عودة سنّة العراق في ذمّة العلاقات الامريكية - الايرانية
شبكة النبأ
2014-12-24 10:58
من المفترض ان يكون الجوار العربي، هو العمق الاستراتيجي للعرب السنّة بعد الاطاحة بنظام صدام، متمثلاً بالدرجة الاولى في السعودية والاردن، فهو راعي الرسالة القومية، والحامي السياسي والأمني والداعم الاقتصادي، بل حتى الراعي الاجتماعي ايضاً. بيد أن التطورات والمعطيات من بعد عقد من الزمن، أثبتت خلاف ذلك. فقد توصل السعوديون –تحديداً- الى انهم ينثرون المياه العذبة في ارض سبخة، هي نفسها أرض الانبار وسائر المحافظات ذات الاغلبية السنية، والسبب في تعدد الواجهات السياسية والدينية واختلاف الرؤى والتوجهات وحتى الاهداف إزاء التطور السياسي الكبير الحاصل. فقد حصل الانقسام إزاء "العملية السياسية"، بين مؤيد ومجارٍ لها، وبين معارض. وبين من يؤمن بالمعارضة والحوار والاسلوب الدبلوماسي، وبين من ينتهج العنف والدموية.
هذا الواقع، هو الذي جعل السعودية تسحب يدها من دعم الجماعات الارهابية المسلحة، وحتى معارضي العملية السياسية، ولعل التصفية السياسية لكل من طارق الهاشمي ورافع العيساوي واحمد العلواني وغيرهم، يكون نهاية التواصل بين المال السعودي المباشر وبين معوّل الهدم للعملية السياسية. فكان المفترض ان يكون الضرب في الجذور والأسس بشكل منظم ومدروس وبغطاء رسمي، يعاضد العمليات الارهابية المستمرة في الصحاري والبراري والبساتين. الذي دفع ثمن هذه الصفقات غير النظيفة، هم المدنيون والناس العاديون، الذين باتوا يشعرون بمرارة الخسارة في التحول الجديد، فهم لم يعيشوا مثل سائر العراقيين، حيث الامن والاستقرار والاندماج مع الحياة العامة والتنعّم بالامكانات الموجودة، ولا هم شهدوا تحقق الاحلام التي رسمها لهم الساسة والرموز في حال انخراطهم في مسار المعارضة ودعم الجماعات الارهابية، لاسيما الافراد القادمين من خارج الحدود. بمعنى أن الخسارة الثانية في الساحة السنّية من بعد الطرف الاقليمي، هم السكان المدنيين، وبقي الرابح الوحيد هم الساسة وسكان الفنادق والفلل في الاردن والامارات وتركيا. وهي الحقيقة التي أدركتها العشائر التي تمثل الاطار الاجتماعي المقدس لديهم. فهي في الوقت الذي تريد انقاذ ما يمكن انقاذه وسط المعارك بين الجماعات الارهابية وبين القوات الحكومية، تجد انها ما تزال امام جدار عدم ثقة عالٍ مع العاصمة بغداد، نظراً لمعرفتها وايمانها الراسخ بان القرار السياسي فيها لن يكون عراقياً مئة بالمئة. إنما تشوبه بعض التدخلات الايرانية والمصالح الاميركية والغربية. الامر الذي رسّخ القناعة لديهم بأن المنفذ الوحيد والآمن للخروج من المأزق هو واشنطن.
