المعمار لـ شبكة النبأ: الوقاية من الإنفلونزا لا تتطلب خطوات معقدة، لكنها تعتمد على التوعية والالتزام

أوس ستار الغانمي

2024-11-11 05:39

في ظل تزايد انتشار الأمراض الفيروسية وخاصة فيروسات الإنفلونزا بأنواعها المختلفة، أصبح الوعي والتثقيف الصحي حول كيفية التعامل مع هذه الأمراض وأعراضها المتشابهة ضرورة ملحة، خاصة مع اختلاف أنواع الإنفلونزا وتنوع أعراضها من موسم لآخر. ولكون الفيروسات تختلف في حدتها وتأثيرها من شخص لآخر، قد يجد البعض صعوبة في التفريق بين الإنفلونزا العادية وفيروسات أخرى مثل إنفلونزا الطيور أو الخنازير. لهذا السبب، حوارنا اليوم مع الدكتورة تبارك سليم المعمار، اختصاصية أمراض صدرية وتنفسية، لتسلط الضوء على أهم جوانب الإنفلونزا وتجيب على بعض الأسئلة الشائعة حولها.

كيف نفرق بين الانفلونزا العادية والانفلونزا الطيور أو الخنازير؟

تتشابه أعراض الاصابة بفيروس الانفلونزا بشكل كبير مع أعراض الاصابة بأي من فيروسات الانفلونزا الأخرى الشائعة والطريقة الوحيدة التي يمكن بها التأكد من الشخيص والتمييز بينهم هي عبر أجراء الفحوصات المختبرية وأهمها إجراء فحص PCR (مسحة الأنف والحلق).

ما هي الاعراض الاكثر شيوعا للإنفلونزا وهل تختلف من شخص لآخر؟

أهم اعراض الانفلونزا هي: 

ــ الصداع.

ــ ارتفاع درجة حرارة الجسم (حمّى) عن ٣٧.٢ درجة مئوية.

 ــ سيلان الأنف.

ــ الشعور بالتعب والنحول.

ــ ألم في العضلات والمفاصل.

ــ احتقان وحرقة وألم البلعوم.

ــالسعال (الجاف غالباً).

وتختلف شدة الاعراض وطبيعتها من شخص لأخر حسب عمر المريض ومناعته وكونه يعاني من أمراض مزمنة مثل داء السكري وأمراض القلب... الخ.

كيف يتم تشخيص الإصابة بالإنفلونزا؟

ــ تقييم الطبيب عبر التاريخ المرضي ومناقشة أعراض المريض والفحص السريري.

 تحاليل الدَّم أو فحص افرازات المجرى التنفُّسي في بعض الأحيان. -

 أشعة الصدر وإجراءات الفحص. PCR مسحة الانف والحلق -

ما أهمية التطعيمات الموسمية للأنفلونزا؟ هل تعطي حماية كاملة؟ وهل يمكن ان يصاب الشخص بعد التطعيم؟

يُعَد لقاح الإنفلونزا أفضل أداة نمتلكها للوقاية من الإنفلونزا والحد من خطر المضاعفات الخطيرة وحتى الوفاة. وقد تختلف فعالية اللقاح من عام إلى آخر، حسب أنواع فيروسات الإنفلونزا المنتشرة ومدى مطابقتها للقاح. كما تعتمد فعالية اللقاح كذلك على الحالة الصحية للشخص الذي حصل على التطعيم وعمره، وكذلك على الوقت منذ التطعيم والغاية الاساسية من اللقاح هي تقليل الإصابة بالفايروس ومنع المضاعفات عند الاصابة حيث ان الشخص الملقح حتى وان اصيب بالإنفلونزا فان اصابته تكون طفيفة وبدون مضاعفات.

هل اللقاح آمن؟ ماهي الاثار الجانبية للقاح؟ وما هو الوقت المثالي للقاح؟

نعم آمن ففيروسات الإنفلونزا تتغير باستمرار، ويمكن أن تنتشر سلالات مختلفة كل عام. وبالإضافة تقل مناعة الناس ضد الإنفلونزا مع مرور الوقت. لذلك تُعطى لقاحات الإنفلونزا الموسمية حتى تتصدى للسلالات المنتشرة الأكثر شيوعاً كل عام من أجل أن يكتسب الأشخاص الذين يحصلون على هذه اللقاحات أعلى مناعة ممكنة ضد هذه السلالات.

