الكهرباء.. أزمة الدول المتخلفة وإثمار الدول المتقدمة
عبد الامير رويح
2016-06-07 12:15
الكهرباء أصبحت اليوم وفي ظل ما يشهده العالم من تطور كبير واحدة من أكثر المصادر أهمية في حياتنا اليومية، لذا فقد سعت الكثير من دول الى الاعتماد خطط وإجراءات خاصة، في سبيل تطوير مصادر الطاقة وإنشاء محطات ومشاريع إضافية في سبيل توفير الكهرباء، واعتماد مصادر متنوعة وغير تقليدية لإنتاج الطاقة الرخيصة ذات ضرر قليل على البيئة. وقد سجل الاستثمار العالمي في مجال الطاقة النظيفة وبحسب بعض التقارير، في السنوات الأخيرة مستويات قياسية، لكن وعلى الرغم من ذلك لاتزال العديد من الدول تواجه الكثير من المشكلات والأزمات المستمرة في قطاع الطاقة، الذي يعاني من إهمال شديد بسبب تفشي الفساد وغياب الرقابة، فضلا عن عدم انتظام الصيانة الدورية داخل المحطات، وكذلك عدم توفر الوقود، يضاف الى ذلك المشكلات الأمنية والاقتصادية التي أثرت سلبا على الكميات المنتجة من توليد الكهرباء وهو ما أسهم بزيادة معاناة المواطن.
وفيما يخص بعض اخبار الطاقة فقد دشن العاهل الاردني الملك عبد الله الثاني محطة لتوليد الكهرباء من الرياح هي الاولى من نوعها في البلاد ويفترض ان تنتج 117 ميغاواط تغطي 3,5% من حاجة المملكة. وقال الديوان الملكي في بيان ان الملك دشن في محافظة الطفيلة في جنوب البلاد "مشروع رياح الطفيلة للطاقة المتجددة الذي يعد الأول والوحيد من نوعه على مستوى المملكة والشرق الأوسط".
واضاف البيان ان المحطة التي يندرج بناؤها في اطار "الرؤية الملكية الرامية إلى تنويع مصادر الطاقة، وتعزيز اعتماد المملكة على الطاقة المتجددة والبديلة" بلغت كلفتها الاجمالية 287 مليون دولار. وبحسب الديوان الملكي فان انتاج المحطة من الكهرباء سيوفر على خزينة الدولة حوالى 50 مليون دولار سنويا. وتتألف المحطة من 38 توربينا وتتولى ادارتها شركة "رياح الأردن للطاقة المتجددة"، وقد شارك في تمويل بنائها مؤسسات اقليمية ودولية عدة هي مؤسسة التمويل الدولية، وبنك الاستثمار الأوروبي، وصندوق أوبك للتنمية الدولية، ووكالة تسليف الصادرات الدنماركية، والبنك العربي الأوروبي، والمؤسسة الهولندية للتمويل والتنمية، بحسب البيان نفسه.
واضاف المصدر نفسه ان مشروع رياح الأردن للطاقة المتجددة يتكون من إئتلاف دولي يضم أبرز المؤسسات الاستثمارية والتمويلية في العالم، ومن بينها صندوق إنفراميد للبنية التحتية الفرنسي، وشركة "مصدر" الإماراتية، و"إي بي غلوبال إينرجي" القبرصية. والاردن الذي يفتقر الى الموارد الطبيعية ولا سيما المحروقات، يستورد 95% من مصادر الطاقة من الخارج وهو يسعى منذ سنوات لتنويع هذه المصادر والاستثمار في مصادر الطاقة المتجددة والبديلة.
