معاني وألقاب بقية الله

(روحي لتراب مقدمه فداء)

مجاهد منعثر منشد

2017-05-09 12:57

ليت شعري اين استقرت بك النوى؟ أم أي أرض تقلك أو ثرى؟ أبرضوى أم غيرها؟ أم ذي طوى؟ عزيزٌ علي أن أرى الخلق ولا تُرى.

قال الرسول الاكرم (صلى الله عليه وآله): ((من مات ولم يعرف إمام زمانه، مات ميتةً جاهليّة))(1).

سألني بعض الإخوة لماذا تسمي الإمام الحجة (عجل الله تعالى فرجه) باسم بقية الله؟ فبحثت في بطون الكتب لكتابة مقال يخص ألقاب وأسماء الإمام صاحب الزمان (عجل الله تعالى فرجه)، ووجدت أن الأسماء كثيرة وهي شائعة.

والافضل دائما في زمن الغيبة أن لاننادي مولانا الحجة (عجل الله تعالى فرجه) باسمه الصريح خوفا عليه، وكونه إمام زماننا، وانشاء الله نكون من المخلصين المحبين الداعين اليه.

الأوّل:

بقية الله: وأول آية قرآنية ينطق بها مولانا بقية الله (عجل الله تعالى فرجه) هي ((بَقِيَّتُ اللَّهِ خَيْرٌ لَكُمْ إِنْ كُنْتُ مُؤْمِنِينَ...)) (2).

لذلك يستحسن أن ننادي الإمام في زمن الغيبة ببقية الله (عجل الله تعالى فرجه)، وعندما نسلم عليه (عليه السلام) نقول: ((السلام عليك يا بقية الله في أرضه)) (3).

الثاني: ومن ألقابه الشائعة:

الحجة: إنّ لقبه (عليه السلام) -حجة الله- بمعنى غلبة الله أو سلطته على خلقه؛ لإنّ كليهما يتحققان عند ظهوره (عجل الله تعالى فرجه)، وهي من اختصاصه (عليه السلام)، بحيث لو ذكر بدون قرينة لكان المقصود هو لا غيره، وأن نقش خاتمه (عليه السلام) ((أنا حجة الله)).

الثالث:

الخلف، والخلف الصالح: فهو (عليه السلام) خلف جميع الأنبياء والأوصياء، ووارث جميع صفاتهم وعلومهم وخصائصهم، وسائر مواريث الله التي كانت لديهم.

ذُكر في حديث اللوح المعروف الذي رآه جابر عند فاطمة الزهراء (عليها السلام)، بعد ذكر الإمام الحسن العسكري عليه السلام انّه: ((... ثم أكمل ذلك بابنه رحمة للعالمين، عليه كمال موسى، وبهاء عيسى، وصبر أيوب،...)) (4).

وجاء في رواية المفضّل المشهورة انّ الإمام (عليه السلام) حينما يظهر يدخل الكعبة، ثم يسند ظهره إليها ويقول: ((يا معشر الخلائق ألا ومن أراد أن ينظر إلى آدم وشيث فها أنا ذا آدم وشيث...)) (5).

الرابع:

الشريد: والشريد بمعنى الطريد من قبل هؤلاء الناس الذين ما رعوه حقّ رعايته، وما عرفوا قدره وحقّه (عليه السلام)، ولم يشكروا هذه النعمة؛ بل سعى الأوائل بعد اليأس من الظفر به، والقضاء عليه، إلى قتل وقمع الذريّة الطاهرة لآل الرسول (صلى الله عليه وآله وسلم)، وسعى مخالفيهم إلى إنكاره ونفي وجوده باللسان والقلم.

وقد قال هو (عليه السلام) لإبراهيم بن عليّ بن مهزيار: ((إنّ أبي صلوات الله عليه عهد إليّ أن لا أوطّن من الأرض إلاّ أخفاها وأقصاها؛ إسراراً لأمري، وتحصيناً لمحلّي من مكائد أهل الضلال والمردة، - إلى أن قال: - فعليك يا بني بلزوم خوافي الأرض، وتتبعّ أقاصيها، فانّ لكلّ وليّ من أولياء الله عز وجل عدوّاً مقارناً وضدّاً منازعاً...)) (6).