وربما يكون هذا المآل، مما رسمته الدوائر المخابراتية والدبلوماسية الاميركية ليكون تمهيداً لتطبيق فكرة "بايدن" في تقسيم العراق على مقاطعات، وإنهاء الشكل السياسي والجغرافي للعراق الى الأبد. فكما هنالك إقليم كردي في الشمال، سيكون هنالك إقليم في الموصل، وهنالك في الانبار وفي صلاح الدين وهكذا... كلٌ حسب ظروفه ومتطلباته الاجتماعية والاثنية والسياسية. فمن الواضح أن المكون الشيعي لا يشعر بالحاجة القصوى في كل الاوقات الى الولايات المتحدة، مع سيطرته الكاملة على مقاليد الامور، ووجود حليف قوي في الجانب الشرقي متمثلاً في ايران، يُضاف الى العامل الأهم في توفير القوة والمنعة، وهو النفط والايرادات الضخمة بعشرات المليارات من الدولارات. فاذا يُقال بأن الولايات المتحدة تحتضن سنّة العراق وتدعمهم تحت شعار محاربة الارهاب، فانه ليس من منطلق الدفاع عن ظلامة شعب او معارضة التهميش او غير ذلك. إنما لايجاد الثغرة في جدار الدولة العراقية الجديدة وتأليب طرف ضد آخر وصولاً الى مصالح سياسيىة واقتصادية وحتى أمنية في المنطقة.
وقد بات من المعروف معارضة ايران لأي تغيير في الخارطة السياسية العراقية، ورفضها فكرة "الفيدرالية" على النمط الكردي، لأن ذلك يحرمها من عمق استراتيجي و"حديقة خلفية" واسعة تربطها بعموم الخارطة السياسية في المنطقة، ففي خلال السنوات الماضية، حظيت ايران بطريق استراتيجي يمر عبر العراق الى سوريا ثم لبنان وفلسطين. وهذا بحد ذاته يعد مكسباً كبيراً في المنطقة وتفوقاً على الاطراف الاخرى، وهذا يفسر الظهور السريع والمفاجئ لجماعة مجهولة مثل "الدولة الاسلامية..." في العراق، وتحولها من القتال الشديد في سوريا الى التفكير باحتلال اراضٍ واسعة في العراق، مستهدفة بالدرجة الاولى الحدود العراقية والسورية، وايضاً الحدود السورية اللبنانية في بدايات الحرب الاهلية بسوريا.
الى جانب العامل الاقتصادي، يلعب الاميركان بالورقة القومية ومشاعر الكراهية المترسخة لدى المكون السنّي بشكل عام في العراق إزاء ايران، فهو ما يزال يحمل نفس الفكرة التي كان يروج لها النظام البائد بأن ايران هو البلد المعتدي وذو التوجهات التوسعية و صاحب الاطماع السياسية والاقتصادية في العراق... وهذا يكفي لأن يكون هذا المكوّن دائماً بمنزلة العقبة الكأداء أمام أي تقدم للمصالح الايرانية في العراق. بيد أن هذا يضعهم في موقف محرج سياسياً على الصعيد الاقليمي واجتماعياً على الصعيد الداخلي، فهم يعدون انفسهم رافعي "لواء المقاومة للمحتل" وأنهم اصحاب الجولات والصولات ضد القوات الامريكية خلال تواجدها في العراق، وقد سقط عدد كبير من المدنيين السنّة برصاص الجنود الاميركان، بل إن في سجل الجيش الامريكي انتهاكات فاضحة لحقوق الانسان في المناطق السنية. أما اليوم نلاحظ هرولة العشائر والشخصيات السياسية السنية نحو البيت الابيض لطلب المساعدة والعون لمواجهة ما يُقال انه تهديد "داعش" على حياتهم الاجتماعية والسياسية والاقتصادية.
مع ذلك؛ لم يجد المكون السنّي أي مخرج امامه سوى الطريق نحو واشنطن، بعد أن بلغوا مرحلة متقدمة من اليأس و الاحباط من الحكومات العراقية في بغداد، بيد أن هذا الطريق يمر بالضرورة بإيران. فبمقدار الدعم الذي سيحصلون عليه، سيكون هنالك مضادات حيوية – إن صحّ التعبير- تفنّد من تأثير هذا الدعم مهما كان كبيراً، سواءً كان عسكرياً أم سياسياً، وربما يكون الارتماء المباشر في الاحضان الامريكية المبرر الكافي لايران لأن تعلن وجودها بشكل أقوى وأكثر عمقاً في العراق بأشكال ومناسبات وحالات متعددة، وهذا بالتأكيد لن ترض عنه الولايات المتحدة وايضاً الاطراف الاقليمية، وتحديداً السعودية وتركيا.
