من يحدد مصير الأسد.. أمريكا أم روسيا؟
باسم حسين الزيدي
2015-09-20 07:09
حين زادت روسيا مساعداتها الحربية الى سوريا، في الآونة الاخيرة، بعد ان قامت بنقل معدات حربية ثقيلة، إضافة الى خبراء وجنود روس اعادوا تأهيل المنشآت العسكرية القديمة الموجودة في منطقة اللاذقية، بما فيها المطار الحربي الأهم للنظام السوري، كانوا على معرفة ان هذه الخطوة ستولد المزيد من القناعات بالنسبة للولايات المتحدة الامريكية وحلفائها في الشرق والغرب، ان مسألة اسقاط نظام بشار الأسد من دون موافقة روسية ستكون لها عواقب وخيمة في المنطقة، وان روسيا لن تتخلى عن الأسد ونظامه بهذه السهولة التي حاولت دول الخليج تصورها او تمريرها بعقود نفطية او حربية او تكنولوجية... ويبدو ان الرسالة وصلت الى من يعنيه الامر.
فكرة تقبل بقاء الأسد على رأس الهرم للنظام في سوريا، لم تكن مستساغة يوما بالنسبة للولايات المتحدة الامريكية او لاحد من حلفائها، سيما فرنسا وتركيا والسعودية، التي اعتقدت ان الرئيس الأمريكي، أوباما، أكثر تساهلا من غيره بالنسبة للأسد وحلفائه الروس والإيرانيين، ومع ان الامريكان والاوربيين ما زالوا يكررون ذات المطالب التي أعلن عنها قبل أربع سنوات، برحيل الأسد عن السلطة وعدم مشاركته في أي منصب مستقبلا، الا انهم اليوم باتوا اكثر تساهلا ولينا في التفاوض حول فترة انتقالية، لم يحدد فاصلها الزمني، يمكن ان يلعب فيها الأسد ونظامه الدور الرئيسي، كشريك في:
- عملية انتقال سياسي وفق حلول سلمية تتم عبر التفاوض بين الأطراف المؤثرة في الازمة السورية.
- دعم الجهود الدولية الرامية الى مكافحة الإرهاب، والدخول كشريك محتمل في قتال تنظيم داعش والجماعات المتطرفة الأخرى المسيطرة على اغلب المناطق السورية.
وزير الخارجية الأمريكي، جون كيري، بين ان الولايات المتحدة الامريكية قالت ان "الأسد يجب أن يرحل لكن ما المدة والطريقة، هذا قرار يجب أن يتخذ في إطار عملية جنيف والتفاوض (...) ليس بالضرورة أن يكون من اليوم الأول أو الشهر الأول (...) هناك عملية يجب أن تجتمع فيها كل الأطراف معا للتوصل إلى تفاهم بشأن كيفية تحقيق ذلك على أفضل وجه".
مضيفا: "نحن بحاجة للانخراط في مفاوضات، هذا ما نبحث عنه ونأمل أن تساعد روسيا وإيران وأي دولة أخرى ذات نفوذ في تحقيق ذلك لأن هذا الأمر هو ما يحول دون إنهاء الأزمة".
وفي ذات الوقت، رحب كيري "بمشاركة روسيا (مستقبلية) في التصدي لتنظيم داعش"... هذا التطور في المواقف السياسية يمكن ان يؤشر الى:
- إمكانية التوصل الى توافق سياسي محتمل بين الولايات المتحدة وحلفائها من جهة، وروسيا وحلفائها من جهة أخرى، يحدد مصير الواجهة السياسية المقبلة لسوريا، وان تم بالتوافق بين الأطراف المعنية حل هذه المسألة الخلافية (شديدة التعقيد)، فسيسهل حل باقي القضايا الثانوية، بما فيها قضية التصدي للتنظيمات المتطرفة.
- إمكانية دخول روسيا وإيران كأطراف رئيسية في الحملة التي تقودها الولايات المتحدة الامريكية ضد التنظيمات الإرهابية في سوريا، وقد تشكل روسيا همزة الوصل بين "التحالف الدولي"، وبين النظام السوري وإيران في الجهة المقابلة.
اغلب الظن ان التطورات الأخيرة، التي شملت بعض التطورات المفاجئة بالنسبة لبعض الأطراف الاوربية، بما في ذلك الموقف البريطاني الأخير من نظام الاسد، يؤشر الى اقتناع الأطراف الدولية المهمة على الانفتاح بصورة أكثر واقعية مع الازمة السورية، واحتواء الخصوم والتفاوض معهم بدلا من المواقف التصعيدية.