شكرا لوزير حقوق الإنسان

هادي جلو مرعي

2015-02-03 08:15

كتب الله على شرطي المرور أن يكون في الشارع عرضة للشتيمة والبهدلة من مواكب المسؤولين الذين يريدون أن تفتح لهم الشوارع على مدار الساعة، ولايعبأون ماإذا كان هناك زحام، أو كانت الإشارة الضوئية حمراء، والمهم عندهم أن لاتتوقف مواكبهم الكريمة وتمر بيسر في أي طريق مهما كانت الظروف المحيطة بعمل رجال المرور، وبغض النظر عن الزحام الشديد، أو وجود عوائق وظروف طارئة تتطلب إجراءات غير تقليدية.

لكن في المقابل فإن رجل المرور يتحمل مسؤولية تجاوزات غير مبررة يقوم بها من حين لآخر كفرض غرامات غير قانونية، ونصب سيطرات متحركة، وتوزيع آلاف الوصولات التي يعاقب بها القانون المخالفين الذين لايضعون حزام الأمان، أو الذين يخالفون قواعد المرور الآمن، وحتى الذين يقودون عكس إتجاه السير. أتذكر إبن عم لي كانت لديه سيارة نوع (لادا) روسية الصنع وأصابها عطل ما فكان يسير بها، وتمضي الى الخلف دائما، ولاتسير الى الأمام مطلقا، وكان رجل المرور يلاحقه، ويطلب منه أن يسير الى الأمام فيعتذر بسخرية إن سيارته لاتسير إلا الى الخلف، وطلب إليه التوقف فإعتذر إنها لاتتوقف. ولا أعرف كيف إنتهت مشكلة إبن العم مع السيارة ورجل المرور.

في واحدة من المرات كنت أقود سيارتي على شارع ابي نواس رحمه الله متوجها الى مكتب لإحدى القنوات الفضائية العربية، وكان الوقت يمر مسرعا، وكان البث مباشرا لكني فوجئت بسيطرة وهمية لمجموعة من رجال المرور ومعهم عقيد بشوارب بيض وبيده وصولات سجلت فيها غرامات مالية، وكانت السيارات متكدسة في الشارع للأسف وببرود أعصاب كان رجال المرور يستولون على أوراق السيارات، ويقطعون وصلا للسائق، ثم يأمرونه بالذهاب الى دائرة المرور لدفع الغرامة ثم العودة إليهم لإستلام الأوراق المحجوزة لديهم في عملية مفبركة. وأغلب نقاط التفتيش المرورية في العراق تمارس عملها بحسب المزاج فتعاقب من تشاء وتترك من تشاء. فجأة يقفون ويسألون عن حزام الأمان، فجأة يقفون في الشارع فيسألون عن قنينة إطفاء الحريق ووووووو.

الإعتداء على رجل المرور ممنوع وغير مقبول سلفا. لكن لابد من طرح الموضوع بشكل مختلف، فلابد من تعاون وإحترام متبادل، وليس صحيحا أن يفقد رجال المرور دعم المواطنين الحانقين عليهم لممارسات خارج القانون مع إن هناك عديد منهم يمارسون دورهم بشكل طيب وإيجابي.

على الفيس بوك كتب أحدهم ساخرا حين سمع بخبر قيام عنصر في حماية وزير حقوق الإنسان في العراق بالإعتداء على شرطي مرور في أحد شوارع بغداد (شكرا لوزير حقوق الإنسان شكرا لحماية وزير حقوق الإنسان. بإسمي وإسم كل مواطن فقير عنده تكسي مسكربة وصاحب كيا مكركبة وكوستر مشرشبة نشكر حماية وزير حقوق الإنسان الذين أخذوا حقنا ممن ظلمنا من رجال المرور ونطالب رئيس الوزراء بتكريم رجل الحماية الذي إعتدى على رجل المرور.. يابويه أشكد ذلونا رجال المرور شايلين وصولاتهم ويفترون وكل شوي سيطرة وهمية وهات ياغرامات. أكيد إن حماية الوزير كان عنده تكسي).

...........................
* الآراء الواردة لا تعبر بالضرورة عن رأي شبكة النبأ المعلوماتية

ذات صلة

فن صناعة النسيج الاجتماعي الرصينالصراط المستقيم بين المنهج والنموذجالشرق الاوسط على موعد ساخن متجدد مع ترامبالتعداد السكاني: لبنة أساسية لبناء مستقبل العراق وتحقيق رفاهية المواطنالايدلوجيا اللّيبرالية الأمريكية والمسار الشعبوي