الإمام الصادق وعبقرية الكيمياء

مروة حسن الجبوري

2016-07-26 07:19

عودة قريبة أيها القارئ العزيز، في وقت سابق طرحنا نظرية الإمام الصادق عليه السلام وما مدى أهميتها ، وكيف استفادت منها البشرية بالاختراعات التكنولوجية، وها نحن نلتقي في لقاءنا الثاني في رحاب الإمام الصادق (عليه السلام) ، نتناول نظرية أخرى لا تقل أهمية عن النظرية السابقة، الا وهي "عبقرية الكيمياء" لا احد منا لا يتذكر درس الكيمياء ومعلمه، وكيف كانت المادة كابوسا عند بعض الطلبة، والبعض كان يتعامل معها كمسالة نجاح ودرجة لا غير، لكن هل سألنا يوما ماذا تعني الكيمياء؟، نعم أعلم أنه ذكر تعريفها اللغوي في المنهاج ، لكن هل بحثتم عن مخترع هذا العلم ومن الذي وضع الأسس العلمية الحديثة والمعاصرة للكيمياء، وشهد على براءة اختراعه من علماء الغرب قبل العرب، حتى استحق إن يكون العالم الأول في العلوم البشرية.

الإمام الصادق واختراع الكيمياء

الإمام الصادق (عليه السلام) العالم الأول والفيلسوف الرائد الذي كان على علم بخواص الأشياء منفردة ومركّبة، وأنه درّس علم الكيمياء في مدرسته قبل اثني عشر قرناً ونصف قرن، من خلال الحلقات العلمية والنظريات التي كانت تزدهر في عصره، وكانت الوفود تقف عند داره لعلها تغرف من فيض علمه، ويرجعون إلى أهلهم عالمين وعندما يسألوهم من أين لكم هذا؟، يقولون انه من جعفر بن محمد الصادق (ع) فكان يحدث كل رجل بلغته ويكلمه بكلام يحمله عقله.

أشهر تلامذة الإمام الصادق (ع) جابر بن حيان

أشهر تلامذة الإمام في هذا العلم "هو جابر بن حيان"، ، فهو أول من اشتغل بالكيمياء القديمة ونبغ فيها، حتى أن العرب أطلقوا عليه بـ "صنعة جاب" ، فكان من المجتهدين في عصره فهو من أول من استعمل الميزان الحساس والأوزان متناهية الدقة في تجاربه المخبرية، وقد ترك موسوعة علمية ضخمة تقدر بألفي كتاب دوّن، وألف خمسمائة رسالة من تقريرات الإمام في علمي الكيمياء والطب في ألف ورقة (22) وقد ذكر له كتبا ورسائل في مختلف العلوم ولا سميا في الكيمياء، والطب، والفلسفة والكلام.

أذا تطرقنا إلى مجال اكتشاف الكيمياء ماذا نجد؟

علم الكيمياء هو تحويل، المواد الطبيعية الخام إلى مواد أخرى يسهل على الإنسان استخدامها في حياته اليومية، فاستطاع أن يكتشف علم الكيمياء، من البترول ومشتقاته بعض المواد مثل البنزين والسولار والقار والزفت والإسفلت ، وغيرها من المواد التي يسهل على الإنسان استخدامها.

قسم الكيمياء إلى عدة فروع:

الكيمياء التحليلية: هي تحليل عينات من المادة لمعرفة التركيب الكيميائي لها وكيفية بنائها.

الكيمياء الحيوية : هي دراسة المواد الكيميائية, والتفاعلات الكيميائية التي تحدث في الكائنات الحية.

الكيمياء غير العضوية: هي دراسة خواص وتفاعلات المركبات غير العضوية، ولا يوجد هناك حد واضح للتفريق بين الكيمياء العضوية وغير العضوية, كما أن هناك تداخل كبير بينهما, ويكون أهمه في فرع أخر يسمى كيمياء الفلزات العضوية.

كيمياء عضوية: هي دراسة تركيب, وخواص, وتفاعلات المركبات العضوية.

