واقعة الطف: عاشوراء
د. رؤوف محمد علي الانصاري
2019-09-11 04:50
شهد التاريخ الإسلامي في كربلاء واقعة مروعة تعد من أكبر الوقائع والأحداث المؤلمة التي شهدها العالم الإسلامي، ألا وهي حادثة الطف (عاشوراء) التي وقعت بين قوى الخير والشرعية المتمثلة بالإمام الحسين بن علي بن أبي طالب (ع) وأهل بيته وأصحابه المعدودين، وبين قوى الشر والملك العضوض المتمثلة بيزيد بن معاوية بن أبي سفيان وجيشه الكبير في شهر محرم الحرام سنة 61هـ (680م).
ولد الإمام الحسين (ع) الذي يكنى (أبا عبد الله) في الثالث من شهر شعبان سنة 4هـ (626م)، وبعض المصادر التاريخية ومنها تاريخ الطبري، تذكر بأنه ولد في الخامس من شهر شعبان من السنة نفسها، وأبوه أمير المؤمنين الإمام علي بن أبي طالب (ع) وهو ابن عم النبي محمد (ص) ورابع الخلفاء الراشدين، وأمه فاطمة الزهراء (ع) بنت النبي محمد (ص) وأمها خديجة الكبرى، وقد أنجبت السيدة فاطمة (ع) إلى جانب الإمام الحسين (ع) الإمام الحسن (ع) ومحسناً الذي توفي صغيراً من الذكور، وزينب الكبرى (ع) وأم كلثوم الكبرى من الإناث. ثم تزوج الإمام علي (ع) بعد وفاة السيدة فاطمة (ع) من أم البنين بنت حزام التي يرجع نسبها إلى بني كلاب فأنجبت منه العباس، وجعفراً، وعبد الله، وعثمان، وقد قتلوا جميعاً مع الإمام الحسين (ع) في واقعة الطف.
لقد عاش الإمام الحسين (ع) في كنف رسول الله (ص) ست سنوات وستة أشهر، أي إلى وفاة النبي (ص) يوم 28 من شهر صفر سنة 11هـ (633م).
وينقل عن أنس بن مالك: «إن رسول الله (ص) سئل: أي أهل بيتك أحبّ إليك ؟ قال: الحسن والحسين. وكان يقول لفاطمة (ع): ادعي إليّ ابنيّ فيشمهما ويضمهما إليه» وفيما رواه الترمذي بسند حسن: «إن رسول الله (ص) قال: حسين مني وأنا من حسين، أحبّ الله مَن أحبّ حسيناً، حسين سبط من الأسباط».
وروى الإمام أحمد والترمذي بسندهما عن أبي سعيد الخدري (رض): «إن رسول الله (ص) قال: الحسن والحسين سيدا شباب أهل الجنة».
بعد استشهاد أمير المؤمنين الإمام علي بن أبي طالب (ع) يوم 21 من شهر رمضان سنة 40هـ (661م)، تسلم زمام أمور الخلافة الإسلامية الإمام الحسن (ع)، وكان معاوية بن أبي سفيان والياً على الشام. فبدأت بوادر الحرب تظهر بين جيش الإمام الحسن (ع) في الكوفة وجيش معاوية في الشام.
ووقف الإمام الحسن (ع) من هذه الفتنة موقف الحازم اليقظ الذي تمثلت فيه الحكمة، فتم الصلح بينه وبين معاوية. وكان أحد شروط هذا الصلح أن يخلف معاوية في الحكم الإمام الحسن (ع). ولكن معاوية اغتال الإمام وذلك بدس السم إليه، وقد توفي يوم 7 من شهر صفر سنة 50هـ (670م). فكانت هذه بداية الحرب على الإمام الحسين (ع) وأهل بيت النبي (ص) من قبل معاوية وابنه يزيد.
دعا معاوية الناس إلى البيعة ليزيد سنة 49هـ (670م) خلافاً لقيم ومبادئ الإسلام والشريعة. وقد كره الناس ذلك واستنكروه لما يعلمون من سيرة يزيد السيئة. وقد امتنع الإمام الحسين (ع)، وعبد الله بن عمر، وعبد الله بن الزبير، وابن عباس، وآخرون عن مبايعة يزيد بالخلافة. وعندما ذهب معاوية إلى مكة لأداء العمرة – خاطب المسلمين، وطلب مبايعة يزيد. وتحت تأثير التهديد والوعيد انصاع عدد كبير لمبايعته.
فلما توفي معاوية بن أبي سفيان وذلك في رجب سنة 60هـ (679م)، كتب يزيد إلى الوليد بن عتبة، وكان أمير المدينة، يأمره بأخذ البيعة على أهلها عامة، وخاصة على الامام الحسين (ع). وعندما أحس الإمام (ع) بضغط الأمويين عليه لمبايعة يزيد، خرج من المدينة المنورة إلى مكة المكرمة، وعند وصوله أقبل أهل مكة ومَن كان بها من المعتمرين وأهل الآفاق يختلفون إليه ويجتمعون عنده.
