نادي اصدقاء الكتاب في جمعية المودة يناقش كتاب الشباب ثروة الحاضر وثورة المستقبل
حنين حليم
2016-03-09 02:00
لستُ أُبالغ إذا قُلتُ إن الكُتب أهدتني السعادة، كلمة أطلقها أحدهم عندما كان يبحث عن السعادة في طيات هذا العالم المليء بالصراعات والحروب.
من هذا المنطلق ومن اجل اضفاء السعادة على حياتنا وحياة الشابات ناقش نادي أصدقاء الكتاب الذي يعقد شهريا في جمعية المودة والازدهار النسوية كتاب (الشباب ثروة الحاضر.. ثورة المستقبل) لمؤلفه سماحة الشيخ ناصر الاسدي (حفظه الله).
جاء في مطلع الكتاب: الشباب كالنهر الذي تتسابق أمواجه المتوثبة ثم يقسم نفسه لتأخذ الحقول والبيادر حقها منه فيمضي ينشر البهجة والجمال والسعادة.
سيان في ذلك: مرحلة الشباب والشريحة الاجتماعية كلاهما روعة وخير.
فما أكبر خسارة الحياة لو أخلت مقاعدها الأمامية منهم.
ليأتي الكتاب متناولاً جوانب متسلسلة تُكمل بعضها بعضا لتقدم نهجً ما احوج شبابنا لقراءته والاخذ به قال الامام الصادق (عليه السلام): (الأحداث أسرع شيء إلى الخير).
فالشباب هو الدور الذي تستكمل الحياة البشرية فيه جميع معداتها ومقوماتها من ذخائر جسدية وروحانية، إن شبابنا هم الثروة التي منها يأتي ذهبنا الاسود والاصفر وكل ما تنتجه ارضنا من ثمار وحبوب وبقول هذه للنفاذ والبوار وتلك للبقاء والازدهار.
هذا ومرحلة الشباب سريعة الفوت كسحابة الصيف ليأتي الكاتب متسائلاً: ماذا لو خسرناهم؟
مجيباً بأن ذلك سيؤدي الى ضياع هذه الطاقة الهائلة بنفسها وخسارة المجتمع من إهدار مواهبهم وطاقاتهم الكبيرة المختزنة فيهم، وسقوطهم في هاوية الانحراف بالانخراط في تنظيمات الإرهاب والمجاميع اللاخلاقية وغيرها.
وتناول الكتاب موضوع الشباب والمسارعة إلى اعتناق المبادئ.. حيث ان اية حركة ونهضة اصلاحية أو دعوى لفكرة يكون الشباب فيهم أسرع من غيرهم من كبار السن فنراهم اول من ينجذب ويسارع الى الايمان بها وتبنيها.
فقلوبهم كالأرض الخصبة وربيع حياتهم مليء بالاندفاع باتجاه أداء الاعمال وانجازها بحماس منقطع النظير فهذا رسول الله (صلى الله عليه واله وسلم) وهو الاسوة الحسنة يقلدهم المسؤوليات الكبرى أمثال مصعب بن عمير وعتاب بن أسيد وأسامة بن زيد وغيرهم.
وهناك ضرورة للتعريف بقيمتهم الحقيقية وأهميتهم، وكونهم ارقاما فاعلة في المجتمع. واذا استطعنا احتواءهم واثارة كفاءاتهم وطاقاتهم وقدراتهم لاستطعنا ان نفعل دور الشباب في تحمل مسؤولياتهم الدينية والاجتماعية.
ومن بعد ذلك يتطرق الكاتب الى الآلام والآمال التي يُعايشها الشباب، فعن رسول الله (صلى الله عليه واله وسلم واله): من لم يهتم بأمور المسلمين فليس بمسلم.
فغربة الشباب ومحنتهم باعتبارهم في باكورة مسيرتهم الاجتماعية وتعوزهم الضروريات الحياتية، مادية ومعنوية مما تجعلهم محاطين بالازمات منها: الفقر والعزوبة والتعرض لانزلاقات خطيرة في فخاخ الانحراف.
اما محنة الشباب المعاصر فمأساتهم في هذا القرن من أكبر المآسي حيث لم يعرفها التاريخ فيما سبق فالواقع والتحديات يدعو الى الوقوف والتأمل ويتطلب المثابرة والمزيد من الجهد لاحتواء تداعياته حيث أن شبابنا يواجه في هذا العصر تحديات خطيرة على صعيد تكوين شخصياتهم وتشكيل أفكارهم وسلوكهم.
ومن ثم بعد ذلك يذكر الكتاب محطات الانطلاق:
فعن أمير المؤمنين (عليه السلام): المرء يطير بهمته كما يطير الطائر بجناحيه.
فالشباب المؤمن هو من يمتلك الحصن المنيع، والمتسلح بدرع العقيدة، ومناقبيات السمو وقيم التقدم فالإيمان بالله واليوم الآخر، والا فالقانون والبوليس والاستخبارات ووو... لاتحول دون وقوع هذه النكبات والمحن.
