رياضات عالمية.. من غزو الجري وازدهار الملاكمة الى سومو الاطفال
عبد الامير رويح
2015-08-22 08:48
مع تزايد المشكلات والأمراض الصحية، التي انتشرت بشكل مخيف بين العديد من البشر بسبب تغير أنماط الحياة اليومية، التي تأثرت سلبا بالحداثة والتطور العالمي المتسارع يزايد الإقبال كما يقول بعض الخبراء على ممارسة رياضة في العديد من دول العالم، وذلك لما لها من فوائد صحية مهمة كونها تلعب وكما تشير بعض المصادر، دورا أساسي في أي حمية يمكن إتباعها فهي مفيدة للجسم البشري وتؤدي إلى تقليل من نسبة الإصابة بمرض السكري وأمراض القلب والشرايين، وتحافظ على الوزن المثالي وعلى ذاكرة أفضل كما أنها تزيد الثقة بالنفس. حيث أثبتت دراسة بريطانية أن الرياضة تساعد على إفراز المخ لمواد كيميائية مثل "الاندرفينس" التي تجعل الإنسان يشعر بأنه في حال أفضل. والرياضة، عبارة عن مجهود جسدي عادي أو مهارة تمارس بموجب قواعد متفق عليها بهدف الترفيه أو المنافسة أو المتعة أو التميز أو تطوير المهارات أو تقوية الثقة بالنفس.
وقد سعت بعض الجهات والمؤسسات المعنية بالصحة على تكثيف جهودها من اجل التشجيع على ممارسة الرياضة، هذا بالإضافة الى اعتماد الدراسات والبحوث الحديثة ودعم بعض الأنشطة والمهرجانات والمسابقات الرياضية المختلفة. وفي هذا الشأن فقد شارك مئات الأطفال في مسابقة سنوية لرياضة السومو وهو تقليد ياباني من شأنه ضمان صحة جيدة لهم، في مباريات تخللها بكاء وصراخ. وقد نظمت هذه المسابقة في معبد سنسوجي الواقع في حي أساكوسا التاريخي في طوكيو.
وكان مدربو سومو يحثون الأطفال البالغ عددهم 120 على الصراخ بأعلى صوتهم. وتقام هذه الفعاليات التقليدية التي تعود لأربعمئة سنة في المعابد وأماكن العبادة في اليابان، لكن قواعدها تختلف باختلاف المنطقة. ففي بعض الأحيان يربح أول طفل يصرخ، وفي أحيان أخرى، يكون أول طفل يسمع صوته هو الخاسر. وفي إطار المسابقة التي أقيمت في أساكوسا والتي جرت العادة على تنظيمها منذ العام 1991، كان مدربو السومو يهزون الأطفال لحثهم على البكاء. وكان من السهل جدا على بضع الأطفال أن يبكوا، لكن تطلب الأمر دخول حكام يضعون أقنعة شيطان على الحلبة لدفع آخرين على البكاء. وفاز الطفل الذي كان الاقوى والاسرع في الصراخ.
رياضة الجري
الى جانب ذلك تشهد فرنسا في السنوات الاخيرة انتشارا واسعا لرياضة الجري بعدما كانت لفترة طويلة بعيدة عنها. والامر واضح خصوصا في باريس حيث ترافق حلول الربيع مع انتشار جحافل من المهرولين في المتنزهات والشوارع نفسها التي كان يشار فيها الى كل من يمارس رياضة الجري على انه سائح اميركي. فحتى الممثلة الفرنسية الشهيرة كاترين دونوف قالت يوما عندما سئلت ان كانت تمارس الرياضة "انا لست اميركية".
ويقول توماس غودار المسؤول في شركة "ادايداس" في فرنسا "صحيح ان الفرنسيين متخلفون بعض الشيء عن دول ناطقة بالانكليزية في احساسهم بضرورة ان يتمتعوا بلياقة بدنية". الا ان هذه الشركة لاحظت "وجود ارتفاع صاروخي للجري في فرنسا" حيث يشكل هذا النشاط الجسدي المجال الذي يشهد اسرع نمو في السوق الرياضية مع نمو يزيد عن 10 %. وقد بينت دراسة اخيرة اجريت بطلب من الاتحاد الفرنسي لالعاب القوى ان 9,5 ملايين مواطن اي واحد من كل خمسة بالغين تقريبا "يمارس رياضة الجري بانتظام نسبيا" على ما يقول رئيس الاتحاد برنار امسالم.