وبلغ أهل الكوفة امتناع الإمام الحسين (ع) عن بيعة يزيد. ولذلك كتبوا إلى الإمام (ع) الكثير من الكتب وأوفدوا إليه الرسل من العراق وخاصةً من أهل الكوفة يدعونه إليهم، ويستعجلونه للقدوم ليبايعوه بالخلافة عوضاً عن يزيد بن معاوية. ولم يجد الإمام الحسين (ع) بداً من إرسال ابن عمه مسلم بن عقيل بن أبي طالب إلى أهل العراق ليكشف له حقيقة هذا الأمر، وبعث معه كتاباً إلى أهل العراق بذلك.
وتوجه مسلم بن عقيل نحو الكوفة فسمع أهلها بقدومه، فجاؤوا إليه في دار هاني بن عروة أحد أشراف الكوفة الذي استضاف مسلماً في داره، فبايعوه على إمرة الحسين (ع) وحلفوا له لينصروه بأنفسهم وأموالهم، فاجتمع على بيعته من أهل الكوفة اثنا عشر ألفاً ثم بلغوا ثمانية عشر ألفاً.
فكتب مسلم بن عقيل إلى الإمام الحسين (ع) يخبره بأن أهل الكوفة قد بايعوه وطلب منه أن يعجل في القدوم، فتجهز الإمام من مكة قاصداً إلى الكوفة. وعلى أثر ذلك عزل يزيد بن معاوية، أمير الكوفة النعمان بن بشير الأنصاري حيث شك بموقفه من الإمام الحسين (ع) وعيّن بدلاً عنه عبيد الله بن زياد والي البصرة أميراً على الكوفة والبصرة.
فشدّد ابن زياد على أهل الكوفة وطارد أصحاب مسلم بن عقيل حتى بقي وحده ووقع أخيراً في قبضة عبيد الله بن زياد فأمر بقتله وقُطع رأسه، كما أمر بقتل هاني بن عروة. وكان ذلك بداية للأعمال المروعة التي لم يشهد لها التاريخ الإسلامي مثيلاً.
إن قصة خذلان أهل الكوفة لمسلم بن عقيل طويلة ومشجية وفيها دلالات على استخدام العنف والقتل والقمع وعلى طبيعة الخضوع للقوة والمادة والجاه والمنصب، وإن كان ذلك يعارض المبادئ والقيم والمثل. ولما علم الناس في المدينة بخروج الإمام الحسين (ع) إلى الكوفة أشفقوا عليه وحذروه من ذلك. وأشار عليه ذوو الرأي منهم والمحبة له بعدم الخروج إلى العراق ومنهم عبد الله بن عباس، وابن عمر، وأبو سعيد الخدري، وجابر بن عبد الله الأنصاري وسعيد بن المسيب. ولقيه الشاعر الفرزدق في الطريق فسأله الامام الحسين (ع) عن أمر الناس في الكوفة فقال: «يا ابن رسول الله، القلوب معك والسيوف عليك والنصر من السماء».
فلما علم الإمام الحسين (ع) بمقتل ابن عمه مسلم بن عقيل وهو في طريقه إلى الكوفة، جمع أنصاره ومَن انضمّ إليه في طريقه من العرب فخطب فيهم وأبلغهم بما جرى لمسلم وقال لهم: لقد خذلنا أنصارنا فمَن أحب منكم أن ينصرف فلينصرف ليس عليه منا ذمام. فتفرقوا يميناً وشمالاً ولم يبق معه (ع) إلا أهله وأصحابه المخلصون الذين جاؤوا معه من المدينة ونفر يسير ممّن انضموا إليه في الطريق.
ولما علم عبيد الله بن زياد بوجهة الإمام الحسين (ع) اتخذ احتياطات عسكرية مختلفة وحاول جاهداً مراقبة تحركات الإمام (ع). وقد أرسل أحد قادته وهو الحر بن يزيد الرياحي مع ألف فارس لهذا الغرض. والتقى بركب الإمام الحسين (ع) في منطقة (شراف). وكانت مهمة الحر على ما يبدو قطع الطريق على الإمام (ع) وعدم مفارقته حتى يأتي به إلى الكوفة. ولما أحس الإمام الحسين (ع) بما ينتويه ضده وضد أنصاره أمر أصحابه بالانصراف نحو الحجاز. ولكن القائد الأموي (الحر بن يزيد) منعهم من ذلك، فقال له الحسين (ع): ما الذي تريد ؟ قال: أريد أن أنطلق بك إلى الأمير عبيد الله بن زياد. قال الإمام الحسين (ع): إذن والله لا أتبعك. قال الحر: إذن والله لا أدعك.
