تجارة النفط .. ارتفاع الاسعار ينعش أحلام أوبك مجددا

ندى علي

2016-06-05 12:12

بعد أن دبَّ اليأس لدى الدول المنتجة للنفط، واستسلمت لموجة هبوط اسعار النفط، وهرعت لاتخاذ اجراءات تقشف قاسية، بدأت ملامح الأمل بارتفاع اسعار النفط مرة اخرى بعد ان تجاوز سعر البرميل الواحد مؤخرا سقف الـ 50 دولارا، وهنالك اسباب ادت الى هذا الارتفاع منها حرائق مفاجئة في غابات كندا واضطرابات في دول منتجة للنفط وتراجع في انتاج النفط الصخري الامريكي، فقد تسببت حرائق الغابات في كندا والاضطرابات السياسية في فنزويلا وتعطل إمدادات في نيجيريا وليبيا في توقف إنتاج ما يقرب من أربعة ملايين برميل يوميا. وقاد ذلك لتهدئة المخاوف من تخمة المعروض وساهم في دفع أسعار النفط إلى قرب 50 دولارا للبرميل للمرة الأولى في سبعة أشهر.

فيما تشير المعلومات الدقيقة من الجهات المختصة ان كمية الفائض النفطي المعروض غي السوق لا تزال كبيرة جدا وتضغط بقوة في اتجاه هبوط الاسعار مرة اخرى، فلا تزال سوق النفط متخمة بالفعل بفائض في المعروض يتراوح بين مليون و1.5 مليون برميل يوميا. وحيث أن من المرجح أن تزيد إيران الإنتاج بما لا يقل عن 500 ألف إلى مليون برميل يوميا في الأمد القريب ورغم انخفاض الإنتاج الصخري الأمريكي بما يتراوح بين 600 ألف و800 ألف برميل يوميا فإن السوق عموما ستظل متخمة بالمعروض مع توقع استمرار ضعف نمو الطلب."

فيما تجاوزت اسعار النفط 50 دولارا للبرميل لاول مرة هذا العام مع تزايد المؤشرات على تقلص تخمة امدادات النفط العالمية. وفي دفعة للدول المصدرة للنقط، ومن بينها فنزويلا التي تعاني من ازمة، ارتفعت اسعار النفط مرة اخرى بعد انهيارها الحاد الى نحو 27 دولارا في مطلع 2016 بعد ان تجاوزت 100 دولار للبرميل قبل عامين. وشهدت اسعار النفط انتعاشا في الاسابيع الاخيرة بفعل انخفاض الامدادات الكندية بسبب الحرائق، والاضطرابات في نيجيريا، اكبر مصدر للنفط في افريقيا، والاضرابات في فنزويلا.

ولعل العقبة الكبيرة التي تواجه الدول المنتجة للنفط تظهر بقوة في مستوى الضغط الذي يمثله إمداد النفط الى السوق وفشل دول اوبك بتقليل الانتاج او الاتفاق على تجميده، فقد أعلنت منظمة الدول المصدرة للنفط (اوبك) في تقريرها الفصلي في فيينا أن السوق النفطية التي لا تزال تعاني من فائض في الامدادات، وستعود في العام المقبل إلى ما كانت عليه وتسجل "عجزا صافيا" بسبب انخفاض إنتاج الدول غير الأعضاء في المنظمة. وقدرت اوبك أن "هناك علامات متقاربة لانخفاض إنتاج البلدان غير الأعضاء في أوبك، والتي ربما ستعيد السوق إلى ما كانت عليه وتضعها في عجز صاف في العام 2017".

