التعليم.. دراسات لمعرفة معوقات التطور

عبد الامير رويح

2015-04-05 12:09

التعليم وكما تشير بعض المصادر، هو العمليّة المنظّمة الّتي تمارس بهدف نقل المعارف والمهارات إلى الطلبة، وتنمية اتّجاهاتهم نحوها، ويعدّ التعلّم هو النّاتج الحقيقي لعمليّة التّعليم، وهو ضرورة مهمة واساسية لبناء الفرد والمجتمع كما يقول بعض الخبراء، لذا فقد اصبح من الاولويات للكثير من دول العالم التي سعت بشكل جاد الى الاهتمام بقطاع التعليم ودعم المؤسسات التعليمية والاستفادة من التقدم التكنلوجي الكبير والابحاث والدراسات المهمة التي يقوم بها العلماء والباحثين لأجل تطوير التعليم ومعالجة بعض المشكلات التي يعاني منها الطلبة وبمختلف المراحل العمرية، لكن وعلى الرغم مما تقدم لاتزال العديد من الدول تعاني من ازمات ومشاكل قد يصعب حلها بسبب الازمات الاقتصادية والسياسية والامنية التي اثرت سلباً على الامكانات الحكومية المتوفرة في تلك الدول.

ويقسم التّعليم في جميع الأمم المتحضّرة وكما تذكر المصادر إلى نوعين: التّعليم العام والتّعليم الفنّي أو المهني، يعرّف التّعليم العام بأنّه: هو التعليم الّذي يهتمّ بإعداد مواطنين لهم القدرة على المعرفة والاستنارة وتحمّل المسؤوليّة، كما يعمل هذا النّوع من التّعليم على نقل الثّقافة المشتركة من جيل إلى جيل، مثل: التّعليم في المراحل الابتدائيّة.

اما التعليم المهني فيعرف بأنّه: التعليم الذي يهتم بإعداد مواطنين مؤهّلين للعمل بالمهن، وهناك مدارس ثانويّة متخصّصة يطلق عليها أحياناً اسم المدارس الثانويّة الفنيّة، وهي مدارس مهنيّة ثانويّة متخصّصة، تدرّس فيها مواد كالنّجارة، والمعادن والإلكترونيّات والزّراعة والصّناعة. وهناك أنواع أخرى للتعليم تشمل تعليم ذوي الاحتياجات الخاصّة، وهو ما يسمّى بالتعليم الخاص أو ما يسمّى بالتربية الخاصة، وهو يهدف إلى تعليم ذوي الاحتياجات الخاصة برامج تربويّة خاصّة بهم؛ كالصم، والبكم، والمكفوفين، والمعوّقين جسديّاً أو عقليّاً.

التأخر في الالتحاق بالمدارس

في ما يخص بعض البحوث والدراسات المتخصصة في التعليم، فقد توصلت دراسة حديثة إلى أن هناك علاقة بين تأخر الالتحاق بالمدارس بالنسبة للمولودين مبكرا والمولودين صيفا، وضعف أدائهم الدراسي. وفي المقابل، يرى بعض الخبراء أن تأخر الأطفال في الالتحاق بالمدرسة يعود عليهم ببعض الفوائد. رغم ذلك، كشفت الدراسة عن أن الأطفال الذين يتأخرون لعام أو أكثر عن الالتحاق بالمدارس غالبا ما يظهرون أداء سيئا في الاختبارات في سن الثامنة.

واستندت الدراسة، التي يعدها فريق بحثي بجامعة فارفيك، إلى تحليل سجلات درجات الطلاب المولودين ولاية بافاريا الألمانية في الفترة من 1985 إلى 1986. وتناول البحث 999 طالبا بالدراسة من خلال السجلات، من بينهم 472 ولدوا قبل الموعد الطبيعي. وحلل الباحثون تقييم المعلمين لنتائج الأطفال في الاختبارات خلال العام الأول من الدراسة ثم عقدوا مقارنة بينها وبين نتائج الاختبارات المعيارية للرياضيات، والمطالعة، والكتابة، بالإضافة إلى اختبارات الانتباه التي مروا بها وهم في سن الثامنة.