وكثر الجدال بينهما فقال الحر: إنني لم أؤمر بقتالك وإنما أمرت ألا أفارقك حتى أقدمك الكوفة، فخذ طريقاً لا تدخلك الكوفة، ولا تردك إلى الحجاز حتى أكتب إلى الأمير عبيد الله بن زياد، فلعل الله أن يأتي بأمر يرزقنا فيه العافية ولا أبتلي بشيء من أمرك. فسار الحسين (ع) مع ركبه والحر بن يزيد يسايره.
واتجه الإمام الحسين (ع) بأصحابه حتى بلغ (عذيب الهجانات) – كان بها هجائن النعمان ترعى هناك فنسب إليها – والحر بن يزيد ملازم له، ثم وصل إلى (قصر بني مقاتل). وكلما أراد الحسين (ع) أن يميل نحو البادية رده الحر بن يزيد نحو الكوفة حتى انتهى (ع) إلى نينوى بالقرب من كربلاء الحالية. وفي الثاني من محرم الحرام سنة 61هـ (680م) حط رحاله في أرض تسمى كربلاء على مقربة من نهر الفرات. فسأل الإمام الحسين (ع): ما اسم هذه الأرض ؟ قالوا: كربلاء، قال (ع): كرب وبلاء.
وكتب عبيد الله بن زياد إلى عمر بن سعد قائد الجيش الأموي طالباً منه أن يحول بين الحسين (ع) وأصحابه وبين ماء الفرات وألا يذوقوا منه قطرة. وعلى أثر ذلك أرسل عمر بن سعد قائده عمرو بن الحجاج على رأس خمسمائة فارس فاحتلوا جميع الشرائع والأنهر المتفرعة من نهر الفرات وأوصدوا على الحسين (ع) وأصحابه سبل الوصول إلى الماء. وكان غرضه من ذلك مضايقة الإمام (ع) لحمله على الاستسلام وسد الطريق أمام مَن يحاول الالتحاق به عن طريق الماء والمبالغة في التشفي والانتقام. وكان ذلك قبل ثلاثة أيام من مقتل الإمام الحسين (ع). وكان أعظم ما عاناه الإمام (ع) من المحن الشاقة مشاهدة أطفاله وحرائر الرسالة المحمدية وهم يضجون من ألم الظمأ القاتل فقد كان الأطفال ينادون: الماء الماء.
وفي اليوم السابع من شهر محرم اشتد العطش بالإمام الحسين (ع) وأصحابه فدعا أخاه العباس (ع) وبعثه في ثلاثين فارساً وعشرين راجلاً فجاءوا حتى دنوا من الماء ليلاً. ولما أرادوا أن يملأوا قربهم ثار إليهم عمرو بن الحجاج وأصحابه فحمل عليهم العباس (ع) واستطاع أن يملأ القرب بالماء ويعود بها إلى الإمام الحسين (ع).
ولكن الماء نفد في اليوم التالي فلم يتحمل الأطفال مقاومة العطش وكانوا ينظرون إلى الفرات وهو فياض بمائه فيزداد صراخهم. وكان من أفجع وأقسى ما نكب به رزيته بولده عبد الله الرضيع الذي اشتد به العطش وبلغ منه مبلغاً عظيماً فأجلسه في حجره فقال للقوم ما ذنب هذا الطفل الرضيع أن يمنع عنه الماء خلافاً لجميع الشرائع. فرماه رجل من بني أسد بسهم فذبحه، فأخذ الحسين (ع) دمه فصبه في الأرض ثم قال: ربي إن تكن حبست عنّا النصر من السماء فاجعل ذلك لما هو خير وانتقم لنا من هؤلاء الظالمين.
وفي صباح يوم الجمعة العاشر من شهر محرم الحرام صلى الإمام الحسين (ع) صلاة الصبح بأصحابه البالغ عددهم اثنين وثلاثين فارساً، وأربعين راجلاً. ثم امتطى الحسين (ع) صهوة فرسه، وأخذ مصحفاً فوضعه بين يديه، وشرع الإمام (ع) يذكر الناس فضله وعظمة نسبه، وعلو قدره وشرفه، ويقول: راجعوا أنفسكم وحاسبوها، هل يصلح لكم قتال مثلي، وأنا ابن بنت نبيكم، إلى آخره...
وقد التحق بركب الإمام جماعة منهم حبيب بن مظاهر الأسدي وزهير بن القين، كما التحق نفر من معسكر ابن زياد أبرزهم الحر بن يزيد الرياحي القائد الأموي الذي مرّ ذكره. وزحف عمر بن سعد بجيشه الكبير الذي تجاوز الألوف نحو الإمام الحسين (ع) وأصحابه ثم رمى سهماً باتجاه الإمام (ع) إيذاناً ببدء القتال – وهو يقول مفاخراً « اشهدوا لي عند الأمير أني أول مَن رمى القوم ».