اليمن وانقطاع الكهرباء
في السياق ذاته بلغ استياء أزال محمد مبلغه لتكرار انقطاع الكهرباء لساعات طوال في مدينة عدن الساحلية بجنوب اليمن في وقت ترتفع فيه درجات حرارة الطقس بشدة.. مما دفعه هو وآخرين لقطع الشوارع وإحراق الإطارات احتجاجا. ويبدي محمد -وهو في الثلاثينات من العمر- استياءه الشديد من سلبية حكومة الرئيس عبد ربه منصور هادي ويرى أن الوزراء يغطون في نوم عميق في مقار إقامتهم بالرياض بينما يموت سكان عدن ببطء من شدة الحر.
ورغم أن عدن كانت من أوائل مدن الخليج التي دخلت إليها الكهرباء بنهاية القرن التاسع عشر عندما كانت تحت الحكم البريطاني -وهو ما أدخل إليها الكثير من مقومات الحياة المدنية- يعاني أهلها اليوم الأمرين مع ارتفاع درجات الحرارة إلى أكثر من 42 درجة مئوية. وقال محمد "عدن تعيش هذه الأيام أسوأ أيامها. حتى أيام الحرب التي شنتها قوات الحوثيين والرئيس السابق (علي عبد الله) صالح على عدن في أبريل العام الماضي لم يكن الوضع كما هو حاليا." وقال مواطن آخر يدعى صلاح المبارك إن أزمة الكهرباء الحالية "أظهرت عجز وفشل إدارة الرئيس هادي وحكومته لعدن والمحافظات الجنوبية."
وتفاقمت أزمة الكهرباء في عدن جراء انعدام الوقود الذي يدير محطات التوليد مما جعل المواطن يحصل على طاقة كهربائية بمعدل ساعة كل خمس ساعات أي أنه يحصل عليها لمدة أربع ساعات تقريبا فقط خلال اليوم. وكان سكان المدينة يتوقعون مكافأتهم بإصلاح التيار الكهربائي كأحد أهم الاحتياجات التي ينشدون تلبيتها. لكن آمالهم ذهبت أدراج الرياح في ظل عجز هادي وحكومته عن إدارة الأمور بالشكل المطلوب. وتساءلت أم علاء وهي أم لعشرة أبناء "إلى متى هذا التسيب واللامبالاة بأرواح الناس؟ الناس يموتون والسبب الكهرباء... لقد طفح الكيل." وطالبت برحيل الرئيس وحكومته.
كما وجهت عدد من مستشفيات عدن نداء استغاثة إلى الرئيس والحكومة والسلطات بإنقاذ الحالات الموجودة في غرف العناية المركزة. وجاء في خطاب رسمي وجهته بعض من أكبر مستشفيات عدن للرئيس وحكومته أن المرضى مهددون بالموت بسبب توقف مصنع إنتاج الأكسجين نتيجة أزمة المشتقات النفطية بالمدينة. وقالت مصادر طبية في مستشفى الجمهورية الحكومي إن عدد الوفيات بسبب انقطاع الكهرباء في عدن ارتفع خلال ايام إلى تسعة مدنيين في حين أبلغت مستشفيات خاصة بنفاد مادة الأكسجين محذرة في بيان صحفي "من كارثة صحية في المدينة". وأشارت المصادر إلى أن غالبية المتوفين من النساء والمسنين من مرضى السكري والضغط والأمراض التنفسية. وناشد الخضر لصور مدير الصحة بمدينة عدن الرئيس ورئيس الوزراء ومحافظ عدن ووزير الصحة العامة بسرعة التدخل المباشر نظرا لخطورة الوضع.
ودفعت أزمة الكهرباء الكثير من أبناء عدن إلى قطع الشوارع الرئيسية في المدينة احتجاجا على انقطاع التيار لفترات طويلة. كما شهدت المدينة شغبا وفوضى حيث اقتحم مواطنون المحطة التحويلية بمدينة كريتر واقتحم البعض محطة كهرباء خورمكسر وأطلق البعض أعيرة نارية على مبنى المؤسسة في حجيف. ويتوقع مراقبون محليون المزيد من أحداث الشغب مع بلوغ درجة الحرارة 40 درجة في ساعات الظهيرة وأيضا مع تراجع توليد الكهرباء نظرا لعدم توفر قطع الغيار والزيوت والمحولات وغيرها من المتطلبات.
