المراهقون.. متمردون في مرمى الشبكات الاجتماعية

مروة الاسدي

2016-02-06 08:25

نالت مرحلة المراهقة كثير من الاهتمام من قبل الباحثين والدارسين باعتبار أنها الميلاد الثاني للكائن البشري وتحدث فيها كثير من التغيرات التي تحتاج إلي صبر للكشف عن طبيعتها للتعرف علي أفضل الشروط الواجب توافرها لكي تحدث هذه التغيرات بصورة سوية وتجنب الفرد كثير من الاضطرابات والنمو غير السوي.

اذا يرى الكثير من الباحثين ان الآباء كثيرا ما يشكو من أبنائهم وبناتهم في سن المراهقة ويكون مصدر الشكوى وجود مظاهر معينة في سلوك هؤلاء الأبناء والبنات وتعتبر في نظر الأهل اضطرابات سلوكية وهي في الحقيقة مظاهر للنمو الطبيعي في هذه المرحلة من العمر، وقد اظهرت احدث الدراسات مؤشرات ايجابية الى حد ما في امريكا على سبيل المثال، حيث بينت نتائج دراسة جديدة بأن توجها مضى عليه عقد -شهد تراجعا في إقبال المراهقين بالولايات المتحدة في مرحلة التعليم الثانوي على التدخين وتعاطي المخدرات والكحوليات- استمر خلال عام 2015 في حين ظل استخدام الماريوانا على نفس مستواه خلال السنوات الخمس الأخيرة، وفي امريكا ايضا يبدأ غالبية المراهقين في ساعة مبكرة ولا ينامون حاجتهم لكي يركزوا جيدا ويحافظوا على صحة سليمة على ما اظهرت دراسة جديدة اجراها باحثون في مراكز مراقبة الامراض والوقاية منها (سي دي سي)، اما في بريطانيا فالمراهقات يواجهن "ارتفاعا حادا في المشاكل العاطفية، كذاك خلصت دراسة أجراها باحثون في انجلترا إلى أن أكثر من ثلث المراهقين الذي يعانون من البدانة لا يعتبرون أنفسهم "بدناء"، وحذر باحثون من أن نتائج الدراسة قد تؤدي إلى تجاهل الحاجة إلى تناول غذاء صحي وممارسة الرياضة.

في حين كشفت دراسة عن أن مشكلات النوم لدى الشباب خلال سنوات المراهقة قد تكون علامة تحذير مبكرة، من احتمال انجرافهم لتناول الكحول واستخدام المخدرات بطريقة غير قانونية، والسلوكيات الجنسية الضارة، ووجد باحثون أن المراهقين الذين يعانون من مشكلات في النوم يرجح أن ينخرطوا في سلوكيات محفوفة بالمخاطر خلال السنوات التالية، مقارنة بأولئك الذين ينامون جيدا، ونصح الباحثون أولياء الأمور بمزيد من الانتباه إلى أوقات نوم أبنائهم، في هذه الفئة العمرية، وأشارت دراسة أخرى إلى أن النوم الجيد ليلا عامل رئيسي في اتخاذ القرارات السليمة.

على صعيد ذي صلة تنتشر في الفضاء الافتراضي تطبيقات جديدة لشبكات التواصل الاجتماعي تعتمد السرية واستخدام الأسماء المستعارة، غير أن هذه التطبيقات التي وجدت لحماية الخصوصية هي أيضا أدوات جديدة للترهيب المراهقين على نحو الخصوص، تطرقت مرارا إلى معضلة خصوصية المستخدم على الإنترنت بالتحديد على شبكات التواصل الاجتماعي، فالبحث عن السرية والخصوصية دفع بالكثيرين من مستخدمي شبكات التواصل الاجتماعي للبحث عن كيفية إخفاء هوياتهم دون التوقف عن مشاركة ما يرغبون به على الإنترنت، وهذه الرغبة هي اليوم هدف تطبيقات جديدة لشبكات تواصل اجتماعي تعتمد السرية حيث يستخدم المشاركون فيها أسماء مستعارة.

