كيف يمكن لتلوث الهواء سرقة اعمارنا؟

مروة الاسدي

2023-09-19 04:28

يعد تلوث الهواء مشكلة كبرى في عالم اليوم، والكثير من الناس في مختلف أنحاء العالم يتنفسون الهواء الملوث، من دون حتى التفكير في الضرر الذي يسببه ذلك للرئتين ولكوكب الأرض بشكل عام، أثبتت معظم الدراسات الحديثة التي أجريت في هذا الصدد أن ملوثات الهواء تؤدي إلى ارتفاع درجات الحرارة بسبب ظاهرة الاحتباس الحراري، مما يقود بالتالي إلى تغير طويل الأجل في مناخ كوكب الأرض، الأمر الذي من شأنه في النهاية أن يضر بالحياة على سطح الكرة الأرضية.

فقد كشفت دراسة حديثة أن تلوث الهواء يضر بالصحة أكثر من استهلاك الكحول بأضعاف. ما هي الدول الأكثر تلوثاً؟ وما انعكاسات انخفاض جودة الهواء على صحتنا.

للعيش في المدن ميزات كبيرة كتوافر خدمات أفضل وفرص أعمل أكبر مقارنة بالريف والمناطق النائية، بيد أن للأمر تبعات غير صحية على المدى البعيد: الصخب وتلوث الهواء، على سبيل المثال لا الحصر.

ينشأ تلوث الهواء بالجسيمات العالقة الدقيقة بشكل رئيسي من عمليات احتراق الوقود الأحفوري والأنشطة الصناعية كما في محطات توليد الطاقة والمصانع ومصافي التكرير. كما تعد المركبات، وخاصة سيارات الديزل والشاحنات والحافلات مصدراً ملوثاً للهواء؛ إذ تطلق عمليات حرق الوقود غازات العادم التي تحتوي جسيمات عالقة دقيقة. ويمكن أن تؤدي أنظمة التدفئة القديمة، على وجه الخصوص، التي لا تحتوي على مرشحات أو تقنيات احتراق مناسبة، إلى زيادة مستويات الجسيمات.

كشف التقرير السنوي المعنون: "مؤشر جودة الهواء" (AQLI) أن سوء نوعية الهواء يقصر العمر. ويركز التقرير السنوي على عواقب تلوث الهواء. ويوضح التقرير أن متوسط العمر المتوقع للبشر في جميع أنحاء العالم سوف يمتد بمقدار 2.3 سنة إذا تم استيفاء الحد الموصى به من منظمة الصحة العالمية فيما يخص الجسيمات العالقة الدقيقة، حسب ما أورد موقع Vital الصحي الألماني.

وحسب التقرير تعاني الدول التالية من مستويات عالية من تدهور جودة الهواء: الهند وباكستان وبنغلادش والصين ونيجيريا وإندونيسيا.

ومستوى جودة الهواء في تلك الدول أدنى من الحد الذي حددته منظمة الصحة العالمية عدة مرات، ما ينتج عنه تقصير عمر البشر هناك بمعدل ست سنوات. ويقدر التقرير أن خطر تلوث الهواء تزيد ثلاثة أضعاف عن الإفراط في استهلاك الكحول.

تلوث الهواء يمكن أن يضر بصحتنا بطرق مختلفة. يمكن لجزيئات الغبار الدقيقة (الجسيمات العالقة) والملوثات الموجودة في الهواء أن تدخل إلى الرئتين وتسبب مشاكل في الجهاز التنفسي. وهذا يمكن أن يؤدي إلى السعال وصعوبة التنفس ونوبات الربو والتهاب الشعب الهوائية المزمن وأمراض الجهاز التنفسي الأخرى. بالإضافة إلى ذلك، يمكن أن يزيد تلوث الهواء، وخاصة بالجسيمات الدقيقة، من خطر الإصابة بالنوبات القلبية والسكتات الدماغية وأمراض القلب وارتفاع ضغط الدم. كما يمكن للملوثات الموجودة في الهواء أن تلحق الضرر بالأوعية الدموية وتعزز الالتهابات وتزيد من خطر تكون جلطات الدم. وتسبب بعض ملوثات الهواء عدة أنواع من السرطان كسرطان الرئة وسرطان المثانة وغيرهما.

ومع ذلك، فإن آثار تلوث الهواء على صحتنا تعتمد على عوامل مختلفة، مثل نوع وتركيز الملوثات، ومدة التعرض، والحساسية الفردية.

استنشاق الهواء الملوث قد يصيبك بالاكتئاب

كشفت دراستان حديثتان بأن استنشاق الهواء الملوث على المدى البعيد، يتسبب بزيادة خطر الإصابة بالاكتئاب وأمراض نفسية أخرى، ويؤثر سلباً على الصحة الجسدية والنفسية على حد سواء.

