لينا حسن علوان لـ شبكة النبأ: الفن مرآة الروح وصوتها الصامت
أوس ستار الغانمي
2025-09-13 05:22
الفن ليس مجرد ألوان وخطوط، بل مرآة تكشف أعماق الروح وتترجم ما يعجز عنه الكلام. من هنا تبدأ رحلة الفنانة التشكيلية لينا حسن علوان، ابنة بغداد ذات الـ33 عامًا، التي وجدت في الرسم هويةً تنبض بالصدق ورسالة إنسانية تتجاوز حدود الورق والقماش. منذ عام 2018، وهي تسير بخطى ثابتة في عالم الفن، متنقلة بين الواقعية والتجريد، بين الفحم والرصاص، وبين الوجوه التي تحكي بصمت أكثر مما يُحكى بالكلمات.
في هذا الحوار، نقترب من تجربتها الفنية والإنسانية، لنتعرف على لحظات التحول في مسيرتها، وكيف أصبحت اللوحة بالنسبة لها وطنًا داخليًا وصوتًا صامتًا يتحدث باسمها وباسم الآخرين.
ما اللحظة التي شعرتِ فيها بأن الرسم لم يعد مجرد هواية، بل أصبح جزءًا من هويتكِ الشخصية؟
كانت هناك لحظة فارقة شعرتُ فيها أن الرسم لم يعد مجرد هواية أقضي بها وقتي، بل أصبح امتدادًا لهويتي ووسيلتي للتعبير عن ذاتي، عندما بدأت ألاحظ تفاعل الآخرين مع لوحاتي، ورؤية المشاعر تنعكس في أعينهم وهم يقفون أمام أعمالي، حين لمسو شعوراً اثناء رؤيتهم لوحاتي.
أدركت حينها أن ما أرسمه يحمل رسالة، وأن كل خط ولمسة لون يمكن أن يترجم إحساسًا داخليًا لا يُقال بالكلمات.
منذ تلك اللحظة، أصبحت اللوحة بالنسبة لي مرآة الروح، وشعرت أن الفن أصبح جزءًا لا يتجزأ من كياني.
ما الذي تغيّر في رؤيتكِ للفن منذ عام 2018 وحتى الآن؟
منذ أن بدأت مشواري الفني عام 2018، تغيّرت رؤيتي للفن بشكل عميق. في البداية، كنت أراه وسيلة لتجسيد الجمال وتفريغ المشاعر، ووسيلة للتخلص من الطاقة السلبية وضغوطات الحياة لكن مع الوقت والخبرة والاحتكاك بالمشهد الفني والمعارض، أصبحت أنظر إليه كوسيلة حوار بين الفنان والمتلقي، وكقوة قادرة على التأثير والتغيير. أصبحت أحرص على أن تحمل كل لوحة رسالة أو إحساسًا صادقًا يصل إلى أعماق من يراها. الفن بالنسبة لي اليوم لم يعد مجرد ممارسة تقنية، بل هو مسؤولية ورسالة إنسانية وجمالية في آنٍ واحد.
كيف ساهمت العزلة أو التأمل في تشكيل بصمتكِ الفنية؟
العزلة والتأمل كانا من العوامل المهمة التي ساعدتني في تكوين بصمتي الفنية. من خلال لحظات الصمت والانفصال عن صخب الحياة اليومية، كنت أتمكن من التعمق في ذاتي واستخلاص مشاعر وأفكار دفينة تُترجم لاحقًا إلى خطوط وألوان على سطح اللوحة كنت اشعر بغياب العالم من حولي وكأنني انفصلت عن هذا العالم مع لوحتي التأمل علّمني الإصغاء لما لا يُقال، ومكّنني من تحويل الأحاسيس المجردة إلى أعمال فنية ناطقة. أؤمن بأن الفن الصادق يولد من الداخل، والعزلة منحتني المساحة الكافية لسماع هذا الداخل ورؤيته بوضوح.
