بطالة مرعبة ووظائف مفقودة: العمال في مرمى نيران كورونا
دلال العكيلي
2020-04-05 04:20
مع اشتداد أزمة كورونا في أنحاء متفرقة من العالم، اضطرت العديد من الدول فرض حالة من الإغلاق الجزئي نتيجة تسارع تفشي الفيروس، كما توقفت حركة العمل جراء تدابير المكافحة المتبعة، ويوماً بعد يوم، تتزايد مطالب اتخاذ تدابير منسقة وعاجلة من أجل دعم القطاعات والأفراد الأشد تضرراً من الكورونا إلا أن هناك حقيقة واحدة وهي "انتشار وباء كوفيد-19 قد يزيد من أعداد العاطلين عن العمل في كافة أنحاء العالم".
ومن المتوقع أن يفقد العالم نحو 24.7 مليون وظيفة في العام الحالي في أسوأ السيناريوهات وحوالي 5.3 مليون وظيفة في أفضل الاحتمالات، وفقاً لتقرير حديث صادر عن منظمة العمل العالمية، ويتوقع أن يكون أصحاب الأجور المرتفعة هم الأكثر تضرراً بخسارة 14.6 مليون وظيفة في في أسوأ الاحتمالات يليهم أصحاب الأجور فوق المتوسطة بفقدان نحو 7.4 مليون وظيفة ثم أصحاب الأجور المنخفضة بتقلص نحو 2.8 مليون وظيفة.
مسؤول بارز بمنظمة العمل الدولية إن عدد الوظائف التي خسرها العالم بسبب أزمة فيروس كورونا قد تكون "أعلى إلى حد كبير" من رقم الخمسة وعشرين مليون التي وردت في تقديرات أصدرتها المنظمة قبل أسبوع فقط، وقالت المنظمة التابعة للأمم المتحدة في الثامن عشر من مارس آذار إنه استنادا إلى سيناريوهات مختلفة لآثار الوباء على النمو الاقتصادي العالمي فإنها تقدر أن أعداد العاطلين حول العالم ستزيد بما يتراوح بين 5.3 مليون و24.7 مليون.
لكن سانجيون لي، مدير إدارة سياسة التوظيف بمنظمة العمل الدولية، أبلغ رويترز في جنيف أن نطاق البطالة المؤقتة والاستغناءات عن العمال وعدد من تقدموا بطلبات للحصول على إعانة بطالة أعلى بكثير من التوقعات الأولية، وأضاف قائلا "نحتاج إلى إجراء تعديل نزولي، التوقعات ستكون أكبر بكثير وأعلى إلى حد كبير من رقم 25 مليون الذي قدرناه"، ومن المتوقع أن تصدر المنظمة تقديراتها القادمة في الأسبوع المقبل، وبالمقارنة، فإن الأزمة المالية العالمية في 2008 و2009 زادت البطالة حول العالم بمقدار 22 مليون.
عدد الوظائف التي ستخسرها الدول العربية بـ2020
كشفت لجنة الأمم المتحدة الاقتصادية والاجتماعية لغرب آسيا/ أو ما يُعرف بأ"إسكوا"، أن نحو 1.7 مليون وظيفة ستفد في الدول العربية خلال العام 2020 بسبب فيروس كورونا الجديد أو ما يُعرف باسم "كوفيد-19"، 1.7 مليون وظيفة على الأقل ستخسرها #المنطقة_العربية في عام 2020، و42 مليار دولار من الناتج المحلّي الإجمالي، هذه بعض أوجه الخسارة الاقتصادية الناجمة من انتشار فيروس #الكورونا في الدول العربية.