الاثار الجانبية بسيطة مثل احمرارا وتورم وألم بسيط في مكان اللقاح وقد يرافقه نحول وارتفاع بسيط في درجة الحرارة وفي حالات نادرة جدا قد يحدث لدى الشخص رد فعل تحسسي تجاه أحد مكونات اللقاح، والذي قد تظهر أعراضه في غضون دقائق أو ساعات مثل: صعوبة التنفس. التورم حول العينين أو الشفتين.

يوصى بتلقي اللقاح فور توفره وأفضل وقت هو من منتصف شهر أيلول الى منتصف شهر تشرين شهر الأول.

كيف يمكن الوقاية من العدوى لغير الملقح:

• الأفضل هو الحرص على أخذ لقاح الإنفلونزا الموسمية بشكل سنوي، حيث إنه أكثر الطرق فعالية لتقليل فرصة الإصابة.

وفي حالة عدم اخذ اللقاح فالحرص على 

• غسل اليدين جيدًا وبانتظام بالماء والصابون.

• تجنب لمس العين أو الفم مباشرة بعد لمس الأسطح.

• تجنب الاتصال المباشر مع الشخص المصاب ومشاركته الأدوات.

• استخدام المنديل عند العطس والسعال والتخلص منه فورًا.

أهمية الراحة والترطيب في علاج الانفلونزا؟

العلاج الرئيسيَّ للأنفلونزا ولأغلب الالتهابات الفايروسية هو توفير الراحة المناسبة وشرب الكثير من السوائل الدافئة وتجنُّب القيام بمجهود بدني كبير وقد يكون بالإمكان ممارسة الأنشطة الطبيعية بعد 24-48 ساعة من عودة درجة حرارة الجسم إلى طبيعتها، ولكن يستغرق تعافي معظم الأشخاص بضعة أيامٍ أخرى.

يمكن للمرضى علاج الحُمَّى والأوجاع عن طريق استعمال المسكنات مثل الباراسيتامول.

أهمية الاعشاب والعلاجات الطبيعية في علاج الانفلونزا؟

أن الجهاز المناعي لدى الإنسان يتأثر بالعديد من العوامل وليس فقط النظام الغذائي كما أنه ليس مرتبطاً بأي طعام أو غذاء معين. على الرغم من ذلك، فإن اتباع نظام غذائي متوازن يتكون من مجموعة من الفيتامينات والمعادن جنباً إلى جنب مع الالتزام بنمط الحياة الصحية مثل النوم الكافي وممارسة الرياضة وتقليل الضغوطات النفسية يعمل بشكل أكثر فاعلية على تهيئة الجسم لمحاربة العدوى وفي أوقات المرض، فأن الأطعمة التي تعزز المناعة ولها دور في التخفيف من أعراض الأنفلونزا تكون مفيدة ومن الأمثلة الشائعة عليها الفواكه الحمضية وحساء الدجاج، والحليب بالعسل.

متى يجب زيارة الطبيب؟

عادة الاصابة بفيروس الانفلونزا تكون بسيطة وتختفي اعراضها بعد عدة ايام ولا تستدعي زيارة الطبيب لكن إذا استمرت الاعراض لفتره طويلة وبدون استجابة للعلاج أو إذا كان المريض كبير بالسن ولديه امراض مزمنة او يتناول ادوية تثبط المناعة مثل مريض السكر ومريض السرطان فان ذلك يستدعي زيارة الطبيب مبكرا. كما أن ظهور بعض الاعراض مثل ضيق التنفس الم بالصدر سعال مستمر مصحوب ببلغم ولا يستجيب.