هذه العقبة الكبيرة ينبغي أن تدفع الدول النفطية نحو البحث عن حلول فاعلة ومهمة وعملية، كما ينبغي الحد من تدخل وتأثير الخلافات السياسية في هذا المجال، نعم هنالك تداخل كبير بين السياسة والاقتصاد، ولكن من الأفضل أن يتم استبعاد السياسة عن مواقف واجراءات الدول النفطية لامتصاص الوفرة النفطية الهائلة من الاسواق العالمية، فليس هناك امل بصعود اسعار النفط ووصولها الى مستوى متوازن، ما لم يكن هناك اجراء حازم يتعلق بتجميد انتاج النفط عند سقف معين على الرغم من المشكلات العديدة في هذا الجانب، كما تفعل روسيا والسعودية والعراق، فضلا عن موقف ايران الرافض للتجميد بسبب عودتها الى سوق النفط بعد 23 عاما من العقوبات الاقتصادية، لذلك هناك احتمال كبير لعودة انخفاض الاسعار بسبب الامدادات النفطية الكبيرة في الاسواق.

وفرة النفط تحد من مكاسب صعود الأسعار

في هذا السياق أظهر استطلاع رأي أجرته رويترز ونشرت نتائجه أن من المرجح أن تحد تخمة معروض النفط العالمي من مكاسب أسعار الخام في العام الحالي رغم سلسلة من حالات تعطل الإنتاج غير المتوقعة وانكماش إنتاج النفط الصخري الأمريكي. وتسببت حرائق الغابات في كندا والاضطرابات السياسية في فنزويلا وتعطل إمدادات في نيجيريا وليبيا في توقف إنتاج ما يقرب من أربعة ملايين برميل يوميا. وقاد ذلك لتهدئة المخاوف من تخمة المعروض وساهم في دفع أسعار النفط إلى قرب 50 دولارا للبرميل للمرة الأولى في سبعة أشهر.

لكن بعض المحللين لا يتوقعون أن يزيد المتوسط السنوي لأسعار النفط عن هذا المستوى كثيرا قبل العام المقبل. وفي أحدث استطلاعات الرأي الشهرية التي تجريها رويترز توقع المحللون الثلاثة والثلاثون الذين شاركوا في الاستطلاع أن يصل متوسط سعر خام القياس العالمي مزيج برنت في 2016 إلى 43.60 دولار للبرميل بزيادة 1.30 دولار عن توقعات الشهر الماضي بوصوله إلى 42.30 دولار للبرميل. ويمثل ذلك ثالث زيادة شهرية على التوالي في توقعات أسعار برنت التي بلغ متوسطها نحو 39 دولارا للبرميل منذ بداية العام.

غير أن مخزونات النفط العالمية التي بلغت مستويات قياسية مرتفعة من المتوقع أن تحول دون تحقيق أي مكاسب كبيرة لبعض الوقت. وأظهر الاستطلاع أن من المتوقع أن يصل متوسط سعر برنت في العقود الآجلة إلى 56.40 دولار للبرميل في 2017 على أن يرتفع إلى 64.30 دولار في 2018. وقال توماس بيو محلل السلع الأولية لدى كابيتال ايكونوميكس "حالات تعطل الإنتاج من العوامل الرئيسية الداعمة للأسعار في الوقت الحالي. لا نعتقد أن الأسعار ستزيد كثيرا عما هي عليه الآن."

وأضاف "في الواقع نرى أن الأسعار معرضة للنزول في الأمد القريب إذا عادت بعض الإمدادات المتوقفة أو ظهرت دلائل على أن ارتفاع الأسعار يحفز المزيد من الإنتاج." ويتوقع المحللون المشاركون في استطلاع رويترز أن يبلغ متوسط الخام الأمريكي في العقود الآجلة 42 دولارا للبرميل في 2016 بزيادة 1.50 دولار عن التقديرات في استطلاع الشهر الماضي. وبلغ متوسط الخام الأمريكي في العقود الآجلة نحو 38 دولارا للبرميل منذ بداية العام. وأجمع المحللون على توقع عدم اتخاذ قرارات مهمة في اجتماع منظمة البلدان المصدرة للبترول (أوبك) هذا الأسبوع.