وقد شهدت رياضة الجري ثورة في السنوات الاخيرة في العالم باسره. فلم تعد نشاطا يقوم به رجل يهرول بملابس رياضية بالية بهدف المشاركة في الماراتون ربما، بل استحال اكثر فاكثر نشاطا يمارس ضمن مجموعة مع ملابس جميلة بالوان ملفتة واكسسوارات متطورة موصولة بهاتف ذكي وتطبيقات لرصد التقدم المسجل. ويؤكد غودار ان "الجري بات اليوم رياضة رائجة". ويقول نيكولا رولان (34 عاما) بعدما مارس هذه الرياضة في متنزه بوا دو فينسان في شرق باريس حيث يزيد عدد المهرولين عن عدد المتنزهين، انه لاحظ ارتفاعا مفاجئا في الاشخاص الذين يمارسون هذه الرياضة حتى بين اصدقائه.
وهو بدأ يمارس هذه الرياضة في ايلول/سبتمبر الماضي ويقول ان ازدياد عدد سباقات خمسة وعشرة كيلومترات فضلا عن استحداث سباقات ترفيهية جعلت هذه الرياضة "في متناول عدد اكبر من الناس". فهناك سباق "كولور ران" حيث يرمى مسحوق ملون على المشاركين واخر حول قصر فرساي مع مشاركين يرتدون ملابس اميرات وامراء وهي تؤكد تطور الرياضة الى نشاط اجتماعي محبب لا يقوم فقط على المنافسة.
وتقول كليو كوباريلللي خطيبة رولان التي بدأت الجري قبل شهر لتكون بلياقة بدنية جيدة عند حلول موعد زواجهما "هذه الرياضة مجانية ايضا!". فالكلفة المتدنية نقطة اساسية في تفسير هذا الاقبال الشديد عل الجري على ما يقول خبراء خصوصا وان الاشتراكات في القاعات الرياضية في باريس باهظة الثمن. وفي مؤشر الى تحول باريس الى مركز لهذه الرياضة، اختارتها شركة "اديداس" لاطلاق مفهوم جديد للتواصل الاجتماعي يعرف باسم "بوست باتل ران". فقد شكل 11 حيا باريسيا فرقا تتمتع بشعار خاص بها وهي تتنافس ليست فقط ضمن سباقات بل عبر الانترنت ايضا. وفي غضون عام تسجل 13 الف شخص.
ويقول غودار "الجري رياضة معدية اذ نبدأ بالجري لان اصدقاء لنا يفعلون ذلك وبات الجري يتحول بشكل كبير الى رياضة جماعية". عندما كان نيكولا ساركوزي رئيسا، اثار اهتماما كبيرا في صفوف الفرنسيين عندما كان يمارس هذه الرياضة في الشارع. وتساءلت صحيفة "ليبراسيون" في افتتاحية لها العام 2007 "هل الجري رياضية يمينية؟" مشددة على ان هذه الرياضة ترتكز على الاداء والفردية. ويقول امسالم ان تسعة الاف سباق تنظم سنويا في فرنسا الان الا انه يقر ان ممارسة الرياضة لاسباب شخصية مثل اللياقة والوزن والرفاه، ليست عادة فرنسية.
ويؤكد ان الرياضة في المدارس الفرنسية "غالبا ما تهمش والكثير من الاهل يحاولون اعفاء اولادهم من الرياضة لانهم يعتبرونها غير مهمة". ويقول "الدول الناطقة بالانكليزية لديها ثقافة رياضية لان النظام المدرسي يحيط بالرياضة بشكل ممتاز. لكن في فرنسا ليس لدينا الثقافة نفسها الا اننا نشهد تحولا الان. اننا نشهد ظاهرة اجتماعية فعلية". ويعتبر عالم الاجتماع الرياضي باتريم مينيون ان "الرياضة في فرنسا تعتبر ثانوية" مشيرا في الوقت نفسه الى ان الجري اصبح في العقد الاخير "نشاطا جماهيريا" في فرنسا.
ويشير غودار الى ان ثمة ميلا كبيرا في الولايات المتحدة الان في مجال الجري يتمثل بتحول النساء الى المحرك الرئيسي لهذه الرياضة موضحا "انهن يمارسن هذه الرياضة اكثر وينفقن اكثر". لكن في فرنسا الوضع لا يزال مختلفا اذ ان 53 % من ممارسي هذه الرياضة هم من الرجال و 47 % من النساء بحسب اتحاد اللعبة الا ان النسبة تتغير سريعا. بحسب فرانس برس.
