السياحة العالمية: عودة الانتعاش الى أوروبا والصين مقابل ركود ترامب

ندى علي

2018-07-22 08:48

في الآونة الأخيرة شهدت السياحة العالمية انتعاشاً ملحوظاً بعد ان عانت الكثير من المشاكل والصعوبات بسبب الارهاب والازمة المالية التي أسهمت بتدهور هذا القطاع الأساسي للكثير من الدول باعتباره أهم الصناعات العالمية من حيث ترصين القيمة الاقتصادية وتوفير فرص عمل مناسبة، وهدف رئيسي للمعظم البلدان في الوقت الحاضر والمستقبل ايضا، من اجل انتعاش التنمية والتخلص من الأزمات الأخرى.

فقد اعتمدت معظم الدول السياحية خطط وإجراءات جديدة من اجل تحفيز وإنعاش صناعة السياحة، فيما يتوقع بعض خبراء الاقتصاد ان السنوات القليلة المقبلة ستشهد نمو السياحة وزيادة عدد وإنفاق السواح.

إذ يكتسب قطاع السياحة في العالم أَهمية خاصة في البلدان، التي لا تعتمد على النفط في اقتصادها، وقد اهتمت الدول النامية بالمرافق السياحية وحاولت تطويرها خصوصا بعد الازمة المالية الاخيرة لضمان النمو الاقتصادي بالاستثمار السياحي، فعلى الرغم من الوضع الاقتصادي والسياسي غير المستقر عالميا، إلا أن السياحة ومواردها أصبحت من الأنشطة الاقتصادية الرائجة والمهمة لدى معظم بلدان المعمورة في عصرنا الحديث، لتصبح السياحة مرهما اقتصاديا يخفف من اوجاع أزمة الاقتصاد العالمي.

وفي اخر التطورات على هذا الصعيد، ففي ظل الحرب التجارية المستعرة بين واشنطن وبكين.. يعتزم فندق في مدينة شنتشن بجنوب الصين فرض رسوم إضافية بنسبة 25 بالمئة على النزلاء الأمريكيين، فكما يبدو أن الآمال الأمريكية في تحسين سمعتها كمقصد يرحب بالأجانب قد تأثرت أكثر بسبب فرض ترامب رسوما على واردات الصلب والألومنيوم، مما أثار مخاوف من نشوب حرب تجارية عالمية.

على الصعيد نفسه، قال خبراء في مجال السفر خلال معرض (آي.تي.بي) في برلين للسياحة هذا الأسبوع إن الولايات المتحدة تضيع فرصة الاستفادة من ازدهار السياحة في العالم متأثرة بما يسمى ”ركود ترامب“ وأسعار صرف العملات، في المقابل دعم الصينيون والروس العام 2017 نهوض القطاع السياحي في الشرق الاوسط بعد ان سجل العام 2016 نتائج سيئة في حين ان السياح الاوروبيين لا يزالون مترددين وقلقين حيال الاوضاع الامنية وانعدام الاستقرار السياسي في المنطقة.

السياح آخر ضحايا الحرب التجارية بين أمريكا والصين

في ظل الحرب التجارية المستعرة بين واشنطن وبكين.. يعتزم فندق في مدينة شنتشن بجنوب الصين فرض رسوم إضافية بنسبة 25 بالمئة على النزلاء الأمريكيين، وذكرت صحيفة جلوبال تايمز التابعة لصحيفة تشاينا ديلي الناطقة بلسان الحزب الشيوعي الصيني الحاكم في تقرير أن مجموعة فنادق مودرن كلاسيك نشرت إخطارا في فنادقها تبلغ فيه النزلاء الأمريكيين بفرض الرسوم الإضافية عليهم.

وقال متحدث باسم الفندق يدعى يانغ للصحيفة ”نشرنا الإخطار،غضب مديرنا بشدة بسبب الرسوم الجمركية التي تعتزم أمريكا فرضها على الصين لذلك قررنا مساندة بلدنا والتعبير عن دعمنا“، وقال من ردوا على أرقام الهاتف المنشورة على موقع الفندق الإلكتروني يوم الجمعة إنه ليس لديهم علم بشأن هذه السياسة الجديدة.