تشير دراسة بريطانية حديثة إلى أن التعرض طويل المدى لتلوث الهواء يرتبط بزيادة الإصابة بالاكتئاب والقلق، مما يضيف إلى موجة من الأدلة على أن الوقود الأحفوري قد يؤثر سلبًا على الصحة العقلية، وفقا لصحيفة "الغارديان" البريطانية.

وفي الدراسة الأولى التي نشرت الأسبوع الماضي في مجلة "غاما سايكتري"، تابع باحثون في المملكة المتحدة والصين ما يقرب من 390 ألف بالغ في المملكة المتحدة لمدة 11 عامًا تقريبًا ووجدوا أن التعرض طويل المدى لملوثات الهواء المتعددة مرتبط بزيادة خطر الإصابة بالاكتئاب والقلق .

وعادة ما تنبعث هذه الملوثات، التي تشمل الجسيمات الدقيقة وأكسيد النيتريك وثاني أكسيد النيتروجين، في الهواء عند حرق الوقود الأحفوري للمركبات ومحطات الطاقة ومعدات البناء والأعمال الصناعية.

ولطالما كان تأثير التلوث على الصحة البدنية يثير قلق العلماء، بما في ذلك أمراض القلب والأوعية الدموية والتهابات الجهاز التنفسي وسرطان الرئة وغير ذلك.

من جهة أخرى، أوضحت دراسة حديثة أخرى أن القضاء على تلوث الهواء من الوقود الأحفوري من شأنه أن يمنع أكثر من 50 ألف حالة وفاة مبكرة ويوفر أكثر من 600 مليار دولار من الفوائد الصحية في الولايات المتحدة كل عام. كما ثبت أن تلوث الهواء يضر بأدمغة كبار السن، مما يساهم في التدهور المعرفي والخرف.

أما الدراسة الثانية التي نُشرت في مجلة "غاما أوبن نتوورك"، فركّزت على تأثير الجسيمات الدقيقة (PM2.5) وثاني أكسيد النيتروجين والأوزون على الأشخاص الذين تتخطى أعمارهم الـ 64 عاما. وتمثل الهدف من ذلك دراسة أثر تلوث الهواء على معاناة الاكتئاب في مرحلة متقدمة من العمر.

واستندت الدراسة إلى قاعدة بيانات من "ميديكير"، هو نظام تأمين صحي مخصص لكبار السن في الولايات المتحدة، وشملت 8.9 ملايين شخص بينهم 1.5 مليون يعانون اكتئابا.

وأظهرت النتيجة مرة جديدة وجود رابط قوي بين التلوث والاكتئاب، تحديدا من خلال مراقبة مستويات الجزيئات الدقيقة وثاني أكسيد النيتروجين.

ويمكن تفسير هذا الرابط من خلال العلاقة التي لوحظت بين التركيزات العالية من الملوثات والالتهابات في الدماغ، بحسب الدراستين.

وأشار أوليفر روبنسن، وهو أستاذ متخصص في علم الأعصاب والصحة الذهنية لدى جامعة "كوليدج لندن" ولم يشارك في الدراستين، إلى "وجود صلة قوية بين الالتهابات والاكتئاب".

وأضاف أن نتيجتي الدراستين "تضافان إلى الأدلة المتزايدة التي تؤكد أن علينا القلق من آثار التلوث على الصحة النفسية، بالإضافة إلى روابط أكثر وضوحا بين التلوث وأمراض الجهاز التنفسي".

90% من البشر يتنفسون هواء ملوثا

تظل مستويات تلوث الهواء مرتفعة بشكل خطير في أجزاء كثيرة من العالم، حيث أظهرت بيانات جديدة من منظمة الصحة العالمية أن 9 من بين كل 10 أشخاص يتنفسون هواء يحتوي على مستويات عالية من الملوثات.

وتشير أحدث التقديرات إلى حصيلة مخيفة من الوفيات تصل إلى 7 ملايين كل عام بسبب تلوث الهواء الداخلي والخارجي. وعلى مدى السنوات الست الماضية، ظلت مستويات تلوث الهواء مرتفعة ومستقرة إلى حد كبير، مع انخفاض التركز في بعض أجزاء أوروبا والأمريكتين.

وبينما يهدد تلوث الهواء الجميع، إلّا أن "الفئات الأكثر فقرا وتهميشا من الناس تتحمل وطأة هذا العبء" كما قال مدير عام منظمة الصحة العالمية الدكتور تيدروس أدهانوم غيبريسوس. مضيفا أنه "من غير المقبول أن يستمر أكثر من ثلاثة مليارات من البشر، معظمهم من النساء والأطفال – في تنفس دخان قاتل كل يوم إثر استخدام وقود ملوث في مواقد منازلهم."

ويعد استخدام الوقود الملوث في الطهي في المنازل المصدر الرئيسي لتلوث الهواء المنزلي، خاصة في أفريقيا جنوب الصحراء الكبرى. بينما يمكن أن تتأثر جودة الهواء الخارجي بالعناصر الطبيعية، مثل العوامل الجغرافية والجوية والموسمية.