وتقول ميشال ابو (55 عاما) وهي محاسبة انها بدأت الجري قبل سنتين لمحاربة اكتئاب اصابها بعد وفاة والدتها. وباتت تدمن هذه الرياضة ويلفتها ميل مواطنيها الى الجري في الشارع مثل جادة الشانزيليزيه الشهيرة مثلا . وتؤكد "ارى اشخاصا يهرولون في الشارع الان وقبل فترة لم نكن نرى ذلك...خصوصا في الشانزيليزيه".
الملاكمة
في السياق ذاته تشهد رياضة الملاكمة ازدهارا يشهد عليه اللقاء الذي يدر أرباحا طائلة بين فلويد مايويذر جونيور وماني باكياو وعودة بث هذه المباريات على شبكات التلفزيون فيما قد يؤدي هذا الازدهار الى حماية أكبر للملاكمين على الحلبة. وقال تشارلز بيرنيك من مركز كليفلاند كلينيك لو روفو لصحة المخ في لاس فيجاس في الآونة الاخيرة إنه تم الاتفاق على إضافة مثل هذه اللقاءات التاريخية الى دراسته البحثية.
وتبحث الدراسة الخاصة بالملاكمين المحترفين حالات أكثر من 500 ملاكم لتفهم المزيد عن الاضرار التي لحقت بهم خلال مسيرتهم الاحترافية العنيفة وعوامل الخطر الفردية. وقال بيرنيك "تهدف الدراسة الى محاولة فهم الآثار بعيدة المدى لتكرار إصابات الرأس. وما هي عوامل الخطر؟ إذ ان ليس كل من تلحق به اصابات متكررة في الرأس سيعاني من مشاكل. "كيف نشخص ذلك وكيف نتعرف عليه مبكرا وهل يمكننا توقع من سيعاني من العواقب على المدى الطويل. وفي نهاية المطاف ماذا يمكننا ان نفعل كي نجعل جميع هذه الرياضات والأنشطة أكثر أمنا؟".
وعند تقدمهم في العمر بدت احتمالات كبيرة لاصابة هؤلاء الملاكمين بأمراض في المخ وأعراض حالات عصبية أخرى. ويعاني محمد علي أيقونة الملاكمة خلال نصف قرن من الشلل الرعاش الذي يقول البعض في الأوساط الطبية العالمية إنه مرتبط بالسنوات التي قضاها على الحلبة. وأصيب جو لويس بخرف الشيخوخة في مرحلة متقدمة من العمر وأصيب شوجار راي روبنسون بألزهايمر.
وقالت الجمعية الأمريكية لجراحة الجهاز العصبي نقلا عن دورية (كومباتيف سبورت) الخاصة بالرياضات التي تتسم بالعنف إنه بدءا من يناير كانون الثاني 1960 وحتى أغسطس آب عام 2011 حدثت 488 حالة وفاة تتعلق بالملاكمة 66 في المئة منها يرجع الى اصابات في الرأس والمخ والعنق. وقال بيرنيك إن الدراسة تضمنت ملاكمين حاليين ومعتزلين علاوة على مجموعة للمقارنة لم يتعرض أفرادها لاصابات في الرأس وهم من نفس العمر ومستوى التعليم تقريبا وانه جرى اشراكهم في سلسلة من الاختبارات مع تصوير المخ بالرنين المغناطيسي والاساليب الحديثة الاخرى لدراسة المخ والذاكرة وغيرها.
واضاف ان الدراسة تضمنت ايضا اجراء استبيانات مع عينة من الملاكمين بشأن سلوكهم ومزاجهم مع أخذ عينة من الدم بحثا عن تاريخهم الوراثي ودالات الدم الاخرى التي قد تكون اثرت على المخ. وقال "رصدنا من خلال التصوير بالرنين المغناطيسي وجود بعض مناطق في المخ التي يبدو انها تغيرت مع مرور الوقت او انها ترتبط بكم ما تعرض له شخص ما". وتمخضت الدراسة عن معادلة لعوامل الخطر. بحسب رويترز.