يقول الباحثون إن العديد من أولياء الأمور يحرصون على تأجيل التحاق أبناءهم بالمدرسة لسنة واحدة إذا كان هؤلاء الأطفال مولودين مبكرا، معتقدين أن أبناءهم لم يحققوا قدرا كافيا من النمو يكفي للالتحاق بالمدرسة. وأيدت دراسات سابقة وجهة النظر تلك، بالنسبة للأطفال المولودين قبل موعدهم الطبيعي بثلاثة أسابيع. ويرى خبراء أن تأجيل إلحاق الأطفال المولودين قبل الموعد الطبيعي ينطوي على فوائد كثيرة رغم ذلك، كشف التحليل الجديد أن الالتحاق المتأخر يعني ضياع فرص كبيرة للتعلم من هؤلاء الأطفال في سنوات هامة من حياتهم.

وانطلاقا من المقارنة بين الدرجات التي حصل عليها الطلاب الذين التحقوا بالمدارس في السن المتوقعة والذين تأخر التحاقهم لعام كامل، توصل الباحثون إلى أنه لا فارق بين الدرجات الموجودة بالسجلات بين المجموعتين في السنة الأولى من الدراسة. ولكن عند بعد مرور المجموعتين بالاختبارات المعيارية في مختلف المواد في سن الثامنة، اتضح أن مجموعة الطلاب الذين تأخروا في الالتحاق بالمدرسة حققوا نتائج أسوأ من الذين التحقوا بالمدرسة في السن المطلوبة.

قال ديتير فولكيه، الأستاذ بقسم علم النفس بكلية الطب بجامعة فارفيك، إن "الدراسة التي قمنا بها أظهرت أن تأخر الالتحاق بالمدرسة ليس له أثر سلبي على تقييم المعلمين للأداء الدراسي في السنة الأولى من الدراسة، ولكن هناك ارتباط بين ذلك التأخر والأداء الضعيف في الاختبارات المعيارية المصنفة حسب العمر في مواد المطالعة، والكتابة، والرياضيات واختبارات الانتباه. ويستمر هذا الأثر السلبي في الازدياد مع تقدم الأطفال في السن." بحسب فرانس برس.

وظهرت آراء علمية أخرى تتعارض مع ما ذهبت إليه هذه الدراسة، منها ما صرحت به جوليا جايكيل، أستاذة علم نفس التطور بجامعة رور في بوخوم من أن تأخير التحاق الأطفال الذين مروا بتجربة الولادة المبكرة لعام ينطوي على فوائد عدة. وأضافت أن "العديد من أولياء الأمور يطالبون بتأجيل التحاق الأبناء الذين ولدوا قبل الموعد الطبيعي بالمدارس، خاصة إذا كانت الولادة المبكرة في الصيف. وتؤيدهم في ذلك بعض المؤسسات الخيرية التي تدعم أولياء أمور الأطفال من تلك الفئة." وأكدت أنها اكتشفت أن فرص التعليم الضائعة ترتبط بتراجع مستوى أداء الطلاب في الاختيارات المعيارية في سن الثامنة، وهو ما لا يشكل فارقا يُذكر بين الأطفال المولودين في موعدهم الطبيعي وأولئك الذين تعرضوا لولادة مبكرة.

دعوهم ينامون

الى جانب ذلك تزداد المساعي في الولايات المتحدة من اجل تأخير بدء الصفوف صباحا في المرحلتين التكميلية والثانوية اذ غالبا ما يشعر المراهقون بالنعاس مما يؤثر سلبا على صحتهم. هذا النقاش المتكرر منذ حوالى عشرين عاما عاد الى الواجهة اخيرا مع نشر جمعية اطباء الاطفال الاميركيين تحذيرا في مجلة "بيدياتريكس".

وكتب اطباء الاطفال يقولون "المراهقون الاميركيون ينقصهم النوم والامر عائد خصوصا الى ان الصفوف تبدأ باكرا" محذرين من المخاطر الناجمة عن ذلك ومنها عدم التركيز والادمان والاكتئاب والبدانة. وجاء في التقرير "دعوهم ينامون!" مع توصية بتأخير بدء الدروس الى الثامنة والنصف على اقل تقدير في المرحلتين التكميلية والثانوية. وفي الواقع يبدأ المراهقون الاميركيون يومهم باكرا.

وتفيد احصاءات نشرتها جمعية "ستارت سكول لايتر" التي تعمل من اجل تأخير موعد بدء الدروس صباحا فان اقل من 15% من المدارس الثانوية الاميركية تبدأ صفوفها عند الساعة الثامنة و النصف او بعدها. وثمة مدرسة تقريبا من كل عشر مدارس تبدأ الدروس فيها قبل السابعة والنصف صباحا وواحدة من كل ثلاث بين السابعة والنصف و07,59 و43% بين الثامنة و08,29 .