وتقدر منظمة الصحة العالمية أن نحو 7 ملايين شخص يموتون سنويا بسبب التعرض لجسيمات دقيقة في الهواء الملوث، التي تخترق بعمق الرئتين والقلب والأوعية الدموية، بما يسبب الأمراض، مثل السكتة الدماغية وأمراض القلب وسرطان الرئة وأمراض انسداد الشعب الهوائية المزمنة والتهابات الجهاز التنفسي، بما فيها الالتهاب الرئوي.

وفي عام 2016، تسبب تلوث الهواء المحيط وحده في حدوث 4.2 مليون حالة وفاة، بينما تسبب استهلاك الملوثات والتلوث في وفاة ما يقدر بـ 3.8 مليون حالة في نفس الفترة.

وتقع أكثر من 90% من تلك الوفيات في البلدان منخفضة ومتوسطة الدخل في آسيا وأفريقيا بشكل رئيسي، ثم مثيلتها في شرق البحر الأبيض المتوسط وأوروبا والأميركتين.

لا يعترف تلوث الهواء بالحدود السياسية، ولذا يتطلب تحسين نوعية الهواء إجراءات حكومية مستمرة ومنسقة ومحاولة خفض الإنبعاثات بنسبة 25% بحلول 2030.

ويزداد تهديد التلوث في المدن الكبرى حيث تتجاوز معدلات التلوث في العديد منها، المستويات الإرشادية لمنظمة الصحة العالمية، مما يمثل خطرا رئيسيا على صحة الناس، بحسب منظمة الصحة العالمية.

ولا يعترف تلوث الهواء بالحدود السياسية، ولذا يتطلب تحسين نوعية الهواء إجراءات حكومية مستمرة ومنسقة على جميع المستويات، وتحتاج البلدان إلى العمل معا على حلول للنقل المستدام، وإنتاج واستخدام الطاقة النظيفة بطرق أكثر كفاءة واستدامة، فضلا عن إدارة النفايات. إذ يعتبر حرق النفايات في بعض المناطق مصادر إضافية لتلوث الهواء.

وتعمل منظمة الصحة العالمية مع العديد من القطاعات الحكومية، بما في ذلك النقل والطاقة والتخطيط الحضري والتنمية الريفية، لدعم البلدان في معالجة هذه المشكلة.

تقع أعلى مستويات تلوث الهواء المحيط في إقليم شرق المتوسط وجنوب شرق آسيا، تليها المدن منخفضة ومتوسطة الدخل في أفريقيا وغرب المحيط الهادئ.

في مدن البلدان ذات الدخل المرتفع في أوروبا، تبين أن تلوث الهواء يقلل من متوسط العمر المتوقع بين شهرين و24 شهرا، تبعا لمستويات التلوث.

يعد تلوث الهواء أحد عوامل الخطر الحرجة للأمراض غير المعدية، حيث يتسبب في 25% من جميع وفيات البالغين بأمراض القلب، و25% من السكتة الدماغية، و43% من مرض الانسداد الرئوي المزمن، و29% من سرطان الرئة.

أمراض مخيفة يسببها تلوث الهواء.. إليك كيفية الوقاية

يتسبب تلوث الهواء أو يساهم في الإصابة بمجموعة متنوعة من الحالات الصحية، تتراوح آثاره ما بين صعوبات التنفس الخفيفة إلى مشاكل القلب والأوعية الدموية الشديدة، بما في ذلك أمراض القلب بل والسكتات الدماغية، وفقا لما نشره موقع "Medical News Today".

يأتي على رأس قائمة الغازات والجزيئات الضارة، التي تؤدي إلى تلوث الهواء، أبخرة عوادم السيارات والدخان الناتج عن حرق الفحم أو الغاز ودخان التبغ. وعلى الرغم من أن هناك طرقا للحد من آثار تلوث الهواء على الصحة، مثل تجنب المناطق ذات الازدحام الشديد. ولكن ينبغي أن يتم إحداث تغيير كبير بغرض تحسين جودة الهواء على نطاق عالمي.

كما يجب توخي الحذر من أن مجموعة الملوثات المحتملة للهواء يمكن أن يؤثر على الأشخاص سواء كانوا في الهواء الطلق أو منازلهم أو مقار أعمالهم.

تشمل مكونات تلوث الهواء الخارجي مما يلي:

• جزيئات من حرق الفحم والغاز

• الغازات الضارة مثل أكاسيد النيتروجين أو ثاني أكسيد الكبريت

• دخان التبغ

• الأوزون على مستوى الأرض

وتشمل مصادر تلوث داخل المنازل ومقار العمل وغيرها من الأماكن المغطاة مما يلي:

• المواد والمنظفات الكيميائية المنزلية

• الغازات الضارة مثل أول أكسيد الكربون أو الرادون

• مواد البناء مثل الرصاص أو الأسبستوس

• حبوب لقاح

• عفن

• دخان التبغ

الأكثر خطورة على الإنسان

ووفقًا لمنظمة الصحة العالمية WHO، فإن الملوثات التي تشكل أكبر خطر على صحة الإنسان هي:

• الجسيمات التي تضم مواد صلبة عالقة أو قطرات سائلة

• ثاني أكسيد النيتروجين

• ثاني أكسيد الكبريت

• الأوزون

على المدى القصير

يمكن أن يؤثر التعرض قصير الأجل لهواء ملوث، مثل الأوزون على مستوى الأرض، على الجهاز التنفسي لأن غالبية الملوثات تدخل الجسم عبر الشعب الهوائية.

