ثروة في مياه المتوسط: من يربح حرب الغاز القادمة؟

دلال العكيلي

2019-12-24 04:35

إلى أين سيصل الصراع الإقليمي على الغاز في مياه البحر المتوسط؟ التنافس على غاز المتوسط، قد يشعل صراعا بين دول حوض البحر فالتنقيب التركي قبالة جزيرة قبرص لاقى ردود فعل دولية منددة اذ ارتفعت حدة الأزمة ما بين تركيا وأطراف دولية، على خلفية الصراع على التنقيب عن الغاز في شرق البحر المتوسط، وقد تكون هناك حاجة للتعاون بين تركيا ودول شرق المتوسط، من أجل استغلال الموارد المغمورة في تلك المنطقة، لكن تحركات تركيا الأخيرة قد تنذر بتعميق الانقسامات القائمة في هذه المنطقة بالفعل، كما يقول مراسل الشؤون الدبلوماسية في بي بي سي، جوناثان ماركوس، فقد وصلت طائرة عسكرية تركية مسيرة إلى قاعدة في الجزء الشمالي من قبرص المدعوم من تركيا، في مهمة تتعلق بالمساعدة في مشاريع التنقيب عن الغاز المثيرة للجدل على مقربة من الجزيرة.

وتعدّ منطقة شرق المتوسط من المناطق الغنية بالغاز الطبيعي؛ وتقدّر هيئة المسح الجيولوجي الأمريكية مخزونات الغاز الطبيعي في تلك المنطقة بـتريليونات الأمتار المكعبة، التي تساوي قيمتها مئات المليارات من الدولارات، فضلا عما تحتويه من الملايين من براميل النفط، وتنقّب كل من قبرص واليونان وإسرائيل عن الغاز أيضا في تلك المنطقة.

وقال مسؤول عسكري تركي إن الطائرة المسيرة هي لحراسة سفن التنقيب البحري التركية، حيث توجد سفينتان هما الفاتح ويافوز، في المنطقة، رغم الانتقاد الشديد من قبرص وشركائها الأوروبيين ومصر، وتقول حكومة جمهورية قبرص إن تركيا طالما انتهكت حقوقها الحصرية في الحفر في المنطقة، لكن يبدو أن تركيا لا تقر تلك الحقوق، وتقول إنها تكثف حملاتها لاستكشاف النفط والغاز في نطاق أراضيها، وهو ما يظهر أن لها طموحات أكثر توسعا.

ووفقا للاتفاق التركي مع الحكومة الليبية في طرابلس، فإن أنقرة توسّع منطقتها الاقتصادية الخاصة حتى باتت تُلامس تلك الخاصة بليبيا، واستهدف هذا الاتفاق حماية حقوق الدولتين ضد أي "تعديات" من أطراف أخرى في المنطقة، وفي مذكرة تفاهم منفصلة، اتفقت أنقرة مع حكومة فايز السراج على تعاون عسكري، وقال الرئيس التركي رجب طيب أردوغان إن حكومته "مستعدة لإمداد ليبيا بكل أنواع الدعم"، وتقاتل حكومة السراج المعترف بها دوليا قوات متمركزة شرقي ليبيا يقودها الجنرال السابق خليفة حفتر، الذي وصفه أردوغان مؤخرا بأنه "قائد غير شرعي".

ويرى البعض أن هذا الاتفاق التركي-الليبي يأتي في إطار ردّ أنقرة على اجتماع عُقد في القاهرة بين ممثلين عن مصر والأردن وإسرائيل واليونان وقبرص وإيطاليا والسلطة الفلسطينية، والذي تمّتْ فيه الدعوة لتدشين منتدى لشرق المتوسط حول الغاز باستثناء تركيا، ويرى ماركوس أن الاتفاق التركي-الليبي يفصل إسرائيل ومصر وقبرص والفلسطينيين عن اليونان وإيطاليا، ويهدد مشاريع إمداد الطاقة المخطط تدشينها في المنطقة.

وقد اعترضت مصر على ذلك الاتفاق، أما اليونان فقد طردت السفير الليبي وتلقت دعما في ذلك من الاتحاد الأوروبي، وتنظر تركيا إلى هذه المشاريع باعتبارها تهديدا ينطوي على نوع من التطويق والحصار الاقتصادي، وحذر ماركوس من أنه ما لم يكن هناك اتفاق يتمكن بموجبه كل طرف من استغلال موارد الغاز في منطقة شرق المتوسط، فإن ثمة تهديدا يلوح في الأفق بأن تكون هذه المنطقة بؤرة توتر جديدة، وتقول جمهورية قبرص إن تركيا لا حق لها في التنقيب عن النفط والغاز قبالة سواحلها.