غير أن بعض المحللين أبدوا قلقهم من حالة الغموض التي تكتنف استراتيجية السعودية في ظل تنافسها مع إيران على الحصة السوقية وبعد تعيين وزير الطاقة الجديد خالد الفالح. وقال هاري تشيلينجويريان المحلل لدى بي.إن.بي باريبا "لا نتوقع الكثير من (اجتماع) أوبك القادم في ضوء حالة الاضطراب في علاقات المنتجين عقب اجتماع الدوحة. ما سيراقبه الناس هو موقف السعودية ونواياها في عهد وزير الطاقة الجديد خالد الفالح." وعبر المحللون أيضا عن دهشتهم من الوتيرة التي رفعت بها إيران إنتاجها ويتوقعون عودتها إلى مستوى إنتاج ما قبل العقوبات بحلول الربع الثالث من العام الحالي على أقصى تقدير بحسب رويترز.

وقال راهول بريثياني المدير لدى كريسيل للأبحاث "سوق النفط متخمة بالفعل بفائض في المعروض يتراوح بين مليون و1.5 مليون برميل يوميا. وحيث أن من المرجح أن تزيد إيران الإنتاج بما لا يقل عن 500 ألف إلى مليون برميل يوميا في الأمد القريب ورغم انخفاض الإنتاج الصخري الأمريكي بما يتراوح بين 600 ألف و800 ألف برميل يوميا فإن السوق عموما ستظل متخمة بالمعروض مع توقع استمرار ضعف نمو الطلب." ويتوقع معظم المحللين أن يطابق المعروض الطلب في العام المقبل لكنهم اتفقوا على أن الأمر قد يستغرق وقتا أطول للتخلص من المخزونات الفائضة في السوق.

النفط يتجاوز 50 دولارا للبرميل

في السياق نفسه تجاوزت اسعار النفط 50 دولارا للبرميل لاول مرة هذا العام مع تزايد المؤشرات على تقلص تخمة امدادات النفط العالمية. وفي دفعة للدول المصدرة للنقط، ومن بينها فنزويلا التي تعاني من ازمة، ارتفعت اسعار النفط مرة اخرى بعد انهيارها الحاد الى نحو 27 دولارا في مطلع 2016 بعد ان تجاوزت 100 دولار للبرميل قبل عامين. وشهدت اسعار النفط انتعاشا في الاسابيع الاخيرة بفعل انخفاض الامدادات الكندية بسبب الحرائق، والاضطرابات في نيجيريا، اكبر مصدر للنفط في افريقيا، والاضرابات في فنزويلا.

فقد اعلن بنك كندا المركزي ان الحرائق التي اجتاحت مقاطعات البلاد الغربية التي تعتبر المزود الرئيسي للسوق الاميركية بالنفط، ستؤثر على انتاج البلاد. وبلغ سعر نفط برنت بحر الشمال 50 دولارا للبرميل اما خام غرب تكساس الوسيط فقد وصل الى 50,08 دولار للبرميل، ليتجاوز السعر 50 دولارا للبرميل لاول مرة منذ مطلع تشرين الثاني/نوفمبر. وقال المحلل دوريان لوكاس من شركة "انينكو" لاستشارات الطاقة ان "النفط كسر حاجز 50 دولارا للبرميل لاول مرة منذ نحو سبعة اشهر، بدعم من البيانات الحكومية التي اظهرت انخفاض مخزونات النفط الاميركي الى اقل من المتوقع الاسبوع الماضي.

وذكرت وزارة الطاقة الاميركية ان مخزونات الولايات المتحدة التجارية من النفط الخام انخفضت بمقدار 4,2 مليون برميل في الاسبوع حتى 20 ايار/مايو بحسب فرانس برس. وصرح ريك سبونر كبير المحللين في شركة "سي ام سي ماركتس" في سيدني لتلفزيون بلومبرغ نيوز ان "المحرك المباشر هو مخزونات الخام الاميركي وهو ما ساعد على رفع الاسعار قليلا".