كما يمكن أن يؤدي التعرض قصير الأجل لتلوث الهواء إلى التهابات الجهاز التنفسي وانخفاض وظائف الرئة، بالإضافة إلى تفاقم حالات الأشخاص، الذين يعانون من مرض الربو. كما يؤدي التعرض لثاني أكسيد الكبريت إلى تلف العينين والجهاز التنفسي فضلاً عن تهيج الجلد.

على المدى الطويل

تم إجراء الكثير من الأبحاث العلمية حول المشاكل الصحية بسبب التعرض لفترات زمنية طويلة لتلوث الهواء، وربط البحث العلمي بين تلوث الهواء وأمراض خطيرة تشمل الوفاة المبكرة وتشوه الأجنة وسرطان الرئة، وعددا من الأمراض الأخرى مثل:

مرض الانسداد الرئوي المزمن

يسفر التعرض لجسيمات ملوثة عن الإصابة بمرض الانسداد الرئوي المزمن COPD. ووفقا لمنظمة الصحة العالمية، يسبب تلوث الهواء 43% من حالات مرض الانسداد الرئوي المزمن ووفيات المرضى به حول العالم. لا يوجد علاج لمرض الانسداد الرئوي المزمن، لكن يمكن أن تساعد الأدوية في تقليل الأعراض وتحسين نوعية الحياة.

سرطان الرئة

يعد تلوث الهواء مسؤولا عن 29% من جميع حالات سرطان الرئة والوفيات بين مرضاه، وفقا لمنظمة الصحة العالمية. وترجح المنظمة الدولية أن الجسيمات الملوثة تتسبب في هذه النسبة الكبيرة لأن حجمها الصغير يسمح لها بالتوغل حتى الجهاز التنفسي السفلي.

أمراض القلب والأوعية الدموية

أظهرت الأبحاث العلمية أن العيش في منطقة بها مستويات عالية من تلوث الهواء ربما يزيد من خطر الوفاة بسبب السكتة الدماغية، حيث إن التلوث يصيب الأشخاص بالسكتة الدماغية والنوبات القلبية.

وتشير مراجعة علمية 2018 إلى أن تلوث الهواء مسؤول عن 19% من وفيات القلب والأوعية الدموية في عام 2015. كما كان سبب حوالي 21% من الوفيات بسبب السكتة الدماغية و24% من وفيات مرضى قصور الشريان التاجي.

الولادة المبكرة

وفقا لنتائج بحث علمي، نُشرت في المجلة الدولية للبحوث البيئية والصحة العامة، فإن التعرض للهواء الملوث يمكن أن يجعل النساء الحوامل أكثر عرضة لمخاطر الولادة المبكرة، وتشير النتائج أيضًا إلى أن نسب الخطورة تتضاءل مع انخفاض فترة التعرض لأجواء ملوثة.

طرق للوقاية من خطر التلوث

يمكن للأشخاص تقليل تعرضهم لملوثات الهواء عن طريق الحد من مقدار الوقت الذي يقضونه في المناطق ذات نوعية الهواء الرديئة. ومن المهم أن يتم التوعية بماهية ملوثات الهواء المحتملة سواء في الهواء الطلق أو في الداخل.

ويمكن للأشخاص محاولة تجنب المخاطر عن طريق:

• تجنب المشي بجانب الطرق المزدحمة

• ممارسة الرياضة لوقت أقل في الهواء الطلق أو استخدام مكان داخلي كبديل آمن.

• البقاء في المنزل حتى تتحسن جودة الهواء

• الحرص على نظافة المنزل والتهوية باستمرار

• التأكد من خلو المنازل من الغبار والعفن وحبوب اللقاح

• استخدام أجهزة متخصصة للكشف عن تراكم غاز الرادون أو أول أكسيد الكربون بالمنازل، إن أمكن، في حالة الإصابة بأي من الأعراض التالية:

• الوهن

• الدوار

• ألم في الصدر

• التقيؤ

• الارتباك والتوتر

• صداع

تلوث الهواء في أوروبا ـ مستويات قياسية تجاوزت توصيات "الصحة العالمية"

تدق دراسات ناقوس الخطر إزاء مستوى تلوث الهواء في أوروبا، سيما بالجسيمات الدقيقة، والذي تجاوز الموصى به من قبل الصحة العالمية. DW قامت بالتعاون مع "شبكة صحافة البيانات في أوروبا" بتحليل بيانات ذات صلة. فكيف كانت النتيجة؟

يتنفس سكان القارة الأوروبية عمليا هواءً سيئًا يشكل خطرا على حياتهم حيث يزيد تلوث الهواء من خطر الإصابة بأمراض الجهاز التنفسي والقلب مما يقلل من متوسط العمر المتوقع.