وتقول هيذر ماكينتوش التي تقيم في انابوليس (ميريلاند شرق الولايات المتحدة) "ولداي يجب ان يكونا في المدرسة عند الساعة 07,17 بالتحديد" مضيفة "هذا يعني ان الحافلة المدرسية تمر امام منزلنا عند الساعة 06,30 لذا علينا ان نستيقظ بين الساعة 05,45 والساعة السادسة". وتضيف هيذير المسؤولة في "ستارت سكول لايتر" ان الامور كانت جيدة بالنسبة لابنها ويل (14 عاما) "خلال الاسبوع الاول بسبب حماسة العودة الى المدرسة" الا ان الامور بدأت تسوء بعد ذلك.

ويعتبر اطباء الاطفال الاميركيون ان المراهق يجب ان ينام بين ثماني ساعات ونصف الساعة وتسع ساعات ونصف الساعة ليلا خصوصا وان سن البلوغ يؤدي الى تغيير في وتيرة النوم "ما يجعل من الصعب الخلود الى النوم قبل الساعة 23,00". وهم يرون ان 87% من المراهقين الاميركيين لا ينامون مدة كافية والمطالبة بتأخير موعد بدء الدروس "خطوة تندرج في اطار الصحة العامة".

وكانت اوسع دراسة نشرت حول هذا الموضوع في شباط/فبراير 2014 من قبل جامعة مينيسوتا اظهرت ان تلاميذ المدارس التي تبدأ دروسها عند الساعة الثامنة والنصف والذين بإمكانهم تاليا ان يناموا ثماني ساعات على الاقل "هم في صحة افضل واقل اكتئابا ويستهلكون كميات اقل من القهوة والكحول والسجائر". ومن اصل تسعة الاف طالب وثماني مدارس ثانوية وثلاث ولايات شملتها الدراسة، اشار التقرير ايضا الى تراجع في نسبة التغيب والتأخر فضلا عن انخفاض في حوادث السير وعلامات افضل في الامتحانات.

وتقول كريستن اموندسون المديرة العامة للجمعية الوطنية للجان التربوية الرسمية المكلفة تحديد انظمة المدارس وهي من صلاحيات السلطات المحلية في الولايات المتحدة "انه نزاع بين العلوم والرياضيات". وتوضح "الجميع يتفق على ان المراهقين لا ينامون ما يكفي من الساعات وغالبا ما يحضرون الى الصفوف متعبين جدا. من جهة اخرى هناك ميزانية وهنا يأتي دور الرياضيات وتحاول المدارس ان تستفيد من كل دولار ينفق خارج قاعة الصفوف الى ابعد حد" مشددة هنا على الكلفة العالية جدا للحافلات المدرسية. بحسب فرانس برس.

التركيز على اللعب

على صعيد متصل أفادت دراسة جديدة بأن تدريب المعلمين على زيادة اللعب المنظم بين أطفال دور الحضانة يؤدي إلى تحسين قدراتهم في القراءة والرياضيات مما ينعكس على عامهم الدراسي الأول. وقال الباحثون إن الأسلوب الذي يعرف باسم "أدوات للعقل" حقق فعالية على نحو خاص فيما يبدو في مدارس المناطق شديدة الفقر.

وقال قائد الدراسة كلانسي بلير من كلية ستاينهاردت للثقافة والتعليم والتنمية البشرية في جامعة نيويورك "المكون النشط هو تولي الأطفال مسؤولية تعليم أنفسهم." وأضاف "المنحى المهم هو تخطيط الأطفال لما سيفعلون ووضع خطة لذلك وتنفيذ هذه الخطة.. إنهم بذلك يدربون كل المهارات المعرفية المهمة للتعلم." ودرس الباحثون درجة انتباه التلاميذ وسرعة معالجتهم للأمور ومقاييس أخرى للقدرات الدراسية مرتين خلال عام واحد كما اختبروا عينات من لعابهم لتحديد مستويات هرمونات التوتر. بحسب رويترز.