فيما يتساءل معنيون بالشؤون الاجتماعية عن تأثير الألعاب الإلكترونية العنيفة على المراهقين؟، فقد طرح في الأسواق العالمية الإصدار الخامس من لعبة Grand Theft Auto، وهي لعبة تخرج عن مألوف الألعاب الإلكترونية المعتادة، ويتهافت عليها المراهقون رغم التحذير من كونها موجهة لمن هم فوق الثامنة عشرة من العمر. فما مدى التأثير السلبي أو الإيجابي لهذا النوع من الألعاب على المراهقين؟.

من جهة أخرى يشدد الاخصائيون بعلم النفس على أهمية سن المراهقة الذي تنكشف فيه شخصية الطفل، فالمراهقة هي الكاشف لبنية شخصية الإنسان. والمراهقة هي سن التمرد ومراجعة القيّم والتمرد على القوانين والتمرد على الأهل الخ... ويرون أن المراهقين في يومنا الحالي هم متمردون. وإذا لم تتوفر حدود معينة ولم يتمكن الأهل من حسن التعاطي مع هذا الأمر فإن المراهق يمكن أن يقوم بأعمال طائشة ويمكن أن يكون لهذه الألعاب تأثير على بنية شخصية المراهق، السؤال الذي يجب أن يطرحه الأهل لماذا المراهق يختار هذا النوع من الألعاب العنيفة؟، لماذا العنف؟.

ينصح هؤلاء الاخصائيون الاهل في كيفية توجيه المراهق، اذ يقولون يجب على الأهل مراقبة المراهق، وأساسها الثقة المتبادلة، ويجب ألا نكثر من تدليل المراهق حتى لا تتكون لديه شخصية اتكالية، ولكن المهم أن تكون أفعاله في حيز المسموح، ولم يدخل في إطار الحرام، و يجب على الاحترام أصدقاء ابنهم، يجب على الأهل أن يكونوا قدوة حسنة لأولادهم، وجود مساحة كافية في المسكن، والحرص على تدريس اطفالهم والوقوف بجانبهم، والتشجيع الدائم لأولادهم، لابد للأهل أن يقوموا بتثقيف المراهق بالأحكام الشرعية، ولا بد بالتحدث مع المراهق ببعض الأمور الجنسية، حتى لا يقعوا في أخطاء فادحة، والعمل على صقل مواهبهم ومهاراتهم فيحصل وراء هذا خير عظيم، ويجب الإهتمام بميول المراهق والإهتمام بوضعه في مدرسة جيدة، والإبتعاد عن الكسالى، وقيام الأهل بإدخار مبلغ من المال لأولادهم حتى يكبروا ويحصلوا على تعليمهم الجامعي، ويجب على الأهل ذكر العلماء والفقهاء الموجودين في الأمة الإسلامية.

وعليه يرى الخبراء في علم النفس الاجتماعي أن فئة المرهقة هم فئة تعيش ضمن مجتمع فيجب على الأهل استثمار هذه المرحلة إيجابياً، وذلك بتوظيف وتوجيه طاقات المراهق لصالحه شخصياً، ولصالح أهله، وبلده، والمجتمع ككل. وهذا لن يتأتى دون منح المراهق الدعم العاطفي، والحرية ضمن ضوابط الدين والمجتمع، والثقة، وتنمية تفكيره الإبداعي، وتشجيعه على القراءة والإطلاع، وممارسة الرياضة والهوايات المفيدة، وتدريبه على مواجهة التحديات وتحمل المسؤوليات، واستثمار وقت فراغه بما يعود عليه بالنفع. وذلك عن طريق لمساعدة الوالدين على فهم مرحلة المراهقة، فيم يلي احدث الدراسات والاخبار رصدتها شبكة النبأ المعلوماتية حول مرحلة المراهقة.