ما هو أكبر مفهوم خاطئ حول الانفلونزا؟

خرافة تلقي المضاد الحيوي في بداية الإصابة بالإنفلونزا ليُسرّع من عمليّة الشّفاء والحقيقة هي أن المضادات الحيويّة تكافح البكتيريا، بينما تتسبّب أنماط من الفيروسات بالإنفلونزا. ولذلك لا يُفيد تلقي المضادات الحيوية عند الإصابة بالإنفلونزا.

 وأيضا خرافة أن لقاح الإنفلونزا يؤدّي للإصابة بمرض الإنفلونزا وأنه لا يوجد حاجة لتلقي اللقاح إذا كانت مناعتك جيّدة والحقيقة لا يحتوي اللقاح على فيروسات نشطة، ولذلك لا يمكن الإصابة بالمرض ويجب على الجميع تلقي اللقاح للوقاية من التعرّض للمضاعفات، وذلك مهم أيضًا لحماية الأشخاص الذين ينتمون للفئات الأكثر تضرّرًا.

كيف يمكن للمصاب حماية اسرته من العدوى؟

يمكن لمعظم المصابين بالأنفلونزا أن ينقلوا العدوى إلى الآخرين قبل ظهور أي أعراض بيوم واحد تقريبًا وحتى سبعة أيام بعد اختفاء الأعراض فيفضل تجنب التماس المباشر مع الاخرين خلال هذه الفترة والحرص على عدم مشاركة الادوات الشخصية مع الاخرين والتأكد من تغطية الفم والأنف عند السعال أو العطس باستخدام منديل ورقي لتجنب نشر الجراثيم، مما يؤدي لتقليل انتشارها في الهواء وعلى الأجسام.

كيف يؤثر الفيروس على صحة المريض النفسية وعلى العمل والدراسة؟ 

يمكن أن تجعلك الأنفلونزا ونزلات البرد تشعر بالحزن لأن بعض الأعراض تشبه أعراض الاكتئاب 

وهي سبب رئيسي للتغيب عن الدراسة والعمل. بالإضافة إلى ذلك يمكن أن تضعف كفاءة الأداء العقلي .

وأيضا أثبتت دراسات علمية حديثة مساهمة التوتر والقلق النفسي في إضعاف الجهاز المناعي للفرد، وبالتالي الإصابة بالأنفلونزا.

كيف يمكن حماية الاطفال في المدارس والاماكن العامة؟

من أهم الخطوات لمنع انتقال الأمراض بين طلاب المدراس هي النظافة الشخصية كغسل اليدين جيدًا وبانتظام بالماء والصابون وتجنب لمس العين أو الفم مباشرة بعد لمس الأسطح وتجنب مخالطة الشخص المصاب ومشاركته الأدوات واستخدام المنديل عند العطس والسعال والتخلص منه فورًا. والحرص على تنظيف الأسطح بشكل منتظم (الطاولات والمقاعد) والحرص على أخذ لقاح الأنفلونزا الموسمية بشكل سنوي.

وفي ختام هذا الحوار، يتضح أن الوقاية من الإنفلونزا لا تتطلب خطوات معقدة، لكنها تعتمد على التوعية والالتزام بالتدابير الصحية المناسبة. فقد أظهرت د. تبارك المعمار لنا أهمية الفحص الدقيق للتمييز بين أنواع الفيروسات، وفعالية التطعيمات الموسمية في تقليل مخاطر الإصابة والمضاعفات. كذلك، تناولت النصائح الأساسية حول النظافة الشخصية وضرورة تجنب المخالطة الوثيقة أثناء الإصابة، لتقليل انتقال العدوى داخل الأسر والمجتمع. باتباع هذه الإرشادات، يمكننا تعزيز مناعتنا الجماعية والحد من انتشار هذه الأمراض الموسمية، مما يسهم في الحفاظ على صحة الأفراد وسلامتهم، وخاصة الفئات الأكثر عرضة للمضاعفات.

ذات صلة

فن صناعة النسيج الاجتماعي الرصينالصراط المستقيم بين المنهج والنموذجالشرق الاوسط على موعد ساخن متجدد مع ترامبالتعداد السكاني: لبنة أساسية لبناء مستقبل العراق وتحقيق رفاهية المواطنالايدلوجيا اللّيبرالية الأمريكية والمسار الشعبوي