وقام شمر بن ذي الجوشن أحد قادة عبيد الله بن زياد فحمل على أصحاب الحسين، ووقف أنصار الحسين جميعاً مواقف رائعة وهم يقاتلون الأعداء بين يدي الإمام الحسين (ع)، وهو يدعو لهم ويقول: جزاكم الله أحسن جزاء المتقين، وقاتلوا بين يديه حتى تفانوا، وقتل كافة أهل بيته وأنصاره باستثناء نفر منهم على رأسهم الإمام علي بن الحسين (زين العابدين) (ع) لعدم قدرته على القتال لمرضه.
وروي عن محمد بن الحنفية أنه قال: استشهد مع الامام الحسين (ع) سبعة عشر رجلاً من أهل البيت، أبرزهم أخوه العباس بن علي بن أبي طالب (ع) الذي يلقب بقمر بني هاشم.
وكان عمر الإمام الحسين (ع) يوم استشهد ستاً وخمسين سنة وشهوراً وذلك يوم العاشر من شهر محرم الحرام سنة 61هـ (680م) بعد صلاة الظهر.
وأمر عمر بن سعد – أعوانه – بحمل رأس الامام الحسين (ع) ورؤوس أهل بيته وأصحابه إلى عبيد الله بن زياد، فلما وصل رأس الامام الحسين (ع) إلى ابن زياد جعل ينكث ثنيته بقضيب في يده، فقال له زيد بن أرقم: والله الذي لا إله غيره لقد رأيت شفتي رسول الله (ص) على هاتين الشفتين (يقبلهما).
وخرج قوم من بني أسد – كانوا قد نزلوا بالغاضرية قرب كربلاء – إلى الامام الحسين (ع) وأصحابه بعد استشهادهم بيومين، فصلوا عليهم، ودفنوا الامام الحسين (ع) حيث قبره الآن، ودفنوا ابنه علي الأكبر (ع) عند رجله، وحفروا للشهداء من أهل بيته وأصحابه الكرام ممّن استشهدوا معه في المعركة مما يلي رجلي الامام الحسين، فجمعوهم ودفنوهم جميعاً معاً. ودفنوا العباس بن علي بن أبي طالب (ع) في موضعه الذي قتل فيه حيث يبعد عن مرقد الإمام الحسين (ع) 350 متراً على طريق الغاضرية.
وقد أخذت الرؤوس مع أهل بيت الإمام الحسين (ع) وكان معهم الإمام علي بن الحسين (زين العابدين) (ع) الذي كان مريضاً إلى الشام، فلما نظر يزيد بن معاوية إلى السبايا والرؤوس قد وضعت على الحراب امتلأ سروراً.
وتتناول المصادر التاريخية مدفن رأس الامام الحسين (ع) وأكثرها ترجيحاً تلك التي تقول بأنه أعيد مع بقية الرؤوس مع الإمام علي بن الحسين (زين العابدين) (ع) إلى كربلاء ودفن مع جسده الشريف.
وهكذا كانت النهاية المؤلمة للإمام الحسين (ع) – الذي لقب بسيد الشهداء – وأهل بيته وصحبه الكرام الذين ضربوا أروع الأمثلة في الثبات على المبدأ، وسمو النفس والفداء، وقد تركت واقعة الطف آثاراً بعيدة المدى في التاريخ الإسلامي والحضارة الإنسانية، ظلت أصداؤها تتجاوب على مرّ القرون.
وعل أية حال لم تكتسب كربلاء هذه المكانة والمنزلة العظيمة التي لها الآن لولا استشهاد الامام الحسين (ع) وأهل بيته وصحبه الابرار في العاشر من شهر محرم الحرام سنة 61 هـ (680 م) في هذه البقعة المباركة. وتدين المدينة الحالية بنشأتها الى واقعة الطف، وكان نواتها قبر الامام الحسين (ع).
وتذكر بعض المصادر التاريخية ان المختار بن ابي عبيدة الثقفي أيام امرته على الكوفة أقام بناء على القبر تعلوه قبة من الطابوق (الآجر)، وهذه القبة تعد الاولى في الاسلام وذلك سنة 66هـ (686م). وشيد مسجداً بجانب القبر، ويعتبر هذا البناء أول بناء شيد في مدينة كربلاء الحالية، كما شيد قرية صغيرة تحيط بالقبر.
وبدأت المنطقة تتطور رويداً رويداً وذلك لكثرة الزائرين اليها واختيار بعض المسلمين، خصوصاً العلماء والرواة والمحدثين للاقامة فيها. حتى أصبحت بمرور الزمن حاضرة اسلامية لها شأنها بين المدن الاسلامية وغدت محط أنظار الملايين من شعوب العالم الاسلامي.