يبقى الخيط الوحيد الذي يحفظ للمكون السنّي حالة التوازن والاستقرار، هو استقرار العلاقات الامريكية – الايرانية وعدم اندفاعها نحو التوتر والتصعيد، عندها بامكان المكوّن السنّي من التحرك بأمان وبخطوات ثابتة لتحقيق ما يطمح اليه. جاء في الغد برس/ بغداد: "نحن لم نذهب الى اي بلد من اجل ان نعلم شعبه الديمقراطية وحقوق الانسان، نحن نذهب لنقتلهم من اجل ان تعمل الشركات الاميركية أكثر"، هذا ما قاله ضابط متقاعد في القوات الاميركية خلال تظاهرة اقيمت على غرار مطالبات بعودة القوات الاميركية الى العراق، بحسب تقرير اذاعتهُ قناة العربية. فمنذ انسحاب القوات الاميركية من العراق، وفق اتفاقية الاطار الاستراتيجي الموقعة بين البلدين في عام 2008، حاولت اميركا ان تلعب دور المحتضن للطائفة "السُنية" في العراق، على غرار العلاقة التي ترتبط فيها ايران تاريخياً ودينياً ومذهبياً واجتماعياً مع مناطق جنوب العراق. جاء هذا التغيير الاميركي ليوازي بحسب سياستهم العلاقة التي تجمع ايران بالمكون "الشيعي" العراقي. "سُنة" العراق الذين كانوا يتهمون "شيعته" بانهم من جاء بالاميركان، اصبحوا الان اكثر المطالبين بعودة القوات الاميركية، بعد توغل الجماعات الارهابية في مناطقهم، نتيجة الحواضن التي توفرت لهم على مدى السنوات السابقة، من ذات السكان والشخصيات التي تتهم مكونات عراقية اخرى بعلاقة وطيدة مع الاميركان.
القيادي في ائتلاف دولة القانون بزعامة نوري المالكي، جاسم محمد جعفر يرى ان "الاتفاقات التي وقعت مع الادارة الاميركية، حبر على ورق، ولم يعد لها وجود على ارض الواقع، حتى في الحرب التي تخوضها القوات الامنية العراقية وقوات الحشد الشعبي، لم يكن لها دوراً كبيراً وفعالاً". ويضيف جعفر، ان "اميركا تلعب الان في المجال السياسي العراق، دور الوسيط بين الكتل السياسية، لكن رغم كل ذلك، لايمكن الاستغناء عن دورها، باعتبار العراق مرتبط معها باتفاقية ستراتيجية".
اميركا التي تظهر بهيئة الأب الحنون للعملية السياسية في العراق، تتخذ من الاعلام وسيلة لاظهار دورها "غير الفعال"، بصورة ايجابية، مثلما تسوق له، لكنها في حقيقة الامر، لم تُبالِ لكثير من قضايا العراق، اخرها الحرب مع الارهاب، التي لم تقدم لهم سوى تحالف دولي، لم يأت بضرباته العسكرية بجديد، ولم تُسهم بمساندة القوات الامنية العراقية، التي تخوض المعركة براً، بالتعاون مع فصائل "شيعية" مسلحة.
قبل احداث العاشر من حزيران، التي سيطر فيها تنظيم "البغدادي"، على مدينة الموصل، شمالي العراق، كان عدد المستشارين الاميركيين في بغداد، لا يتجاوز الـ(150) مستشاراً، بحسب مصادر مقربة من الوفود الاميركية، التي كشفت لـ"الغد برس"، عن وصول عدد المستشارين الاميركيين بعد سيطرتهم على مدينة الموصل، الى الفي مستشار، اغلبهم امنيين".
