بالكاريكاتير: العنف المسلح في المدارس الامريكية

عبد الامير رويح

2022-06-04 06:44

حادث إطلاق النار الذي وقع ولاية تكساس في مدرسة ابتدائية، وأدى إلى مقتل 21 شخصا، بينهم 19 طفلا، وإصابة 17 آخرين مع المهاجم، ماتزال محط اهتمام اعلامي واسع دخل الولايات المتحدة الامريكية وغيرها، وتُعتبر عمليات إطلاق النار في الولايات المتّحدة وكما نقلت بعض المصادر آفة مزمنة، وتشهد البلاد في كلّ مرة يقع فيها حادث من هذا النوع تجدّداً للنقاش حول تفشّي الأسلحة النارية لكن من دون إحراز أي تقدّم على هذا الصعيد. ودعا الرئيس جو بايدن الولايات المتحدة إلى الوقوف في وجه لوبي الأسلحة النارية.

كما هاجم الرئيس الديمقراطي المعارضة الجمهورية التي عرقلت حتى الآن كل محاولاته لتمرير إجراءات في الكونغرس مثل فرض إلزامية التدقيق في السجل الجنائي والتاريخ النفسي لكل من يرغب بشراء سلاح ناري قبل بيعه هذا السلاح. ويرفض المعسكر المحافظ بشدة كذلك إعادة فرض حظر على بيع بنادق هجومية للمدنيين، وهو إجراء كان ساريا في الولايات المتحدة بين 1994 و2004 وكان يمنع المدنيين من شراء بعض أنواع الأسلحة نصف الآلية.

تحتل الولايات المتحدة المركز الأول في العالم من حيث انتشار السلاح، بمعدل بلغ سنة 2020 وحدها 120.5 مليون بندقية لكل 100 مليون مواطن أمريكي. وفي سنة 2018 فقط قُدّر عدد البنادق المتداوَلة على التراب الأمريكي ما يزيد على 390 مليون بندقية. يُضاف إلى هذه الأرقام أعداد "الأسلحة الأشباح"، التي تُنتَج يدوياً عن طريق طابعات ثلاثية الأبعاد وتفتقر إلى أي رقم تسلسلي لمراقبتها. وتقدّر السلطات الأمريكية عدد هذه الأسلحة بـ20 ألف قطعة منتشرة داخل تراب البلاد.

وقتلت الأسلحة النارية سنة 2020 ما يُقدَّر بـ45222 شخصاً في الولايات المتحدة، 43% منهم خلال حوادث إطلاق نار، و54% في حوادث انتحار. كما أن 79% من جرائم القتل في البلاد نُفّذَت بأسلحة نارية، لتحتلّ بذلك أيضاً المرتبة الأولى عالمياً، بفارق كبير عن وصيفتها كندا التي لا يتعدى فيها القتل بالسلاح الناري 37% من مجمل جرائم القتل. وتتزايد سنةً تلو أخرى حوادث إطلاق النار العشوائي واستهداف المدنيين، إذ سجّلت البلاد أكثر من 600 إطلاق نار خلال 2020 وحدها، مقارنة بـ419 خلال 2019، وأدّى 25 من هذه الحوادث إلى قتل جماعي. وحسب إحصائيات مؤسسة "إفري تاون للأبحاث"، فخلال الـ12 سنة الماضية راح أكثر من 1280 أمريكياً ضحية لحوادث إطلاق نار عشوائي، كان ربعهم أطفالاً، مقابل 973 جريحاً.

هذه الظاهرة الخطيرة جسدتها العديد من الرسومات الكاريكاتيرية الساخرة، التي نقلت معاناة المواطن الامريكي وتداولتها العديد من وسائل الإعلام ومواقع التواصل الاجتماعي، شبكة النبأ المعلوماتية رصدت بعض تلك الرسومات لمجموعة من الفنانين منهم: Allan McDonald، Emad Hajjaj، Emanuele Del Rosso، Firoozeh Mozaffari، Marco De Angelis، احمد رحمه، Wissam Asaad.. وغيرهم.

ذات صلة

فن صناعة النسيج الاجتماعي الرصينالصراط المستقيم بين المنهج والنموذجالشرق الاوسط على موعد ساخن متجدد مع ترامبالتعداد السكاني: لبنة أساسية لبناء مستقبل العراق وتحقيق رفاهية المواطنالايدلوجيا اللّيبرالية الأمريكية والمسار الشعبوي