من ناحية أخرى تعاني عدن أزمة خانقة في المشتقات النفطية أجبرت العديد من محطات الوقود على الإغلاق. ويشكو المواطنون من أن نقص المشتقات وخاصة الديزل والبنزين دفع أصحاب سيارات الأجرة إلى رفع الأسعار بنسبة 50 في المئة. وضعفت حركة السيارات بالشوارع بشكل ملحوظ. وتفاقم الوضع مع انقطاع إمدادات المياه عبر الشبكة العامة بسبب عدم تزويد محطات الضخ بالوقود.
وأرسلت الإمارات باخرة محملة بمعدات ومولدات كهرباء لدعم قطاع الكهرباء في عدن. والإمارات أحد أهم دول التحالف العربي الذي تقوده السعودية لدحر المتمردين الحوثيين وإعادة هادي للحكم. وقال مدير كهرباء عدن الجديد أمجد محمد حمودي إن محطات الكهرباء مهددة بالتوقف خلال أيام معدودة إذا لم تسارع السلطات بتوفير الوقود. وأكد مصدر مسؤول في محطة الحسوة في عدن أن المحطة ستتوقف بشكل كامل بسبب نفاد وقودها من المازوت.
ويتهم مسؤولون أطرافا في الحكومة بالوقوف وراء تعثر معالجة التيار الكهربائي في محاولة لإثارة الشارع ضد السلطة المحلية في المدينة. وترفض الكثير من القوى اليمنية وجود قيادات جنوبية على هرم السلطة في عدن وتعتقد أن الانقطاعات المتكررة للتيار الكهربائي قد تدفع الناس للخروج والمطالبة بسلطات بديلة. وقال مسؤولون محليون إن الحكومة تأخرت في إيصال الدعم الخاص بالكهرباء في عدن وإن هناك أطرافا لا تريد معالجة هذه المشكلة. بحسب رويترز.
ويفترض أن تغذي عدن ثلاث محطات رئيسية هي الحسوة والمنصورة وخور مسكر. لكن مع عجز السلطات الحكومية والمحلية عن توفير الوقود خرجت محطتا خور مكسر والمنصورة عن الخدمة بينما أصبحت محطة الحسوة تنتج أقل من 40 ميجاوات يوميا أي ما يقارب 25 بالمئة من الطاقة الإجمالية للتوليد المطلوبة لعدن والتي تقدر بنحو 345 ميجاوات. ووجه حمودي رسالة إلى هادي وحكومته قائلا "استلمت مهمتي قبل يومين ولكن الوضع الذي استلمته كارثي بكل المقاييس."
الهزارة في كابول
الى جانب ذلك نظم آلاف المتظاهرين من أقلية الهزارة بأفغانستان مسيرة في العاصمة كابول احتجاجا على مد خط لنقل الكهرباء بتكلفة تصل إلى ملايين الدولارات مما يمثل تحديا كبيرا أمام حكومة الرئيس أشرف عبد الغني. وألقى بعض المحتجين الحجارة وحاولوا تسلق حاويات شحن استخدمت لإغلاق الشوارع المؤدية إلى مقر الحكومة والمناطق التي تنتشر فيها البعثات الدبلوماسية لكن لم ترد تقارير عن أعمال عنف كبيرة.
ويطالب المتظاهرون بتغيير المسار المزمع لخط نقل 500 كيلوفولت يربط بين تركمانستان وكابول حتى يمر عبر اقليمين تعيش فيهما أعداد كبيرة من أبناء الهزارة وهو خيار تقول الحكومة إنه سيتكلف الملايين وسيؤخر المشروع المطلوب بشدة لسنوات. وذكرت الحكومة أن الخطة الحالية تضمن تزويد إقليمي باميان وورداك بكميات وفيرة من الكهرباء حتى لو لم يمر خط النقل الرئيسي عبرهما مباشرة.