وسيراقب المتعاملون في السوق الان ما اذا كان هذا السعر سيستمر رغم قوة الدولار الاميركي. وقال سبونر ان "السوق لم يسمع اية اخبار سيئة تزعزعه، ولكن من المرجح ان تجد الاسعار صعوبة في البقاء في الخمسينات. فلا يزال تتواجد كمية جيدة من المخزون النفطي". واشاع ارتفاع اسعار النفط حالة من الارتياح في بورصات المنطقة، حيث سجلت اسهم الطاقة ارتفاعا في اسواق اسيا ومن بين اسهم الطاقة ارتفع سهم شركة "ورليبارسونز" الهندسية بنسبة 4,6% في سيدني، وسهم شركة "بي اتش بي بيليتون" بنسبة 2,7%، بينما في هونغ كونغ ارتفع سهم شركة "سي انوك" باكثر من 2% وسهم شركة سينوبيك بنسبة 1,3%.

وارتفع مؤشر انبيكس المدرج في بورصة طوكيو بنسبة 2,5% ، كما ارتفع سهر "جاي اكس هولدنغز" بنسبة 1,4%. ولكن باستثناء اسهم الطاقة، كان اداء الاسواق الاسيوية فاترا، حيث لم تسجل بورصة هونغ كونغ سوى ارتفاع بنسبة 0,1% مقارنة مع 2,7%. وانخفضت بورصة سيول بنسبة 0,2% مقارنة مع ارتفاع 2,7%. اما بورصة سيول فقد انخفضت بنسبة 0,2% بينما ارتفعت بورصتا سيدني وشنغهاي 0,3% عند اغلاقها. وانخفضت بورصة مانيلا بنسبة 1,2%. واغلقت بورصة طوكيو على ثبات بعد ان اضافت اكثر من نقطة مئوية في بداية النهار، الا ان اسهم شركة "تاكاتا" لاكياس الهواء قفزت بعد ان اعلنت شركة اميركية خاصة نيتها الاستحواذ عليها. وتعتزم شركة "كولبيرغ كارفيس روبرتس" الاميركية للاستحواذ على حصة 60% من الشركة اليابانية، بحسب صحيفة "نيكاي" اليابانية اليومية، ما ادى الى زيادة سعر سهم الشركة بنسبة 21,16% الى 458 ين.

وترقبت الاسواق الان نتائج محادثات مجموعة السبع التي في اليابان. ومن بين اهم بنود اجندة القمة الاقتصاد العالمي المتعثر، رغم انه من المرجح ان تبقى الانقسامات حول ما اذا كان على العالم ان ينفق ام يدخر للخروج من الازمة المالية، حيث تختلف كل من اليابان والمانيا على هذه القضية. وتتغيب الصين، ثاني اكبر اقتصاد في العالم، عن القمة، الا ان الخلاف حول تاكيدها لسيادتها على بحر جنوب الصين يخيم على المحادثات.

ارتفاع اسهم الطاقة في اسيا

من جهتها سجلت اسهم الطاقة ارتفاعا في اسواق اسيا بعد تجاوز النفط سعر 50 دولارا للبرميل لاول مرة هذا العام، ما اشاع حالة من الارتياح في بورصات المنطقة. وتعززت اسعار النفط التي ارتفعت باتجاه الحاجز النفسي مع زيادة توقفات الامدادات العالمية، بسبب بيانات اظهرت انخفاض مخزونات الخام الاميركي وهو ما خفف من التخمة العالمية التي بدت عصية. كما اعلن بنك كندا المركزي ان الحرائق التي اجتاحت مقاطعات البلاد الغربية التي تعتبر المزود الرئيسي للسوق الاميركية بالنفط، ستؤثر على انتاج البلاد من النفط.

وذكرت وزارة الطاقة الاميركية ان مخزونات الولايات المتحدة التجارية من النفط الخام انخفضت بمقدار 4,2 مليون برميل في الاسبوع حتى 20 ايار/مايو. وصرح ريك سبونر كبير المحللين في شركة "سي ام سي ماركتس" في سيدني لتلفزيون بلومبرغ نيوز ان "المحرك المباشر هو مخزونات الخام الاميركي وهو ما ساعد على رفع الاسعار قليلا". وسيراقب المتعاملون في السوق الان ما اذا كان هذا السعر سيستمر رغم قوة الدولار الاميركي.