ما العلاقة التي تربطكِ بالبياض الأول في الورقة قبل أن تلمسه يدكِ بالفحم أو الرصاص؟
البياض الأول في الورقة يُشعرني دائمًا بالرهبة والاحترام، كأنني أقف أمام مساحة مقدّسة تنتظر صدق التعبير. هو لحظة صمت بيني وبين ذاتي، فيها توتر جميل، ومسؤولية خفيّة تجاه ما سأتركه على هذا الفراغ هل سيرضي شغفي ام لا هل سيُبهر المتلقي وبماذا سيثنون على ما اتركه على هذه الورقة لا أتعامل معه كمجرد سطح للرسم، بل ككائن حيّ يحمل إمكانيات لا حصر لها، ويمنحني الحرية والقلق في آنٍ واحد. حين أضع أول خط بالفحم أو الرصاص، أشعر وكأنني أبدأ حوارًا صامتًا مع البياض، تتحوّل فيه الأفكار إلى حضور مرئي، والمشاعر إلى ظلّ ونور.
ما الذي يجعل الرصاص والفحم أقرب إلى قلبكِ من غيرهما من الأدوات؟
الرصاص والفحم بالرغم من كونهما خامتان بسيطتان الا انهما يمنحاني إحساسًا باللوحة أكثر من الالوان عميقتان جدًا في قدرتِهما على التعبير. أحب كيف يمكنني أن أتحكّم بالتدرج، بالظل والنور، وكيف يمكنني تجسيد الاحساس والنظرة بلونين فقط وربما ايضاً لان بداياتي كانت بالفحم والرصاص حيث اكتشفت نفسي وموهبتي إنهما يشبهان الكتابة، كأنني أدوّن مشاعري بالرسم، سطرًا سطرًا، بخطوط خافتة أحيانًا، وجريئة في أحيان أخرى.
كيف يتكوّن قراركِ الفني بين التوجه إلى الواقعية الدقيقة أو ترك مساحة للتجريد الحر؟
لكل منهما سحره الخاص غالباً ما يكون قراري مبني على اللحظة والشعور في وقتها مثلاً انا أحب التعبير عما بداخلي من شعور في اللوحة فأجدني اتجه غالباً الى رسم البورتريه واختار تلك الوجوه التي تتخللها تعابير تجذبني من النظرة الى الظل والنور وأحيانا عندما اريد تشتيت افكاري والانتقال بالألوان بلا تفكير اذهب الى الرسم التجريدي الذي اكون معه أكثر حرية بالتلاعب بالألوان ومزجها حسب ما اريد بعيداً عن الواقعية الدقيقة.
ما التحديات التي تواجهينها عند التعامل مع الأبيض والأسود، باعتبارهما لغة صامتة لكنها عميقة؟
التحدي الذي أواجه هو كيف لي أن أخلق تعبيراً واحساس في اللوحة بالاعتماد على لونين فقط كما نعلم ان التنقل بين الالوان يكون أسهل في ابراز تفاصيل اللوحة، فأجدني هنا أكثر تركيزاً ع حركة الظل والنور وكيف لي ان أخلق تدرجات والوان مختلفة بلون واحد، ايضاً كيف أرتب كل مساحة رمادية بمكانها الصحيح حيث لا مجال للخطأ لأنه ليس هنالك ألوان تغطيها.
كيف توازنين بين التحكم الكامل في التفاصيل وبين العفوية التي يفرضها التجريد؟
أحب التحكم في التفاصيل، خاصة في الرسم الواقعي، لأنه يسمح لي بإيصال المشاعر الدقيقة من خلال ملامح الوجه وخطوط التعبير. أشعر أن كل تفصيله صغيرة لها دور في خلق الحالة التي أريد أن تصل للمتلقي.
لكن في الرسم التجريدي، أترك لنفسي مساحة من الحرية. لا أتقيّد كثيرًا، بل أسمح للفرشاة أن تتحرك بعفوية،
أوازن بين الدقة والعفوية حسب الفكرة والشعور الذي يقتضيه موضوع اللوحة أحيانًا أبدأ بلوحة دقيقة ثم أترك فيها مساحات تجريدية تمنحها روحًا مختلفة. هذا التوازن بين الدقة والعفوية هو ما يجعل العمل أكثر صدقًا وتعبيراً.