وقال مارك نيوينهوزن، مدير معهد برشلونة الإسباني للصحة العالمية، إن الكثير من الناس "يصابون بأمراض بسبب المستويات الحالية لتلوث الهواء، فيما يكمن الحل في خفض مستويات تلوث الهواء".

تعاونت مؤسسة "دويتشه فيله" مع "شبكة صحافة البيانات في أوروبا" من أجل تحليل بيانات الأقمار الصناعية التي توفرها خدمة كوبرنيكوس لمراقبة الأرض والغلاف الجوي التابعة للاتحاد الأوروبي.

وبعد رصد وتحليل البيانات، جرى الكشف عن أنه في عام 2022، عاش تقريبا جميع سكان القارة الأوروبية - 98٪ من تعداد السكان - في مناطق تعاني من تركيز للجسيمات الدقيقة بمعدل يفوق المستويات التي حددتها منظمة الصحة العالمية.

وتوصي منظمة الصحة العالمية بألا يتجاوز المتوسط السنوي لتركيز الجسيمات الدقيقة الملوثة من نوع "جسيمات PM2.5" وهي جسيمات ذات قُطْر أقل من 2.5 ميكروغرام، خمسة ميكروغرامات لكل متر مكعب من الهواء فيما تختلف مستويات التلوث من منطقة إلى أخرى داخل القارة الأوروبية حيث ترتفع مستويات التلوث في شرق أوروبا ووادي بو في إيطاليا وفي المدن الكبرى مثل أثينا وبرشلونة وباريس.

يشار إلى أن الميكروغرام هو جزء من المليون جزء من الغرام وأقل من الملليغرام بألف مرة.

الجدير بالذكر أنه جرى الإبلاغ في السابق عن مستويات عالية من تلوث الهواء في المدن الأوروبية، لكن تحليل البيانات الذي أجرته مؤسسة "دويتشه فيله" بالشراكة مع "شبكة صحافة البيانات في أوروبا" يقدم أول مقارنة لتلوث الهواء على مستوى القارة الأوروبية حيث يظهر الأماكن التي شهدت تحسنا أو تدهورا في جودة الهواء.

أفادت دراسات بأن التعرض الحاد لتلوث الهواء المحيط بالشخص مرتبط بزيادة مخاطر عدم انتظام ضربات القلب

وجرى استخدام البيانات لتحديد منطقتين ذاتا موقفين متناقضين هما منطقة شمال إيطاليا التي تعاني من استمرار ارتفاع مستويات التلوث ومنطقة جنوب بولندا التي تعاني هي الأخرى من ارتفاع في معدلات التلوث، لكنها تنخفض.

ما هي الجسيمات الدقيقة؟

تعد الجسيمات الدقيقة مزيجا من جزيئات المواد العضوية الصلبة والسائلة المُعلَّقة في الهواء فيما توجد في شكل نوعين إذ يطلق على النوع الأول "جسيمات PM10" وهي جسيمات ذات قُطْر أقل من 10 ميكروغرامات.

ويُطلق على النوع الثاني "جسيمات PM2.5" وهي جسيمات ذات قُطْر أقل من 2.5 ميكروغرام وهي ملوثات غير مرئية للعين المجردة.

ورغم وجود العديد من الملوثات الأخرى التي تؤثر على صحة الإنسان، إلا أنه التركيز ينصب على هذا النوع من ملوثات الجسيمات الدقيقة نظرا لأن الأدلة العملية تشير إلى التأثير السلبي التي يتسبب فيه على صحة البشر بشكل عام.

مقارنة جودة الهواء في أوروبا وباقي العالم؟

تعد مستويات جودة الهواء في أوروبا أفضل بشكل عام عن مستوياتها في بلدان ومناطق أخرى من العالم حيث يصل مستوى متوسط تركيز الجسيمات الدقيقة من نوع "جسيمات PM2.5" في مدن مثل نيودلهي إلى مئة ميكروجرام لكل متر مكعب فيما تظهر البيانات أن هذه النسبة تصل إلى 25 ميكروغراما لكل متر مكعب في أوروبا.

ورغم هذا الانخفاض في مستويات التلوث بالقارة الأوروبية، إلا أن الأمر يحمل في طياته مخاطر على الصحة.

مقترحات الاتحاد الأوروبي

وتنص القواعد الجديدة في أوروبا الرامية إلى تحسين جودة الهواء على أن المتوسط السنوي لتركيز الجسيمات الدقيقة من نوع "جسيمات PM2.5″ يجب ألا يتجاوز 10 ميكروغرامات لكل متر مكعب من الهواء.

وكانت لجنة البيئة بالبرلمان الأوروبي قد اقترحت اعتماد توصيات منظمة الصحة العالمية التي تعد أكثر صرامة حيث تنص على المتوسط يجب ألا تتجاوز خمسة ميكروغرامات لكل متر مكعب من الهواء.