شعرت الادارة الاميركية بنوع من التراجع في دورها، عندما اقدمت الحكومة السابقة برئاسة نوري المالكي، وبصورة مفاجئة، على استيراد اسلحة من روسيا الاتحادية، بضمنها طائرات السوخوي، فعمدت اميركا الى الدفع باتجاه خلط الاوراق سياسياً داخل العراق، عندما احتجت كتل سياسية تُعارض سياسة نوري المالكي، الى ابداء تخوفها من شراء تلك الاسلحة، بحجة استخدامها ضد مكونات معينة. في هذه الاثناء استعادت الادارة الامريكية بعضاً من دورها، وابلغت الحكومة حينها عزمها ارسال الاسلحة المتفق عليها في بنود اتفاقية الاطار الاستراتيجي.
ويعتقد المراقب للشأن السياسي العراق، والمطلع على تفاصيل العلاقات العراقية – الاميركية اياد الملاح، ان "دور الولايات المتحدة الاميركية في العراق، لم يتراجع، لكنه بطئ، لذلك هي بحاجة الى الايفاء بالتزاماتها تجاه العراق، والعمل على تنفيذ بنود اتفاقية الاطار الاستراتيجي، وعدم التهاون في موضوع التسليح العسكري". ويضيف ان "سُنة العراق هم الحليف الاقوى الذي تعمل الادارة الاميركية على تقريبه منها، لذلك هي غيرت ستراتيجيتها في العراق، وتريد احتضان السنة، فتجدها تطالب بحقوقهم، وتدعو الى منحهم استحقاقات، وفق مبدأ الشراكة الوطنية". وكانت عصابات داعش الارهابية احتلت الموصل في العاشر من حزيران الماضي، وانسحبت القوات الامنية منها بناء على أوامر صدرت لها من جهات عليا، فيما لم تتضح حتى الان الجهة التي اصدرت تلك الاوامر، إلا أن جنودا اكدوا أن اوامر وصلتهم بالانسحاب الامر الذي يستدعي التحقيق لمعرفة المقصرين والمتخاذلين والمتواطئين مع الدواعش ومحاسبتهم.
يشار إلى أن قوات الحشد الشعبي التي تكونت بناء على فتوى من المرجعية الدينية العليا في العراق ساهمت في تحرير عدد من المناطق التي كان يسيطر عليها الدواعش، مثل ناحية آمرلي وقضاء بيجي في صلاح الدين وجرف الصخر في بابل، إضافة إلى معارك متفرقة في ديالى وبغداد وكركوك. يذكر أن القوات الامنية العراقية تخوض معارك طاحنة منذ اكثر من خمسة اشهر ضد عصابات داعش الإرهابية وبعض التنظيمات المتشددة الأخرى وكبدتهم خسائر كبيرة بمعاونة العشائر والحشد الشعبي وتمكنت من تحرير مناطق عدة، خصوصا بعد أن دخلت طائرات أم 35 والسيخوي الخدمة بالجيش العراقي، وسيما بعد ان هددت تلك المجاميع الامن والاقتصاد معا.
استبعدت صحيفة نيويورك تايمز الأمريكية احتمالية إبرام تحالف مباشر بين الولايات المتحدة وإيران إزاء الحرب الدائرة في العراق لمواجهة تنظيم "داعش"، مرجعة ذلك إلى حرص واشنطن على عدم خسارة الأقلية السنية في العراق. وقالت الصحيفة - في سياق تقرير أوردته على موقعها الإلكتروني اليوم الاثنين - إن "الطائرات الحربية الأمريكية والمليشيات الشيعية المدعومة من إيران تبدو - لأول مرة - وكأنهما تعملان على هدف مشترك في الحرب الدائرة في شمال العراق ضد مسلحي (داعش)، على الرغم من تأكيد الإدارة الأمريكية في وقت سابق على عدم وجود تنسيق مباشر مع الميليشيات الشيعية". وأشارت إلى أنه مع استمرار العمليات العسكرية بشمال العراق، فسيكون هناك تحول جذري بالنسبة للولايات المتحدة وإيران، اللتان تنافستا طويلا على إحكام السيطرة في العراق، حيث قتلت المليشيات الشيعية التابعة لإيران، العديد من الجنود الأمريكيين خلال فترة الاحتلال الأمريكي للعراق. وأضافت الصحيفة أن "توسع العمليات العسكرية الأمريكية في العراق يعكس مدى تدهور الأوضاع الأمنية في العراق منذ انسحاب القوات الأمريكية في 2011".. لافتة إلى أن أي قرار أمريكي بدعم الميليشيات الشيعية سيرافقه مجموعة خاصة من التحديات.