والجزء الاخر الزواج المبكر في البنين والبنات يحول دون الانزلاق وفعل الحرام.
كما وان امتلاكهم لثروة العقل بهذه النعمة الكبيرة التي بها يتمكن من تغير واقعه نحو الأفضل.
والمحطة الاخرى هي وجوب الثقة بالنفس، فالشباب حينما يرى انجازات الآخرين وإبداعاتهم يجب ان يدفعه ذلك الى الثقة بنفسه والتوجه إلى تفجير قدراته وطاقاته.
ثم العروج الى تنظيم الشباب وذلك لأن التنظيم علم يعتمد على أسس وقواعد عقلائية ثابتة وفروع كثيرة ولتطبيق قواعده شروط ومراحل وثوابت معينة، وهو من ضروريات الحياة في كل الأصعدة ولكل شرائح المجتمع.
والمحطة الاخيرة في الفصل هو توجيه الشباب نحو اتباع قائمة الأولويات في الحياة واتباع مصادق الأهم على المهم.
ثم يأتي الكتاب مبينا منطلقات النهوض:
الطموح في تحقيق نهضة شبابية داخل الأمة الا ان هذا الامر منوط بتحقيق مقدماتها والتي تشكل المنطلق للنهوض.
وأهم تلك المنطلقات الثقافة النهضوية والتي تقع في طليعتها، وكذلك قيم النهوض كعلو الهمة والأمل، ثم تأتي الهدفية فالصحيح ان يضع كل إنسان نصب عينيه هدفاً كبيراً وينطلق للوصول اليه وتبرز أهمية تحديد الأهداف في ان الهدفية من اُسس النهضة في حياة الفرد والاُمة، فالتُميز على كل صعيد يرفع المستوى العام للأمة مما يجعلها على طريق النهوض.
ومن اهم الوسائل العلمية والشرعية لبلوغ الاهداف المرحلية وانجازات المهمات: سيرة الناجحين ومعاشرة الناجحين ومصاحبتهم.
وبالاحتكاك والمعايشة تنتقل الصفات الايجابية بين الافراد وتنتشر، حتى تصبح الايجابية صفة جماعية بمعنى ان المجتمع كله يكون ايجابياً وليست صفة افراد متفرقين مما يقود الى تحقيق علو الاسلام الذي قاله عنه (صلى الله عليه واله وسلم): الاسلام يعلو ولا يُعلى عليه.
وأما في باب تنمية الشباب:
فالدراسة والمثابرة في التحصيل العلمي والعلم مادام فيه عرق ينبض لأنها السبيل الاقوم لتقدم الفرد والأمة.
كما ان مسالك الحياة المظلمة لا يهتدي السائر فيها إلا إذا تسلح بثقافة الحياة ليأمن شر مطبات الفراغ التي تجعله فريسة النوم والجلسات الواهية والتافهة في المقاهي والمنازل وكثيراً من الاحيان يُملأ بالمحرمات.
مُشيراً الى ان العمل ينشر البهجة النفسية وراحة الضمير اضافة الى انه يقدم الحياة الى الإمام ويوفر المال ويسد الطريق على مفاسد البطالة، والحقيقة ان من الضرورة بمكان ايجاد فرص العمل للشباب كي لا يبقى الشاب عاطلاً وتُهدر طاقاته.
واختتم الكاتب برسالة توجيهية:
تتلخص: الى ان الشباب عليهم بأن يهتموا بأنفسهم أكبر اهتمام ويعرفوا قدر أنفسهم وذلك يتوقف على أمرين إيجابي وسلبي، فالأمر الايجابي: أن تجعلوا من أنفسكم أداة عمل ومعرفة وثقافة وفضيلة وبناء وإصلاح وتقدم ورقي.
وأما الامر السلبي: فهو أن تتجنبوا من أن تكونوا آلة هدم ودمار وإنحطاط وتفرقة وتحَّزب.
فمن الضروري أن لاتقعوا في شبكات الأفكار المستوردة والمنظمات السقيمة والأنظمة الهدامة وإعملوا بنصائح القرآن الكريم والسنة المطهرة.
انظروا الى تأخر بلادكم وتقدم بعض بلاد العالم، فأجعلوا من انفسكم أداة تقدم وآلة رقي مع الاحتفاظ بالتراث الإسلامي الزاخر بكل خير وسعادة ورفاه وطمأنينة.
وجدير بالذكر ان جمعية المودة والازدهار النسوية تهدف إلى توعية وتحصين المرأة ثقافياً لمواجهة تحديات العصر والعمل على مواجهة المشاكل التي تواجهها وإعداد العلاقات التربوية الواعية التي تعنى بشؤون الأسرة وكذلك دعم ورعاية الطفولة بما يضمن خلق جيل جديد واعِ.
وتسعى الجمعية لتحقيق أهدافها عبر اقامة المؤتمرات والندوات والدورات وإصدار الكراسات وإعداد البحوث والدراسات المختصة بقضايا المرأة والطفل.