ولم تظهر مؤشرات عامة تذكر حتى الآن على وجود نشاط معادي للولايات المتحدة في الصين مع تنامي النزاع التجاري، لكن هناك بعض المؤشرات على أن المواطنين الصينيين يتعاملون مع الأمر بأنفسهم بعيدا عن الإجراءات الحكومية حيث كشفت صورة تداولتها وسائل التواصل الاجتماعي لافتة في أحد المطاعم بإقليم هونان بأن هناك رسوما إضافية بنسبة 25 بالمئة على رواد المطعم الأمريكيين.

أمريكا تخفق في مواكبة ازدهار السياحة العالمي

قال خبراء في مجال السفر خلال معرض (آي.تي.بي) في برلين للسياحة هذا الأسبوع إن الولايات المتحدة تضيع فرصة الاستفادة من ازدهار السياحة في العالم متأثرة بما يسمى ”ركود ترامب“ وأسعار صرف العملات.

ويصر الرئيس دونالد ترامب على أن حظر السفر الذي يمنع دخول زائرين من دول بينها إيران وليبيا وسوريا ضروري لحماية الولايات المتحدة من المتشددين الإسلاميين، لكن الحظر أثار قلقا بشأن صورة الولايات المتحدة كبلد يرحب بالزائرين، كما أظهرت بيانات تراجع عدد السياح في العام الماضي، فقد تراجع عدد الوافدين الأجانب إلى الولايات المتحدة بنسبة أربعة في المئة في أول ثلاثة أرباع من 2017، العام الأول لرئاسة ترامب، بحسب أحدث بيانات أمريكية متاحة، في المقابل ارتفع عدد السياح على مستوى العالم في 2017 سبعة في المئة، وهي أكبر زيادة في سبعة أعوام، وذلك بحسب إحصاءات منظمة السياحة العالمية التابعة للأمم المتحدة.

وقال تيلو كروس دوينو مالك شركة كانوسا السياحية الألمانية المتخصصة في الرحلات إلى أمريكا الشمالية ”السياسة لا تساعدنا“، وأضاف ”إمكانات الولايات المتحدة يمكن أن تكون أكبر بكثير. تراجعت الأسعار بسبب ضعف العملة وكان يفترض أن نشهد زيادة أكبر في الطلب“، وقالت شركة جي.إف.كيه الألمانية لأبحاث السوق إن الحجوزات من ألمانيا إلى الولايات المتحدة انخفضت 20 بالمئة لموسم صيف 2018 رغم أنها قالت إن التراجع ربما كان نتيجة عوامل منها موسم الأعاصير في العام الماضي وأسعار الصرف فضلا عن تأثير سياسة ترامب.

الروس والصينيون يدعمون نهوض القطاع السياحي في الشرق الاوسط

دعم الصينيون والروس العام 2017 نهوض القطاع السياحي في الشرق الاوسط بعد ان سجل العام 2016 نتائج سيئة في حين ان السياح الاوروبيين لا يزالون مترددين وقلقين حيال الاوضاع الامنية وانعدام الاستقرار السياسي في المنطقة.

بحسب حصيلة منظمة السياحة العالمية، جذب الشرق الاوسط 58 مليون سائح اجنبي في 2017 اي اكثر ب4,8% من العام 2016، وفي 2016 تراجعت السياحة 2,4% بسبب الاعتداءات الجهادية التي وقعت في تونس ومصر وتركيا واستهدفت معالم سياحية.

وقال التونسي جلال قاسمي المسؤول عن وكالة غرانادا ترافل سيرفيسز للسفر في المعرض العالمي للسياحة الذي ينظم هذا الاسبوع في مدريد "مع الوقت ينسى الناس الاحداث ويعودون"، وباتت دول الشرق الاوسط تحدد اهدافا طموحة مستندة الى ثلاث ركائز اساسية لجذب زبائنها وهي روسيا والصين والسياح من الدول المجاورة.