وتغريدة للجنة على صفحتها الرسمية بموقع التواصل الاجتماعي، تويتر، لافتة إلى أن تقديرات الخسائر الاقتصادية في الدول العربية ستبلغ نحو 42 مليار دولار من الناتج المحلي الإجمال للاقتصادات في هذه الدول مجتمعة، جاء ذلك على لسان الخبير نيرانجان سارانجي، الذي نشرت اللجنة مقابلة معه على صفحتها بتويتر، حيث قال: "هذا ليس استثنائيا لأن النمو العالمي قد تراجع للنصف عما كان متوقعا للعام 2020"، لافتا على أنه قد يتراجع أكثر نتيجة لانتشار فيروس كورونا في الولايات المتحدة الأمريكية وأوروبا وفي الأسواق النامية، ويذكر أن روجر داو، الرئيس والمدير التنفيذي لجمعية السفر الأمريكية قال في تصريحات لشبكة CNN إن فيروس كورونا كبد اقتصاد أمريكا خسائر بلغت 800 مليار دولار، مضيفاً أن صناعة السفر وحدها خسرت ما قيمته 355 مليار دولار.
كورونا يؤزم أوضاع ملايين المتوقفين عن العمل
يواجه ملايين المتوقفين عن العمل بسبب وباء كورونا أوضاعا صعبة في بلدان المغرب والجزائر وتونس، حيث يفتقد أغلبهم للحماية الاجتماعية ويعملون في ظروف هشة دون عقود عمل ودون مدخرات، وتسببت إجراءات الطوارئ الصحية الرامية للتصدي لانشار للوباء في توقف العديد من القطاعات الاقتصادية أو تقلص نشاطاتها بالبلدان الثلاثة، حيث باتت الأزقة خالية من الباعة الجائلين وأغلقت المقاهي والمطاعم والعديد من المتاجر أبوابها.
وجد حكيم (30 عاما)، النادل في مطعم بالرباط، نفسه حبيس بيته رفقة أسرته دون أي دخل منذ توقفه عن العمل منتصف آذار/مارس. ويقول بيأس: "أخبرنا رب العمل أننا لن نتلقى أجرا نهاية الشهر، دون أن يكون لنا أي خيار آخر"، وتهدد تداعيات هذه الأزمة الاجتماعية على وجه الخصوص العاملين في القطاع غير المنظم، مثل العديد من الحرفيين والباعة الجائلين والعمال المياومين أو عاملات البيوت؛ ما يمثل ملايين العمال على مستوى البلدان الثلاثة وعدد سكانها مجتمعة نحو 90 مليون شخص، والوضع أشد وطأة في المغرب، الذي يعاني من فوارق اجتماعية صارخة، حيث يمثل عدد العاملين في القطاع غير المُهيكل، كما يُسمى، 79,9 بالمئة، مقابل 63,3 بالمئة في الجزائر و58,8 بالمئة في تونس، بحسب أرقام نشرتها منظمة العمل الدولية في 2018.
كورونا يؤثر على موسم الحصاد في أوروبا بسبب نقص العمال
عادة يبشر الهليون الذي يقدم في الأطباق الألمانية والأوروبية، بقدوم الربيع، لكن هذه السنة قد يصبح هذا النوع من الخضار نادرا نظرا لنقص العمال الموسميين بسبب القيود المفروضة على التنقلات مع انتشار وباء كورونا المستجد، تقليديا، يأتي هؤلاء العمال من أوروبا الشرقية وقد منعت المانيا الأربعاء هؤلاء العمال من دخول أراضيها على الرغم ن اعتراض المنظمات الزراعي في البلاد.
ويقول توماس سيرينغ، المستثمر الزراعي في بيليتس، البلدة الواقعة بالقرب من برلين والمعروفة بزراعة الهليون "حاليا ليس لدينا سوى عشرة عمال، لكننا نحتاج إلى ستين عاملا بدوام كامل لحصاد كل شيء"، ويضيف الرجل الذي أقفرت حقوله عمليا منذ أيام "الوضع مثير جدا للقلق بالنسبة إلينا نحن المزارعين حاليا"، ويقوم بضعة عمال موسميين في أماكن متفرقة من مزرعته التي تمتد على مساحة 900 هكتار، بجمع الهليون وتغطيتها بأكياس بيضاء قبل إخراجها من الأرض.