وتزعم تركيا أن أعمال الحفر التي تقوم بها تحدث داخل الجرف القاري الذي يخصها، ومن ثمّ فإنها لا تخالف القانون الدولي، وتم الفصل بين مجتمعي القبارصة اليونانيين والقبارصة الأتراك بمنطقة عازلة بموجب قرار أممي صدر عام 1974، بعد اجتياح تركيا شمال الجزيرة القبرصية ردا على انقلاب عسكري مدعوم من اليونان، وتعترف تركيا وحدها بجمهورية شمال قبرص التركية المعلَنة من جانب واحد، ومما يزيد الموقف تعقيدا في منطقة الشرق الأوسط، هدد أردوغان في وقت سابق بطرد القوات الأمريكية من قاعدة إنجرليك الجوية إذا فرضت الولايات المتحدة عقوبات على بلده، كما هدد أيضا بإغلاق قاعدة كوراجيك للرادار التي يستخدمها حلف شمال الأطلسي (ناتو).

وكان وزير الخارجية التركي، مولود تشاووش أوغلو، قد صرح من ذلك بتهديدات مماثلة، ومن المقرر أن يناقش مجلس الشيوخ الأمريكي، تشريعا مقترحا لمعاقبة تركيا على شراء نظام الصواريخ الروسية من طراز (إس 400)، الذي لا يتوافق مع الأنظمة التي يستخدمها الأعضاء الآخرون في الناتو.

طائرة مسيرة تهبط في شمال قبرص للتنقيب عن الطاقة

قال مسؤول تركي إن طائرة تركية مسيرة مخصصة للمساعدة في البحث عن الهيدروكربونات في شرق البحر المتوسط هبطت في مطار في جزيرة قبرص المقسمة، وذلك في خطوة يمكن أن تزيد التوتر بين تركيا واليونان، وقالت وكالة دمير أوران للأنباء إن حكومة جمهورية شمال قبرص التركية الانفصالية حددت مطار جتشيتكالى على الجزيرة كقاعدة لكل من الطائرات المسيرة المسلحة وغير المسلحة استجابة لطلب من تركيا، وقبرص عضو في الاتحاد الأوروبي، وهي مقسمة منذ غزو تركي عام 1974 حدث ردا على انقلاب قصير بإيعاز يوناني، وهي في خلاف قائم مع تركيا منذ سنين فيما يتعلق بملكية مكامن الطاقة في شرق البحر المتوسط الذي يُعتقد أنه غني بالغاز الطبيعي.

وقال رئيس إدارة الصناعات الدفاعية التركية إسماعيل دمير إن أول طائرة تركية مسيرة غير مسلحة أقلعت من مطار في إقليم موغلا الواقع في غرب تركيا وهبطت في مطار جتشيتكالى وفي وقت لاحق قالت وكالة دمير أوران للأنباء إن الطائرة بدأت طلعتها الأولى في شرق البحر المتوسط، لكن الوكالة لم تخض في تفاصيل أخرى، كانت تركيا قد بدأت في التنقيب عن النفط والغاز قبالة ساحل قبرص في وقت سابق من العام الجاري وأرسلت سفينتي حفر وسفينة تنقيب ترافقها طائرات مسيرة وردا على ذلك قال الاتحاد الأوروبي إن هذه الأنشطة غير مشروعة وأعد عقوبات على تركيا، وتقول تركيا إن بعض المناطق التي تعمل بها سفن القبارصة اليونانيين إما ضمن الرصيف القاري التركي أو في أجزاء يملك القبارصة الأتراك حقوقا في أي اكتشافات بها.

هل ستوقف تركيا أنشطة التنقيب؟

حذرت تركيا من أنها ستمنع دولا أخرى من القيام بعمليات استكشاف وتنقيب عن الغاز في مناطق تقول إنها تابعة لها في شرق المتوسط، ويتصاعد التوتر بشأن الحدود البحرية في المنطقة منذ اكتشاف كميات كبيرة من الغاز، وأثار اتفاق بحري بين تركيا وليبيا غضب دول محاذية أخرى، تطالب بحقوق في مناطق واسعة من شرق المتوسط كاليونان وشركائها الإقليميين.