وحذر ماركوس لي رئيس مجلس ادارة ويلكوم تشاينا التي تنضوي تحت مجموعة اي سي اي اف، التي تضم 11 الف شركة في القطاع انه بالنسبة الى السياح الصينيين، يجب الا نعتمد على النجاحات السابقة، واوضح انه عندما يجب اختيار وجهة فان الصينيين يعطون اولوية للمسائل الامنية والمطالب المتعلقة بتأشيرات الدخول ويعربون عن القلق للرحلات الجوية غير الكافية مع دول الشرق الاوسط.

لكن سلوكهم تغير خصوصا مع زيادة اسفارهم وقدراتهم الشرائية. وقال لي "قبل عقدين مثلا عندما كان الصينيون يزورون اوروبا كانوا يريدون زيارة 10 بلدان في 10 ايام. ولم يعد الامر كذلك اليوم وبتنا الان نركز على بلد واحد لعشرة ايام".

الصين تتقدم على نيوزيلندا

أظهرت بيانات رسمية استرالية أن عدد السائحين الصينيين الذين زاروا استراليا تجاوز عدد السائحين من نيوزلندا خلال 12 شهرا حتى فبراير شباط وأن مجمل عدد السائحين في تلك الفترة وصل لمستويات قياسية.

وأوضحت بيانات صادرة من المكتب الاسترالي للإحصاءات أن نحو 1.39 مليون صيني زاروا استراليا خلال تلك الفترة بزيادة نسبتها 13.2 في المئة عن العام السابق وأن عددهم تجاوز للمرة الأولى عدد الزائرين الذين وصلوا إلى استراليا قادمين من نيوزيلندا المجاورة.

وبلغ عدد السائحين الذين وصلوا من نيوزيلندا خلال الفترة ذاتها 1.36 مليون شخص، وحقق إجمالي عدد السائحين الذين وصلوا إلى استراليا رقما قياسيا خلال 12 شهرا حتى فبراير شباط إذ بلغ 8.9 مليون في الوقت الذي زاد فيه الإنفاق المرتبط بالسياحة خلال عام حتى شهر ديسمبر كانون الأول ليصل إلى 41.3 مليار دولار استرالي (32 مليار دولار) وهو أيضا رقم قياسي، ووصلت إلى استراليا كذلك أعداد قياسية من الزوار من الولايات المتحدة والهند خلال الفترة ذاتها، وتسعى السلطات المعنية بالسياحة في استراليا إلى جذب سائحين من الصين بصفة خاصة لميلهم للبقاء لفترات أطول ولمزيد من الإنفاق مقارنة بالزائرين من دول أخرى.

وبالنسبة لاستراليا، تعد الصين أكبر سوق لجلب السائحين إليها منذ عام 2011 إذ زاد عددهم على مدى السنوات الخمس الماضية إلى المثلين مما دفع عائدات السياحة وأحدث ازدهارا في التنمية السياحية المتعلقة بقطاع الفنادق وحقق أرباحا قياسية لشركات الطيران وشركات السياحة.

إيرادات تركيا من السياحة تقفز في 2017 مع عودة السياح الروس

أظهرت بيانات‭ ‬ أن إيرادات تركيا من السياحة قفزت حوالي 20 بالمئة في 2017 مدعومة بتضاعف عدد السياح الروس خمس مرات بفضل تحسن الروابط الدبلوماسية بين البلدين، وإيرادات السياحة مصدر رئيسي لتمويل عجز كبير في ميزان المعاملات الجارية التركي.، وأشارت البيانات التي أصدرها معهد الاحصاء التركي إلى أن إيرادات السياحة ارتفعت 18.9 بالمئة إلى 26.28 مليار دولار العام الماضي متعافية من هبوط حاد في 2016 ، وأظهرت أيضا أن عدد السياح الروس تضاعف أكثر من خمس مرات ليصل إلى 4.72 مليون، وإجمالا، ارتفع عدد السياح الذين زاروا تركيا العام الماضي بنسبة 27.84 بالمئة إلى 32.41 مليون، وبعد روسيا، جاء أكبر عدد من السياح من ألمانيا وإيران. وفي ديسمبر كانون الأول وحده قفز عدد السياح الأجانب بنسبة 30.84 بالمئة.