ما الذي يجذبكِ في ملامح الوجوه الإنسانية لتكون محورًا متكررًا في أعمالكِ؟
في العادة ملامح الوجوه تحمل قصصًا كثيرة دون أن تنطق بكلمة كل تجعيده، كل نظرة، وكل انحناءة بسيطة في الفم أو الحاجب، فيها مشاعر وحكايات يمكن قراءتها دون صوت غالباً ما تجذبني وجوه الاشخاص الكبار في السن كونها تحمل الكثير من التجاعيد التي تجعلني اغوص داخل التفاصيل العميقة أحب الغموض الذي تخفيه ملامح الوجوه وما الاحاسيس التي تختبئ خلف كل جزء بالوجه لهذا أعود دائمًا إلى رسم الوجوه، لأنها تمنحني مجالاً واسعًا للتعبير، وتربطني بالإنسان بشكل عميق وصادق.
في أي لحظة تشعرين أن البورتريه "تكلم"، وأنه أصبح كائنًا حيًا أمامك؟
اشعر ان البورتريه حيًا وواقعي من خلال العيون عندما ارسمها بدقة وتركيز كأنها تنظر لي في الواقع
وكأنها تنقل لي شعور معين ليس فقط رصاص على ورق أشعر بأن البورتريه يبوح لي بقصصه وأفكاره، ويتواصل معي دون كلمات، وكأنني ألتقط صدى داخلي له. هذه اللحظة هي قمة النجاح الفني، حيث يتلاشى الحاجز بين الفنان واللوحة، ويصبح العمل الفني حوارًا حيًا ينبض بالحياة وحين يشعر المتلقي بشعور معين واحساس من خلال نظرته للوحة.
كيف تتعاملين مع المشاعر التي تنقلكِ من وجه إلى آخر، ومن نظرة إلى أخرى؟
المشاعر التي تنتقل بي من وجه إلى آخر، ومن نظرة إلى أخرى، أشبه بالنغمات التي تكون حزينة تارة وسعيدة تارة اخرى فأغوص في عمق كل تعبير، ألتقط تعابير الحزن، والفرح، والقلق، والسكينة التي تنبعث من العيون والملامح. هذه الرحلة العاطفية تجعلني أعيش تجارب متعددة داخل ذات اللحظة، فأتنقل بين الحالات بحساسية وانتباه، وأترجمها عبر ألواني وخطوطي. اسخر هذه المشاعر وأجعلها دافعاً لشغفي لأنها جوهر الحكاية التي أريد أن أرويها.
ما الذي يمكن أن تعبّر عنه نظرة عين مرسومة، لا يمكن للكلمات أن تنقله؟
نظرة العين المرسومة قادرة على التعبير عن مشاعر تعجز الكلمات عن احتوائها. قد تنقل ألماً دفينًا، أو شوقًا عميقًا، أو حتى لحظة فقد صامتة لا يمكن وصفها بالحروف. العين، حين تُرسم بصدق، تصبح مرآة للروح، وتبوح بما لا يُقال، بل يُشعر. فالكلمات تشرح، أما النظرات فتُلامس القلب مباشرة، وتخاطب الوجدان بلغة لا تحتاج إلى ترجمة.
ما الرسالة التي تحاولين إيصالها من خلال تكراركِ لموضوعات الوجوه والمشاعر؟
من خلال تكراري لموضوعات الوجوه والمشاعر، أحاول أن أُظهر الإنسان كما هو، بلا أقنعة بكامل احاسيسه ومشاعره. الوجوه تحمل في تفاصيلها حكايات كثيرة، وقد تكون نظرة واحدة كفيلة بأن تختصر صفحات من الكلام. أرسم الوجوه لأقول إن المشاعر لا تُخفى، وإنّ ما بداخل الإنسان يستحق أن يُرى ويُحترم. أريد للمتلقي أن يرى نفسه أو من يحب في تلك الوجوه، أن يشعر بأن لوحتي لامسته، وعبّرت عن شيء ربما لم يستطع التعبير عنه بالكلمات.