وقد ذكر الأئمة (عليهم السلام) هذا اللقب كثيراً لاسيما الإمام أمير المؤمنين والإمام الباقر (عليهما السلام).

الخامس:

الغريم: والغريم بمعنى الدائن والمقرض، ويستعمل هذا اللقب تقيّة، كما يستعمل لقب الغلام له (عليه السلام) وهو من ألقابه الخاصة، ويُطلق عليه في الأخبار كثيرا ً.

قال العلامة المجلس (رض): يحتمل أن يكون المراد من الغريم هو المعنى الثاني أي المدين، وذلك لتشابه حاله (عليه السلام) مع حال المديون الذي يفرّ من الناس مخافة أن يطالبوه، أو بمعنى انّ الناس يطلبونه (عليه السلام) لأجل أخذ الشرايع والأحكام، وهو يفرّ عنهم تقيّة، فهو الغريم المستتر صلوات الله عليه.

السادس:

القائم: قد روي انّه (عليه السلام) سمّي بالقائم؛ لقيامه بالحق. (7)، أي القائم في أمر الله؛ لأنّه ينتظر أمره تعالى، ويرتقب الظهور ليلاً ونهارا ً.

وروي عن أبي حمزة الثمالي انّه قال: سألت الباقر (صلوات الله عليه): يا ابن رسول الله ألستم كلّكم قائمين بالحق؟ قال: ((بلى، - قلت: فَلِمَ سمّي القائم قائماً؟ - قال: لما قتل جدي الحسين (صلوات الله عليه) ضجّت الملائكة إلى الله عز وجل بالبكاء والنحيب، وقالوا: إلهنا وسيدنا أتغفل عمّن قتل صفوتك وابن صفوتك، وخيرتك وابن خيرتك من خلقك، فأوحى الله عز وجل إليهم: قرّوا ملائكتي فوعزّتي وجلالي لأنتقمنّ منهم ولو بعد حين، ثم كشف الله عز وجل عن الأئمة من ولد الحسين (عليهم السلام) للملائكة، فسرّت الملائكة بذلك، فإذا أحدهم قائم يصلّي، فقال الله عز وجل: بذلك القائم أنتقم منهم)) (8).

واستحباب القيام عند ذكر هذا الاسم المبارك تعظيماً له (عجل الله تعالى فرجه).

وعن الامام الصادق (عليه السلام) أنه قال: ((من مات منكم وهو منتظر لهذا الأمر؛ كمن هو مع القائم في فسطاطه)) (9).

السابع:

مُ حَ مَّ دْ: وهو اسمه الذي سمّي به، كما ورد في الأخبار الكثيرة المتواترة من طرق الخاصة والعامة.

عن رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم انّه قال: ((المهدي من ولدي اسمه اسمي)) (10).

الثامن:

المنتظر: يسمى بالمنتظر، لأنّ الناس كانوا ولا يزالون ينتظرون ظهوره وخروجه، لتطهير الأرض من كل ظلم وجور.

سئل الإمام محمد الجواد (عليه السلام): يا بن رسول الله ولم سمي: القائم؟ قال: ((لأنه يقوم بعد موت ذكره، وارتداد أكثر القائلين بإمامته - فقيل له: لم سمي: المنتظر؟ قال: لأنّ له غيبته تكثر أياّمها، ويطول أمدها، فينتظر خروجه المخلصون، وينكره المرتابون))

التاسع:

صاحب الأمر: يسمى بصاحب الأمر، لأنه أقام الحق الذي فرض الله طاعته على العباد في قوله تعالى: ((أطيعوا الله وأطيعوا الرسول وأولي الأمر منكم))، حيث صرحت الأحاديث الصحيحة أنّ ((أولي الأمر)) هم أئمة أهل البيت (عليهم السلام).