باريس تستعيد ثقة السياح

استعادت باريس ثقة السياح عام 2017 بعد عامين أسودين تأثرا باعتداءات إرهابية، حيث استضافت فنادقها 33,8 مليون سائح، بزيادة 2,9 مليون شخص عن العام 2016. ولا يزال السياح الأمريكيون يشكلون الفئة الأكبر بين الزوار الأجانب، بينما زاد عدد الزوار الصينيين واليابانيين بشكل ملحوظ.

شهدت العاصمة باريس في 2017 عودة كثيفة للسياح الأجانب والفرنسيين الذين توافدوا بأعداد قياسية محت أثر عامين أسودين طبعتهما اعتداءات 2015 و2016، واستضافت فنادق باريس وضاحيتها في العام الفائت 2,9 ملايين سائح إضافي عن العام 2016، وعددا إجماليا بلغ 33,8 ملايين سائح، على ما أعلنت لجنة منطقة إيل دو فرانس (باريس ومنطقتها) للسياحة، وقال رئيس اللجنة إريك جونميتر في لقاء صحافي إن "المنطقة خسرت حوالي 1,5 ملايين زائر في 2016، لذلك أتت هذه الانتعاشة بعدد قياسي بمثابة مفاجأة سارة، لأنها لم تكن سهلة"، وأضاف أن "جميع فئات الزبائن بلا استثناء تشهد نموا"، وبدا ارتفاع عدد الزوار الذي بلغ نسبة 9,5% في فنادق العاصمة أكبر بالنسبة للسياح الأجانب (+13,7%) مما سجل السياح الفرنسيون (+5,9%).

السياحة في إسبانيا تسجل مستوى قياسيا للعام الخامس

أظهرت إحصاءات حكومية أن عدد السائحين الذين زاروا إسبانيا سجل مستوى قياسيا للعام الخامس على التوالي في 2017 على الرغم من هجمات نفذها متشددون في قطالونيا والضبابية السياسية المتعلقة بحركة استقلال الإقليم.

وشهدت إسبانيا، التي تشكل فيها السياحة نحو 11 بالمئة من الاقتصاد، زيادة في عدد الزائرين الأجانب لأسباب من بينها مخاوف أمنية في مقاصد سياحية أخرى تحظى بإقبال مثل مصر وتركيا.

وكشفت البيانات الأولية المعلنة مساء يوم الأربعاء أن عدد الزائرين الوافدين إلى إسبانيا زاد 8.9 بالمئة على أساس سنوي إلى 82 مليون سائح وهو ما يجعل إسبانيا ثاني أكثر الدول زيارة بعد فرنسا ويدفع الولايات المتحدة إلى المركز الثالث، وأظهرت البيانات أن الإنفاق السياحي سجل أيضا رقما قياسيا جديدا في 2017 حيث زاد 12.4 بالمئة مقارنة مع 2016.

ووفق البيانات النهائية لأول 11 شهرا من عام 2017 والتي أُعلنت يوم الأربعاء أيضا فإن السائحين البريطانيين ظلوا أكبر زائرين لإسبانيا من حيث الجنسية إذ بلغ عددهم 18 مليون سائح بزيادة سبعة بالمئة على أساس سنوي.

وظل إقليم قطالونيا أكثر المناطق ارتيادا في إسبانيا في 2017 على الرغم من هجومين كبيرين على أماكن سياحية مهمة في أغسطس آب أسفرا عن مقتل 16 شخصا وإصابة أكثر من مئة آخرين.