ومن المتوقع أن يمد الخط الجديد عشرة أقاليم بالكهرباء في إطار مشروع أكبر يدعمه البنك الآسيوي للتنمية ويربط جمهوريات آسيا الوسطى الغنية بموارد الطاقة تركمانستان وأوزبكستان وطاجيكستان مع كل من أفغانستان وباكستان. وإلى جانب احتمال وقوع أعمال عنف تسلط المظاهرة الضوء على التوترات السياسية التي تواجه حكومة عبد الغني في محاربتها لتمرد حركة طالبان وسعيها لتعافي الاقتصاد المتضرر من حرب مستمرة منذ عقود.
وتأتي المظاهرة بعد احتجاج نظم في نوفمبر تشرين الثاني الماضي على قتل مجموعة من الهزارة وكان أكبر احتجاج مناهض للحكومة منذ سنوات. وقال متظاهر من مدينة غزنة يدعى عبد الرؤوف سافاري (35 عاما) "نريد حقوقنا". وتقع غزنة في وسط أفغانستان ويعيش فيها عدد كبير من الهزارة. وأضاف "لن نقبل التمييز بعد الآن ولا سبيل لتجاهل الحكومة لنا هذه المرة."
وحث المنظمون المحتجين على "هز قصر الطغيان". وأغلقت السلطات الطرق المؤدية إلى قصر الرئاسة خشية تكرار أعمال العنف التي وقعت العام الماضي عندما حاول متظاهرون تسلق جدران القصر. ومع وصول المحتجين لحواجز الطرق ألقى بعضهم الحجارة وقرع آخرون الحاويات المعدنية لكن لم يصدر رد فعل فوري من جانب الشرطة. واحتشد معظم المتظاهرين بعد ذلك في ميدان على مسافة من وسط المدينة. بحسب رويترز.
وكثيرا ما تعرضت أقلية الهزارة التي يغلب عليها الشيعة للاضطهاد لكنها منظمة جيدا من الناحية السياسية. ويقول زعماء الهزارة ومن بينهم أعضاء كبار في الحكومة إن الطريق الذي اختير لخط نقل الكهرباء ينطوي على تمييز ضد الهزارة وهو أمر ينفيه عبد الغني وشركة الكهرباء الوطنية. وتصل الكهرباء إلى 30 في المئة فقط من أفغانستان. ويمثل تحديث شبكة الكهرباء المتداعية أحد أهم الأولويات.
الكهرباء في فرنسا
من جانب اخر قررت فرنسا زيادة رأس مال شركة كهرباء فرنسا (او دي اف) بنحو أربعة مليارات يورو لانقاذها من الديون بعد أشهر على الموافقة على ضخ مبلغ مشابه في شركة اريفا للصناعات النووية. وشركة كهرباء فرنسا التي تملك الدولة 85 بالمئة من اسهمها، تعهدت ايضا خفض تكاليف بقيمة ملايين اليوروهات وبيع اصول في مسعى لتقليص دينها الهائل.
ومني عملاق الكهرباء بخسائر سببها انخفاض سعر الكهرباء في اوروبا والاستثمارات المكلفة، وخصوصا خطط الشركة للمساهمة في بناء منشأة هينكلي بوينت البريطانية النووية، بكلفة قدرت بنحو 18 مليار جنيه استرليني (23 مليار يورو، 26 مليار دولار). وارجأت الشركة مرة اخرى قرارها النهائي بشأن المضي في المشروع الذي تشارك فيه شركة "تشاينا جنرال" للطاقة النووية.
وقال رئيس مجلس الادارة المدير التنفيذي جان-برنار ليفي امام مجلس الادارة أنه سيستشير اولا مجلس اعمال "او دي اف" تلبية لمطالب النقابات التي شككت في الجدوى الاقتصادية للمشروع. وقال مصدر قريب من المجموعة ان القرار الذي كان متوقعا، سيستغرق الان "عدة اسابيع". وقالت مصادر نقابية انه سيستغرق ما بين "شهرين الى ثلاثة أشهر". وقال ليفي في مقابلة مع صحيفة "فيغارو" ان "شركة او دي اف مديونة بالفعل -- ويتفاقم دينها -- ومن الضروري ان نجعل هذا الدين تحت السيطرة".