بيد أن معدل 10 ميكروغرامات سيكون أكثر صرامة من المعايير الحالية التي تسمح بأن يصل المتوسط السنوي لتركيز الجسيمات الدقيقة من نوع "جسيمات PM2.5″ إلى 20 ميكروغراما لكل متر مكعب بما يفوق توصيات منظمة الصحة العالمية بأربع مرات.

ويرى باحثون في الصحة والبيئة أن القواعد الأوروبية الجديدة لجودة الهواء يجب أن تكون انعكاسا لتوصيات منظمة الصحة العالمية، رغم الإقرار بصعوبة التطبيق.

وفي ذلك، قال نيوينهويسن "إن ضوابط الاتحاد الأوروبي لا تتعلق بالصحة فحسب وإنما تأخذ في الحسبان أيضا البعد الاقتصادي، لكن يجب القول بأن ضوابط منظمة الصحة العالمية تولي الاهتمام الأكبر والوحيد إلى الصحة".

وأضاف "يحدوني الأمل في اعتماد معايير منظمة الصحة العالمية، لكن ربما يقول البعض إن ذلك سيكون مكلفا للغاية".

شمال إيطاليا؟

تعاني منطقة شمال إيطاليا من استمرار ارتفاع مستويات التلوث حيث في منتصف فبراير / شباط الماضي غطى التلوث العديد من بلدات وادي بو فيما تأثرت مناطق لومبارديا وفينيتو فيما ارتفع المتوسط اليومي لتركيز الجسيمات الدقيقة من نوع "جسيمات PM2.5″ في مدن مثل ميلانو وبادوفا وفيرونا إلى أكثر من 75 ميكروغراما لكل متر مكعب.

ويلقى الباحثون اللائمة في ذلك بشكل جزئيا إلى أن المنطقة تعد جبلية ما يعني أن التلوث الناتج عن السيارات والمصانع والزراعة والتجمعات السكنية والتدفئة في المنازل يظل حبيسا الجبال فيما تحذر الدراسات من أن الآلاف يموتون قبل الأوان سنويا بسبب الأمراض المرتبطة بتلوث الهواء.

وفي هذا السياق، استخدمت دراسة نشرتها مجلة "ذا لانسيت" بيانات خاصة بمستويات التلوث منذ عام 2015 للقول بأنه يمكن منع حوالي 10٪ من الوفيات في مدن مثل ميلانو في حالة انخفاض مستوى تركيز الجسيمات الدقيقة من نوع "جسيمات PM2.5″ إلى 10 ميكروجرام لكل متر مكعب.

وأضافت الدراسة أنه إذا وصل معدل الانخفاض إلى خمسة ميكروغرامات لكل متر مكعب، فسوف يترتب على ذلك انخفاضا في الوفيات الناجمة عن التلوث بمقدار مئة ألف سنويا في المدن الكبرى في أوروبا.

بيد أن هذا ليس المسار التي يسلكه وادي بو الإيطالي، وفقا لما ذكرته آنا جيروميتا، المحامية ورئيسة منظمة إيطالية غير حكومية تدعو لوضع سياسات أكثر صرامة لتحسين جودة الهواء في البلاد.

وأضافت آنا، رئيسة منظمة Cittadini per l'Ariak" "، إنه فضلا عن التعقيدات "السلبية للوضع الجغرافي، فإننا نفعل عكس ما ينبغي علينا فعله تماما للقضاء على تلوث الهواء"، مشيرة إلى أن إجراءات الحد من الانبعاثات الناجمة عن السيارات وتدفئة المنازل ومصانع اللحوم تعد أقل.

تجربة بولندا

أما في بولندا فرغم أن مستويات التلوث بها من بين أعلى المستويات في أوروبا، إلا أنها بدأت تنخفض بشكل مطرد منذ عام 2018 وهي بداية جمع البيانات وتحليلها.

وفي هذا الصدد، شهدت مدينة كراكوف، ثاني أكبر مدن بولندا، في عام 2018 مستويات تلوث سنوية بلغت حوالي 25 ميكروغراما لكل متر مكعب، لكن بحلول نهاية العام الماضي انخفضت مستوى التلوث بأكثر من 20 بالمئة.

ولم يتوقف الأمر على كراكوف بل انضمت مدن هي في بولندا مثل كاتوفيتشي وجليفيس وتيشي والعاصمة وارسو إلى الركب فيما مثلت مبادرة أطلقها الحكومة قبل عشر سنوات لتحديث أنظمة التدفئة في المنازل والتي تُسمى في البلاد بـ "المداخن"

وعزا بيوتر سيرجيج، الخبير في منظمة "إنذار الضباب الدخاني"، هذه التسمية إلى أن المداخن تنتج الكثير من الدخان داخل أفران قديمة، مضيفا "جرى استبدال ما يقرب من 800 ألف منها، لكن ما زال يوجد ثلاثة ملايين منها. إنها عملية بطيئة."

