غداً عطلة أم دوام ؟

عبدالهادي مهودر

2024-04-09 05:09

يتردد هذا السؤال كثيراً، غداً عطلة أم دوام، ويتجدد ليلة كل مناسبة وحدث وزخة مطر، ويقضي العراقيون ليلتهم الكبيرة في البحث عن إجابة واضحة لهذا السؤال المحيّر ويتلقون الشائعات التي تنمو في بيئة الغموض الخصبة، حتى ينادي المنادي ويصدر البيان في خبر عاجل، او يدركهم الصباح فيسكتون عن الكلام المباح، و خبر تعطيل الدوام سار للكثير من تلاميذ المدارس والموظفين ويكاد يتشكل ( گروب محبين العطل) وعذراً للمدقق اللغوي فهكذا تكتب الكلمة في مواقع التواصل الإجتماعي و في تجمّع سيارات دوانز في العراق، ضمن حالة إنفلات لغَوي خارج حدود مدينة القواعد.

وبعد طول إنتظار تأتي أخبار التعطيل من المحافظات تباعاً بعد زخات المطر (كأن صياداً حزيناً يجمع الشِّباك ويلعن المياه والقدَر) كما يقول السياب، فتتعطل جميع مؤسساتها الرسمية وتشمل العطلة جميع المواطنين ضمن حدود المحافظة ورقعتها الجغرافية، إلاّ في مدينة بغداد فتعطيل الدوام الرسمي في محافظة بغداد لايعني تعطيل الدوام في بغداد ولايشمل جميع المواطنين الساكنين ضمن العاصمة الحبيبة.

وقد يتعطّل شقيقك الذي ولدته أمك وأخوك في الدين والوطن والمطر وتباشر أنت الدوام الرسمي دون اشقائك وأخوتك، ولكن وفقاً للصلاحيات المنصوص عليها في قانون المحافظات غير المنتظمة بإقليم، ولا اعتراض على القانون إلا بقانون، لكن وجه الإعتراض فيما يحدثه التعطيل الجزئي الذي ينعش حالة الجدل والإرتباك ويكرّس تجزئة المحافظات والأمطار والمشاعر، ويزيد الطين بلّة، دون أن تتسبب موجة التعطيل وتأثيراتها على العمل والدراسة بإخراج مسودة قانون العطل الرسمية من أدراج البرلمان.

والذي تتجنّب الكتل السياسية مناقشته بإعتباره من القوانين التي تفسد للود قضية ومن صنف الفتن النائمة، مع أن الإختلاف حالة عراقية أزلية والتنوّع الديني والفكري والعقائدي حقيقة وميزة، ولابد من مواجهة هذا الإستحقاق يوماً ما ليرى القانون النور ويجيب على السؤال الذي حيّر أهل العراق في الليالي الكبيرة والغائمة والممطرة وكلّما غرّد المنبيء الجوي بإنشودة الأمطار الرعدية، وحسناً فعلت الحكومة بتحديد أيام عطلة عيد الفطر هذا العام بشكل مبكر وقطعت جدال القوم، لكن قد يسأل سائل، وماذا بعد انتهاء عطلة العيد ؟ ألا توجد عطلة للإستراحة من تعب أيام العيد؟

ذات صلة

مقام التسليم والرضا والعبودية لله تعالى، علماء وعالمات جبل عامل نموذجاًفي ذكرى مولدها السعيد: السيدة زينب ورؤيتها المستقبليةالنظام الحزبي والديمقراطيةآليات مناقشة وتقييم بحث الترقية للقاضي بين الماضي والحاضر؟حياتنا بحاجة لهذه القرارات