كذبة الانسحاب
جواد العطار
2024-09-15 06:39
وفق تسريبات لجس نبض الشارع العراقي، توصلت بغداد وواشنطن إلى اتفاق حول انسحاب قوات التحالف الدولي من العراق، وذلك وفق خطة يجري تنفيذها على مراحل خلال العامين المقبلين.
وأوضحت التسريبات أن الخطة تتضمن خروج مئات من قوات التحالف الذي تقوده أميركا بحلول ايلول 2025 وتغادر البقية بحلول نهاية العام 2026، ولم يعلن الاتفاق رسميا لحد الان.
والسؤال الذي يطرح نفسه: هل ستخرج امريكا من العراق؟ وهل ستلتزم بالاتفاق؟.
المتتبع للخط الزمني للوجود الامريكي في المنطقة يجده بدأ فعليا عام 1990 بعد انهيار الاتحاد السوفياتي وتفتت الكتلة الشيوعية ودخول النظام السابق للكويت، واستمر بعدها مسلسل الحصار الاقتصادي الجائر الذي استهدف الشعب اكثر من بنى النظام نفسه، وشماعة اسلحة الدمار الشامل التي اسقطت النظام الديكتاتوري في 2003 رغم انها وكما تبين لاحقا كذبة كبيرة اراد من وراءها الامريكان احتلال العراق والسيطرة على ثرواته وليس كما يدعون عملية «حرية العراق»...
وجاء عام 2011 لتوقع الاتفاقية الاستراتيجية الاطارية بين حكومة العراق والولايات المتحدة والتي بموجبها غادر الجيش الامريكي الاراضي العراقية وفق جدول زمني متفق عليه من الباب، ليعود ويدخل من الشباك باسم التحالف الدولي عام 2014 بحجة محاربة الارهاب وتحرير اراضي العراق من داعش، لكن بدون وجود قوات عسكرية ضخمة على الارض هذه المرة بل اكتفى بمجاميع من مستشارين وقوات نخبة وخلايا استخباراتية وتغطية جوية تضمن لهم السيطرة على الاجواء العراقية اولا؛. ديمومة الهيمنة السياسية على الواقع العراقي ثانيا؛. تسهيل الاتصالات مع القيادات ثالثا؛. وتنشيط عمل الاستخبارات رابعا.
وبعد الضغوط الكبيرة التي تعرضت لها القوات الامريكية فيما تبقى من قواعد لها بالعراق على ايدي المقاومة العراقية والرفض لتواجدها، والاحراج الذي تعرضت له الحكومة العراقية في ملف التواجد الاجنبي على الاراضي العراقية وانتفاء الحاجة له باندحار داعش، ورغم جدية الاخيرة في انهاء هذا الملف، ظهرت تسريبات هذا الاتفاق إلى العلن والمتضمن جدولة الانسحاب لمستشاري التحالف الدولي على مدى عامين... ولا نعرف مدى جدية الطرف الامريكي ومصداقيته في انهاء هذا الملف الحساس، هل هو جاد بترك العراق؟ وهل يحتاج سحب مستشارين الى عامين ؟ ام انها كذبة اخرى تضاف الى الاعيبه السابقة والتي لا تنتهي.