وخضع المعلمون في إطار برنامج أدوات العقل إلى عدة ورش عمل للتطوير المهني سنويا وتردد أستاذ في البرنامج على الفصول بصورة منتظمة. ويهدف البرنامج إلى تعزيز تحكم الأطفال في قدرتهم على تركيز الانتباه وتذكر التفاصيل المهمة والسيطرة على السلوك المندفع وتفادي تشتيت الذهن. ووفقا للبرنامج نظم المعلمون "أنشطة تعاونية مشتركة" مصممة لتعزيز التطور الاجتماعي العاطفي وتحسين مهارات التفكير.

التوتر المدرسي

في السياق ذاته أكدّ اختصاصي طب نفس الأطفال الألماني إنغو شبيتسوك أن أعراض التوتر المدرسي تختلف وفقاً للمرحلة العمرية للطفل. وأوضح شبيتسوك، عضوالرابطة الألمانية لطب نفس الأطفال والمراهقين والطب النفسجسدي والعلاج النفسي، أنه كلما قل عمر الطفل، ظهرت أعراض إصابته بالتوتر المدرسي في صورة متاعب جسمانية ليس لها أية أسباب عضوية كالإصابة بصداع أو آلام في البطن أو صعوبات النوم. أما الأطفال الأكبر سناً، أي في مرحلة المراهقة، فتظهر أعراض التوتر المدرسي لديهم في صورة متاعب نفسية كفقدان الدافعية نحو الدراسة لدرجة أنهم يواجهون صعوبة في النهوض من الفراش كل صباح أو في إهمال أصدقائهم وهواياتهم.

لذا أوصى اختصاصي طب نفس الأطفال الألماني الآباء بدعم طفلهم عند ملاحظة مثل هذه الأعراض عليه، على سبيل المثال من خلال الاستعانة بمعلم خاص، إذا ما كان الطفل يعاني من مشكلات محددة في إحدى المواد الدراسية. وفي حالات أخرى، قد يكون من المفيد أن يساعد الآباء الطفل في إعداد جدوله اليومي أو الأسبوعي بشكل أكثر تنظيماً، بحيث يتم تحديد أوقات معينة للاستذكار، وأخرى للعب والترفيه. أما إذا تبيّن للآباء أن التوتر العصبي ناجم عن تعرض طفلهم للعنف من أقرانه في المدرسة، فينبغي على الآباء حينئذٍ إطلاع المدرس المسؤول عن الفصل على هذه المشكلة لمحاولة حلها معاً.

في آن واحد

من جانب اخر كثيرا ما يدفع الفقر والحاجة الناس إلى إيجاد طرق للتوفير وحسن الإدارة، ويصبح دافعا للأولاد لبذل جهود إضافية للتمايز والنجاح، وهذا ما حصل مع عائلة أمريكية تتألف من ثمانية أطفال. فقبل أيام من تخرجها من مدرستها الثانوية حصلت جريس بوش التي تبلغ من العمر 16 عاما على شهادة البكالوريوس في العدالة الجنائية من جامعة في جنوب فلوريدا لتحقق خطة والديها الفخورين بها في توفير النفقات الدراسية.

وسوف تتخرج بوش من المدرسة الثانوية لكنها قررت بالفعل العودة إلى جامعة فلوريدا أتلانتيك في بوكا راتون للحصول على شهادة الماجستير في الإدارة العامة قبل السعي للحصول على شهادة في القانون. وتقول أمها جيسلا بوش إن جريس تعلمت في منزل الأسرة حتى سن الثالثة عشرة مع اخوتها الثمانية وبدأت القراءة في نحو الثانية من عمرها. وقالت بوش "كنت أضعها في حجري وأقرأ عليها كل يوم لبضع دقائق حتى يمكنني أن انتقل لأداء ما ينبغي لي عمله لأطفالي الآخرين. وذات يوم رأيتها تقرأ بنفسها ومنذ ذلك الحين كانت تفعل كل ما تفعله أخواتها الأخريات."

وفي سن الثالثة عشرة بدأت جريس بوش تحضر دروسا جامعية والتحقت بفصول دراسية صيفية لتكمل دراستها الجامعية في ثلاث سنوات. وهي الثالثة بين أخواتها اللاتي جمعن بين الدراسة الثانوية والجامعية ولكنها أصغر من أتم الدراستين. وكان اعتماد الأسرة على التعليم المنزلي لأطفالها وتخرجهم في سن مبكرة يرجع إلى ضيق ذات اليد بقدر ما كان دافعه القدرات المذهلة للفتيات. فقد اكتشفوا أنه يمكنهن الحصول على شهادات عليا من جامعة فلوريدا أتلانتيك وفي الوقت نفسه الدراسة في المدرسة الثانوية وفي ذلك توفير للوقت والمال.