كيف تخلقين الجسر بين ما تشعرين به وما يراه المتلقي؟
أخلق هذا الجسر من خلال الصدق في التعبير. عندما أبدأ بالرسم، لا أفكر بما سيراه المتلقي بقدر ما أركز على ما أشعر به في اللحظة ذاتها. أرسم بإحساسي أولًا، وأمنح اللوحة شيئًا من روحي. هذا الصدق هو ما يجعل المتلقي يشعر بما أردت قوله حتى دون أن أشرحه. اللون، الخط، النظرة، وحتى المساحة الفارغة… كل تفصيله تحمل رسالة صامتة. حين يكون العمل نابعًا من شعور حقيقي، فهو يصل تلقائيًا لمن يراه، هنالك الكثير من اللوحات التي يراها الآخرون ولا يشعرون بشيء مميز فيها ولا يصلهم اي شعور او احساس وهذا يدل على ان الرسام نقل الصورة كما هي لم يضف من احساسه شيء ولا رؤيته الخاصة، وهذا برأي اهم ما يميز الفنان الذي يريد ايصال مشاعر لوحاته للآخرين أنى يرسم ما يشعر به في لحظتها بكل صدق ان يضيف من روحه شيء في اللوحة.
ما المكانة التي يحتلها الفن في رحلتكِ الروحية الداخلية؟
الفن بالنسبة لي ليس مجرد ممارسة أو وسيلة تعبير، بل هو ركن أساسي في رحلتي الروحية الداخلية. هو المساحة التي أعود إليها لأفهم نفسي، وأتصالح مع مشاعري، وأفرّغ ما لا أستطيع قوله بالكلام. حين أرسم، أشعر أنني أقترب أكثر من ذاتي، الرسم علاج للروحة وتغذية للبصر كل لوحة أرسمها هي خطوة نحو عمقٍ داخلي، نحو هدوءٍ لا أجده في أي مكان آخر. الفن، ببساطة، هو صلاتي الصامتة، وطريقتي في فهم الحياة وما وراءها.
في أي لوحة شعرتِ أنكِ رسمتِ جزءًا من روحكِ؟
هناك لوحات كثيرة حملت شيئًا من روحي، لكن إحداها كانت مختلفة… شعرت وأنا أرسمها كأنني أفرغ شيئًا من داخلي لا يُقال، فقط يُرسم. كانت لوحة لوجهٍ يحمل ملامح من الحزن والسكينة في آنٍ معًا، نظراته كانت أشبه بما كنت أشعر به في تلك اللحظة حين انتهيت منها، لم أرَ مجرد عمل فني، بل انعكاسًا صادقًا لروحي، وكأنها مرآة لحالة شعورية تلك اللحظة جعلتني أؤمن أن الفن قادر على احتضان ما نعجز عن البوح به.
كيف أثّرت مشاركاتكِ في المعارض والمهرجانات على تطوركِ كفنانة؟
مشاركتي في المعارض والمهرجانات كانت بمثابة محطات مهمة في مسيرتي الفنية. كل معرض شاركتُ فيه أتاح لي فرصة لرؤية أعمال الآخرين، والتفاعل مع جمهور مختلف، واكتساب معلومات جديدة وحافزاً لرسم لوحات أكثر كما أن التقدير الذي تلقيته، سواء من الجمهور أو من الفنانين، منَحني دفعة معنوية كبيرة للاستمرار والتطور. هذه المشاركات لم تكن مجرد عرض لوحات، بل جعلتني أكثر جراءة في عرض اعمالي وتقبل مختلف الآراء والاستفادة من النقد البناء من الفنانين الأكثر احترافا
ما الذي تحملينه معكِ من تجارب اللقاء مع الجمهور وجهاً لوجه؟
اللقاء مع الجمهور وجهًا لوجه كان له شعور مختلف أن ترى في تلك اللحظات الانطباع الصادق في نظراتهم، وتسمع تعليقاتهم التي تلامس أحيانًا ما لم تكن تعلم أنك عبّرت عنه. بعضهم يرى في لوحاتي شيئًا من نفسه، وآخرون يسألون بأسلوب يجعلني أعيد التفكير في بعض تفاصيل أعمالي. أن يقف الشخص متأملاً لوحتك كانت هذه بمثابة لوحة اخرى أحب مشاهدتها طوال حياتي هذا التفاعل يملاني بالامتنان، ويؤكد لي أن الفن لا يكتمل إلا حين يصل إلى الآخر. أحمل معي من تلك اللقاءات مشاعر صادقة، ودفء إنساني، وتجارب تلهمني وتمنحني طاقة للاستمرار.