ولا يمكن للعمال الموسميين الذين يأتي معظمهم من رومانيا، اليوم الوصول عن طريق البر إلى ألمانيا بعد إغلاق الحدود النمساوية والمجرية الذي تقرر في الأسابيع الأخيرة لاحتواء وباء فيروس كورونا المستجد، وبعد القرار الألماني الأخير، لكن وضع هذه المزرعة ليس فريدا فنصف نحو خمسة آلاف عامل موسمي ينشطون عادة في هذه المنطقة في هذه الفترة من العام موجودون حاليا في المنطقة، كما تقول منظمات محلية ومزارعون، ويقول الأمين العام لأكبر منظمة زراعية في ألمانيا (أو دي اف) أودو هيرمرلينغ أن ألمانيا تستقبل كل سنة حوالى 300 ألف عامل موسمي أجنبي لقطاعها الزراعي يأتي معظمهم من رومانيا وبولندا، ويفترض أن يؤمن المزارعون محاصيل زراعات عديدة من الخضار والفاكهة الأساسية في الأسابيع المقبلة بينها الهليون والفراولة
أستراليا تعلن عن خطة تحفيز بقيمة 80 مليار دولار
أعلنت الحكومة الأسترالية عن مبلغ قدره 1500 دولار أسترالي، أي 920 دولاراً أمريكياً، يدفع كل أسبوعين للأشخاص الذين فقدوا وظائفهم بسبب فيروس كورونا، وقالت الحكومة إن الإجراء الجديد تبلغ قيمته 80 مليار دولار أمريكي، ما يجعل دعم الحكومة الفيدرالية يبلغ أكثر من 197 مليار دولار أمريكي، أي حوالي 16.4٪ من الناتج المحلي الإجمالي للبلاد، وقال أمين الخزانة الأسترالي جوش فريدنبرغ، الذي تحدث إلى جانب رئيس الوزراء سكوت موريسون، إن "هذا المستوى غير المسبوق من الدعم يعكس اللحظة غير المسبوقة التي نعيشها هذه هي الطريقة التي يمكن أن يتخطى بها الأستراليون أزمة فيروس كورونا".
وتقول الحكومة إن الدفع يمثل حوالي 70٪ من متوسط الأجور، وحوالي 100٪ من متوسط الأجور في القطاعات الأكثر تأثراً بفيروس كورونا، مثل التجزئة، والضيافة، والسياحة كما سيكون متاحاً للعمال بدوام كامل ودوام جزئي، والتجار الوحيدين، والعمال المستقلين الذين عملوا مع أصحاب عملهم لمدة 12 شهراً أو أكثر، ومن المقرر أن تتدفق الدفعات التي خطط لها لمدة 6 أشهر، في الأسبوع الأول من شهر مايو/ أيار، بحسب قول فريدنبرغ، كما سيتأهل الموظفون الذين تركوا أعمالهم منذ الأول من مارس/آذار للحصول عليها أيضاً.
موظفو أمازون ينظمون إضراباً
يخطط موظفو أمازون في جزيرة ستاتين أيلاند بنيويورك، للإضراب عن العمل وسط مزاعم بأن عملاق التجزئة على الإنترنت قد أساء التعامل مع جائحة فيروس كورونا، وقال كريستيان سمولز مساعد المدير في المنشأة التي تقود الإضراب، إن الموظفين يحتجون على قرار أمازون بإبقاء مخزن جزيرة ستاتين مفتوحاً رغم انتشار أنباء عن حالة مؤكدة للفيروس هناك، وقال سمولز إن عدد العاملين الذين ثبتت إصابتهم بالفيروس في المنشأة أكبر مما أقرت به الشركة، زاعماً أنه شُخّص ما بين 5 إلى 7 عمال بالفيروس.
وقال متحدث باسم أمازون في بيان إن الأولوية القصوى للشركة هي صحة وسلامة موظفيها، مضيفاً أن شركته "نفذت مؤخراً فحوصات يومية لدرجات الحرارة في مواقع عملياتنا كتدبير وقائي إضافي لدعم صحة وسلامة عملائنا وموظفينا"، وسيبدأ الإضراب من الساعة 12:30 بعد الظهر، ويقدر سمولز أن يشمل ما بين 50 و200 شخص بعد خروجهم، سيجتمع الموظفون في محطة حافلات عامة بالقرب من المنشأة ويتحدثون إلى الصحافة.
