رياض الأطفال في العراق: بنى تربوية ام مشاريع تجارية؟

د. عدنان الزنگنه

2018-06-10 04:35

لا شك ان رياض الأطفال هي مؤسسات او مواقع تجمعات الأطفال الذين لاتتجاوز أعمارهم ستة سنوات، أي ان هذه المؤسسات تقبل الأطفال من عمر 3-6سنوات، يفترض من هذه المؤسسات ان تختص بالتربية والتعليم والترفيه للأطفال لا غير ذلك مطلقا ولاسيما الجانب المادي او التجاري.

كما تتطلب من رياض الأطفال تعليم وتربية الأطفال بطريقة سهلة وممتعة ومرحة، كما يتطلب التعامل مع هذه الأطفال الذين هم بإعمار الزهور من قبل كوادر ومعلمين ومدرسين مختصين ومهتمين بالجانب النفسي والعقلي للأطفال وذلك لاكتشاف قدراتهم ومهارتهم العقلية والفنية لتحفيزهم على التعاون والمشاركة والعمل الجماعي لكي يتمكنوا من اتخاذ القرار والاعتماد على الذات ولا سيما إيجاد الحلول العلمية للامور التي تواجه الأطفال.

عليه هناك مجموعة من المهام تقع على هذه المؤسسات المختصة بالأطفال ومنها:-

أ- تعزيز وخلق الثقة بالنفس لدى الطفل والاعتماد على ذاته في حال مواجهة الصعوبات والمشاكل.

ب-تحبيب الطفل على حب المدرسة والتعليم والمعلم والاخرين والوطن والمصلحة العامة.

ت- تشجيع الأطفال على حب الآخرين وتقبلهم لهم بعيدا عن القومية والطائفية والجنس واللغة والتعبير ما بداخلهم من مشاعر وطاقات بصورة إيجابية بعيدا عن الكره والاكراه والابتعاد عن ذلك.

ث - تنمية مهارات وقدرات الأطفال وتشجيعهم نحو الإبداع والنجاح وحماية الحقوق والتفوق ضمن قابليات العقلية والفنية .

ج- تعلم الأطفال كيفية تحمل المسؤليات في حالة قيامهم بنشاطات وفعاليات لا مع قيم مؤسسات.

ح-تعلم على الصدق والالتزام والانضباط.

كما ان هناك مجموعة من المهام تقع على هذه المؤسسات المختصة بالاطفال ولا سيما في عصرنا هذا كون الآباء والامهات لا تسمح ظروفهم بقضاء وقت طويل مع اطفالهم.

عليه تقع مسؤولية كبيرة وصعبة على مؤسسات رياض الأطفال من حيث التعليم والتربية والحفاظ على صحة الأطفال ومراقبتهم بالشكل الذي يحفظهم من كل الاحتمالات السلبية.

كما لاشك فيها ان الدولة ومن خلال وزارة التربية تلعب دورا هاما في مراقبة هذه المؤسسات، اذ اَي تهاون فيه يؤدي الى ضياع مستقبل الأطفال أنفسهم و عوائلهم لا بل ضياع المجتمع والدولة، لان الأطفال هم جيل المستقبل، يتكون منهم القادة و الوزراء والأطباء والمعلمين و المهندسين الذين يعتمد عليهم مستقبلا في بناء الوطن.

عليه ان الدولة تتحمل المسؤولية القانونية والأخلاقية بمراقبة رياض الأطفال على ان لا تتحول هذه المؤسسات الى مناطق نفوذ ومجمعات تجارية غايتها تكون فقط جمع الاموال وبالنتيجة تؤدي الى اغناء أصحابها، لان بعد عام 2003 تغير وضع البلد من الناحية السياسية والقانونية فضلا عن تغيير فلسفة ونهج الدولة من الاشتراكية الى اللبرالية وفِي كل مناحي الحياة ولا سيما فلسفة التربية والتعليم. اذ بعد التاريخ المشار اليه اعلاه تم خصخصة جزء من التربية حيث بموجبها تم فتح مؤسسات تربوية عديدة من رياض الأطفال والمدارس والكليات من قبل القطاع الخاص والافراد على تراقب الدولة وتشرف عليها.

عليه الغرض والهدف من انشاء تلك المؤسسات هي أغراض تربوية وتعليمية واخلاقية وتنموية ليس تجارية وشخصية، لذلك الاهتمام برياض الأطفال من قبل الدولة ومؤسساتها ومراقبتها لنشاطاتهم تساهم في بناء مجتمع ودولة متحضرة ومتقدمة تساهم في سعادة المجتمع.

ذات صلة

الصبر برؤية استراتيجيةالمؤسسات والاقتصاد في العراقضد التطرف والغلو الدينياحتجاجات طلبة الجامعات نقطة اشتعال خطيرة في الغرب المتناقضنصف الحقيقة