العاشر:

احمد: روى الشيخ الصدوق في (كمال الدين) عن أمير المؤمنين (عليه السلام) أنه قال: ((يخرج رجل من ولدي في آخر الزمان - إلى أن يقول - له اسمان اسم يخفى، واسم يعلن، فامّا الذي يخفى فأحمد)) (11).

أحدى عشر:

المهدي: عن الامام أمير المؤمنين علي (عليه السلام): ((اسم المهدي: محمد)). وقد سُمِّي بالمهدي، لأن الله تعالى يهديه ويرشده إلى الأمور الخفيّة التي لا يطّلع عليها أحد، وإليك الحديث التالي:

قال الإمام محمد الباقر (عليه السلام): ((إذا قام مَهْديُّنا أهل البيت، قَسَّم بالسويّة، وعَدل في الرعيَّة، فمن أطاعه فقد أطاع الله، ومن عصاه فقد عصى الله، وإنما سُمّي المهدي؛ لأنه يُهدي إلى أمْرٍ خفي)) (12).

وعن أبي سعيد الخدري قال: قال رسول الله (صلى الله عليه وآله): ((إسم المهدي اسمي)) (13).

اللّهم عرّفني نَفْسَكَ، فَإنَّكَ اِن لَم تُعرّفْني نَفْسَكَ لَم اَعرِفْ نَبِيّيك.

اللهمَّ عَرّفْني رَسولَكَ، فإنَّكَ اِن لَم تُعرّفْني رَسولَكَ لَمْ اَعرفْ حُجَتَك.

اللّهمَّ عَرِّفْني حُجّتَكَ، فإنَّكَ اِن لَمْ تُعرّفْني حُجّتَكَ ضَلَلْتُ عَن ديْني، يا أللهُ يا رَحْمنُ يا رَحيم يا مُقلِّبَ القلُوبِ ثَبِّتْ قَلْبي على ديْنِك.

..........................
المصادر:
1. حديث مشهور تناقله علماء الطرفين في مجاميعهم الحديثية بتعابير تتّفق في مضمونها _ انظر _ على سبيل المثال _ مسند أحمد 3: 446 و4: 96، المعجم الكبير للطبراني 12: 337، و19: 335 و338، و20: 86، كبقات ابن سعد 5: 144، مصنّف ابن أبي شيبة 8: 598 / ح 42. وانظر تفاسير الطرفين، في تفسير آية (يَوْمَ نَدْعُوا كُلَّ أُناسٍ بِإِمامِهِمْ) أي بإمام زمانهم. انظر الفردوس للديلمي 5: 528 / ح 8982.
2. هود: 86.
3. كمال الدين 1: 331/ ضمن حديث 16/ باب 32.
4. الكافي 1: 528؛ كمال الدين 1: 310/ ح 1/ باب 28.
5. البحار 53: 9.
6. البحار 52: 34، ضمن حديث 28.
7. الإرشاد: 364، عنه البحار 51: 30/ ح 7
8. دلائل الإمامة: 452؛ البحار 51: 28/ ح 1.
9. البحار: 52/ 126 ح 18
10. البحار 51: 72، ضمن حديث 13.
11..- كمال الدين (الصدوق): ص 653، ج 2
12. الغيبة للطوسي: ص 471.
13. الإمام المهدي – عليه السلام – من المهد إلى الظهور للعلامة الخطيب السيد القزويني ص 27

ذات صلة

عالم الإسلام متماثلا اجتماعيا وثقافيا.. الطاقة الممكنةصناعة الاستبداد بطريقة صامتةوزارتا التربية والتعليم العالي في العراق مذاكرةٌ في تجاذبات الوصل والفصلالجنائية الدولية وأوامر الاعتقال.. هل هي خطوة على طريق العدالة؟التناص بوصفه جزءاً فاعلاً في حياتنا