وتراجعت السياحة في برشلونة عاصمة الإقليم بشكل طفيف بعد الهجمات ثم انخفضت مجددا في أكتوبر تشرين الأول بعد استفتاء على الاستقلال صاحبه عنف من جانب الشرطة واحتجاجات جماعية. لكنها انتعشت مجددا منذ ذلك الحين.

أمستردام تخطط للحد من "غزو" السائحين

كشفت أمستردام عن خطط لخفض عدد السائحين الوافدين إليها في تجاوب مع استياء الكثير من سكان العاصمة الهولندية من ”غزو“ السياح لوسط المدينة العتيق، وتعهد حزب الخضر اليساري وعدد من الأحزاب الأخرى، التي تتفاوض على تشكيل حكومة جديدة للبلدية عقب انتخابات محلية في مارس آذار، على إعادة ”التوازن إلى المدينة“، وذلك في وثيقة تحمل ذلك الاسم اطلعت عليها رويترز وترقى لأن تكون جزءا من الاتفاق الحكومية، وجاء في الوثيقة أن ”التداعيات السلبية تلقي بظلالها بوتيرة متزايدة على الجوانب الإيجابية للسياحة مثل العمالة والعوائد التي تدرها على المدينة“، ومن بين تلك التداعيات القمامة والتلوث الضوضاء، ومن التغييرات التي تقترحها الوثيقة الحد من ”وسائل النقل الترفيهية“ ومنها المركبات المفتوحة التي تقدم الجعة للركاب خلال الرحلة وكذلك الحد من استخدام المشروبات الكحولية في القوارب التي تسير في القنوات المائية بالمدينة وفرض مزيد من القيود على شركات تأجير المنازل مثل (إير بي.إن.بي) وغيرها فضلا عن زيادة كبيرة في الضرائب.

ويبلغ عدد سكان أمستردام نحو 800 ألف شخص ومن المتوقع أن تستقبل خلال العام الحالي 18 مليون سائح بزيادة 20 في المئة عن 2016، ويزداد الشعور بعدم تقبل السائحين والغرباء في المدينة، إذ أنهم أحد أسباب ارتفاع أسعار الشقق السكنية إلى حد يجعلها بعيدة عن متناول المواطن الهولندي، وبلغ متوسط سعر الشقة في أمستردام 407 آلاف يورو (475 ألف دولار) خلال عام 2017 بزيادة 12 في المئة عن 2016.

الذكاء الاصطناعي يشق طريقه الى القطاع السياحي

من غرف الفنادق التي تتكيف تلقائيا مع أذواق النزلاء إلى نظارات الواقع الافتراضي المستخدمة ككتيبات للإرشاد السياحي ... تدخل التقنيات الجديدة بقوة إلى قطاع السياحة الذي يأمل العاملون فيه الإفادة من الفرص الكبيرة التي يوفرها الاطلاع على البيانات الشخصية.

ففي فنادق المستقبل، ستتم الاستعاضة عن عمال الاستقبال بمرايا مزودة بتقنية التعرف على الوجوه. وفور التعرف الى الزبون، تتكيف الغرفة فورا مع المتطلبات التي كان قد حددها في وقت الحجز، لناحية درجة حرارة الغرفة ومستوى الإنارة واللوحات التي يرغب في رؤيتها لفنانيه المفضلين في إطارات الصور الرقمية المعلقة على الجدران.

حتى الأقفال باتت ذكية اذ انها تفتح وتغلق عن طريق تطبيق "واتساب" من الهاتف الخاص بالزبون، وفق كارلوس مينديس المسؤول عن الابتكار في شركة "التران" الفرنسية للاستشارات التقنية التي تقدم نموذجها التجريبي هذا الأسبوع في اطار المعروض الدولي للسياحة "فيتور" في العاصمة الاسبانية مدريد.

