميك في حالة غليان وبرائحة نتنة مساحة توازي 650 ملعب كرة قدم بعدما تسرب من دثار الارض.

واضطر عشرات آلاف السكان إلى الفرار من منازلهم في حين قتل 13 شخصا جراء انفجار خط انابيب تحت الارض، وعلى رغم انشاء سدود بارتفاع عشرة امتار، يستمر قذف الطين بمعدل 30 الف متر يوميا، اي ما يكفي لملء عشرة احواض سباحة اولمبية، وهو ما يثير حماسة السياح المتواجدين في المكان.

الهند

قتل 93 شخصا على الاقل عندما ضربتهم صواعق البرق في الهند، بحسب ما افاد مسؤولو ادارة الكوارث، في الوقت الذي تجتاح الامطار الموسمية السنوية مناطق البلاد، تنشط الصواعق نسبيا في الهند خلال فترة الامطار الموسمية من حزيران/يونيو الى تشرين الاول/اكتوبر. وقد ضربت الساحل الجنوبي في وقت سابق من هذا الشهر، الا ان حصيلة هذا الاسبوع مرتفعة بشكل كبير.

ووقعت معظم الوفيات في ولاية بيهار الشرقية حيث قتل 56 شخصا على الاقل في عاصفة الليلة الماضية واصيب 28 اخرين خاصة في المناطق الريفية، وصرح انيرود كومار المسؤول البارز في وكالة ادارة الكوارث في الولاية "حصيلة القتلى ارتفعت الى 56 قتيلا كما اصيب 28 شخصا. والعديد من الضحايا هم من الاطفال والنساء".

وقتل 37 شخصا اخرين في ولايات اوتار براديش وجهاركاد وماديا براديش، طبقا لارقام سلطات ادارة الكوارث المحلية، وبعث رئيس الوزراء ناريندرا مودي بتغريدة اعرب فيها عن "الحزن الشديد" لفقدان الارواح، وتقتل صواعق البرق الاف الهنود كل عام معظمهم من المزارعين العاملين في الحقول، وقتل اكثر من 2500 شخص في الصواعق في الهند في 2014 طبقا لمكتب سجلات الجرائم الوطني.

الصين

قالت وسائل إعلام حكومية إن أكثر من 800 شخص قتلوا ونحو 200 فقدوا في سلسلة من الكوارث الطبيعية التي ضربت الصين منذ يونيو حزيران الماضي فيما يعد أسوأ بيانات منذ عام 2011، وتعرضت مساحات كبيرة في شرق وشمال الصين لفيضانات هذا الصيف في حين خلف إعصار دمارا هائلا هذا الشهر وقتل آخر 98 شخصا على الأقل في إقليم جيانغسو بشرق البلاد في يونيو حزيران. بحسب رويترز.

وقالت وكالة الصين الجديدة (شينخوا) نقلا عن وزارة الشؤون المدنية قولها إن 1074 شخصا قتلوا منذ بداية العام في كوارث طبيعية منهم 833 شخصا قتلوا منذ يونيو حزيران وفقد 270 شخصا، وأضافت الوزارة أن قيمة الأضرار الاقتصادية المباشرة بلغت 298 مليار يوان (44.63 مليار دولار) هذا العام ودمرت الكوارث نحو 400 ألف منزل وشردت نحو 6.24 مليون شخص.

إيطاليا

ارتفعت حصيلة قتلى الزلزال القوي الذي ضرب وسط إيطاليا وبلغت قوته 6.2 درجة إلى 120 قتيلا على الأقل حسب حصيلة جديدة أعلن عنها رئيس الوزراء ماتيو رينزي. ودمر الزلزال جزئيا ثلاث قرى في منطقة جبلية شمال شرق روما.

ارتفعت حصيلة قتلى الزلزال القوي الذي ضرب وسط إيطاليا فجر الأربعاء إلى 120 قتيلا على الأقل والعديد من المفقودين حسب حصيلة جديدة أعلنها رئيس الوزراء ماتيو رينزي في مؤتمر صحافي، وأوضح رينزي في مكان غير بعيد عن منطقة من الزلزال التي زارها قبل المؤتمر الصحافي "هناك 120 قتيلا على الأقل وهذه ليست حصيلة نهائية". كما أشار إلى إصابة نحو 368 شخصا.. وبلغت قوة الزلزال 6.2 على سلم ريختر ودمر جزئيا ثلاث قرى في منطقة جبلية بشمال شرق روما.