تراجع اعداد المراهقين المدخنين ومتعاطي الكحوليات والمخدرات

في سياق متصل أفادت نتائج دراسة بأن توجها مضى عليه عقد -شهد تراجعا في إقبال المراهقين بالولايات المتحدة في مرحلة التعليم الثانوي على التدخين وتعاطي المخدرات والكحوليات- استمر خلال عام 2015 في حين ظل استخدام الماريوانا على نفس مستواه خلال السنوات الخمس الأخيرة، وقالت الدراسة التي تجئ في إطار سلسلة برامج تسمى (مراقبة المستقبل) إن تدخين السجائر انخفض الى أدنى معدل منذ أن بدأت جامعة ميشيجان عام 1975 في اجراء هذا المسح السنوي على مستوى البلاد لقياس تعاطي هذه المواد، وقالت النتائج إن سبعة في المئة فقط من طلبة الصف الثامن والعاشر والإثنى عشر المشاركين في الدراسة دخنوا السجائر في الشهر الماضي بانخفاض عن نسبة ثمانية في المئة في العام السابق ما يمثل أدنى مستوى خلال 40 عاما من اجراءات الرصد السنوية. بحسب رويترز.

وقال لويد جونستون كبير المشرفين على الدراسة "يمكن ترجمة هذا التراجع في نهاية الأمر الى منع مئات الآلاف من الوفيات المبكرة علاوة على الكثير من الأمراض الخطيرة"، وقالت الدراسة إن زيادة الضرائب وفرض قيود على الاعلانات وحظر التدخين في الكثير من الأماكن العامة وتكثيف حملات الاقلاع عن التدخين بدأت تؤتي ثمارها، وقال 40 في المئة من المشاركين في الدراسة إنهم تعاطوا الكحوليات فى العام المنصرم وقال 22 في المئة منهم إنهم قاموا بذلك خلال الثلاثين يوما الماضية ما يمثل أدنى مستوى منذ بدء الدراسة المسحية، وأفادت الدراسة بتراجع إقبال الطلبة على الهيروين والماريوانا التخليقية وعقاقير النشوة والمنبهات العصبية المنشطة للأداء إلا انه لم يطرأ أي تغيير على استهلاك الماريوانا الأكثر شيوعا، وتم تمويل الدراسة من خلال منح من المعهد القومي لمكافحة تعاطي المخدرات التابع للمعاهد القومية للصحة وشمل الاستبيان 44892 طالبا في 382 مدرسة ثانوية.

غالبية المراهقين يعانون من قلة النوم

يبدأ غالبية المراهقين في الولايات المتحدة المدرسة في ساعة مبكرة ولا ينامون حاجتهم لكي يركزوا جيدا ويحافظوا على صحة سليمة على ما اظهرت دراسة جديدة اجراها باحثون في مراكز مراقبة الامراض والوقاية منها (سي دي سي)، واوضحت آن ويتون عالمة الاوبئة في مراكز "سي دي سي" والمعدة الرئيسية للدراسة "النوم لفترة كافية مهمة لصحة المراهقين وسلامتهم ونتائجهم المدرسية"، واشار معدو الدراسة الى ان الجمعية الاميركية لطب الاطفال حثت العام 2014 المدارس التكميلية والثانوية على عدم بدء الدروس قبل الساعة الثامنة والنصف صباحا حتى يتمكن الاطفال من النوم 8,5 الى 9,5 ساعات في الليلة. بحسب فرانس برس.