وقال سمولز في حديث مع CNN إن "الخطة هي وقف جميع العمليات حتى إغلاق المبنى وتعقيمه. نحن لا نطلب الكثير. نحن نطلب أن يتم إغلاق المبنى وتعقيمه، وأن يدفع لنا"، قبل اتخاذ قرار الإضراب، قال سمولز ، الذي يدير ما يقرب من 500-600 شخص على أساس أسبوعي، إنه كل يوم طوال الأسبوع الماضي، طلب مساعدة المدير العام للمنشأة، ولكن دون جدوى، كما يقول سمولز إنه يأمل في أن تتراجع أمازون بسرعة، لأن المرافق مثل هذه تعد "أرض خصبة لهذا الوباء"، مضيفاً أن الموظفين ينصحون بمواصلة العمل حتى يتلقوا تأكيداً بنتيجة اختبار إيجابية، إلّا أن الأمر قد يكون تأخر كثيراً بسبب فترة حضانة الفيروس التي تدوم عدة أيام كما أضاف سمولز أنه حاول الاتصال بمراكز مكافحة الأمراض والوقاية منها وكذلك مكتب حاكم نيويورك أندرو كومو، لكنه لم يتلق رداً بعد.
وقد قالت أمازون سابقاً إن الموظفين الذين يصابون بالمرض أو الذين يخضعون للحجر الصحي، سيحصلون على أجر لمدة أسبوعين، وأن مقاولي أمازون الذين ثبتت إصابتهم بالفيروس يمكنهم التقدم للحصول على أجر لمدة تصل إلى أسبوعين من صندوق إغاثة قيمته 25 مليون دولار أنشأته الشركة، كما قالت الشركة أيضاً إنها تتخذ "إجراءات صارمة لضمان سلامة الموظفين في موقعنا"، مضيفة أن ذلك يشمل التعقيم المنتظم لمقابض الأبواب، وأزرار المصاعد، والخزائن وشاشات اللمس، بالإضافة إلى ذلك، يُطلب من العمال الابتعاد عن بعضهم البعض وإبقاء مسافة 6 أقدام على الأقل خلال يوم العمل، وفقاً لسمولز.
منتجو النفط الصخري الأمريكي يخفضون رواتب المديرين التنفيذيين
بعد تسريح آلاف العمال، يتجه منتجو النفط الصخري الأمريكيون إلى خفض رواتب المديرين التنفيذيين وسط الانهيار الحاد في أسعار الخام، وخفضت شركات النفط الصخري هذا الشهر ما بين 25 بالمئة و50 بالمئة من خطط الإنفاق، إذ باتت السوق في نزول مستمر نتيجة هبوط في الطلب ناجم عن فيروس كورونا وحرب أسعار بين السعودية وروسيا، وهوت أسعار النفط الأمريكي بأكثر من 60 بالمئة هذا العام إلى حوالي 22 دولارا للبرميل من 61 دولارا في ديسمبر كانون الأول.
وقالت شركة بارسلي إنرجي الأمريكية لإنتاج النفط الصخري إنها ستخفض رواتب المديرين التنفيذين بنسبة 50 في المئة، وهو أعمق خفض من نوعه جرى الإعلان عنه حتى الآن، وخفضت بارسلي مخططات الإنفاق بنسبة أربعين بالمئة وأرسلت خطابا إلى الموردين تطلب فيه خفض التكاليف وقال رئيس بارسلي التنفيذي مات جالاجر إنه ينبغي أن يعرف الموردون والموظفون "أننا في الأمر سويا" وفي الأسبوع الماضي، أعلنت ليبرتي أويل فيلد سيرفيسز عن خفض بنسبة 20 بالمئة في أجور مسؤوليها التنفيذيين. وقالت شركة ماتادور ريسورسز إنها ستخفض رواتب الرئيس التنفيذي وأعضاء مجلس الإدارة بنسبة 25 بالمئة، وأجور باقي المسؤولين التنفيذيين بنسبة 25 بالمئة، ومن شركات إنتاج النفط الصخري الأمريكي التي خفضت أنشطة الحفر والميزانيات إي.إو.جي ريسورسز وبايونير ناتشورال ريسورسز ووايت بتروليوم كورب وإي.كيو.تي كورب، لكنها لم تعلن عن خطط لخفض رواتب المسؤولين التنفيذيين.