وقال بيرنيك "وضعنا في هذه المعادلة حجم المخ موضع الدراسة والسن والتعليم وعدد المباريات ومن أي نوع هي ... ويمكنك ان تتوقع بدرجة عالية من الثقة إن كانت ستتمخض عن نفس النوع من الاعاقة". وسئل بيرنيك عن مدى خطورة الملاكمة فرد بقوله "بالمقارنة بماذا؟ القفز من طائرة مثلا؟ "سواء كان ميدان معركة او ملعب كرة قدم ... هناك خطر والمسألة هي كيف تقلل من حجم ذلك الخطر".
الرياضة والحبال
على صعيد متصل وصلت السلالم المصنوعة من الحبال التي هي من أساسيات تدريبات الالعاب الرياضية حين يصبح النصر معلقا على قدرة اللاعب على الالتفاف بسرعة الى مراكز اللياقة البدنية المعتادة حيث يقول خبراء انها تساعد المتدربين على الرشاقة والسرعة.
فقد أصبح القفز والجري والسير والحجل على سلالم الحبال الممدودة على الارض من السمات الاضافية لفصول اللياقة والتدريبات الرياضية. ويقول ويل إيلسون مدير التدريب في نادي نيويورك للصحة وكرة المضرب في المدينة الامريكية ان هذه السلالم هي اضافة جيدة للتدريبات ويمكنها ان تقوي المفاصل والاربطة والاوتار وفي الوقت نفسه تزيد كفاءة القلب.
وأضاف "انها تقوي القلب من خلال ضربات الاقدام السريعة ورفع الركبتين وفي نفس الوقت تعزز التوازن وثبات المفاصل. كما انها مفيدة في عمليات تنسيق الحركة وهي ايضا ممتعة في الاماكن المغلقة." وخفة الحركة ورشاقتها هي القدرة على تغيير وضع الجسم بسرعة وكفاءة وسيطرة. وخلصت دراسة نشرت في ديسمبر كانون الاول عام 2013 في دورية سترينثنينج آند كونديشينينج ريسيرش ان التدرب على السرعة ورشاقة الحركة يشحذ القدرات الادراكية مثل الذاكرة واليقظة. ويشبه إيلسون التدريبات على سرعة الحركة والرشاقة بتعلم لغة جديدة. وقال "انه تدريب رائع.. ان تجبر شخصا على التركيز وتعلم نموذج حركي لكي يصبح قادرا على تنفيذه دون ان ينظر الى قدميه."
من جانب اخر أصبحت حبال المعارك الغليظة الثقيلة التي تبدو كالحبال التي تستخدم في ربط السفن في المراسي من الادوات المستخدمة في مراكز اللياقة يقبل عليها من يسعون إلى تدريبات شاقة فيها متعة في نفس الوقت. وتستخدم تلك الحبال منذ فترة طويلة في تدريب لاعبي رياضات منها كرة القدم لكن خبراء اللياقة يقولون انها الان وجدت طريقها لمراكز اللياقة العادية كوسيلة فعالة في التدريبات البدنية.
وقال جوناثان روس المتحدث باسم المجلس الامريكي للتدريب "لها نفس تأثير الجري لكن على النصف العلوي من الجسم. الامر لا يقتصر فقط على استخدام عضلات مختلفة بل يتعلق بتدريب العضلات بطريقة مختلفة." ويقول المدرب الذي يعمل في العاصمة واشنطن وألف كتابا في هذا المجال ان استخدام الحبال في التدريبات البدنية يشغل العقل والجسم معا ويخلق بينهما ما سماه برشاقة الحركة.
ويشرح قائلا "الحبال تعلمك كيف تتحرك. تتبدى لك حركة الجسم مع متابعتك لحركة الحبال. اذا فعلت ذلك بشكل جيد سيتحرك جسمك بشكل جيد." ويقول روس ان الاوضاع والتنسيق هما من العناصر الاساسية في مثل هذه التدريبات. وتزيد التدريبات التي تستخدم فيها الحبال من مستوى حرق السعرات. وأظهرت دراسة نشرت في عدد ابريل نيسان 2015 من دورية (سترينث آند كونديشيننج ريسيرش) ان عشر دقائق من التدريبات بالحبال تزيد كفاءة القلب والجهاز التنفسي. بحسب رويترز.