لكن ويتون قالت ان "الدوامات الصباحية جدا لبدء الدروس تمنع الكثير من المراهقين من النوم لفترة كافية"، وقال الباحثون ان فقط 17,7 % من المدارس الثانوية تبدأ دروسها في الساعة التي نصحت بها الجمعية، وبشكل وسطي، تبدأ الدراسة في 39700 مدرسة تكميلية وثانوية عند الساعة الثامنة على ما اظهرت البيانات العائدة الى العام الدراسي 2011-2012 لكن في الكثير من المدارس الثانوية تنطلق الصفوف عند الساعة السابعة والنصف، ويطلب الكثير من الاهل من المدارس الثانوية تأخير موعد بدء الدروس صباحا الا ان المسؤولين في العديد من المدارس التكميلية والثانوية يرفضون هذه الفكرة موضحين ان ذلك سيؤدي الى صعوبة كبيرة في تنظيم النشاطات شبه المدرسية التي تأخذ حيزا كبيرا من فترة بعض الظهر لدى التلاميذ الاميركيين، ويعاني الكثير من تلاميذ المدارس الثانوية الاميركيين من قلة النوم. فقد اظهرت دراسة لمراكز "سي دي سي" في العام 2013 ان اثنين من كل ثلاثة منهم لا ينامون كفاية وهي نسبة لم تتغير منذ العام 2007، وشدد معدو الدراسة على ان النقص المزمن في ساعات النوم يشكل خطرا على الصحة من وزن زائد الى استهلاك الكحول والتدخين وتناول المخدرات فضلا عن نتائج سيئة في المدرسة.

المراهقون وخطر استخدام شبكات التواصل الاجتماعي

تنتشر في الفضاء الافتراضي تطبيقات جديدة لشبكات التواصل الاجتماعي تعتمد السرية واستخدام الأسماء المستعارة، غير أن هذه التطبيقات التي وجدت لحماية الخصوصية هي أيضا أدوات جديدة للترهيب، تطرقت مرارا إلى معضلة خصوصية المستخدم على الإنترنت بالتحديد على شبكات التواصل الاجتماعي.

فالبحث عن السرية والخصوصية دفع بالكثيرين من مستخدمي شبكات التواصل الاجتماعي للبحث عن كيفية إخفاء هوياتهم دون التوقف عن مشاركة ما يرغبون به على الإنترنت، وهذه الرغبة هي اليوم هدف تطبيقات جديدة لشبكات تواصل اجتماعي تعتمد السرية حيث يستخدم المشاركون فيها أسماء مستعارة.

تلقى هذه التطبيقات رواجا كبيرا لدى الشباب والمراهقين. فمثلا تطبيق YikYak الذي يثير ضجة كبيرة في المدارس والجامعات الأمريكية، ينشر الطلاب الرسائل والتعليقات والشائعات أيضا والتهديدات، دون أن تعرف هوية المرسل . علما أن ما ينشر على YikYak يقرأ فقط ضمن دائرة تصل إلى ثمانية كيلومترات، كذلك انتشر منذ حوالي عامين تطبيق Whisper حيث يهمس المستخدم المجهول الهوية ما يدور في خلده بكل حرية ومن دون قيود ومن دون الكشف عن الهوية الحقيقية للكاتب، وهذا التطبيق يلقى رواجا كبيرا لدى المراهقين على نسق تطبيق SnapChat، وعلى خطى Whisper أطلق أواخر يناير/كانون الثاني 2014 تطبيقSecret الذي بدوره يعتمد السرية والأسماء المستعارة للمشاركات المختلفة.