ولفتت إلى أن اتجاه الولايات المتحدة نحو دعم القوات الشيعية في العراق، سيؤدي إلى إحجام الأقلية السنية العراقية عن المشاركة في تشكيل حكومة الوحدة الوطنية، الأمر الذي يبدد جهود واشنطن الرامية إلى تحقيق مثل هذا الهدف.. أو في أسوأ الأحوال، قد تتحالف الأقلية السنية مع تنظيم "داعش". ورصدت (نيويورك تايمز) حرص الولايات المتحدة على الإشارة إلى أنها تعمل على رفع الحصار عن بلدة آمرلي بمساعدة حلفائها المتمثلين في وحدات الجيش العراقي النظامية وقوات الأمن الكردية، والذين دعمتهم واشنطن بالقوة الجوية منذ أن وافق الرئيس الأمريكي باراك أوباما بتوجيه ضربات جوية منذ عدة أسابيع. ونقلت عن مسئول بالإدارة الأمريكية، لم تسمه، القول إن "الولايات المتحدة لا تعمل مباشرة مع طهران، ولكن نعمل مع الحكومة العراقية ومع قوات البيشمركة الكردية في العراق". وسلطت الصحيفة الضوء على الأهداف المتضاربة بين إيران والولايات المتحدة إزاء سوريا .. مشيرة إلى أن طهران كانت الداعم الرئيسي للرئيس السوري بشار الأسد، في حين سعت واشنطن للإطاحة به من خلال دعم القوات المعارضة المعتدلة هناك.
الأنبار ـ «القدس العربي» : قال رئيس مجلس محافظة الأنبار صباح كرحوت إن السفير الأمريكي في بغداد ستيوارت جونز اتصل به مساء الاثنين ليؤكد له قرار دول التحالف بالبدء في تكوين القوة الجديدة المشكلة من مقاتلي العشائر الحاليين المتطوعين للدفاع عن مدنهم ضد مجاميع القوى الإرهابية، والتي ستشبه قوات «البيشمركة» الكردية وستعمل أساسا لمساندة قوات الأمن الحالية المنتشرة في المنطقة. وشدد المسؤول العراقي في تصريحات صحافية أن هذه القوات ستناط بعهدتها مهمات عديدة منها تحرير جميع مناطق الأنبار من تنظيم الدولة الإسلامية، وحماية حدود المحافظة المنفتحة على السعودية وسوريا والأردن. كما ستكلف هذه القوات التي تتمتع باستقلالية عن قوات الجيش والشرطة، بمهمات خاصة في جميع مناطق المحافظة. وأضاف المصدر المسؤول أن الأيام المقبلة ستشهد زيارة وفد من محافظة الأنبار إلى واشنطن ليتباحث مع مسؤولين أمريكيين في خطة تشكيل هذه القوات وتدريبها وتسليحها ليعلن بعد ذلك البدء في قبول ترشحات الراغبين في الالتحاق بهذه القوات. وكان كرحوت، قد صرح أن وفدا من عشائر المحافظة ينتظر موافقة رئيس الحكومة حيدر العبادي للسفر الى الولايات المتحدة بشأن تسليح أبناء الأنبار لمواجهة تنظيم داعش . وقال كرحوت في حديث صحافي، إن «وفدا من عشائر محافظة الانبار تلقى دعوة رسمية من السفير الأمريكي في بغداد لزيارة الولايات المتحدة بشأن تسليح ابناء عشائر المحافظة لطرد تنظيم داعش منها»، موضحا أن «الوفد ينتظر موافقة رئيس الوزراء للقيام بتلك الزيارة . كما صرح رئيس المجلس في حديث سابق إن «مجلس محافظة الانبار يطالب رئيس الوزراء المكلف حيدر العبادي بتشكيل قوات شبيهة بقوات حرس الإقليم من أبناء المحافظة لحمايتها من الإرهابيين»، لافتاً إلى أن «هذه المطالبة جاءت بعد نية قوات الجيش الانسحاب من الانبار .»