ويُضاف إلى ذلك قيام السلطة في منطقة كراكوف بحظر حرق الفحم والخشب للتدفئة المنزلية منذ عام 2019 مع استبدال أجهزة التدفئة القديمة.

المواقف السياسية؟

وفي ذلك، يطرح مراقبون ونشطاء في مجال البيئة تساؤلات حيال تأثير السياسة والانتخابات والأحزاب على التدابير الرامية إلى تحسين جودة الهواء.

وفي هذا الصدد، قال سييرجيج "قبل عشر سنوات، عندما يتطرق الحديث عن تلوث الهواء في بولندا، فكان رد العامة دائما أن الأمر ليس بالضخم وكأن لا حياة لمن تنادي، لكن سنوات من الضجيج المستمر، فإن النجاح الأكبر تحقق في إحداث تغيير في التفكير مع تشريع قوانين، لكن للأسف السياسيين يفعلوا ما [يريده الناخبون]".

وقال رصد نشطاء البيئة في إيطاليا وجود فجوة بين العلم والممارسات الحياتية اليومية فيما قالت جيروميتا إن هذا الأمر يمثل مشكلة كبيرة.

تغيرات إيجابية

بيد أن هذا الأمر ليس بهذه القتامة إذ حدثت الكثير من التغييرات الإيجابية في تصور وتفكير الشعوب الأوروبية حيال قضايا التلوث فقد كشف استطلاع أجرته مؤسسة "يوروباروميتر" عام 2022 عن أن غالبية الأوروبيين يرون أن أمراض الجهاز التنفسي الناجمة عن تلوث الهواء تمثل مشكلة خطيرة.

وأشارت نتائج الاستطلاع إلى أنه رغم أن العديد من المشاركين أقروا بأن معرفتهم حيال معايير جودة الهواء ضئيلة، إلا أن الكثيرين طالبوا بتعزيز التدابير الخاصة بتحسين جودة الهواء.

أكثر 10 مسببات لتلوث الهواء في عالم اليوم

وقد قامت وكالة حماية البيئة الأمريكية (EPA) بتتبع 6 عناصر أساسية ملوثة للهواء على كوكب الأرض، وهي أول أكسيد الكربون، والرصاص، وأكاسيد النيتروجين، والمركبات العضوية المتطايرة، وثاني أكسيد الكبريت، والمخلفات الصلبة. ولكن ما هي أسوأ 10 أسباب حديثة لتلوث الهواء وفقا لبيانات وكالة حماية البيئة؟

1- انبعاثات السيارات

انبعاثات السيارات هي المصدر رقم واحد لأول أكسيد الكربون والرصاص وأكاسيد النيتروجين، والمركبات العضوية المتطايرة في الجو، وفقا لوكالة حماية البيئة.

وفي حين أن انبعاثات السيارة الواحدة عادة ما تكون منخفضة، إلا أنه بالنظر إلى وجود ملايين السيارات في المناطق الحضرية بالمدن الكبرى، يمكن أن يؤدي ذلك إلى خروج كمية هائلة جدا من الانبعاثات الضارة بكوكب الأرض.

ولهذا السبب، قررت وكالة حماية البيئة أن قيادة السيارات الخاصة هي بالفعل أهم اسباب تلوث الهواء الجوي في عالم اليوم.

يمكن استخدام وسائل النقل العام كلما أمكن، والفحص الدوري للسيارة للحفاظ على مستوى الانبعاثات التي تخرج منها، وتجنب القيادة إذا لم يكن هناك حاجة إليها، والتفكير في استخدام السيارات الهيدروجينية أو الكهربائية في أقرب وقت ممكن، الأمر الذي يمكن ايضا أن يوفر الكثير من المال الذي يتم إنفاقه على البنزين، وكذلك على حماية البيئة.

2- احتراق الوقود

احتراق الوقود الأحفوري مثل الفحم والنفط يطلق ملوثات عديدة في الغلاف الجوي، والتي بدورها تتسبب في ظاهرة الضباب الدخاني والأمطار الحمضية وانبعاثات غازات الاحتباس الحراري، وغيرها من المشاكل.

واحتراق الوقود هو المصدر الأول للتلوث بعنصر ثاني أكسيد الكبريت، وأيضا يأتي في المراتب العالية جدا بالنسبة لأسباب تلوث الهواء في عالم اليوم.

3- الغبار والأتربة

ويعد هذا الأمر غريبا بعض الشيء، لكن الغبار هو المصدر رقم 1 للجسيمات الدقيقة الموجودة في الهواء، ومصدر هذا الغبار يأتي من مواد البناء، وكذلك من قيادة السيارات على الطرق المعبدة وغير المعبدة.

4- الصناعة

تعد الصناعة السبب رقم 2 من أسباب التلوث بالرصاص في الهواء الجوي بعد انبعاثات السيارات.