آخر التطبيقات التي تقترح خدمة التراسل الفوري Rumr، يدردش المستخدمون فيما بينهم ولكن دون معرفة مع من يدردشون. وهو تطبيق يجذب إليه بشكل خاص المراهقين، يمكن إضافة إلى هذه التطبيقات الموقع والتطبيق الأشهرAsk.fm هو موقع مركزه لتوانيا، وحسب القائمين عليه يضم أكبر عدد من المشاركين المجهولين، إذ يبلغ عدد مستخدمي Ask.fm حوالي 35 مليون مستخدم. وهو موقع يعتمد طرح الأسئلة للحصول على إجابات من مستخدمين آخرين مجهولين، وقد أثار هذا الموقع جدلا بعد محاولات انتحار من مراهقين تعرضوا لمضايقات ولتعليقات جارحة، ظاهرة السرية وما يسمى بالمحافظة على الخصوصية عن طريق استخدام الأسماء المستعارة يمكن أن تعتبر أدوات ذات حدين، إذ يمكن استخدام هذه الشبكات لضمان خصوصية المستخدم وحماية هويته، علما أن ليس هنالك من خصوصية شاملة عندما ندخل شبكة الإنترنت نترك البصمات الرقمية في كل مكان مهما كانت، ومن جهة أخرى يمكن استخدام هذه الشبكات لأغراض إجرامية وغير أخلافية. وفي هذا السياق يشير Justin Patchin من مركز الأبحاث المتخصص بمشكلة التحرش عبر الإنترنت من جامعة ويسكنسن، إن هذه التطبيقات هي "أدوات جديدة للترهيب"، و"المشكلة أن الخوف الذي تثيره التهديدات المبطنة أو العلنية لدى المراهقين، تدفعهم إلى الشعور بالرهاب من كل شيء، فهم لا يعرفون ممن عليهم الخوف ويعيشون في رعب دائم"، كذلك تحذرناتاشا برغيرت، طبيبة إخصائية طب الأطفال المتخصصة بالتحرش عبر الإنترنت، من "الوحشية" التي يمكن أن تسود هذا النوع من الشبكات التي تعتمد السرية والأسماء المستعارة، "فأي شخص مختبئ خلف اسم مستعار يمكنه من خلال الشعور بالحرية المطلقة من دون قيود، أن يطلق العنان لكلماته دون حساب تباعاتها"، وتضيف ناتاشا برغيرت "هذا الأمر يدفع ببعض المراهقين إلى الانتحار وهنا المأساة، كلمات تنقر على لوحة مفاتيح يمكن أن تقتل"، لا يظن من يختبئ وراء اسم مستعار أنه لا يترك أثرا أو بصمات على الشبكة العنكبوتية. تذكروا أن كل ما نقوم به على الشبكة يحفظ في الخوادم ويمكن الوصول إلى إي مستخدم من عنوان الـIP Address- Internet Protocol Address .وهو سلسلة أرقام تعرف بجهاز الكمبيوتر والتي تتيح له التواصل والاتصال عبر الشبكة.

طبعا لا يجب أن ننظر إلى أدوات التواصل دائما بشكل سلبي، لكن يمكن أن نتعلم كيفية استخدام هذه الأدوات بشكل سليم لكي نستفيد مما تقدمه لنا التقنيات الحديثة وشبكة الإنترنت. كذلك على الأهل محاورة أبنائهم وبناتهم في عمر المراهقة لتنبيههم إلى مخاطر الاستخدام السيء لشبكة الإنترنت.

ما تأثير الألعاب الإلكترونية العنيفة على المراهقين؟

طرح في الأسواق العالمية الإصدار الخامس من لعبة Grand Theft Auto، وهي لعبة تخرج عن مألوف الألعاب الإلكترونية المعتادة، ويتهافت عليها المراهقون رغم التحذير من كونها موجهة لمن هم فوق الثامنة عشرة من العمر. فما مدى التأثير السلبي أو الإيجابي لهذا النوع من الألعاب على المراهقين؟.

ها هو الإصدار الخامس من سلسلة الألعاب الإلكترونية Grand Theft Auto يجتاح الأسواق العالمية. وتعتبرهذه اللعبة الأغلى في تاريخ إنتاج الألعاب الإلكترونية إذ بلغت تكلفتها 270 مليون دولار مقسمة بين تكاليف الإنتاج والتسويق، وتثير لعبة Grand Theft Auto ضجة عارمة والكثير من الاحتجاجات لدى الأهل والمربين لما تمثله من طرح غير مألوف للتعاطي مع الحياة، أي من وجهة نظر الرعاع والعصابات والخارجين عن القانون، وهي لعبة موجهة بالدرجة الأولى للراشدين أي لمن هم فوق الثامنة عشرة من العمر.

