بداية المعجزة
فهيمة رضا
2016-04-23 05:17
بيت عتيق ...والضجيج يعم المكان وتعلو الأصوات... منهم من يطوف حول البيت المبارك
ومنهم من يناجي ربه وهناك اخرون يناجون اللات والعزى ...
فئة من الناس خُلق ليترقب ماذا يحدث هنا وهناك! الجميع في حالة مختلفة! الطيور، الهواء، الناس الجبال، حتى الكعبة ... الجميع يشعر بشعور مختلف كأن شيئا ما سيحدث ...
أصبح الجو خانقا لامرأة حامل تمر بأصعب ساعات حملها (لحظة الولادة)..
بينما تمسح العرق من جبينها، وتنظر الى الجبال الشامخة حول الكعبة، ربما تتمنى ان تصبح حجارة ولا تمر بهذه اللحظات العسيرة..
ربما تتمنى ان تكون جبلا لتستطيع تحمل هذه الساعات القاتلة ....
ضجيج الناس يزيد في رهبتها من أمرها ..!
مرهقة حقا، ليس بإستطاعتها حتى ان تكمل مسيرتها ...
ركلة قوية من الجنين تجعلها اكثر ارهاقا، حتى تكاد تختنق، واصبحت دقات قلبها تتسارع
يكاد ينفجر قلبها وكأنه مصمم على الخروج من صدرها بأقصى سرعة..
هذه العقبات تجعلها في حالة غريبة، يصعب عليها التنفس، لم تعرف السبب! ماذا دهاها؟ هذه ليست اول مرة !ولكن هناك فرق كبير بين هذا ومن جاء قبله.... !
انه استثناء
منذ البداية كانت تشعر بهذا ...لهاث انفاسها ينبئ عن شدة امرها، تناجي رب هذا البيت، يكاد يصبح ظنها يقينا، كأن شيئا ما سيحدث...
شيء عظيم له صلة بهذ الطفل ...فجأة انشق جدرا البيت وكأن في داخل البيت العتيق الحور واقفة صفا صفا لتستضيف هذه العظيمة، فاطمة بنت أسد، ستصبح ام أسد!
دخلت و بعد دخولها رجع كل شيء كما كان كأن شيئا لم يحدث !
اصبح الناس في حالة اندهاش ورهبة ورعبا، وهم يتساءلون ماذا جرى؟
المرأة المسكينة مجهول قدرها ماذا سيجري لها؟... ستموت بلا شك...
سيحدث أمر ما.....
لغز كبير، انتشر الخبر بسرعة كبيرة في كل انحاء مكة..
اخذ الجميع يتكلم عن هذ الموضوع، بعض منهم لم يصدق هذا الخبر ويقول انه خبر لا يدخل في عقل أي أحد كذب بلا شك !بعض منهم اخذ يراقب تارة !ويمرر يديه على الجدار ويفحص الانشقاق الموجود على الجدار تارة اخرى.. !
بين ضجيج الناس واحاديثهم المزركشة كان ابو طالب يمر بأصعب لحظات حياته، مضت أيام ولم يعرف ماذا جرى لزوجته! وجنينها الآتي، كان قلقا للغاية وكأنه ينتظر حدوث أمر عظيم ...
هدأت الأنفس وكادت العيون ان تخرج من محاجرها، وفتح الجميع افواههم دهشة، وأرتسمت ملامح الاستغراب على تقاطيع الوجوه.. انها ام أسد تخرج من الكعبة تحمل بين يديها النبأ العظيم (علي) إنها البداية فقط.