دور الأطر الأخلاقية في بناء المسؤولية الاجتماعية
حسن السباعي
2024-01-22 06:09
ماهو دور السياسات التعليمية في بناء المسؤولية الاجتماعية، وكيف يمكن استنهاض الرأي العام في عملية بناء المسؤولية الاجتماعية؟
إن كانت للسياسات التعليمية صبغة أخلاقية وتربوية، فإن ذلك أهم دور لبناء المسؤولية الاجتماعية، ذلك لأن المسؤولية الاجتماعية قبل أن تكون اجتماعية فإنها فردية ويمكن مراعاتها من خلال الأطر الأخلاقية أو ما يؤمن به الفرد والذي سوف لن يبقى في دائرة الفرد وإنما سينتقل نفعه للمجتمع وذلك سيؤدي في نهاية المطاف إلى سعادة الجميع.
ونقطة بدايته أن يؤمن الفرد أنه مسؤول عما يجري حوله من أحداث اجتماعية وبيئية وثقافية وإنسانية، ولا شيء قادر على أن يسلب منه هذه المسؤولية وجعله متجاهلا أو غير مهتم.
من هنا؛ فإن التعليم هو مجرد جناح من جناحَي هذه المهمة، أما الجناح الآخر فهو الحافز والوازع الفردي وهذا الآخر جاء نتيجة أفكاره ومعتقداته ومبادئه التي يؤمن بها.
وفيما يرتبط بكيفية استنهاض الرأي العام في عملية بناء المسؤولية الاجتماعية؛ فإنه بالرغم من أن المسؤولية الاجتماعية أمر تطوعي بحت والفرد نفسه هو الذي يقرر ما عليه فعله؛ إلا أن المحيط أو الرأي العام لو استطاع أن يزرع فيه روح وجوب تحمل المسؤولية كما لو كانت بمثابة عهد بينه وبين المجتمع، وإن عدم تحمُّلها يعتبر ذنب أو جريمة سيعاني نتائجها الفرد قبل المجتمع، فإن ذلك الشعور الإيجابي يتحول إلى فرض عيني سيزيده تحفيزا واهتماما لمراعاة هذه المسؤوليات والحقوق.
وبعبارة أخرى فإن الرأي العام يجب أن يقوم بدور المراقب والمتابع للفرد ليحمّله تلك المسؤولية على أتم وجه حتى وإن كان ما يقوم به هو مجرد أمر تطوعي وبدون مقابل مادي أو معنوي. إذ عبر المجتمع مثلا: يمكن توجيه الأفراد واقناعهم أن مسؤولياتهم هي عبارة عن عهد واتفاق بين الفرد والمجتمع بما يعود نفعه على كلا الطرفين فإن ذلك كفيل لإنجاز عملية استنهاض الرأي العام في هذا المجال.
ومن الجدير أن يذكر في هذا الوادي كتاب رسالة الحقوق حيث لا يخفى على متدبر أن رسالة الحقوق للإمام السجاد عليه السلام تضمنت مختلف الأبعاد باختصار بليغ متقن، فوجهت المؤسسات التعليمة والرأي العام ضمن ضوابط الشارع المقدس. من هنا لو ترجم هذا الكتاب إلى لغة تكلم الناس على قدر عقولهم ويعرض عليه احتياجات العصر الحالي، فإن ذلك يتحول إلى منهج تعليمي وتطبيقي في نفس الوقت.