وقال سبونر ان "السوق لم يسمع اية اخبار سيئة تزعزعه، ولكن من المرجح ان تجد الاسعار صعوبة في البقاء في الخمسينات. فلا يزال تتواجد كمية جيدة من المخزون النفطي". ومن بين اسهم الطاقة ارتفع سهم شركة "ورليبارسونز" الهندسية بنسبة 4,6% في سيدني، وسهم شركة "بي اتش بي بيليتون" بنسبة 2,7%، بينما في هونغ كونغ ارتفع سهم شركة "سي انوك" باكثر من 2% وسهم شركة سينوبيك بنسبة 1,3%. وارتفع مؤشر انبيكس المدرج في بورصة طوكيو بنسبة 2,5% ، كما ارتفع سهر "جاي اكس هولدنغز" بنسبة 1,4%. ولكن باستثناء اسهم الطاقة، كان اداء الاسواق الاسيوية فاترا، حيث لم تسجل بورصة هونغ كونغ سوى ارتفاع بنسبة 0,1% مقارنة مع 2,7%. وانخفضت بورصة سيول بنسبة 0,2% مقارنة مع ارتفاع 2,7% بحسب فرانس برس. اما بورصة سيول فقد انخفضت بنسبة 0,2% بينما ارتفعت بورصتا سيدني وشنغهاي 0,3% عند اغلاقها. وانخفضت بورصة مانيلا بنسبة 1,2%.

واغلقت بورصة طوكيو على ثبات بعد ان اضافت اكثر من نقطة مئوية في بداية النهار، الا ان اسهم شركة "تاكاتا" لاكياس الهواء قفزت بعد ان اعلنت شركة اميركية خاصة نيتها الاستحواذ عليها. وتعتزم شركة "كولبيرغ كارفيس روبرتس" الاميركية للاستحواذ على حصة 60% من الشركة اليابانية، بحسب صحيفة "نيكاي" اليابانية اليومية، ما ادى الى زيادة سعر سهم الشركة بنسبة 21,16% الى 458 ين.

وتترقب الاسواق الان نتائج محادثات مجموعة السبع التي بدأت في اليابان. ومن بين اهم بنود اجندة القمة الاقتصاد العالمي المتعثر، رغم انه من المرجح ان تبقى الانقسامات حول ما اذا كان على العالم ان ينفق ام يدخر للخروج من الازمة المالية، حيث تختلف كل من اليابان والمانيا على هذه القضية. وغابت الصين، ثاني اكبر اقتصاد في العالم، عن القمة، الا ان الخلاف حول تاكيدها لسياتها على بحر جنوب الصين يخيم على المحادثات.

اسعار النفط ترتفع الى اعلى مستوى

كما سجلت اسعار النفط ارتفاعات جديدة وسط تباطؤ التنقيب عن النفط في الولايات المتحدة والذي زاد من توقعات تضاؤل التخمة العالمية تدريجيا. ووصل سعر برنت بحر الشمال الى 48,90 دولارا للبرميل، بينما سجل نفط غرب تكساس الوسيط 47,19 دولارا للبرميل وهي اعلى مستويات منذ مطلع تشرين الثاني/نوفمبر. وعند نحو الساعة 10,30 ت غ بلغ سعر نفط غرب تكساس الوسيط تسليم حزيران/يونيو 47,05 دولار للبرميل بارتفاع 84. وارتفع سعر نفط برنت تسليم تموز/يوليو 93 سنتا ليصل الى 48,76 دولار.

وصرحت شركة "بيكر هيوز" الاميركية لخدمات حقوق النفط ان عدد المنصات الاميركية للتنقيب عن النفط انخفض الى ادنى مستوى له منذ تشرين الاول/اكتوبر 2009، ما رفع اسعار النفط. شهدت اسعار النفط ارتفاعا الشهر الماضي بعد ان ذكرت وكالة الطاقة الدولية ان تخمة امدادات النفط العالمية يمكن ان تخف في النصف الثاني من هذا العام، ومع تصريحات دول في منظمة الدول المصدرة للنفط (اوبك) ان فرط الامدادات "قد يخف" نتيجة خفض عدد من اعضائها لانتاجهم بحسب فرانس برس.

