الغرب والشرق في القيادة والنقد

د. محمد القريشي

2019-01-30 04:40

١- في قيادة الدول الغربية يحاط "الرأس" عادة بمجموعة مستشارين وإداريين تسمى (فريق العمل) ويحاط الرأس في دول الشرق بمجموعة افراد تسمى الحاشية..

٢- وفِي القيادة الغربية يلازم الرأس اسم فريقه ولهذا نسمع عن (إدارة اوباما وإدارة كلنتون وغير ذلك)... بمعنى ان من يصنع المنجز هو الفريق بأكمله وليس الفرد لوحده وفِي القيادة الشرقية يذكر اسم الرأس عادة دون حاشيته..

٣- فريق العمل يصنع القائد الناجح في الغرب من خلال دعمه في الانتخابات او تقديم الاستشارات او الخدمات النوعية له، وفِي الشرق يصنع القائد حاشيته من خلال اختيار المقربين وتقديم الامتيازات لهم.

٤- في القيادة الغربية يحتاج الرأس دوما الى فريقه لأنه يحكم به ويدير معه وفِي القيادة الشرقية تحتاج الحاشية دوما الى الرأس لأنها يعيش بها وعليها!!

٤- قاعدة (القائد من يحيط نفسه بقادة)، تطبق في الغرب ويبحث القائد الشرقي عن افراد عاديين يضعهم حوله لأنه يقلق من القادة.. القائد الشرقي يسرف في قلقه فيلجأ الى الاهل والأقارب ويحول المنصب الى (مشيخة) ويحكم في العواطف والمصالح الضيقة على خلاف الغربي الذي يحكم بالعقلانية ومصالح المؤسسة (منظمة او وطن او اَي شيء)..

اما النقد... اوف اوف من النقد!!!!

يبحث القائد الغربي عن النقد ويعيد النظر بقيمة أعضاء فريقه استنادا الى حركة النقد الصادرة من كل عضو ونوعه ونتائجه على سير الأمور، فكم أسرف الفيلسوف الشهير سارتر في نقده للرئيس الفرنسي الأسبق ديغول وبالغ حتى بشتمه مقابل بقاء الاخير ثابتا على احترامه لسارتر لدرجة مخاطبته (ديغول يخاطب سارتر) بعبارة (سيدي الرئيس)!!!

وكم وجه الناس لومهم لديغول بسبب "رخاوته" مع سارتر الناقد المزعج مقابل تمسك ديغول به استنادا الى حكمته (بأن هيبة السلطة في فرنسا تتعزز مع وجود الرأي والراي الناقد... وأي رأي!!.. رأي سارتر طبعاً).

وكم وجه الناس لديغول دعوات بسجن (سارتر السيء) وعارضهم ديغول حسب قائلا: (وهل يُسْجَنْ فولتير؟؟).

هذا الفرق يفسر الى "حد كبير" طول المسافة الفاصلة بين الغرب والشرق...!!

https://www.facebook.com/383671029086793

...........................
* الآراء الواردة لا تعبر بالضرورة عن رأي شبكة النبأ المعلوماتية

ذات صلة

الإمام علي عليه السلام وتحجيم الجبروت والطغيانعلى حكومة السيد السوداني ان تكون أكثر حذراالمطلوب فهم القرآن بشكل جديد!مَعرَكَةُ بَدر هِيَ يَومُ الفُرقَانِ العَظِيمِ حَقَاًتعلم ثقافة السؤال بداية التعليم