الكيمياء الفيزيائية: هي دراسة الأصل الفيزيائي للتفاعلات والأنظمة الكيميائية. ولمزيد من التحديد فإنها تدرس تغييرات حالات الطاقة في التفاعلات الكيميائية. ومن الفروع التي تهم الكيميائيين المتخصصين في الكيمياء الحرارية, الكيمياء الحركية, كيمياء الكم, الميكانيكا الإحصائية, علم الأطياف.

فهرس كلمة" الكيمياء

كيمياء هي في الأصل كلمة عربية مثل السيمياء، مأخوذة من (الكَمِيّ) وهو الشجاع، و(المُتَكَمِّي) في سلاحه أي المتغطي المتستِّر بالدرع والبيضة، وسُمِيت كذلك لأن الكيميائيين القدماء كانوا يحتفظون بمعلوماتهم سرية عن الآخرين، وتعنى كمصطلح: العلم الذي يدرس المادة وتفاعلاتها وعلاقاتها بالطاقة. ونظرا لتعدد واختلاف حالات المادة, والتي عادة ما تكون في شكل ذرات, فإن الكيميائيين غالبا ما يقوموا بدراسة كيفية تفاعل الذرات لتكوين الجزيئات وكيفية تفاعل الجزيئات مع بعضها البعض.

الإمام الصادق والإعجاز ألقرآني

أهل البيت (ع) هم اعلم بالقرآن بظاهرة و باطنه منا، فعدما نطبق نظرية الإمام الصادق (ع) مع آيات القران الكريم نجد هنالك علوم كثيرة أشارت ليها الآيات القرآنية، حول الكيمياء، حيث أشار وبصريح الآية إلى أصغر وأهم شيء في عالم الكيمياء وهي (الذرة) منذ ألف وأربعمائة عام من قوله تعالى في سورة الزلزلة ( فمن يعمل مثقال ذرة خيرا يره) وكذلك في قوله ( وأنزلنا الحديد فيه بأس شديد ومنافع للناس) هذه الآية تبين أن الحديد قد أنزل من السماء وها هو قد جاء الوقت والعلماء في هذا العصر يتناولون هذه القضية، والحقيقة أن هناك الكثير من الآيات القرآنية التي تبين الإعجاز القرآني في علم الكيمياء وصحة النظرية ، حيث تم الحجة عليهم وبالدليل العقلي والنقلي.

وفي ضوء الحقائق العلمية المتوترة، أول ما يسترعي انتباه القارئ هي" الذرة "!!، التي تميزت بفرع مستقل في علم الكيمياء هو (الكيمياء الذرية)، وتعتبر الذرة أصغر جزء من أجزاء العنصر ويستمد منها صفاته، بل إن القرآن الكريم قد جذب النظرَ إلى حقيقة وجود ما هو أصغر من ذلك الجزء، {ولا أصغر من ذلك ولا أكبر إلا في كتاب مبين} (يونس:61) وكأنه يريد أن يوصل رسالة تنبيه ، ذرة تحتوي على الكترونات، وبروتونات، ونيوترونات، ومن الناحية الكيميائية فإن العنصر الواحد يمتلك ذرات متشابهة ، وذكر أيضا لفظة "ملح"، ووردت كذلك لفظة "ماء"([6])، وهما لفظتان تعبران عن مركبين من المركبات الكيماوية.

أقوال الغرب في علم الكيمياء؟

قال برت يلو (Berthelot): "إن لجابر الكيمياء ما لأرسطو في المنطق". قال أيضا الفيلسوف الإنكليزي فرانسيس باكون: (إن جابر بن حيان هو أول من علم علم الكيمياء للعالم، فهو أبو الكيمياء)

يقول ماكس مايرهوف: يمكن إرجاع تطور الكيمياء في أوروبا إلى جابر ابن حيان بصورة مباشرة. و دليل على ذلك أن كثيراً من المصطلحات التي ابتكرها ما زالت مستعملة في مختلف اللغات الأوربية ،عمد جابر بن حيان إلى التجربة في بحوثه، وآمن بها إيمانا عميقا وكان يوصي تلاميذه بقوله: "وأول واجب أن تعمل وتجري التجارب، لأن من لا يعمل ويجري التجارب لا يصل إلى أدنى مراتب الإتقان. فعليك يا بني بالتجربة لتصل إلى المعرفة".