صحيح أنها لعبة إفتراضية، غير أنها تدعو إلى المغامرة في عالم العصابات وعائلات المافيا، في عالم يسود فيه الفساد والدعارة والمخدرات، وتحمل في طياتها الكثير من العنف، السؤال الذي يطرح ما مدى التأثير السلبي أو الإيجابي لهذا النوع من الألعاب على المراهقين؟، معروف أن كل ما هو ممنوع مرغوب، ورغم التحذير من أن اللعبة تتوجه لمن هم فوق الثامنة عشرة من العمر فإن كثيرين من المراهقين وأيضا الأطفال سيحصلون على Grand Theft Auto، تقول الدكتورة كلوديا نعمة أبي حرب، الإخصائية بعلم النفس العيادي والمعالجة النفسية، إن لهذه الألعاب تأثير معين على تكوين نفسية الأطفال، إذ أن دماغ الطفل يشبه الأسفنجة، كل ما يراه يمتصه ويشغله. و"لكن هذا لا يعني أنه لو شاهد مجرم سيتحول إلى مجرم، ولكنه سيتشبع بالأفكار السلبية وحتى لو أنه لم يقم هو بالعمل الإجرامي مباشرة غير أنه سيتقبل فكرة هذا العمل وسيجد المبررات للأشخاص الآخرين الذين قاموا بالأعمال الإجرامية".

تضيف الدكتورة كلوديا أن الأخصائيين لا يعرفون ما مدى تأثير هذه الألعاب على تكوين الطفل على المدى البعيد أي عندما يصبح في سن المراهقة. ولكن من الممكن أن تتثبت هذه الأفكار السلبية في دماغه وتؤثر على تكوين شخصيته في حال لم يكن في بنيته النفسية المناعة الكافية لكي يتمكن من التمييز بين الصحيح والخطأ. ومع تساهل الأهل يمكن مع بدء سن المراهقة أن يقوم هذا الطفل المراهق بأعمال مخالفة للقانون.

تنبه الإخصائية بعلم النفس العيادي والمعالجة النفسية بأنه "حتى اليوم لا تتوفر أبحاث مباشرة لمتابعة هذا الأمر". وتعطي الدكتورة مثلا عن إمكانية التأثر السلبي والتعود على العنف. في الماضي عندما كانت تحدث أي جريمة قتل أو أعمال عنف، كان الشخص يخاف من مشاهد العنف هذه. غير أن اليوم، بحسبها، أصبحت هذه المشاهد عادية وكل ما يشاهده الفرد من عنف على التلفزيون خلق لديه نوع من "التعود". فلم يعد لديه شعور بأن هذا الأمر خطأ. وتقول الدكتورة: "إذا كان هذا الأمر يؤثر سلبيا على الراشدين، يمكن أن نتخيل كيف يؤثر على الأطفال وهم في طور التكوين!"، تشير الإخصائية أبي حرب إلى عامل سلبي آخر وهو عامل الوقت. فالأهل كما تقول لا يراقبون الوقت الذي يقضيه الطفل يلهو بالألعاب الإلكترونية التي يمكن أن تصل إلى 8 ساعات في اليوم، "هذا وقت طويل في ممارسة الألعاب العنيفة حيث يتشبع الطفل بأجوائها وأفكارها السلبية تدخل دماغه حتى يظن أنها طبيعية".

المراهقات يواجهن "ارتفاعا حادا في المشاكل العاطفية"

يزيد احتمال تعرض المراهقات لمشاكل نفسية بسبب عدم واقعيتهن في رغباتهن الخاصة بشكلهن، وفقا للدراسة، ارتفع عدد المراهقات اللاتي يواجهن احتمال التعرض لمشاكل عاطفية بنسبة كبيرة، بحسب دراسة إنجليزية نشرت في دورية الصحة النفسية للمراهقين (Journal of Adolescent Mental Health).