وبعد ساعات من المحادثات اعطى المجلس الضوء الاخضر لزيادة رأس المال بمقدار أربعة مليارات يورو (4,5 مليار دولار) من خلال السوق يتم تنفيذها بحلول مطلع العام المقبل. وستقوم باريس بضخ 3 مليارات يورو، علما انه لم يتضح بعد مصدر حصولها على الاموال، بعد زيادة رأس مال مماثلة لشركة اريفا في كانون الثاني/يناير الماضي بدعم من الدولة الفرنسية. في المقابل تضاعف شركة كهرباء فرنسا جهود تقليص الدين مرتين، بهدف خفض التكاليف بمليار يورو على الاقل في 2019 مقارنة ب2015 -- ما يزيد بكثير عن الخطط الرئيسية خفضها بمقدار 700 مليون دولار على مدى 3 سنوات. وتعتزم المجموعة ايضا استحواذ 10 مليار يورو من بيع حصص في منشآت غاز وفحم ونفط.
وتهدف التدابير مساعدة "او دي اف" على التخطيط بشكل أفضل للمستقبل بما في ذلك تسديد كلفة صيانة 58 مفاعلا فرنسيا واستحواذها على قسم من العملاق النووي اريفا المتعلق بصناعة المفاعلات. ومنذ اشهر تثير نقابات واسواق مال وحتى المدير المالي السابق ل"كهرباء فرنسا" الذي استقال في آذار/مارس الشكوك حول قدرة الشركة على ادارة جميع استثماراتها وخصوصا "هينكلي بوينت". بحسب فرانس برس.
وكرر وزير الاقتصاد الفرنسي ايمانويل ماكرون التزام حكومته بخطط شركة الكهرباء بناء المنشأة في جنوب غرب انكلترا. غير ان أسئلة كثيرة اثيرت بشأن الجدوى المالية واستخدام تكنولوجيا لم يتم اختبارها على نطاق واسع. وقال جون سوفن مدير "غرينبيس" في المملكة المتحدة ان التأخير الجديد لقرار "شركة كهرباء فرنسا" المتعلق بالاستثمار "قد يكون الان مؤشرا على ان المشروع بمجمله مصيره ان يتوقف" ويظهر ان الحكومة البريطانية "بحاجة ماسة لدعم الطاقة المتجددة كبديل يمكن الاعتماد عليه بشكل اكبر". وحتى لو تمكنت "او دي اف" من الموافقة على تمويل المشروع فإن المفوضية الاوروبية يمكن ان تعرقله على اساس ان بناءه يتم "بأموال حكومية بشكل مخالف للقانون" بحسب سوفن.
إثيوبيا وتصدير الكهرباء
على صعيد متصل قال رئيس الوزراء الإثيوبي هايلي مريم ديسالين إن بلاده التي تخطط لكي تصبح مصدرا إقليميا رئيسيا للكهرباء ستبدأ قريبا بناء سد جديد للطاقة الكهرومائية بقدرة 2000 ميجاوات. وفي ظل خطة خمسية جديدة للتنمية من 2015 إلى 2020 تسعى أديس أبابا إلى زيادة إنتاجها من الكهرباء ليصل إلى 17346 ميجاوات من قدرة حالية تزيد قليلا عن 2200 من الطاقة المولدة من المصادر المائية والرياح والحرارة الجوفية. وأبلغ هايلي مريم البرلمان دون أن يذكر تفاصيل "إطلاق هذا السد الجديد سيبدأ قريبا."