وجيسلا بوش أم متفرغة لا تعمل عمرها 49 عاما وأصغر أطفالها لم يتجاوز عمره 11 شهرا ويعمل زوجها محللا للموارد البشرية في مدينة بومبانو بيتش. وهي ابنة رجل يصنع سقوفا للبيوت لم ينل من التعليم إلا الفصل الدراسي الخامس وهي نفسها واحدة من 10 أخوة تخرجوا جميعا من الجامعة. وقالت بوش "كل شيء له ثمنه المصاريف الدراسية والكتب ومصاريف الانتقال. وكانت تلك هي فائدتنا."

نصب كاميرات للتجسس

الى جانب ذلك كشفت دراسة جديدة أن مدارس بريطانية، تستخدم بصورة متزايدة كاميرات الدوائر التلفزيونية المغلقة في صفوفها، للتجسس على المعلمين اثناء اعطاء الدروس. وقالت الدراسة، التي اجرتها الرابطة الوطنية لمديري المدارس والاتحاد العام للمعلمات ونشرتها صحيفة "اندبندانت أون صندي"، إن ما يقرب من 10% من المدارس البريطانية تستخدم الآن كاميرات الدوائر التلفزيونية المغلقة في صفوفها.

واضافت أن المدارس المعنية بررت الخطوة بأنها تهدف إلى حماية سلامة المعلمين والتلاميذ وردع السلوك السيء من قبل الأخيرين في الصفوف الدراسية، لكن تقارير متزايدة افادت بأن مديري المدارس يستخدمون الكاميرات لتقييم معايير التدريس للمعلمين، ودعم محاولات التخلص من المعلمين غير المؤهلين لمهنة التدريس. ووجدت الدراسة أن 89% من المدارس التي نصبت كاميرات الدوائر التلفزيونية المغلقة في صفوفها اقترحت بأنها غير قادرة على وقف استخدامها، فيما ذكرت 88% منها بأنها تستخدم هذه الكاميرات لتسجيل دروسها فقط. بحسب يونايتد برس.

واشارت إلى أن 55% من المدارس المعنية اعترفت بأن مديريها يقومون بمراجعة الأشرطة الملتقطة، بواسطة كاميرات الدوائر التلفزيونية المغلقة، و 41% بأنها تستخدمها لتكوين وجهات نظر سلبية عن معلميها غير الأكفاء. وقالت الدراسة إن 2% فقط من المدارس اقترحت بأن استخدام كاميرات الدوائر التلفزيونية المغلقة ساهم في تطوير التعليم فيها.

آلاف التلاميذ يفشلون

في السياق ذاته فشل الآلاف من تلاميذ المدارس الثانوية في منطقة دنفر الامريكية في اجتياز الاختبارات الالزامية لمادتي العلوم والدراسات الاجتماعية واحتج بعضهم في الشوارع في أحدث نزاع يضرب قطاع التعليم في كولورادو منذ تفجر الغضب حول مناهج مادة التاريخ. وقالت وسائل الإعلام إن قرابة 1900 من طلاب المرحلة الثانوية في مقاطعة دوجلاس فشلوا في اجتياز اختبارات كولورادو للنجاح الأكاديمي في حين فشل 1500 طالب في مقاطعة بولدر فالي ومثلهم في مقاطعة تشيري كريك.

ويقول منتقدون إن الاختبارات لا تمثل ما يتم تدريسه في المدارس الثانوية بالولاية وأن مثل هذا الاعداد لهؤلاء التلاميذ يضيع وقتا ثمينا يقضيه الطلاب في فصول الدراسة ويمثل استهلاكا للموارد. ويأتي الجدال المثار بعد نزاع حول وضع منهج تاريخ متقدم احتج عليه أكثر من ألف طالب في مدرسة أخرى بمنطقة دنفر في سبتمبر ايلول. وهذا جزء من اشتباك ليبرالي-محافظ على المناهج في حين أن الجدل الذي أثير يرتبط بنقاش أوسع يتمثل حول القيمة التي تمثلها الاختبارات الموحدة. بحسب رويترز.

