مؤسسة الامام الشيرازي توجه رسالة الى انصار الله الحوثيين في اليمن
وكالات
2015-02-16 03:58
وجهت مؤسسة الامام الشيرازي العالمية في واشنطن رسالة الى قيادة انصار الله الحوثيين في اليمن دعتهم فيها أهمية الالتزام بجملة من التوصيات، منها مراعاة حقوق الانسان والتمسك بالعدل والتسامح وتأمين الحريات الاساسية والانسانية بشكل عام، سيما الحريات السياسية، واقامة انتخابات حرة ونزيهة وباسرع وقت ممكن لشغل السلطات التشريعية والتنفيذية بمن يستحقها.
وفيما يلي نص الرسالة:
بسم الله الرحمن الرحيم
يَاأَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا كُونُوا قَوَّامِينَ بِالْقِسْطِ شُهَدَاءَ لِلَّهِ وَلَوْ عَلَى أَنفُسِكُمْ أَوْ الْوَالِدَيْنِ وَالْأَقْرَبِينَ إِنْ يَكُنْ غَنِيًّا أَوْ فَقِيرًا فَاللَّهُ أَوْلَى بِهِمَا فَلَا تَتَّبِعُوا الْهَوَى أَنْ تَعْدِلُوا وَإِنْ تَلْوُوا أَوْ تُعْرِضُوا فَإِنَّ اللَّهَ كَانَ بِمَا تَعْمَلُونَ خَبِيرًا.
صدق الله العلي العظيم
تضع مؤسسة الامام الشيرازي العالمية بين يدي الاخوة المؤمنين في قيادة جماعة انصار الله في بلاد اليمن جملة من التوصيات مسبوقة بالدعوى الى البارئ عز وجل ان يسدد خطاهم ويوفقهم لكل ما هو حق وطيب في خدمة جميع العباد على حد سواء سيما وهم يتحملون مسؤولية عظيمة بعد هذا الفتح المبارك.
اذ تلفت المؤسسة وهي تضع نصب اعينها مجريات الاحداث في اليمن اهمية مراعاة قيادة الجماعة العديد من الاوليات العاجلة بعد التطورات السريعة الحاصلة، خصوصا ان جسامة المسؤولية الشرعية والقانونية والاخلاقية التي تقع على الحوثيين بالغة الحساسية وبحاجة الى تضافر جهود مكثف وحنكة وحلم لتجاوز الازمة والخروج بالبلاد والعباد سالمين غانمين بتوفيق من الله عز وجل.
ايها الاخوة، دون ادنى شك ان حقوق الانسان ومراعاتها كانت ولا تزال في صميم الرسالة الاسلامية والتعاليم التي اقرها رسول الله وال بيته الكرام من ائمة الهدى صلوات الله عليهم وسلامة اجمعين، ولنا في ذلك العشرات من الوصايا والاحاديث والسنن التي جرت في عهدهم صلوات الله عليهم، لتكون لنا اسوة حسنة في التعامل مع الناس وشؤونهم، فكما يقول سماحة اية الله العظمى السيد صادق الحسيني الشيرازي دام ظله: كان رسول الله سيد الأنبياء محمد(ص)، سيدا لساسة العالم، وأكبر سياسي محنك، فهو تلميذ الله تعالى، وأستاذ جبرائيل، وسيد الأنبياء ومعلم البشرية كلها. وسياسته هي التي حيرت العقول، وأشخصت أبصار العالمين. وبهذه السياسة الحكيمة استطاع رسول الله(ص) أن يجمع حول الإسلام أكبر عدد ممكن من البشر، في مدة قصيرة أدهشت التاريخ، وأنست الأولين والآخرين، وأركعت حكماء العالم لها إجلالا وتقديرا، مما لا يجد التاريخ الطويل للعالم لها مثيلا ولا نظيرا).