أمريكا

يواجه الساحل الشرقي للولايات المتحدة خطر الرياح عاتية والأمطار غزيرة بعد أن اجتاحت العاصفة الاستوائية هرمين ساحل المحيط الأطلسي السبت ملحقة الدمار بولايات فلوريدا وجورجيا ونورث كارولاينا وساوث كارولاينا.

وتمت متابعة العاصفة الاستوائية وإصدار تحذيرات على طول ساحل الأطلسي من ساوث كارولاينا حتى شمالي ولاية رود أيلاند مع تحرك العاصفة في مناطق يقطنها عشرات الملايين من الأمريكيين.

وأوضح خبير الأرصاد الجوية أليكس سونوسكي "العاصفة هرمين لن تحول فقط دون الخروج إلى الشواطئ خلال مطلع الأسبوع وإنما يمكن أيضا أن تلحق أضرارا ببعض المجتمعات وتهدد حياة من يجازفون بالخروج للتزلج على الأمواج أو "السباحة.

وقال المرصد الوطني للأعاصير إن من المتوقع أن تتحرك العاصفة شمالا على طول ساحل كارولاينا ثم تستجمع قوتها بعد التحرك قبالة الشاطئ إلى المحيط الأطلسي صباح اليوم السبت وربما تقترب من أن تتحول إلى إعصار، ودفعت مثل هذه الأحوال الجوية المسؤولين في مدينة أتلانتيك سيتي إلى إلغاء الحفلات الموسيقية مطلع الأسبوع وإغلاق الشواطئ في عدة مناطق ساحلية، ودمرت العاصفة خطط آلاف من الحاصلين على عطلة بالتوجه إلى الشواطئ على طول الأطلسي. وألحقت العاصفة أضرارا بقطاع السياحة في فلوريدا البالغ حجمه 89 مليار دولار. وقالت الأمريكية جوان والن لقناة تلفزيونية تابعة لشبكة

(إيه.بي.سي) بعد أن ألغت خططا بالتوجه إلى الشاطئ في مطلع الأسبوع "سنظل في المنزل على الأرجح ونتابع الأفلام أو "نذهب إلى السينما، وهرمين هو أول إعصار يصل إلى اليابسة في فلوريدا منذ 11 عاما وضرب الساحل أمس الجمعة قرب بلدة سانت ماركس الواقعة على بعد 30 كيلومترا جنوبي تالاهاسي عاصمة فلوريدا مصحوبا برياح سرعتها 130 كيلومترا في الساعة.

وبحلول الساعة الثانية صباحا بتوقيت شرق الولايات المتحدة كانت العاصفة وهي الرابعة في موسم أعاصير الأطلسي لعام 2016 على بعد نحو 185 كيلومترا غربي كيب هاتيراس بنورث كارولاينا وأفادت تقارير أن سرعة الرياح بلغت 95 كيلومترا في الساعة، وأظهرت لقطات بثتها وسائل إعلام محلية فرق إنقاذ في الصباح وهي تنقذ في ولمينجتون بنورث كارولاينا أشخاصا يجلسون فوق سيارتهم بعد أن أغرقت المياه الشوارع. وقالت وسائل إعلام إن إعصارا واحدا على الأقل ضرب نورث كارولاينا اليوم السبت مما أسفر عن إصابة شخص.

وقالت شركات الكهرباء اليوم إن التيار انقطع عن نحو 150 ألف منزل في المجمل بولايات فلوريدا وجورجيا ونورث كارولاينا وساوث كارولاينا، وظلت تحذيرات الطوارئ قائمة في جميع أو في أجزاء من فلوريدا وجورجيا ونورث كارولاينا وفرجينيا وماريلاند، وفي فلوريدا زادت المخاوف من المياه الراكدة التي يتكاثر بها البعوض في الوقت الذي تكافح فيه الولاية فيروس زيكا.

ذات صلة

عالم الإسلام متماثلا اجتماعيا وثقافيا.. الطاقة الممكنةصناعة الاستبداد بطريقة صامتةوزارتا التربية والتعليم العالي في العراق مذاكرةٌ في تجاذبات الوصل والفصلالجنائية الدولية وأوامر الاعتقال.. هل هي خطوة على طريق العدالة؟التناص بوصفه جزءاً فاعلاً في حياتنا