انا مهاجر انا ابحث عن وطن

علي الزاغيني

2015-09-02 08:57

الهجرة رحلة البحث عن وطن وسلام وحياة لا تشبه حياتنا من وطن أرهقته الأحزان ودمرته الحروب واستلوا عليه لصوص السياسة وعصابات القتل والإرهاب كان لابد من ملاذ امن ورحلة جديدة بالبحث والتقصي في عالم اخر ووطن غير وطننا لعلنا نجد من يمنحنا الوطن في الغربة.

في بداية الدعوة الإسلامية تعرض المسلمون الى اشد وأقسى انواع التعذيب والاضطهاد من قبل المشركين مما جعل الرسول الأعظم محمد (ص) ان يأمر المسلمين بالهجرة الى الحبشة وهذا ما يجعل من الهجرة احد الحلول، واعتقد ان هذه اول هجرة في التاريخ الإسلامي ومن بعدها توالت الهجرة على مر العصور حتى يومنا هذا حتى أصبح الأمر وكأنه الحل الوحيد للخلاص من هكذا أوضاع مأساوية وسط هذا القتل والظلم وعدم الاستقرار والصراع السياسي للسيطرة وعدم الاهتمام وإهمال المواطن وعدم الاهتمام بمتطلباته بالعيش بسلام وحرية وأمان وتوفير الخدمات الأساسية في وطن يعتبر من اغنى دول العالم بموارده النفطية والأثرية والدينية ولكنه بحاجة لقائد انسان وليس حاكم جبان لا يفقه كيف يقود بلاده.

لماذا الهجرة؟

ولماذا نلجأ الى الغرب ليحمينا وننعم بالأمان في دول لا تعرف الإسلام ولكنها تقدس الإنسان وتحميه وتمنحه الحرية، هل عجزنا ان نكون دولة حقيقة ونصغي للغة العقل مرة واحدة بدلا من ان نستخدم السلاح والعنف ونتحاور بهدوء إنسان لإنسان وان نجد الحلول لأسباب الهجرة، هل عجزنا نحن دولة الأغنياء ان نعيل أبنائنا ونحارب الفقر ونمنحهم الحياة الكريمة ونضمن لهم ما يزيح عن كاهلهم سنوات الموت والدمار والخراب ونوفر لكل منهم راتب شهري وسكن مريح وخدمات طبية وتعليم راقي وتعامل أنساني يشعره بكرامته كما يعامل الغرب أبنائه، كل هذه الأمور ليست مستحيلة وإنما هي حقوقنا التي يجب ان تمنحها كل الحكومات المتعاقبة وليست لهم اي حق في منعها عن اي مواطن.

على الحكومة والجهات المعنية ان تدرس كل الأسباب وتحاول ان تضع الحلول قبل ان فوات الأوان وان يكون هدف الشباب الهجرة قبل كل شيء واعتقد ان الهجرة أصبحت الأمر الأسهل وخلال ايام يجد الشاب نفسه في احدى الدول الأوربية بعد الاتفاق مع مجموعة من الأصدقاء اذا ما علمنا ان عمليات التهريب منظمة وتحظى بدعم دولي واغلب الدول الأوربية فتحت الأبواب لاستقبالهم، لتكون الرحلة جماعية وتكون بدون صعوبات وخصوصا بعدما علم الجميع ان المهاجر يتمتع بحياة كريمة ويتلقى كل التسهيلات اللازمة حتى يجد وسيلة للعيش بعد ان يتقن لغة البلد المهاجر اليه وهذا ليس بالأمر الصعب وخصوصا اذا كان الشاب غير متزوج فهذا الأمر كما اعتقد يكون أسهل، والامر لا يختصر على الشباب فقط فقد هاجرت وتهاجر آلاف العوائل بطرق مختلفة حيث طريق ألاّ عودة.

لا تستغرب إذا يوما ما وجدت نفسك تحزم حقائبك بالرحيل بالهجرة تودع وطنك الذي ظلمك كثيرا ولم يوفر لك ما تبحث عنه بعدما منحته كل سنوات عمرك وزهرة شبابك وضحيت لأجله ولكنك لم تحصد سوى الخذلان بعدما خذلوك الحكام وسرقوا كل أحلامك وهربوا تأكد من ذلك ان الهجرة هي الحل في وطن يعيش ما بين النار والرصاص.

...........................
* الآراء الواردة لا تعبر بالضرورة عن رأي شبكة النبأ المعلوماتية

ذات صلة

عالم الإسلام متماثلا اجتماعيا وثقافيا.. الطاقة الممكنةصناعة الاستبداد بطريقة صامتةوزارتا التربية والتعليم العالي في العراق مذاكرةٌ في تجاذبات الوصل والفصلالجنائية الدولية وأوامر الاعتقال.. هل هي خطوة على طريق العدالة؟التناص بوصفه جزءاً فاعلاً في حياتنا