والصناعة هي المصدر رقم 3 الأكثر شيوعا لأكاسيد النيتروجين والمركبات العضوية المتطايرة، التي تنتج جميعها من مختلف العمليات الصناعية، مثل التعدين وإنتاج النفط والغاز والصناعات الكيميائية وصناعة الأسمنت، وتقع مصافي النفط أيضا تحت هذه الفئة.

5- استخدام المذيبات

ويعد هذا المصدر رقم 2 للمركبات العضوية المتطايرة في الهواء الجوي، بعد انبعاثات السيارات، وتأتي أسباب تلوث الهواء المتعلقة باستخدام المذيبات من عمليات مثل التنظيف الجاف وإزالة الشحوم وطلاء الأسطح.

6- محطات البنزين وغاز الطهي في المنازل

يعد استهلاك البنزين مصدرا رئيسيا من مصادر ملوثات الهواء المختلفة مثل المركبات العضوية المتطايرة والجسيمات، وهو يعتبر أيضا من أعلى مصادر أشكال أخرى من التلوث، تتبعها وكالة حماية البيئة الامريكية، ولكن بدرجة اقل من العناصر الخمسة السابقة.

7- الحرائق

تعتبر الحرائق مصدرا مشتركا لمعظم الملوثات التي تتابعها وكالة حماية البيئة، وخاصة الجسيمات، وبينما تعد الكثير من الحرائق طبيعية وتلعب دورا هاما في توازن النظام البيئي، إلا أن الكثير من الحرائق الاخرى يتم إشعالها عمدا من قبل مُشعلي الحرائق في الكثير من الممارسات الزراعية الخاطئة.

وتساهم هذه الحرائق التي يصنعها الإنسان ليس فقط في تدمير الحياة البرية، بل إنها أيضا تُسهم في إزالة الغابات الهامة جدا لكوكب الأرض، مما يسهم أيضا في زيادة تلوث الهواء على كوكب الأرض.

8- الزراعة

تدخل المركبات العضوية المتطايرة الغلاف الجوي نتيجة لعمليات زراعية، مثل الغبار الناتج من المحاصيل والماشية والمخلفات الحيوانية واستخدام الأسمدة.

هذا ويمكن للمزارعين الحد من تلوث الهواء الناتج من العمليات الزراعية عن طريق اتباع أساليب الزراعة العضوية وتجنب استخدام الأسمدة والمبيدات الحشرية الضارة.

9- التخلص من النفايات

يُصنف التخلص من النفايات من قبل وكالة حماية البيئة كنشاط "متنوع" يسبب تلوث الهواء بشكل أقل حدة من العوامل السابقة، ويمكن دمج هذا العامل مع عوامل أخرى مثل محطات الغاز والمصادر المتعلقة باستخدام البنزين كوقود.

10- النفايات المشعة

لحسن الحظ أن التخلص من النفايات المشعة ليس أمرا شائعا بكثرة، ولكن وكما حدث في كارثة فوكوشيما النووية في اليابان عام 2011، أثبتت هذه الكارثة إنه حتى وقوع حادثة إشعاعية واحدة يمكن أن يسبب ذلك تلوثا واسع النطاق بشكل هائل.

فبعد وقوع الكارثة، تم اخلاء منطقة بمساحة حوالي 20 كلم مربع حول المفاعل المتضرر، بسبب مخاوف من تسرب الغازات المشعة إلى الغلاف الجوي، وحُظرت مبيعات المواد الغذائية في المنطقة.

وفي حين أن هذه التدابير المؤقتة جعلت الوضع تحت السيطرة إلى حد كبير الآن، إلا أن الإشعاع لا يزال يتسرب من المفاعل حتى اليوم، والتلوث الناجم عن هذه الكارثة من المحتمل أن يسبب عددا من المشاكل الصحية الخطيرة للسكان المحليين في السنوات المقبلة، حيث أن أكثر من ثلث الأطفال في فوكوشيما الآن لديهم نمو غير طبيعي في الغدة الدرقية.

أيضا تسببت كارثة تشيرنوبل النووية الشهيرة في إصدار الكثير جدا من الإشعاعات، حتى أن السماح بعمل جولات في هذه المنطقة لا يتم إلا بموافقة وزارة حالات الطوارئ في أوكرانيا منذ عام 2011.

والتلوث الإشعاعي قد لا يكون النوع الاكثر شيوعا من ملوثات الغلاف الجوي الأخرى، ولكنه بالتأكيد من بين الأنواع الأكثر تدميرا، وهذا هو السبب في اعتبار محطات الطاقة النووية خطرة جدا من قبل العديد من العلماء.

ذات صلة

عالم الإسلام متماثلا اجتماعيا وثقافيا.. الطاقة الممكنةصناعة الاستبداد بطريقة صامتةوزارتا التربية والتعليم العالي في العراق مذاكرةٌ في تجاذبات الوصل والفصلالجنائية الدولية وأوامر الاعتقال.. هل هي خطوة على طريق العدالة؟التناص بوصفه جزءاً فاعلاً في حياتنا