ماذا تعلم جابر بن حيان من مدرسة الإمام الصادق (ع)؟

اكتشف من نظريات الإمام ودروسه فكأن ( أول من استحضر ماء الذهب ، أول من أدخل طريقة فصل الذهب عن الفضة بالحلّ بواسطة الأحماض وهي الطريقة السائدة إلى يومنا هذا ، أول من اكتشف حمض النتريك ، أضاف جوهرين إلى عناصر اليونان الأربعة وهما (الكبريت والزئبق) وأضاف العرب جوهرا ثالثا وهو (الملح)، أول من اكتشف حمض الكبريتيك وقام بتسميته بزيت الزاج ، أدخل تحسينات على طرق التبخير والتصفية والانصهار والتبلور والتقطير)، وقد تمكن جابر من تحقيق وتطبيق طائفة كبيرة من النظريات العلمية، أهمها تحضير (حامض الكبريتيك) بتقطيره من الشبّة. وسمّه (زيت الزاج).كما حضر (حامض النتريك) و (ماء الذهب) و(الصودا الكاوية)، نجح في وضع أول طريقة للتقطير في العالم.فقد اخترع جهاز تقطير ويستخدم فيه جهاز زجاجي له قمع طويل لا يزال يعرف حتى اليوم في الغرب باسم "Alembic" من "الأمبيق" باللغة العربية. وقد تمكن جابر بن حيان من تحسين نوعية زجاج هذه الأداة بمزجه بثاني أكسيد المنجنيز، صنع ورق غير قابل للاحتراق.

لو لا مدرسة الإمام الصادق (ع) لما عرف جابر؟

يعد العالم الجليل جابر بن حيان ،مفخرةً من مفاخر المدرسة الجعفرية ، من العلم والمعرفة ، فقد بلغ عدد مؤلفاته ثلاثة آلاف كتاب ورسالة في مختلف العلوم، وجلها في العوم النظرية والطبيعية التي تحتاج إلى زمن طويل في تجاربها وتطبيقاتها، لجدير بالتقدير والإكبار، لو لا مدرسة الإمام الصادق وعلومه لما عرف جابر وما نال درجة العالم العربي واشتهر بأفكاره واختراعاته العملية ، إلى يومنا هذا ، يكفيه فخرا انه كان تلميذ أمام صادق ، يعيش جابر بن حيان في مدينة دمشق القديمة، حيث كان يقضي معظم يوم في غرفة منعزلة يعكف على دراسة الكيمياء ، وتوفي جابر وقد جاوز التسعين من عمره في الكوفة بعدما فر إليها من العباسيين بعد نكبة البرامكة، سجن في الكوفة وظل في السجن حتى وفاته سنة 197هـ (813 م)[6][7] وقيل أيضا 195 هـ/810 م.

أطلقت عليه العديد من الألقاب، منها "الأستاذ الكبير" و"شيخ الكيميائيين المسلمين" و"أبو الكيمياء" وكذلك لُقِّب "علم الكيمياء" نسبة إليه صنعة جابر. بلغ مجموع ما نسب إلى ابن حيان من مساهمات إلى ما يقرب من 3,000 مخطوطة، هذا وهو تلميذ فكيف كان علم الامام الصادق (عليه السلام) هذا ما علينا ان ندركه أن علم أهل البيت (عليهم السلام ) هو من علم الله بمعناه الشامل أي معرفة الشيء كما هو في حقيقته وواقعته ،كما قال جابر بن حيان الفيلسوف التلميذ عند العقل والعلم والنور كلمات مترادفة.

.............................
المصادر:
من موسوعة الامام الصادق (عليه السلام )
حياة الامام الصادق (علية السلام )
الامام الصادق كما عرفه علماء الغرب بحار الانوار ج 47 الامام الصادق ( عليه السلام )
مصباح الشريعة للأمام الصادق (عليه السلام )
في رحاب الامام الصادق (عليه السلام )

ذات صلة

التنمية المتوازنة في نصوص الإمام علي (ع)أهمية التعداد السكاني وأهدافهالموازنة في العراق.. الدور والحجم والاثرفرصة الصعود في قطار الثقافةموقع العراق في سياسة إدارة ترامب الجديدة