أوبك تتوقع عجزا في السوق النفطية

من جهتها أعلنت منظمة الدول المصدرة للنفط (اوبك) في تقريرها الفصلي في فيينا أن السوق النفطية التي لا تزال تعاني من فائض في الامدادات، ستعود في العام المقبل إلى ما كانت عليه وتسجل "عجزا صافيا" بسبب انخفاض إنتاج الدول غير الأعضاء في المنظمة. وقدرت اوبك أن "هناك علامات متقاربة لانخفاض إنتاج البلدان غير الأعضاء في أوبك، والتي ربما ستعيد السوق إلى ما كانت عليه وتضعها في عجز صاف في العام 2017". هذا الانخفاض في الإنتاج ناجم خصوصا عن الحد من الاستثمارات في العديد في بلدان عدة في الأشهر الأخيرة في ظل انخفاض الأسعار، مع انخفاض آبار الاستغلال في الولايات المتحدة باكثر من النصف خلال عام. وأشارت أوبك أيضا إلى الانخفاض الكبير للانتاج في كولومبيا والمكسيك وكازاخستان، وحالة البلدين الأخيرين "قد تستمر في العام 2017".

في المقابل بالنسبة للعام 2016، فإن المنظمة التي تضم 13 دولة يشكلون ثلث الاحتياطي النفطي العالمي ترى استمرارا في فائض الإنتاج، كما أنها أبقت على توقعاتها لجهة الإنتاج والاستهلاك العالميين دون تغيير. وبحسب أوبك، فإن معدل الطلب يجب أن يبقى دائما عند 94,18 مليون برميل يوميا، من اجل انتاج يبلغ 56,4 مليون برميل يوميا للدول غير الأعضاء في أوبك. وهذا يعني عمليا وجود فائض بنحو مليون برميل في اليوم، إذ أن المنظمة ضخت نحو 32,44 برميل يوميا في نيسان/أبريل بعد 32,25 مليونا في آذار/مارس، بحسب التقرير.

وقالت المنظمة إنه "في الأساس، الفائض في الانتاج مستمر، والانتاج ما زال عاليا"، رغم وجود "مؤشرات بأن الوضع المتواصل للتخمة في العرض من المرجح أن يتلاشى". وبالفعل، ارتفعت الأسعار بنسبة 40 في المئة منذ أدنى مستوياتها في كانون الثاني/يناير، "متأثرة باحتمال تسارع انخفاض الإنتاج الأميركي للخام، وضعف الدولار وانقطاع المؤن وتوقعات بانخفاض حاد في الإنتاج خارج أوبك "، بحسب التقرير بحسب فرانس برس. وخلال الاشهر الماضية، رفضت اوبك، وابرز اعضائها السعودية، خفض انتاجها سعيا لاعادة بعض الاستقرار للاسعار المتهاوية. وهذا الموقف الذي كانت الرياض ابرز المطالبين به، ناجم عن الخشية من فقدان دول المنظمة حصتها من السوق العالمية لصالح منتجين كبار من خارجها.

برنت قد يصل إلى 76 دولارا

من جهتها قالت إدارة معلومات الطاقة الأمريكية إن من المتوقع أن يتعافى سعر خام القياس العالمي مزيج برنت في العام المقبل ليصل إلى نحو 76 دولارا للبرميل مع استمرار ارتفاع معدل الاستهلاك في السنوات القادمة. وقالت الإدارة في تقرير عن الآفاق العالمية لسوق الطاقة إنها تتوقع زيادة نمو استهلاك الوقود بدعم في الأساس من نمو الاقتصادات الناشئة في آسيا والشرق الأوسط وأفريقيا بحسب رويترز. وهذا هو أول تقرير عن آفاق الطاقة العالمية تصدره إدارة معلومات الطاقة منذ سبتمبر أيلول 2014. وقالت الإدارة إنها تتوقع في ضوء تخمة المعروض أن يظل الفارق بين الخام الأمريكي وبرنت بين الصفر وعشرة دولارات للبرميل.

