قطر.. حليف من لا حليف له!
باسم حسين الزيدي
2015-09-09 11:37
يبدو ان فصول حكاية اليمن مازلت بعيدة عن نهاياتها... بعد الضربة التي تلقتها القوات الاماراتية والسعودية والبحرينية، وخسرت خلالها عشرات الجنود في ساعة واحدة على يد الجيش اليمني، اعلنت قطر عزمها ارسال 1000 جندي بالياتهم الثقيلة، وإنها على استعداد للمواجهة البرية مع الحوثيين والجيش... تلك المواجهة التي استبعدتها السعودية في بداية الامر، بل وترددت فيها كثير.
قطر المعروفة بدعمها للإخوان المسلمين حتى اليوم، في موقف تطابق تماما مع تركيا الاخوانية ضد دول الخليج مجتمعة... تلاقت مصالحها بصورة لافته للنظر مع مصالح السعودية والامارات، بعد قطيعة واستبعاد وجفاء غير مسبوق، فهل يحكم العقل الخليجي والمنطق السياسي الذي سارت عليه ذات الدول، بان المصالح الخليجية تغلبت على المصالح الاخوانية في المنطقة؟.
غالبا ما تحاول قطر، سد الفراغ الحاصل في مناطق التوتر بوسائلها المعروفة لدى الجميع... دعمت نظام الاخوان المسلمين في مصر قبل وبعد سقوطهم المدوي، ولم تنسجم مع نظام السيسي، وما زالت تسعى لإعادة فتح الملف العراقي، بعد استضافتها لشخصيات سياسية وعشائرية قريبة من الاخوان المسلمين وغيرهم، (اغلبهم مطلوبون للقضاء العراقي بتهم تتعلق بالإرهاب)، مستغلة الارباك الامني والاحتجاجات الشعبية المطالبة بالإصلاحات ومكافحة الفساد فيها، فيما مثل ملف سوريا وقرب قطر من الاجنحة المتطرفة عقد لدى الكثيرين، كان في مقدمتهم السعودية والامارات، فضلا عن الدول المتحالفة مع النظام السوري.
اغلب الظن، ان سد الفراغ هذه المرة، سيتم على حساب الامارات، فالإخوان المسلمين في اليمن أصبحوا ضرورة في التحالف السعودي، لا غنى لها عنهم في الوقت الحاضر، سيما مع وجود 10 الاف مقاتل خليجي يستعدون لحملة عسكرية كبرى ضد أنصار الله وصالح في صنعاء وعلى الحدود مع السعودية، والمغامرة يجب ان تكون محسوبة النتائج... وقد تلخص بعبارة ان الامارات غير مرحب بها بعكس قطر.
الامارات التي تلقت الضربة الأقوى، بخسارتها لأكثر لخمس وأربعين جندي في اليمن، حاولت استثمار وجودها هناك لتغيير المعادلة الاخوانية بقوى أخرى أكثر قربا منها، وربما لم تكن لتمانع من اجراء حوار يهدف الى حل سياسي يكون فيه (أنصار الله) جزء من القوى الفاعلة داخل السلطة على حساب الاخوان (حزب الإصلاح) ... طبعا هذا التوجه لم يكن ليعجب امراء ال سعود ومن وضع نصب عينية افناء اخر حوثي على الأرض اليمنية، وارجاعهم الى (الكهوف) التي انطلقوا منها، وهنا يأتي الدور القطري المناسب لملء الفراغ الخليجي تحسبا لانشقاقات داخلية (يمنية) او خارجية (إماراتية) محتملة.
البعض يرى ان سيناريو دخول قطر في اللعبة اليمنية هو مجرد وهم او خطاب اعلامي لا يعدو كونه (حبر على ورق)، من اجل شحذ الهمم وادامة الزخم في المعركة بعد الخسارة القاسية التي تلقتها الجيوش الخليجية، اذ ان أطرافا عربية أخرى ستزعج كثير من هذه التحركات التي قد تعتبرها (استفزازية)، وفي مقدمة هذه الدول الامارات ومصر.
أخيرا وليس اخرا... فان قطر التي تحاول الترويج لكساد بضائع الاخوان المسلمين في أسواق الشرق الأوسط، مثلما حاولت تركيا من قبل الترويج لها في اوربا، قد افرزت الكثير من الازمات الخطيرة في مصر والعراق وسوريا وليبيا واليمن... من دون ان تستوعب ان الرهان على فرس خاسر او السباحة عكس التيار، سوف ترهق مواردها وتحملها فوق طاقاتها الطبيعية، وان احدى هذه الموجات يمكن ان يرتد عليها بسهولة، لكن حينها لن تستطيع الصمود امامها او تتجاوزها بحجمها الصغير وعدد مواطنيها الأصغر.