وعكف علماء على تحليل استبيانات ملأها 1600 تلميذ وتلميذة تتراوح أعمارهم بين 11-13 عاما في عام 2009 مع مقارنتها باستطلاعات مماثلة أجريت بعد خمسة أعوام، وطلب في الاستبيان من المشاركين الرد على تساؤلات تساعد على تقييم احتمال الإصابة بمشكلات مرتبطة بالصحة النفسية، وحرص القائمون على الدراسة على أن تكون التركيبة السكانية للمشاركين في استبيان 2014 مماثلة للمشاركين في استطلاع 2009، ووجد العلماء زيادة نسبتها 7 في المئة في أعداد التلميذات اللاتي تحدثن عن معاناتهن من مشاكل عاطفية، فيما لم يطرأ تغير كبير في النسب بين الأولاد، واستمرت المشاكل السلوكية والاجتماعية بنفس نسبها بين كلا الجنسين على مدار الأعوام الخمسة، بحسب الدراسة.

لكن الباحثين قالوا إن الزيادة في المشاكل العاطفية بين الفتيات تظهر أنهن يعانين من ضغوط خاصة، ويتوقع الباحثون أن يعود السبب إلى عدم واقعية الفتيات في رغباتهن الخاصة بمظهرهن، والتي تؤثر عليها مواقع التواصل الاجتماعي، إضافة إلى زيادة اهتمامهن بالجوانب الجنسية، وأعربت مؤسسات خيرية عن قلقها من الضغوط التي تؤثر على المراهقات بشكل خاص، كما حذّر العلماء من تبعات تقليص التمويل المخصص لخدمات الصحة النفسية.

وقالت الباحثة هيلين شارب، وهي من جامعة لندن كوليدج: "في ظل الموارد المحدودة، ربما يركز المدرسون أكثر على مشاكل سلوكية حيث أن هذا ما قد يحدث قلقا داخل الفصول الدراسية"، وللتغلب على ذلك، اقترح الباحثون توفير الموارد المناسبة للمدرسين كي يتسنى لهم النظر في المشاكلة العاطفية، كما طالبوا بأن تصبح خدمات الصحة النفسية متاحة على نطاق أوسع.

مراهقون بدناء "لا يدركون أن وزنهم زائد"

خلصت دراسة أجراها باحثون في انجلترا إلى أن أكثر من ثلث المراهقين الذي يعانون من البدانة لا يعتبرون أنفسهم "بدناء"، وحذر باحثون من أن نتائج الدراسة قد تؤدي إلى تجاهل الحاجة إلى تناول غذاء صحي وممارسة الرياضة.

ووفقا للدراسة، التي مولتها مؤسسة أبحاث السرطان الخيرية في بريطانيا، أدرك بعض المراهقين ذوي الأجساد العادية أن أوزانهم طبيعية، وعلى مدار العقود الماضية، كشفت دراسات بحثية عن أن عددا قليلا ممن يعانون من السمنة لا يدركون حقيقة أمرهم.

ويقول علماء أن زيادة مستويات البدانة في المجتمع قد تؤدي إلى أن ينظر إلى زيادة الوزن على أنه أمر طبيعي مما يعقد من حل الأزمة، وفي المقابل، يرى آخرون أن وسائل الإعلام والدعاية التي تشجع على تقليل الوزن قد تدفع البعض إلى أن يبالغوا في اعتبار أنفسهم بدناء، وأجريت الدراسة على 5 آلاف مراهق في السن ما بين 13 و15 عاما، وطلب من المشاركين في الدراسة الإجابة عن السؤال التالي " مقارنة بسنك وطولك، هل تعتقد أن وزنك مناسب، أم زائد، أم ناقص؟"، وفي الوقت نفسه سجل الباحثون بيانات عن وزن وطول هؤلاء المشاركين في الدراسة واحتفظوا بتلك البيانات، ثم قاموا بمقارنة الإجابات مع البيانات التي جمعوا لأطوال وأوزان هؤلاء المراهقين، وكانت النتيجة أن كل 8 من بين 10 مراهقين يتمتعون بأجساد عادية أدركوا أن أوزانهم طبيعية وإن كانت هناك بعض الاختلافات بين الصبية والبنات اللاتي اعتبرن أنفسهن "بدينات" بالرغم من أن أوزانهن كانت طبيعية.