وكتب طلاب عشر مدارس خطابا مفتوحا يوضحون فيه معارضتهم قائلين إنه على سبيل المثال فإن اجراءات كولورادو للنجاح الأكاديمي تشتمل على الاقتصاد في حين أن هذا الموضوع ليس الزاميا لتلاميذ المدارس الثانوية بكولورادو. وقال مفوض التعليم في ولاية كولورادو روبرت هاموند إنه سمع بالمخاوف المتعلقة بكم وزمن الامتحانات ويرغب في أن تكون العملية أفضل.

الفتيات النابغات والعلوم

على صعيد متصل خلصت دراسة دولية إلى أن الفتيات مازلن يفتقرن إلى الثقة في مزاولة المهن عالية الأجور في مجالي العلوم والتكنولوجيا، حتى إذا كانت درجاتهن الدراسية مثل الصبية أو أفضل منها. وبحثت الدراسة، التي أجرتها منظمة التنمية والتعاون الاقتصادي (OECD)، في أسباب إخفاق الفتيات في ترجمة نجاحهن الأكاديمي إلى نجاح اقتصادي في العمل. وتوصلت الدراسة إلى أن اختيار المجال المهني يوضح أسباب تقاضي النساء في البلدان المتقدمة رواتب تقل بمعدل 15 في المئة عن الرجال.

وجاءت الدراسة تحت عنوان: "أبجديات المساواة بين الجنسين في التعليم: الموهبة والسلوك والثقة". ودعا أندريس شلايشر، المسؤول في المنظمة، المدارس إلى بذل الجهود لزيادة الثقة لدى الفتيات. واستعانت الدراسة ببيانات من اختبارات بيسا الدولية، وهي اختبارات تجريها منظمة التعاون والتنمية الاقتصادية لقياس جودة الأنظمة التعليمية في البلدان في أكثر من 60 دولة عام 2012. وطرحت الدراسة سؤالا عن السبب في أن نجاح الفتيات المتزايد في التعليم لا يعقبه مزايا مشابهة في سوق العمل.

وقال شلايشر، مدير قسم التعليم في المنظمة، إن الأمر "لا يتعلق بقيام الرجال والنساء بعمل مشابه للحصول على أجور مختلفة، إنما يتعلق بمزاولة الرجال والنساء مهنا مختلفة." وبصورة خاصة، يقول شلايشر إن المرأة لا تزال "تعاني تمثيلا متدنيا للغاية" في الوظائف المتعلقة بالعلوم والتكنولوجيا والهندسة والرياضيات، التي ربما تكون من بين أعلى المهن أجورا. ويشير إلى أن "اختلافات الجنس في الثقة بالنفس" قد تكون الفارق الرئيسي. وعلى الرغم من أن الفتيات قد يحصلن على درجات أكاديمية أفضل، مازال لديهن تحفظ في التقدم لشغل الوظائف.

وأشارت نتائج كذلك إلى أن الآباء كانوا على الأرجح يدفعون الصبيان نحو الوظائف في مجالي العلوم والتكنولوجيا. ويقول شلايشر: "ربما تجاهلنا الدور المهم للأبعاد العاطفية والاجتماعية للتعليم، الذي قد يكون أكثر تنبوأ بكثير بخيارات المستقبل لدى الأطفال." في اختبارات بيسا التي أجريت في بريطانيا، كان أداء الفتيات سيئا في العلوم مقارنة بالصبيان، مع وجود فجوة بين الجانبين أكبر بكثير من غالبية البلدان. لكن مايكل ريس، الخبير في تعليم العلوم بمعهد UCL للتربية والتعليم، يقول: "ليس لهذا صلة بالجينات. تفسير ذلك يجب أن يكون ثقافيا." بحسب رويترز.

وقال جوناثان أوزبورن، الخبير في تعليم العلوم في جامعة ستانفور بالولايات المتحدة، إنه لا يوجد اختلافات متأصلة في القدرات الأكاديمية بين الصبيان والفتيات، وإن "الفوارق المذهلة" في النتائج لابد أن تكون "ثقافية بحتة".

ذات صلة

فن صناعة النسيج الاجتماعي الرصينالصراط المستقيم بين المنهج والنموذجالشرق الاوسط على موعد ساخن متجدد مع ترامبالتعداد السكاني: لبنة أساسية لبناء مستقبل العراق وتحقيق رفاهية المواطنالايدلوجيا اللّيبرالية الأمريكية والمسار الشعبوي