ومسعى إثيوبيا لاستغلال بضعة أنهار في توليد الكهرباء جزء من خطط لدعم اقتصادها الزراعي بتطوير قطاع التصنيع. والبلد الواقع في منطقة القرن الأفريقي لديه بالفعل عدة مشاريع قيد التشييد بما في ذلك سد النهضة الكبير البالغ قيمته 4.1 مليار دولار والذي سيولد 6000 ميجاوات من الكهرباء عند اكتماله في غضون السنوات الخمس القادمة وأيضا سد جلجل جيبي 3 الذي تبلغ قدرته التوليدية 1800 ميجاوات في المنطقة الجنوبية. بحسب رويترز.
ويقدر خبراء قدرات إثيوبيا المحتملة لتوليد الكهرباء المائية عند حوالي 45 ألف ميجاوات بالإضافة إلى 5000 ميجاوات من مصادر الحرارة الجوفية. وعند اكتمال خطط إثيوبيا الطموحة فإنها تريد تصدير الطاقة إلى دول في شمال وجنوب القارة الأفريقية ومناطق أخرى. لكن هايلي مريم قال إن مواسم مطيرة ضعيفة -تركت 10.2 مليون شخص يحتاجون إلى مساعدة غذائية في البلد البالغ عدد سكانه 90 مليون نسمة- كان لها تأثير سلبي أيضا على السدود القائمة. وأضاف أن أربعة سدود للطاقة الكهرومائية تبلغ قدرتها التوليدية الإجمالية 675 ميجاوات تنتج إما "بمعدل منخفض يصل إلى 10 بالمئة أو لا شيء على الإطلاق" بسبب انخفاض مستويات المياه.
بطارية ذكية
من جانب اخر فالحياة دون الارتباط بشبكة الكهرباء العامة واستقلال المنازل عنها قد يكون ممكنا قريبا اذا تمكن مخترع شاب في تشيلي ان يحقق ما يريد. مانويل ماتا هو الرئيس التنفيذي لشركة إيلي-بات التي اخترعت بطارية ليثيوم ذكية أطلقت عليها الشركة المنتجة اسم إيلي-هوم. وطورت الشركة البطارية الذكية بالتعاون مع جامعة تشيلي وهم يأملون أن تحدث ثورة في استهلاك الطاقة لانها تسمح للأسر بامتلاك شبكتهم الكهربائية الخاصة لمد منازلهم بالطاقة.
ويقولون إن ما يميزها عن باقي البطاريات أن لها القدرة على اعادة شحن نفسها وأن تصبح بذلك شبكة كهربية في حد ذاتها وأن تخزن الطاقة التي تحتاجها من الشمس وربما تكون قادرة على بيع الفائض من الطاقة. ويقول ماتا "الشيء المهم في هذا النظام أنه يمكن إعادة شحنه من ألواح الطاقة الشمسية. وبهذه الطريقة حين يكون هناك أشعة فوق البنفسجية وطاقة شمسية خلال ساعات اليوم لا تستخدمها انت تخزنها في البطارية إلى أن يحل الليل أو المساء لاستخدامها. في الحقيقة استهلاكك يصبح أكثر كفاءة وأرخص لان أشعة الشمس تسقط على الجميع بالتساوي وهي مجانا ويمكن التحكم فيها." بحسب رويترز.
ويمكن لهذه البطارية أن تدعم شبكة الكهرباء العامة المتصلة بالمنزل ويمكن اعادة شحنها لضمان عدم انقطاع الكهرباء. وفور تركيبها يصبح عملها سهلا. فأي انقطاع في الكهرباء سيشغل جهاز استشعار في البطارية حتى تمد كل أجهزة المنزل بالطاقة اللازمة. ويقول ماتا إن البطارية إيلي-هوم تخلق وعيا باستهلاك الطاقة لانها تعرف المستهلك حجم استخدامه. كما يمكن مراقبتها من خلال هاتف محمول وهي متنقلة ويمكنك ان تأخذها معك في أي مكان اذا حدث زلزال أو أي شيء طاريء. ويأمل المطورون طرح بطاريتهم الذكية في الأسواق قريبا.