أما عن المراهقين البدناء فقد اعتبر 39 في المئة منهم أن وزنهم طبيعي ولا يعانون من السمنة.

ويقول الباحثون إن نتائج الدراسة تطرح تحديات لإيجاد أنسب طريقة لمواجهة السمنة لدى المراهقين وفي الوقت ذاته عدم التسبب في مخاوف لدى المراهقين الذين يتمتعون بأوزان عادية.

وقد وصفت البروفيسورة جين واردل من جامعة "لندن كوليدج" نتائج الدراسة بأنها " تدعو إلى الاحتفال وفي الوقت نفسه تثير المخاوف"، وأضافت واردل "صغار السن الذين يعتقدون أنهم زائدون في الوزن قد يصابون باضطراب في النظام الغذائي، لذا نحن سعداء بأن المراهقين الذين يتمتعون بأوزان عادية وشاركوا في الدراسة أدركوا أنهم طبيعيون".

القبض على "فتى تكساس المدلل" بعد هروبه إلى المكسيك

من جانب مختلف، قال مسؤول من سلطات انفاذ القانون إن مراهقا من تكساس ينتمي لعائلة ثرية هرب أثناء خضوعه للمراقبة بعد إدانته بقتل أربعة أشخاص وهو يقود السيارة تحت تأثير الخمر قد القي القبض عليه في المكسيك، وكان إيثان كوتش (18 عاما) الملقب "الفتى المدلل" مطلق السراح بعد الحكم عليه بالسجن 10 سنوات مع وقف التنفيذ لإدانته بالقتل غير العمد في حادث وقع عام 2013، واختفى هو وأمه تونيا كوتش (48 عاما) هذا الشهر مما دعا المسؤولين في مقاطعة تارانت بولاية تكساس إلى إدراج الشاب على رأس قائمة المطلوبين بالمقاطعة وإصدار مذكرة ضبط له، واشتهر كوتش باسم "الفتى المدلل" أثناء محاكمته أمام محكمة الأحداث عندما قال طبيب نفسي إنه ثري للغاية ومدلل ولم يستطع التمييز بين الصواب والخطأ، وأكد مسؤول بسلطات انفاذ القانون في مقاطعة تارانت إن كوتش اعتقل في بويرتو فالارتا بالمكسيك دون الكشف عن مزيد من التفاصيل، ونقلت شبكة (سي.إن.إن) التلفزيونية الأمريكية عن مسؤولين مطلعين على الأمر قولهم إن كوتش كان برفقة والدته وسيسلم للولايات المتحدة، كان كوتش وهو في سن 16 عاما يقود بسرعة كبيرة ونسبة الكحول في دمه تبلغ نحو ثلاثة أمثال الحد القانوني المسموح به عندما فقد السيطرة على السيارة وصدم صاحب سيارة معطلة على جانب الطريق وثلاثة أشخاص توقفوا للمساعدة، وأصيب عدة ركاب في سيارة كوتش بينهم صديق له أصيب بعاهة مستديمة في المخ.

ذات صلة

عالم الإسلام متماثلا اجتماعيا وثقافيا.. الطاقة الممكنةصناعة الاستبداد بطريقة صامتةوزارتا التربية والتعليم العالي في العراق مذاكرةٌ في تجاذبات الوصل والفصلالجنائية الدولية وأوامر الاعتقال.. هل هي خطوة على طريق العدالة؟التناص بوصفه جزءاً فاعلاً في حياتنا