وقال وزير الخارجية مولود تشاوش أوغلو في مقابلة مع شبكة خبر التلفزيونية "لا أحد يمكنه القيام بهذه الأنواع من الأنشطة في جرفنا القاري من دون إذننا"، وردا على سؤال بشأن رد تركيا في حال جرت أعمال تنقيب قال "سنوقفهم طبعا"، غير أن تشاوش أوغلو أضاف أن تركيا على استعداد للجلوس مع اليونان لحل الخلاف، وقال "لسنا مع التوترات، بل مع مقاربة يمكنها ضمان حقوق الجانبين بموجب القانون الدولي"، وتطرق تشاوش أوغلو أيضا للتوتر المتصاعد مع الولايات المتحدة بسبب شراء تركيا منظومة الدفاع الصاروخي الروسية إس-400 والذي قد يتسبب بفرض عقوبات أميركية، وأشار إلى أن تركيا ستفكر في إخراج الجنود الأميركيين من قواعدهم التركية في حال فرضت عقوبات، وأضاف "كل من إنجرليك ومحطة كوريتشيك (للرادار) يمكن أن تطرحا على الطاولة".

فرض عقوبات على تركيا بشأن التنقيب

اتفق وزراء خارجية الاتحاد الأوروبي على فرض عقوبات اقتصادية بسبب أعمال حفر تقوم بها تركيا قبالة الساحل القبرصي فيما يضع الإطار القانوني لحظر سفر وتجميد أرصدة لكنهم لن يحددوا الأسماء حتى موعد لاحق، ويهدف القرار إلى معاقبة أنقرة على انتهاك المنطقة الاقتصادية البحرية القبرصية بالحفر قبالة الجزيرة المقسمة ويعكس القرار تدهور علاقات الاتحاد الأوروبي مع تركيا.

ويأتي ذلك بعد قرار منفصل بوقف مبيعات السلاح الجديدة من حكومات الاتحاد الأوروبي لأنقرة بسبب توغلها في سوريا، وتقول تركيا، المرشحة رسميا لعضوية الاتحاد الأوروبي، إنها تعمل في مياه على الرصيف القاري الخاص بها أو في مناطق للقبارصة الأتراك حقوق فيها، وقال وزراء الاتحاد الأوروبي في بيان إن قرار "سيتيح فرض عقوبات على الأفراد أو الكيانات المسؤولة عن أو المشاركة في أنشطة التنقيب غير المشروعة عن الهيدروكربونات في شرق البحر المتوسط".

وقال دبلوماسيان من الاتحاد الأوروبي إن هذا النهج التدريجي يعطي تركيا الفرصة لإنهاء ما يقول الاتحاد الأوروبي إنها أنشطة حفر "غير قانونية" قبل بدء سريان أي إجراءات، وقال دبلوماسيون إنه في حال فرض العقوبات فمن المرجح أن تستهدف عمليات تجميد الأصول والمنع من السفر الجيش التركي وقباطنة سفن الحفر.

وقسمت قبرص في عام 1974 بعد غزو تركي أثاره انقلاب قصير الأمد بإيعاز من اليونان وفشلت العديد من جهود حفظ السلام وعقد اكتشاف موارد بحرية المفاوضات، وتدهورت علاقات الاتحاد الأوروبي مع تركيا العضو في حلف شمال الأطلسي بعد تعثر مسعى أنقرة المستمر منذ سنوات للانضمام للاتحاد الأوروبي أكبر تكتل تجاري في العالم، ومع حملة الرئيس التركي رجب طيب أردوغان على المعارضين وسلطاته الرئاسية الكاسحة الجديدة التي يقول الاتحاد الأوروبي إنها تفتقر للقيود والتوازنات تقول العديد من دول الاتحاد إن تركيا لم تعد مؤهلة لأن تكون مرشحة، ناهيك عن عضوة، في الاتحاد الأوروبي بسبب عدم التزامها بمعايير الديمقراطية.

اتفاق بشأن الحدود البحرية بين تركيا وليبيا

وقعت الحكومة الليبية المعترف بها دوليا وتركيا اتفاقا بشأن الحدود البحرية في البحر المتوسط يمكن أن يعقد نزاعات أنقرة المتعلقة باستكشاف الطاقة مع دول أخرى، ولم تقدم الحكومة التركية تفاصيل عن الاتفاق الذي أعلنته فضلا عن اتفاق لتوسيع نطاق التعاون الأمني والعسكري، ولم تذكر أنقرة أين تلتقي الحدود البحرية بين تركيا وليبيا لكن عمليات التنقيب التي تقوم بها تركيا تغضب كلا من القبارصة اليونانيين واليونان والاتحاد الأوروبي.

