بكَ أبدأ

شبكة النبأ

2024-09-18 04:31

شعر: أديب عبدالقادر أبو المكارم

مِنْ أينَ أبدأُ؟ كلُّ آياتِ الهوى --- بِكتابِ خدِكَ تستَفِزُّ خشوعي

ويَفيضُ مِنْ صوتي حنينُ تلاوةٍ --- وتَهلُّ محرمَةً لِذكَ دموعي

فإذا (مَقامُ) الصَّبِّ يا أملي (صبا) --- ما (قرَّ) حيثُ (جوابُهُ) بِضلوعي

ويَخِرُّ قلبي مُثقلاً بِغرامِهِ --- وأقولُ: يا اللهُ! زِدْ بِوقوعي

زِدْ مُهجتي وَلَعًا بِمنْ أحببتَهُ --- فهواهُ في دربي الطويلِ شموعي

فهو الرؤوفُ هو الرحيمُ (محمدٌ) --- وبيومِ حشري مُنقذي وشفيعي

هو خيطُ شَمسٍ نحوَ حُبِّكَ سيدي --- مَغنايَ نحوَ عبادتي وربوعي

وهواكَ رَبِّي دونَ حُبِّ محمدٍ --- مِثلُ الحديثِ المرسلِ الموضوع

كمْ تَنحني الدُّنيا له في دَهشةٍ --- لِعظيمِ خُلقٍ رائعٍ وبديعِ

ويصوغُ مِنهُ الأفقُ وِردَ صلاتِهِ --- وتَشمُّهُ الأرضونَ وَردَ رَبيعِ

**

أمحمدٌ لا زِلتَ لُغزًا حائرًا --- بِنُهىٰ الورى ويَحارُ فيهِ جوابُ

تَتَماوجُ الدُّنيا بِعينِكَ سُكرًا --- إذْ صِيغَ مِنها للسلامِ قِباب

تَمتَدُّ نحوَ الشوكِ وردًا يانِعًا --- نَهرًا عطوفًا رحمةً تنساب

والشوكُ يُدمي الوردَ عمدًا أو عمىً --- وتُصِّرُّ تَمسحُ عينَهُ وتُصاب

وتمدُّ كفَكَ للسلامِ، يَنَالُها --- فكٌّ عَضوضٌ فاغرٌ سَبَّاب

لكنَّها أبدًا تظلُ رحيمةً --- تَهبُ الوفاءَ وعطفُها سيَّاب

يا نَغمةً مُنسابةً في ضَجَةٍ --- سَكَنتْ لها الأرواحُ والألباب

فأتوك أفواجًا لِدينِكَ خُشَّعًا --- وبِشخصِكَ الفَذِّ المُعظَّمِ ذابوا

ونَزَعتَ ما بصُدُورِهم مِنْ غِلظَةٍ --- وهتفتَ دِينُكَ بالعقولِ يُصاب

سُبحانَ مَنْ أعطاكَ بعضَ صفاتِهِ --- فَخَلقتَ وعيًا والعقولُ تُهاب

**

يا طَلعَةَ الفجرِ المُنيرِ تَرقرَقتْ --- في كفِكَ الأضواءُ والأنوارُ

سالتْ بِمكةَ فاستنارَ بِها الهُدى --- وبطيبةٍ فسما بها الأحرار

مِنْ فَجرِكَ انبلجَ الضياءُ فأغرقَ الـ --- ـظلماتِ حتى شَعَّتِ الأفكار

بِجناحِ زوجٍ وابنِ عمٍ وابنةٍ --- حلَّقتَ فالدُّنيا هُدى ومنار

وصَنعتَ بالأخلاقِ عالمكَ الذي --- تحنو لهيبةِ ضوئهِ الأقمار

وَرَبتْ على تلكَ الفضائلِ أمةٌ --- فَتَفتَحتْ في كفِها الأزهار

بِكتابِكَ القُدسيِ أوقدتَ الهُدى --- فَبِهِ القلوبُ معَ العقولِ تُثار

ولِدينِ ربِّكَ قد دعوتَ بِحكمةٍ --- لا السيفُ يحكمُ لا ولا الإجبار

إيهٍ أبا الزهراءِ! صوتُكَ لم يزلْ --- فينا وقلبُكَ للحياةِ مَدار

وضياكَ يخترقُ الحواجزَ والمدى --- ما كانَ يُبصرُ دونَهُ الإبصار

ذات صلة

كيفَ تُمنَع الحكومات من ظلم الشعوب؟مركز الفرات ناقش تحديات الاقتصاد العراقي بين التهديدات الإقليمية والأزمات العالميةلماذا نحتفي بالمولد النبوي؟عندي البديل الاصليالإطاحة بالدولة