ومع أن بعض الفنادق يعرض نسخا بدائية أكثر، فإن هذه الغرفة الموجهة للفنادق الفاخرة تدمج أحدث التقنيات في مجال التعرف الصوتي بما يسمح على سبيل المثال للنزيل بطلب البيتزا بأربعين لغة مختلفة، ويسجل الفراش المزود باجهزة استشعار حركات الشخص النائم في الغرفة بما يتيح على سبيل المثال للعاملين في الفندق عرض القهوة عليه لدى استيقاظه صباحا، وخلف الطابع الترفيهي لهذه الابتكارات، تتيح تقنيات الذكاء الاصطناعي لأصحاب الفنادق التعرف على الزبائن بطريقة عميقة جدا.

ويوضح الفارو كاريو دي البورنوس باروخوس وهو مدير المعهد التكنولوجي الفندقي أن "التكنولوجيا ستسمح لنا بمعرفة حاجات الزبون قبل أن يدركها هو نفسه"، ويستند هذا التعرف خصوصا إلى البيانات الشخصية التي يزود بها الزبون الفندق عند الحجز عبر الانترنت وأيضا بعد وصوله إلى المؤسسة المضيفة، بفضل تكنولوجيا الإرشاد اللاسلكي ("بيكون") التي تتفاوت مستويات السماح بها تبعا للبلدان وتقوم على رصد مكان وجود الهواتف الذكية في المؤسسة أو المدينة.

السياحة تشكل 10 % تقريبا من انبعاثات ثاني اكسيد الكربون في العالم

تساهم السياحة بما نسبته 8 % من الانبعاثات العالمية للغازات المسببة لمفعول الدفيئة، مشكّلة عبئا أكبر على المناخ مما كان يعتقد حتى الآن، وهو مؤشر يتوقّع أن يستمر بالارتفاع، فبين العامين 2009 و2013 انتقلت بصمة الكربون للقطاع السياحي في العالم من 3,9 جيغاطن إلى 4,5 جيغاطن من ثاني أكسيد الكربون أي بزيادة نسبتها 15 %. وهذا أكبر بأربع مرات من التقديرات السابقة على ما أفاد باحثون نشرت دراستهم في مجلة "نيتشر كلايمت تشينج".

فقد ارتفع الإنفاق السياحي في تلك السنوات الخمس في العالم من 2500 مليار دولار ألى 4700 مليار. وقال معدو الدراسة إن هذا الطلب المتزايد على السياحة لا يمكن تعويضه من خلال الجهود المبذولة لاعتماد نشاطات مراعية للبيئة.

وحذر هؤلاء من أن "السياحة نظرا إلى نموها واستهلاكها الكبير للكربون ستشكل جزءا متعاظما من الانبعاثات العالمية للغازات المسببة لمفعول الدفيئة"، داعين إلى مراقبة الوضع بشكل مستمر، وخلص الباحثون في الدراسة التي شملت 160 بلدا الى أن تأثير السياحة الوطنية والعالمية عائد خصوصا الى الدول ذات الدخل المرتفع ولا سيما عبر النقل الجوي المسؤول عن 20 % من انبعاثات السياحة.

إلا أن الارتفاع الأكبر سجل في المناطق ذات الدخل المتوسط مع توقع نمو سريع في الهند والصين، وفقا للباحث يا ين سون من جامعة كوينزلاند والمشارك في الدراسة، وإضافة إلى النمو السكاني في العالم، تحدّث الباحثون عن ميل عالمي أكبر للسفر إلى وجهات أبعد، وغالبا على متن الطائرات. ولذا يبدو تقليص انبعاثات وسائل النقل عاملا أساسيا في هذا الإطار.

ذات صلة

عالم الإسلام متماثلا اجتماعيا وثقافيا.. الطاقة الممكنةصناعة الاستبداد بطريقة صامتةوزارتا التربية والتعليم العالي في العراق مذاكرةٌ في تجاذبات الوصل والفصلالجنائية الدولية وأوامر الاعتقال.. هل هي خطوة على طريق العدالة؟التناص بوصفه جزءاً فاعلاً في حياتنا