ورفضت اليونان الإعلان ووصفته بأنه أمر مناف للعقل من الناحية الجغرافية لأنه يتجاهل وجود جزيرة كريت اليونانية بين الساحلين التركي والليبي، والتوتر متصاعد من الأصل بين أثينا وأنقرة بسبب تنقيب تركيا في شرق المتوسط قبالة ساحل قبرص المقسمة، ووافق وزراء خارجية الاتحاد الأوروبي على فرض عقوبات اقتصادية على تركيا قبل أسبوعين لمعاقبتها على عمليات التنقيب قبالة ساحل قبرص في انتهاك للمنطقة البحرية الاقتصادية الخالصة قبالة الجزيرة المقسمة.

ويضع هذا الخلاف تركيا في مواجهة مع عدة دول في شرق المتوسط أبرمت اتفاقات بحرية وأخرى تتعلق بمناطق اقتصادية مع اليونان وقبرص، مما يترك أنقرة بلا حلفاء تقريبا في المنطقة، ووقع الاتفاقان في اجتماع باسطنبول بين الرئيس التركي رجب طيب أردوغان ورئيس الحكومة الليبية المعترف بها دوليا في طرابلس فائز السراج، الذي تسانده أنقره في مواجهة الحكومة المنافسة في شرق ليبيا.

وقال وزير الخارجية التركي مولود جاويش أوغلو متحدثا عن مذكرة التفاهم التي وقعت بهذا الشأن "هذا يعني حماية حقوق تركيا بموجب القانون الدولي"، وأضاف أنه يمكن توقيع مثل هذه الاتفاقات مع دول أخرى إذا تم التغلب على الخلافات وأن أنقرة تؤيد "الاقتسام العادل" للموارد بما في ذلك قبالة قبرص، ومضى يقول "نحن مستعدون للعمل معا مع أي أحد لكن إذا لم تفضل دول أخرى هذا الأمر فهذا شأنها".

وقال وزير الخارجية اليوناني نيكوس ديندياس إن أي اتفاق بحري بين ليبيا وتركيا "يتجاهل شيئا شديد الوضوح وهو أن بين هاتين الدولتين جغرافيا يوجد كتلة ضخمة من الأرض وهي كريت... وبالتالي مثل تلك المحاولة هي أمر مناف للعقل" ونددت مصر، التي توترت علاقاتها مع تركيا منذ عزل الجيش المصري الرئيس محمد مرسي المنتمي لجماعة الإخوان المسلمين عام 2013، بالاتفاق باعتباره "غير شرعي ومن ثم لا يلزم ولا يؤثر على مصالح وحقوق أية أطراف ثالثة، ولا يترتب عليه أي تأثير على حقوق الدول المشاطئة للبحر المتوسط، ولا أثر له على منظومة تعيين الحدود البحرية في منطقة شرق المتوسط".

وأكدت الحكومة المعترف بها دوليا في طرابلس توقيع الاتفاقين الجديدين لكنها لم تعلن تفاصيل، وقالت حكومة شرق ليبيا، حيث تتمركز فصائل سياسية منافسة منذ عام 2014، إن اتفاق الحدود البحرية "غير مشروع"، ووصفت لجنة الشؤون الخارجية بالبرلمان الموجود في شرق ليبيا الاتفاق بأنه انتهاك صارخ لأمن وسيادة ليبيا وتهديد للسلم والأمن في البحر المتوسط.

تعاون عسكري

قال فخر الدين ألتون مدير الاتصالات بالرئاسة التركية على تويتر إن أنقرة واثقة من أن اتفاق التعاون العسكري سيساهم في تحسين الأمن لليبيين، وأضاف "الاتفاق الأمني يمهد لعمليات تدريب وتعليم ويضع الإطار القانوني ويعزز الروابط بين جيشينا... سنواصل كذلك الدعوة من أجل التوصل لحل سياسي لبناء ليبيا ديمقراطية ومستقرة ومزدهرة" وتعاني ليبيا منذ 2014 انقساما بين فصائل عسكرية وسياسية في العاصمة وفي شرق البلاد حيث يدور صراع بين حكومة السراج بطرابلس وقوات يقودها خليفة حفتر مقرها في شرق ليبيا.