وذكرت الإدارة أنها تتوقع نمو إنتاج السوائل 30.5 مليون برميل يوميا بحلول العام 2040. وأضافت أن متوسط نمو الناتج المحلي الإجمالي العالمي قد يبلغ 3.3 بالمئة في السنوات الخمس والعشرين المقبلة وهو ما يرجع بشكل كبير إلى تسارع النمو في الاقتصادات الناشئة.

تراجع فائض عرض النفط هذه السنة

وقد اعلنت الوكالة الدولية للطاقة الخميس ان الفائض العالمي في عرض النفط الذي ادى الى تراجع الاسعار "سيتقلص بشكل كبير" في وقت لاحق هذه السنة مع الحرائق الضخمة التي خفضت انتاج كندا وارتفاع الطلب في الهند. وقالت الوكالة التي تضم 29 دولة في تقريرها الشهري ان الطلب على النفط في العالم سيرتفع بوتيرة "متينة" في عام 2016 وفي مقدم الدول الهند معبرة عن اعتقادها بان "الفائض العالمي في امدادات النفط سيتقلص بشكل كبير في وقت لاحق هذه السنة" بحسب فرانس برس. وشهدت مدينة فورت ماكموراي النفطية غرب كندا حرائق ضخمة اندلعت في مطلع الشهر ما ادى خفض انتاج النفط في منشآتها.

الطلب على النفط سيكون قويا

من جهته قال الرئيس التنفيذي لشركة النفط والغاز الفرنسية العملاقة توتال إن الطلب على الخام سيظل قويا في 2016 مما يدعم الأسعار لكن من المستبعد أن تستعيد السوق توازنها بنهاية السنة. وأبلغ باتريك بويان لجنة بمجلس الشيوخ الفرنسي أن نمو الطلب على النفط زاد بقوة في 2015 إلى 1.8 مليون برميل يوميا أي نحو اثنين بالمئة في عام واحد. وقال بويان "هذا العام يتوقع الخبراء نمو الطلب نحو 1.2 مليون برميل يوميا." وأضاف "أنا وفريقي نتوقع 1.4 مليون برميل يوميا وهو ما يظل قويا ويعني أن السوق تستعيد توازنها لكنها لن تتوازن بالكامل بنهاية السنة غير أن هذا سيدعم الأسعار نوعا ما بحسب رويترز."

وانتعشت العقود الآجلة للنفط في الأيام الأخيرة لتسجل أعلى مستوياتها لعام 2016 قرب 50 دولارا للبرميل بفعل تعطيلات المعروض في نيجيريا وكندا وذلك بعد انخفاضها إلى 26 دولارا للبرميل في يناير كانون الثاني بسبب تخمة المعروض العالمي. وكانت وكالة الطاقة الدولية قالت في توقعاتها لشهر مايو أيار إن نمو الطلب العالمي على النفط لن يتغير عن 1.2 مليون برميل يوميا هذا العام لكن التوقعات قد تميل للارتفاع في المستقبل. وقال بويان إن السوق ما زالت تتلقى إمدادات جيدة وإن المشاريع التي قررتها شركات النفط قبل نحو ثلاث أو أربع سنوات عندما كانت الأسعار عند حوالي 100 دولار للبرميل من المتوقع أن تدخل الإنتاج قرب عام 2020.

مشترو النفط يسحبون من المخزون الوفير

في سباق مقارب تلجأ شركات تجارة النفط من هيوستن إلى بحر الشمال للسحب من مخزون النفط الوفير في منشآت التخزين البرية والبحرية مما يشير إلى عدم وجود مخاوف تذكر حتى الآن من الانخفاض الكبير في إمدادات كندا ونيجيريا والذي قلص الإنتاج نحو مليوني برميل يوميا. وتقترب مخزونات النفط الوفيرة من مستويات قياسية مرتفعة في البر والبحر ومن ثم لا يتعجل المشترون في الحصول على إمدادات جديدة من الخام بل إن بعضهم أحجم عن تقديم عروض لشراء شحنات جديدة. وقال تجار إن هناك فائضا في النفط بالسوق الحاضرة في نيجيريا حيث تتوافر أكثر من 20 شحنة للتحميل في يونيو حزيران. وفي أنجولا ثمة ما يقرب من عشر شحنات للتحميل في الشهر القادم.