فالحريات كما يؤكد سماحة المرجع الشيرازي، الحريات التي ضمنها الإسلام للمسلمين ولعامة الناس لم ير التاريخ الطويل للعالم لها نظيرا ولا مثيلا، وحتى هذا اليوم الذي يحب الغربيون أن يسموه بعصر الحرية. فإن الإسلام يعطي لكل فرد من المسلمين، بل وحتى غير المسلمين من سائر البشر كامل الحرية في جميع المجالات المشروعة ما دام لا يضر ذلك بحرية الغير.
كما ايها الاخوة كان علي بن أبي طالب أمير المؤمنين عليه الصلاة والسلام هو المثل الآخر الصحيح الذي عكس سياسة الإسلام بكل دقة وروعة واستيعاب، بعد رسول الله(ص). لذلك كانت سياسة أمير المؤمنين(ع) العملية خير درس للقادة والمسلمين في تطبيق حياتهم العملية السياسية عليها، ولنا في وصيته لواليه على مصر مالك الاشتر رضوان الله عليه اسوة حسنة، عندما اوصاه الامام قائلا، وأَشْعِرْ قَلْبَكَ الرَّحْمَةَ لِلرَّعِيَّةِ، والْمَحَبَّةَ لَهُمْ، واللُّطْفَ بِهِمْ. ولا تَكُونَنَّ عَلَيْهِمْ سَبُعاً ضَارِياً، تَغْتَنِمُ أَكْلَهُمْ ؛ فَإِنَّهُمْ صِنْفَانِ: إِمَّا أَخٌ لَكَ فِي الدِّينِ، وإِمَّا نَظِيرٌ لَكَ فِي الْخَلْقِ).
ثمَّ أوصاه أن يعفو ويصفح عمَّن أساء واجترأ عليه، أو على خاصته، قال (عليه السلام): (فَأَعْطِهِمْ مِنْ عَفْوِكَ وصَفْحِكَ مِثْلِ الَّذِي تُحِبُّ وتَرْضَى أَنْ يُعْطِيَكَ اللَّهُ مِنْ عَفْوِهِ وصَفْحِهِ).
ثمَّ دعاه إلى أن لا يميّز بين القريب والبعيد في عطاءاته من بيت المال؛ لأنَّ المسلمين سواءٌ في تناول الحقوق المالية من بيت المال، وقد عانى الناس من التمييز في العطاء أثناء العهد السابق، فكان ذلك من الأسباب التي دعتهم إلى الثورة على الخليفة الثالث.
فقد قال (عليه السلام): (أَنْصِفِ اللَّهَ وأَنْصِفِ النَّاسَ مِنْ نَفْسِكَ ومِنْ خَاصَّةِ أَهْلِكَ ومَنْ لَكَ فِيهِ هَوًى مِنْ رَعِيَّتِكَ، فَإِنَّكَ إِلاَّ تَفْعَلْ تَظْلِمْ، ومَنْ ظَلَمَ عِبَادَ اللَّهِ كَانَ اللَّهُ خَصْمَهُ دُونَ عِبَادِهِ).
ايها الاخوة ان نجاح المجتمعات وازدهارها لطالما كان ولا يزال مرهونا بالعدل والتسامح وتأمين الحريات الاساسية والانسانية بشكل عام، سيما الحريات السياسية، وهذا ما يضعكم في مسؤولية اقامة انتخابات حرة ونزيهة وبأسرع وقت ممكن لشغل السلطات التشريعية والتنفيذية بمن يستحقها، ويرفع عنك اللوم والتحريض والتهمة في استئثاركم بالسلطة.
فيما يعد ذلك رسالة مطمئنة للمجتمع الدولي الذي يترقب الاوضاع في اليمن بعين من الريبة والشك بسبب الحملات التي تشنها بعض الانظمة والجهات على مشروعكم لأهداف سياسية وطائفية مكشوفة.
كما تلفت المؤسسة الى ضرورة ايفادكم وبشكل سريع الى الدول الاسلامية لتطمينهم وارسال ممثلين الى الهيئات الدولية سواء الامم المتحدة او الجامعة العربية او المنظمات الاقليمية لإيضاح مشروعكم الوطني والانساني في البلاد، ورفع اللبس عمن يسعى الى تشويه الحقائق.
والله ولي التوفيق