ويسيطر حفتر على معظم حقول ومنشآت النفط في البلاد لكن العائدات النفطية تخضع لهيمنة البنك المركزي في طرابلس، وتخوض الفصائل المسلحة المتحالفة مع الحكومتين معارك على مشارف العاصمة طرابلس، وقالت قوات شرق ليبيا (الجيش الوطني الليبي)، بقيادة حفتر، إنها قطعت كل العلاقات مع تركيا وإن الرحلات الجوية التجارية أو السفن التي تحاول دخول ليبيا ستعامل باعتبارها عدوا.

ويقول دبلوماسيون إن أنقرة أمدت السراج بطائرات مُسيرة ومركبات بينما يتلقى الجيش الوطني الليبي دعما من الإمارات ومصر.

هل ستوقف إسرائيل العمل في مشروع الغاز بقبرص

نصحت وزارة الطاقة الإسرائيلية ثلاث شركات طاقة بعدم بدء العمل في حقل أفروديت للغاز قبالة قبرص حتى يتوصل البلدان إلى اتفاق بشأن ملكية الاحتياطيات، وقبرص وإسرائيل عالقتان في نزاع مستمر منذ عدة سنوات بشأن احتياطيات الغاز التي تمتد إلى حدود البلدين البحرية، ولا توجد ضمانات بالتوصل إلى تسوية قريبا، ووقعت قبرص امتيازا مدته 25 عاما مع نوبل إنرجي وشل وديليك للحفر للتنقيب في حقل أفروديت، الذي اُكتشف في البداية في 2011.

وبعث عودي أديري المدير العام لوزارة الطاقة الإسرائيلية خطابا إلى مسؤولين في الشركات الثلاث قائلا إنه يجب ألا يبدأ التطوير لحين التوصل إلى اتفاق بين حكومتي إسرائيل وقبرص، وأكد الخطاب الصادر لها، على موقف إسرائيل الممتد منذ فترة طويلة بأن هناك حاجة إلى اتفاق "لتسهيل الاستكشاف والتطوير العادل للحقل"، وقال أديري إن أحد الخيارات التي أثيرت، كان أن تجري الشركات المرخص لها من الجانبين مفاوضات مباشرة، تخضع لموافقة كلتا الحكومتين.

وامتنعت نوبل وديليك عن التعليق على الخطاب، ولم ترد شل حتى الآن على طلب للتعقيب، ولم يصدر رد فوري عن حكومة قبرص، ويحوي حقل أفردويت 4.1 تريليون قدم مكعبة من الغاز وفقا للتقديرات، وعلى المحك نحو عشرة بالمئة من المخزون، وهو ما يمثل جزءا صغيرا من الغاز المُكتشف بالفعل في إسرائيل.

إسرائيل تمنح شركات رخص تنقيب بحري

منحت إسرائيل رخصا للتنقيب البحري لمجموعتين من شركات الطاقة في أحدث جولة عطاءات لها للتنقيب بشرق البحر المتوسط، وتأمل وزارة الطاقة الإسرائيلية، التي أعلنت عن الأمر، في أن يساعد النشاط الجديد في أن تصبح إسرائيل مركزا إقليميا للطاقة بعد اكتشاف كميات هائلة من الغاز الطبيعي قبالة سواحلها، وحصلت المجموعة الأولى، المؤلفة من الشركتين البريطانيتين كيرن إنرجي وفاروس إنرجي، اللتين تقدمان عروضا للمرة الأولى، وأيضا شركة ريشيو أويل الإسرائيلية، على رخص للتنقيب في ثماني مناطق بحرية.

وحصل الكونسورتيوم الثاني، الذي يضم شركتي إنرجيان وإسرائيل أوبورتيونيتي اللتين قدمتا عطاءات سابقا، على أربع مناطق للتنقيب، واكتشفت إسرائيل في 2009 أن لديها احتياطيات كبيرة من الغاز الطبيعي في شرق البحر المتوسط مما حولها من مستورد إلى مصدر للطاقة، وتأمل في جذب شركات كبيرة للنفط والغاز للعمل قبالة سواحلها.

ذات صلة

عالم الإسلام متماثلا اجتماعيا وثقافيا.. الطاقة الممكنةصناعة الاستبداد بطريقة صامتةوزارتا التربية والتعليم العالي في العراق مذاكرةٌ في تجاذبات الوصل والفصلالجنائية الدولية وأوامر الاعتقال.. هل هي خطوة على طريق العدالة؟التناص بوصفه جزءاً فاعلاً في حياتنا