وقال يوجين ليندل محلل النفط لدى جيه.بي.سي انرجي "يوجد الكثير جدا من الخام في السوق" مضيفا أن المشترين "يتوخون الحذر الشديد نظرا لتوافر مخزون كبير جدا." وكان محللون توقعوا أن يتقلص المعروض نتيجة حرائق الغابات الكندية التي التهمت نحو مليون برميل يوميا من الطاقة الإنتاجية. غير أن المخزونات بنقطة التسليم في كاشينج بولاية أوكلاهوما الأمريكية تظل عند مستوى قياسي هذا الأسبوع وإن كانت مخزونات النفط في الغرب الأوسط الأمريكي تراجعت على مدى أسبوعين متتاليين مع سحب شركات التكرير من المخزون.

وتقول إدارة معلومات الطاقة الأمريكية إن إجمالي مخزونات الخام في الولايات المتحدة تقترب من ذروتها لتزيد 61 مليون برميل على مستواها قبل عام. وتقترب مخزونات الخام في أوروبا من الطاقة القصوى في حين يوجد نحو 44 مليون برميل من مخزون النفط العائم قبالة سواحل سنغافورة. جاء فائض المعروض نتيجة عامين تجاوز فيهما الإنتاج الطلب ليصل الفائض إلى أكثر من 1.5 مليون برميل يوميا. وجرى وضع جميع تلك الكميات الفائضة في صهاريج بشتى أنحاء العالم بل وتخزين بعضها على سفن. وقال أحد التجار "ثمة صادرات زائدة ضخمة من إيران ومخزونات غير مسبوقة على الإطلاق... نحتاج للسحب من المخزون العائم كي تشهد السوق توازنا محكما بحق." ونتيجة لذلك لجأ الكثير من المشترين إلى السحب من المخزون بدلا من تحميل شحنات جديدة. وقالت كليبر داتا إنه جرى سحب حوالي عشرة ملايين برميل من مخزون النفط العائم قبالة السواحل الأمريكية المطلة على خليج المكسيك خلال أسبوع بعد اندلاع حرائق الغابات الكندية وقال تجار إن من المتوقع استهلاك المزيد.

وفي أوروبا انخفض مخزون النفط العائم في بحر الشمال إلى خمسة ملايين برميل الأسبوع الماضي من نحو سبعة ملايين قبل أسبوعين في حين عجزت ناقلة عملاقة تابعة لشركة توتال تحمل خام بحر الشمال فورتيس عن إيجاد مشتر بحلول منتصف الأسبوع وفقا لمصادر تجارية. ونزل الفارق بين خام المزيج الصحراوي الخفيف في البحر المتوسط بالفعل عن خام برنت المؤرخ. وفي غرب أفريقيا توقف إنتاج نحو 800 ألف برميل يوميا في الأسبوع الأخير بسبب هجمات المسلحين وحادث أصاب خط أنابيب تابع لشركة اكسون موبيل. ومازال 15 مليون برميل على الأقل متاحة للتصدير وتسير تجارتها بخطى بطيئة.

وقال تاجر إن من المفترض أن يكون ذلك "حدثا ضخما" لكن ما من أحد يتعجل الشراء. ورغم تخمة المعروض بلغ خام برنت القياسي وخام غرب تكساس الوسيط الأمريكي أعلى مستوياتهما في ستة أشهر بدعم من توقعات استعادة السوق توازنها المحكم في المستقبل القريب. وقال محللون إن سوق العقود الآجلة ستحتاج إلى التناغم مع الأسواق الحاضرة.

ذات صلة

فن صناعة النسيج الاجتماعي الرصينالصراط المستقيم بين المنهج والنموذجالشرق الاوسط على موعد ساخن متجدد مع ترامبالتعداد السكاني: لبنة أساسية لبناء مستقبل العراق وتحقيق رفاهية المواطنالايدلوجيا اللّيبرالية الأمريكية والمسار الشعبوي