ويقول روس ان الحبال لها أطوال مختلفة كما تختلف ايضا في السمك وهو ما يتطلب قوة واتزانا في الاكتاف ولذلك ينصح من يعاني من اي مشاكل في هذه المنطقة باستخدامها بحذر. واستطرد "كلما زاد طول الحبل كلما مثل هذا تحديا أكبر لانه يحتاج الى مزيد من القوة. انت تريد ان تنتقل الحركة من أعلى إلى أسفل حتى نقطة الاتزان."
رياضة الباركور
الى جانب ذلك يحاول جمع من الشباب الافغان ان ينسوا ندوب الحرب وان يتنفسوا نسيم الحرية منطلقين في رياضة الباركور القائمة على التنقل السريع جدا في الشوارع والساحات والحدائق واجتياز العوائق بالقفز والحركات البهلوانية. وفي ارض منبسطة في كابول، قرب قصر دار الامان الشاهد على انهيار الحكم الملكي، يتدرب فتيان وشبان على رياضة الباركور التي أبصرت النور في ضواحي فرنسا في التسعينات.
ويجري المتدربون، ثم يقفزون لدى بلوغهم العوائق في حركات بهلوانية، ثم يقفون مجددا ويواصلون الركض بخفة وليونة، فيما البعض يقفزون من سقف حطام حافلة قديمة الى الارض مع الدوران حول انفسهم في الهواء. ويرى علي أميري وزملاؤه العشرون في ممارسة هذه اللعبة انها قبل كل شيء وسيلة لهم للهروب من الواقع ونسيان اهوال الحرب التي ما زالت تتطاحن فيها القوات الحكومية وحركة طالبان وحلفائها، ويدفع المدنيون اكبر اكلافها.
ويقول هذا الشاب البالغ 19 عاما "رياضة الباركور تجعلنا ننسى كل شيء، ننسى الحرب ومشكلات بلدنا". ويضيف "وحين نمارس هذه الرياضة نحاول ايضا ان نجعل بلدنا يتقدم". ويرى خير محمد زاهدي، وهو هاو للباركور في الحادية والعشرين من العمر، ان هذه الرياضة تعزز ثقة الانسان بنفسه. ويقول "انها رائعة، في كل تمرين نحاول ان ننفذ حركات اصعب". ومنذ سقوط نظام حركة طالبان على يد تحالف دولي في العام 2001، بعد خمس سنوات على حكم ارسى نظرة متشددة للشريعة الاسلامية تحظر كل الرياضات ما عدا كرة القدم وكمال الاجسام، اصبح المجتمع الافغاني اكثر انفتاحا على الثقافة الغربية في مجالات كثيرة، في الفنون كما في الثقافة والرياضة.
لكن سكان العاصمة ما زالوا ينظرون بعين الاستغراب الى هذه الرياضة. ويقول خير "انها رياضة جديدة في افغانستان، حين نمارسها في الشارع يتجمع حولها كثير من الناس". وقد باتت هذه الرياضة سريعة الانتشار في مختلف ارجاء العالم، فمن غزة الى باريس مرورا ببغداد تجمع هذه الرياضة الاف الهواة، الا انها في افغانستان ما زالت تخطو اولى خطواتها. واكتشف خير واصدقاؤه هذه اللعبة عبر الانترنت، وتعلموا بانفسهم كيف ينفذون حركاتها من متابعتهم للمقاطع المصورة لها. وبفضل مواقع التواصل بدأ هذا الفريق يكتسب بعض الشهرة في كابول، ويجذب الشباب والفتيان للانتساب اليه، وحتى الشابات، رغم انهن مقيدات الحركة كثيرا في افغانستان. بحسب فرانس برس.
ويتابع حبيب افضلي تدريب الشابات المنتسبات الى فريق الباركور، ويقول "نفضل ان يكون التدريب في مكان مقفل بعيدا عن انظار المتطفلين". ويضيف "مجتمعنا محافظ، وفي حال تدريب الفتيات في الخارج سيقول الناس انهن لسن ذوات اخلاق حسنة". ومن الشابات المتدربات غولباهار غلامي البالغة 18 عاما، والتي تخلت عن الفريق الوطني للجمباز لتنتسب الى نادي الباركور. وتقول هذه الشابة التي تضع على رأسها منديلا اسود "ليس امام الفتيات فرص كثيرة لممارسة رياضة الباركور هنا، ولذا قررت ان انتسب الى هذا الفريق..اريد ان اكون اول شابة تمارس هذه الرياضة في افغانستان".