ما اللحظة التي شعرتِ فيها بأن أحد أعمالكِ لامس شخصًا بطريقة غير متوقعة؟
من أكثر اللحظات التي أثّرت فيّ، حين اقترب رجل من احدى لوحاتي المرسومة بخامة الفحم التي تجسّد نظرة حزينة صامتة لشخص عجوز وبمجرد أن وقف أمامه التفت لي وقال لي جملة لازالتُ اتذكرها وانا أبتسم (أشعر ان هذه اللوحة ستنطق وتبوح بما تشعر به) لم أكن أتوقع أن لوحة رسمتها من مشاعري الخاصة ستصل بهذا العمق لشخص آخر. تلك اللحظة جعلتني أشعر بالفخر بنفسي بأنني تمكنت من ايصال شعور للمتلقي فقط من خلال لوحة دون كلام وأُدركت أن الفن حين يُرسم بصدق، لا يحتاج إلى شرح، لأنه يعرف طريقه إلى القلوب.
كيف ترين العلاقة بين الفن والصدق؟
أرى أن الصدق هو جوهر الفن الحقيقي وسر نجاح العمل، العمل الفني الذي لا ينبع من إحساس صادق، مهما كان متقنًا، يبقى ناقصًا من ايصال اي شعور للآخرين وحين يكون الفنان صادقًا مع نفسه، مع مشاعره وتجربته، فإن ذلك ينعكس في كل جزء من عمله، ويشعر به المتلقي حتى من دون تفسير. الصدق في الفن لا يعني أن يكون كل شيء واضحًا أو كاملاً، بل أن يكون نابعًا من تجربة حقيقية أو شعور عميق. الفن الصادق يلمس الروح، ويبقى، لأنه لا يُصنع… بل يُولد.
ما الذي يجعل اللوحة تستحق أن تُرسم؟
اللوحة تستحق أن تُرسم عندما تحمل فكرة أو شعورًا او رسالة حين ينجذب اليها نظري، ما يجعل اللوحة تستحق أن تُرسم هو رغبة الرسام في ان يصوغ ما رأه امامه بطريقته الخاصة ان يصنع ما يراه من منظوره الخاص لا مجرّد رغبة في الإنجاز. قد تكون داخل تلك اللوحة نظرة، لحظة صمت، ذكرى، أو حتى سؤال بلا جواب… المهم أن تُشعل فيّ الرغبة بأن أترجمها بلغة الألوان والخطوط، وأن أراها أمامي تأخذ شكلًا يُشبهني.
إلى أين تقودكِ هذه الرحلة الفنية بعد كل لوحة تنتهين منها؟
بعد كل لوحة أنتهي منها، أشعر وكأنني عبرتُ مرحلة جديدة في رحلتي الفنية كل عمل يفتح لي بابًا نحو فهم أعمق لنفسي، ويقودني إلى تساؤلات لم أكن أطرحها من قبل. أحيانًا تأخذني اللوحة نحو راحة داخلية، وأحيانًا تترك في داخلي شيئًا معلّقًا يدفعني للبحث والاستمرار. الفن بالنسبة لي ليس محطة نهائية، بل طريق دائم التجدّد، يقودني من لوحة إلى أخرى، ومن شعور إلى آخر، كأنني أكتشف نفسي من جديد في كل مرة أنهي فيها عملًا.
في نهاية هذا الحوار، تتضح صورة لينا حسن علوان كفنانة لا ترسم من أجل الشكل فحسب، بل من أجل التعبير عن عمق المشاعر والقصص الإنسانية المخفية خلف كل نظرة وتعابير. كل لوحة تحمل جزءًا من روحها، وجسرًا يربطها بالآخرين، لتؤكد أن الفن الصادق هو صوت الروح الذي لا يحتاج إلى كلمات. من خلال رحلتها، تعلمنا أن الإبداع الحقيقي يولد من الصدق الداخلي، وأن اللوحة حين تُرسم من القلب، تستطيع أن تتحدث إلى كل من يراها، مهما اختلفت لغاته وثقافاته.