وذكرت تقارير دولية أن التحالف الدولي الذي يشن حربا جوية على تنظيم الدولة الإسلامية في العراق وسوريا بقيادة الولايات المتحدة، يعمل على تدريب وتسليح قوات سنية قوامها 50 ألف مقاتل، على نفقته الخاصة لتقوم على مواجهة إرهاب تنظيم الدولة الإسلامية في محافظة الأنبار شمال العراق. وكانت الحكومة العراقية قد رحبت بقرار الولايات المتحدة تسليح العشائر في محافظة الأنبار. وقال الناطق باسم الحكومة سعد الحديثي إن «قرار الولايات المتحدة بتسليح العشائر جاء (بطلب من قبل الحكومة العراقية)، التي تقوم بدورها بالتنسيق مع زعماء العشائر في محاربة التنظيمات الإرهابية». وأضاف أن «تسليح العشائر يتم من قبل الحكومة العراقية حصراً، ضمن منظومة الدولة، وتحت إشراف القوات الأمنية العراقية»، حسب السياقات المتبعة حاليا . وفي سياق ذي صلة أكد رئيس مجلس صحوات العراق وسام الحردان، الثلاثاء، « أننا لم نتسلم اي دعم عسكري من الحكومة الاتحادية، وما هو متوفر من اسلحة ومعدات وذخيرة نقاتل بها عناصر داعش هي غنائم حصلنا عليها من المعارك التي خضناها ضد الإرهابيين». وأوضح «الرواتب لا تزال متوقفة ولم تطلق لعناصر الصحوات منذ نحو 9 اشهر، وأن جميع عناصر الصحوات اعتمدوا على اموالهم الخاصة لمواصلة القتال ضد عناصر داعش لان المعركة ثأرية». كما كشف رئيس صحوة العراق أن “المالكي زود الصحوات في الانبار بأكثر من الفي قطعة سلاح، نصفها غير صالحة للعمل وقديمة، مما دفع العشائر والصحوات لشراء السلاح على نفقتها الخاصة لحماية نفسها من خطر داعش في المحافظة».
وأشار الحردان الى ان “ سياسة رئيس الوزراء الحالي استمرار لما سبقها من سياسات للمالكي كونه يقوم بتصديق الشائعات وعدم تزويد العشائر والصحوات بما تريده من السلاح «. ويلاحظ المراقبون أنه رغم القصف المكثف لقوات التحالف، ما يزال التنظيم الإرهابي صامدا وقادرا على المواجهة على الأرض وخوض معارك جديدة، حيث فشلت كل الحملات التي شنتها عليه القوات الحكومية مدعومة بالمليشيات الشيعية في مهمة القضاء عليه ودحره من المدن والبلدات التي يسيطر عليها رغم النجاح النسبي مؤخرا في استعادة بعض المواقع منه . وبالنسبة لبعض المحللين فإن واشنطن انتهت إلى قناعة مفادها انه يستحيل على الجيش العراقي الحكومي تحرير المناطق العراقية التي يسيطر عليها التنظيم الإرهابي لأسباب تتعلق بضعفه الهيكلي الناتج اساسا عن طائفيته الواضحة ولتحكم الميليشيات بقياداته اضافة الى عدم جدية الحكومة العراقية في اصلاحه بالشكل الذي يحسن من أدائه الميداني.